بازگشت

المقدمة الاولي (بقلم العلامة السيد محمد المشكاة أستاذ جامعة طهران)


الحمد للَّه والصلوة علي محمّد وآله. قال تعالي : (أُدعوه خَوفاً وطَمَعاً).

نقدّم في هذه الوريقات إلي القرّاء، سيّما جماعة؛ تطمئنّ قلوبهم بذكر اللَّه: ما يسمّي ب «الصّحيفة الكاملة» [1] ويشتهر اليوم ب «الصحيفة السجّادية» منسوبة إلي من اشتهر بكثرة السّجود، وهو مولانا السجّاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام.

ذلك أنّ اللَّه تعالي قال: (أُدعوني أستجب لكم ). وقال: (إذا سألَكَ عِبادي عَنّي فإنّي قَريبٌ أُجيبُ دَعوَةَ الدّاعي إذا دعانِ فليستَجيبوا لي ). وَقال أيضاً: (الذين يَستكبرون عَن عِبادتي سَيَدخُلونَ جَهنّم داخرين ). [وفسّر بالدّعاء].

وقد تواترت أخبار الفريقين في فضله والحثّ عليه، حتّي صار شرعه من ضروريّات الدين، بل هو ضروريّ في سائر الأديان أيضاً.

ولَعلّ شدّة الاهتمام بالدّعاء هو السبب لتقدّم ظهور هذا الكتاب علي سائر الكتب.

فإنّ أوّل من صنّف في الإسلام: سلمان الفارسي، ثمّ أبوذر الغفاري، ثمّ الأصبغ ابن نباتة، ثمّ عُبيداللَّه بن أبي رافع. ثمّ سليم بن قيس الهلالي - من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام - ثمّ الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام.

هؤلاء ستّة رجال من زعماء الشّيعة صنّفوا قبل أن يمضي من الهجرة مائة سنة.

فكانوا قد حازوا قصب السّبق في مضمار التصانيف، وكان لهم فضل التقدّم علي مالك (93 - 179) وابن جريج (80 - 150) وسفيان الثوريّ (97 - 161) وابن إسحاق (المتوفّي سنة 151) وأضرابهم ممّن صنّفوا في صدر الإسلام [2] .

وإذ لم يبق بأيدينا ممّا خلّف هؤلاء السابقون كتاب تامّ سوي هذا الكتاب - وكتاب سليم - وكان سليم سابقاً عليه - فكان: هذا ثاني كتابين لم يظهر قبلهما في عالم الإسلام سوي القرآن المجيد.

مضي علي هذا الكتاب ثلاثة عشر قرناً، وهو أنيس لأكابر الزهّاد والصالحين، ومرجع مشارٌ إليه عند مشاهير العلماء والمصنّفين.

أومأ إليه فقيه الطائفة وشيخها الأقدم محمسد بن محمسد بن النّعمان المفيد (388 - 413) في الإرشاد عند آخر ترجمته مولانا علي بن الحسين عليه السلام [3] .

وصرّح به معاصره الثقة الجليل الشهير علي بن محمّد الخزّاز القمّي - «تلميذ الصدوق بن بابويه (بعد305ظ - 381) وأحمد بن عيّاش (المتوفّي سنة 401) وأبي الفضل الشّيباني» - في آخر كتابه «كفاية الأثر» [4] .

حيث روي عن علي بن الحسن، قال: حدّثنا عامر بن عيسي بن عامر السيرافي بمكتبة في ذي (ال)حجّة سنة إحدي وثمانين وثلثمائة، قال: حدّثني أبومحمّد الحسن ابن محمّد بن يحيي [بن] الحسن بن جعفر بن عبيداللَّه بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام قال حدّثنا محمّد بن مطهّر، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمير بن المتوكّل بن هارون البجليّ عن أبيه متوكّل بن هارون، قال: لقيت يحيي بن زيد - بعد قتل أبيه وهو متوجّه إلي خراسان، فما رأيت رجلاً في عقله وفضله مثله - (وساق الحديث إلي أن قال:) ثمّ أخرج لي صحيفة كاملة فيها أدعية عليّ بن الحسين عليه السلام.

ثمّ: يري ذكره في أقدم كتاب يختصّ بذكر مصنّفات الشيعة ورجالهم أعني فهرست شيخ الطائفة [5] رحمةاللَّه عليه (373 - 450) عندترجمة «متوكّل بن عمير».

وفي رجال الشيخ عند ترجمة «علي بن مالك» [6] وغيرهما.

وأمّا سائر كتب الحديث والرجال فقد تكرّر اسم الصحيفة ورجالها في أكثرها، لا تسع هذه المقدّمة بوجازتها إحصائها.

وناهيك في ذلك أنّ المولي محمّد تقي المجلسي أشار في بعض رواياته [إلي] أنّ له إليها ألف ألف سند، وفي آخر روايته الكبيرة للصحيفة قال: «ترتقي الأسانيد المذكورة هُنا إلي ستّة وخمسين ألف إسناد ومائة إسناد» [7] .

وإذا كانت روايات الكتاب متضافره، وعليه عبقة من مشكاة النبوّة، ونفحة من رياض الولاية، رأي المشايخ صدوره من الإمام المعصوم متيقّناً معلوماً.

فلمّا تناولته أيدي الناس ولم يقابله أحد بردٍّ أو إنكار طار صيته، وامتدّ ضياؤه، فأكبّوا علي استنساخه ومقابلته، وأخذ الإجازة علي روايته، ففي تداول الكتاب بينهم، وسيره مسير الصّبا، حتّي اشتهر ب «زبور آل محمّد» [8] و«إنجيل أهل البيت عليهم السلام» [9] ولمّا ينتصف القرن السادس للهجرة؛ إشارةٌ إلي أنّ انتسابه إليهم عليهم السلام لا يقصر عن نسبة الزبور إلي داود، والانجيل إلي عيسي .

فأقبل الناس علي شرحه ثمّ علي نقله إلي الفارسية، حتّي ذكر في كشف الحجب والأستار [10] حاشية، وترجمتين، وأحد عشر شرحاً علي الصّحيفة، مع أنّه فات منه شرح المولي محمّد صالح الروغني، وشرح الطريحي صاحب البحرين - والآقا حسين الجيلاني [11] - ولعلّ غيرها أيضاً.

هذه سبعة عشر شرحاً، مضافاً إلي ثلاثة شروح أخري سنشير إليها، فيصير المجموع عشرون شرحاً [12] لا يتقدّم واحد منها علي النصف الثاني من المائة التّاسعة للهجرة، ولا يتأخّر عن النصف الأوّل من المائة الثانية عشر.

فقد ظهر ثمانية عشر بل تسعة عشر منها في مدّة ثلاثة قرون في الدور الصفوي (907 - 1148) الذي هو من أزهي عصور العلم والدين.

وقد انتهي الأمر حينئذ بهذا الكتاب إلي أنّه لم يكن بإيران سيّما بأصفهان دار فيها القرآن الكريم. إلّا ومعه نسخة أو نسختان من الصحيفة الكاملة [13] .

وأمّا اليوم فقد أصبحنا ولا يعرفها من أبناء الزمان إلّا الخواص! تلك حال صحيفة سيّدنا ومولانا السجّاد عليه السلام وهي بأيدينا! وأمّا سائر أصول القدماء فقد ضاع أكثرها! والعارف بها يعدّ بالأصابع؛ نعوذ باللَّه من شرور أنفسنا [14] .

ولننظر إلي سند الصحيفة فنقول: إنّ طرق الأصحاب رضوان اللَّه عليهم، إلي عمير بن المتوكّل كثيرة لا تزيد علي الاستفاضة، بل تكاد تبلغ حدّ التواتر.

أمّا هو وأبوه المتوكّل فقد زُعم أنّهما مجهولان.

وهو باطل لوجوه:

الأوّل: أنّ ابن داود [15] أورد «المتوكّل بن عمير» في باب الموثّقين، وهذه قرينةعلي كونه ثقة غيرمجهول، كيف، وقد تسالم الأجلّاء، ومشايخ الإجازة، وأخيار الشيعة علي قراءة أدعية الصحيفة بعنوان الورود، وتلقّوها بالقبول، واتّفقوا علي الاعتماد عليها [16] لم يتوقّف أحد منهم بردٍّ أو إنكار.

مع أنّ كلاًّ من: رواية الجليل، وكون الراوي ممّن يروي عنه، أو عن كتابه جماعة، واعتماد الشيخ علي شخص، وكونه ممّن اتّفق الشيعة علي العمل بروايته، قرائن قويّة علي صحّة روايته.

فإنّ الإماميّة لمّا اشترطوا عدالة الراوي يجتنبون رواية المجاهيل والضّعفاء، ولا شكّ أنّ من كان ما روي عنه علي ما ذكرناه كانت عدالته محقّقة معلومةً عندهم، وإن لم يكن هو معروفاً عند أصحاب الرجال بما يزيد علي ذلك.

الثاني: أنّ الأمير ماجد بن جمال الدين محمّد الحسيني الدشتكي، ذكر في إجازة رواية الصحيفة المؤرّخة غُرّة شعبان سنة 1087 للمولي محمّد شفيع طريقه، وهو مباين للطّرق المشهورة بين الأصحاب، ذكر أنّه يروي الصحيفة عن أبيه، وهو عن عمّه، وهو عن أبيه، وهكذا ساق السند مسلسلاً بالآباء، إلي أن انتهي إلي محمّد بن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام [17] المشهور في كتب الأنساب والرجال.

وهذا طريق بديع ليس فيه ذكر من (عمير والمتوكّل)، وإن كان بعض الرواة داخلاً في ساير الأسناد أيضاً.

والسيّد جليل القدر معتمد عليه، فليضف سنده المذكور إلي السند المشهور حتّي تقرب الاستفاضة.

هذا، مع أنّهم صرّحوا بأنّ رواة الصحيفة عنه عليه السلام مستفيضة بل متواترة.

وظاهر الاستفاضة أن لا يكون عدد الرواة في أي طبقة أقلّ من ثلاثة رجال، فهي مستفيضة بل متواترة وإن خفي علينا ذلك.

والظاهر أنّ للشيخ والنجاشي طريقاً آخر غير الطرق الثلاث المشهورة عن الشيخ التي ينتهي كلّ منها إلي عمير بن المتوكّل.

وهي أنّه يروي الصحيفة عن أحمد بن محمّد بن عيسي (من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام) عن إسماعيل بن همّام البصري (من أصحاب الرضا عليه السلام) عن علي بن مالك.

وجلالة قدر أحمد وإسماعيل المذكورين تكفي في [اعتماد] الرواية عن علي بن مالك، مع أنّ ابن داود عدّه في الممدوحين.

مضافاً إلي أنّ المولي محمّد تقي المجلسي يروي الصحيفة مناولةً عن صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وعلي آبائه، في رؤيا بل (خلسة) مشهورة عنه، سَنعود إلي ذكرها، وله في ذلك [18] رواية، وإليه في رواياته الأخري إشارة.

والصحيفة متواترة عند الزيديّة أيضاً، نبّه إلي ذلك المولي المذكور [19] .

وشاهدت أنا أيضاً بعض أجلاء الزيديّة حينما اجتمعت بهم حيث كانوا يقابلون الصحيفة بكمال الخضوع والتعظيم ويحترمون شروحه خصوصاً شرح السيد علي خان الكبير [20] .

الثالث: إنّ أدعية الصحيفة بحُسن بلاغتها، وكمال فصاحتها، احتوت علي لُباب العلوم الإلهية، والمعارف اليقينيّة التي تنقاد لها العقول، ويخضع لها الفحول.

وذلك ظاهر لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.

فعباراتها دالّة علي أنّها فوق كلام المخلوق، فهي أرفع شأناً وأعلي مقاماً من أن تصل إليها يد أوهام الواضعين، سواء كانوا مشهورين عندنا أم مجهولين.

إذا ما صافح الأسماع يوماً

تبسّمت الضمائر والقلوبُ

قال بعض العرفاء: «إنّها تجري مجري التنزيلات السماويّة، وتسير مسير الصحف اللّوحيّة والعرشيّة».

ولذلك تري الوحيد البهبهاني [21] وغيره، يمثّلون - لما يكون في متنه ما يشهد بكونه من الأئمّة - بالصحيفة السجّادية.

قال ابن شهر آشوب (المتوفّي سنة 588) في المناقب [22] : «وذكر فصاحة الصحية الكاملة عند بليغ في البصرة، فقال: خذوا عنّي حتي أملي عليكم.

وأخذ القلم، وأطرق رأسه، فما رفعه حتّي مات».

عجبتُ وأعجب منّي امرؤٌ

رأي ما رأيت ولم يعجبِ

الرّابع: إنّه اعتمد عليه، ونقل عنه أئمّة المصنّفين في مثل هذا الشأن، بحيث لا يشذّ من كتب الأدعية المعتبرة واحد، وهم أقرب زماناً، وأوفي بصيرة منّا بأمثال ذلك.

فلنشر هاهنا إلي بعض ما وقفنا عليه من أدعية الصحيفة المنقولة في كتب الأقدمين حسب ما يقتضيه ترتيب تواريخهم:

1 - شيخ الطائفة (385 - 460) في كتاب (مصباح المتهجّد) الكبير، وهو أسبق كتاب كافل لأدعية السنّة وأعمالها.

أخذ ثمانية أدعية اكتفي في ثالثها باسم قائله عليه السلام وصرَّح في الباقي بأنّه دعاء علي بن الحسين عليه السلام من أدعية الصحيفة.

وهاك أساميها طبقاً لما في الصحيفة، وعلي ترتيبها:

1 - «دعاؤه عند الصبّاح والمساء».

2 - «دعاؤه في صلوة الليل».

3 - «دعاؤه عند ختمه القرآن».

4 - «دعاؤه إذا نظر إلي الهلال».

5 - «دعاؤه لدخول شهر رمضان».

6 - «دعاؤه لوداع شهر رمضان».

7 - «دعاؤه للعيدين والجمعة».

8 - «دعاؤه في يوم الأضحي والجمعة» [23] .

2 - قطب الدين سعيد بن هبة اللَّه الراوندي (المتوفّي سنة 573) أستاذ ابن شهر آشوب [24] .

فإنّه أورد في كتابه الموسوم ب «سلوة الحزين» المشهور بدعوات الرّاوندي ثلاثة من أدعية الصحيفة، أسندها إلي منشئها عليه السلام. وهي هذه علي ترتيب الصّحيفة:

1 - «دعاؤه عليه السلام بخواتم الخير».

2 - «دعاؤه عليه السلام عند المرض».

3 - «دعاؤه عليه السلام عند ذكر الموت» [25] .

ونسخة الكتاب موجودة عندنا.

3 - السيّد علي بن الحسين بن عبدالباقي (الذي أكثر النقل منه ابن طاوس سيّما في كتاب الإقبال).

في (اختيار المصباح) وهو معروف باختيار السيد ابن باقي. اختاره من المصباح الكبير للشّيخ الطوسي وزاد عليه، وفرغ من تأليفه سنة (...) [26] .

فإنّه حذف من الأدعية الثمان المذكورة في المصباح «دعاؤه عند ختمه القرآن».

واختار السبع البواقي، وأوردها في كتابه كما في المصباح.

ومن اختيار ابن باقي عندنا نسخة عتيقة يقال: إنّها بخطّه.

4 - السيّد رضي الدين علي بن طاوس (589 - 664).

أورد في كتاب الإقبال [27] سبعة أدعية من الصحيفة هي: «دعاؤه عليه السلام في يوم عرفة» وما سوي الأوّلين من الثمانية التي سبق منّا أنّها مذكورة في مصباح المتهجّد، أعني الستّة الأخيرة منها، لكنّه أحال الأخيرين علي تعقيب ظهر الجمعة، يريد بذلك أنّه ذكرهما في كتابه الآخر الذّي سمّاه. (جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع).

وأورد أيضاً في الباب الثامن من كتابه الموسوم بفتح الأبواب بين ذوي الألباب وربّ الأرباب: «دعاؤه في الاستخارة» مع سنده إلي الصحيفة [28] .

وعندنا منه نسخة نفيسة.

5 - أبوالقاسم علي بن رضي الدين أبي القاسم علي بن طاوس [29] .

فإنّه أيضاً اعتمد علي الصحيفة ونقل عنها في كتابه المعروف بزوائد الفوائد الموجودة عندنا نسخته. فمّما نقله منها:

1 - «دعاؤه عليه السلام في المهمّات».

2 - «دعاؤه عند ختمه القرآن».

3 - «دعاؤه في عرفة».

4 - شيخنا السعيد محمّد بن مكي الشهيد الأوّل رفع اللَّه درجته، (المتوفّي سنة 786).

فإنّه أيضاً اقتدي بمن سَبقه في الاعتماد علي الصحيفة، والنّقل عنها في الفصل الأوّل من الباب الثاني من (مزاره). عندما يذكر أعمال الكوفة، وزيارة قبر يونس، حيث قال ما معناه: ويستحبّ أن نقرأ الدعاء الذي قرأه زين العابدين عليه السلام في هذا المسجد. ويقال له دعاء الاستقالة، انتهي [30] .

ثمّ أورد «دعاؤه عليه السلام في الاستقالة» بتمامه.

7 - إبراهيم بن علي الكفعمي، في كتابه الكبير المسمّي ب «البلد الأمين والدرع الحصين»، الذي فرغ من تأليفه سنة 868.

فإنّه عقد فيه باباً خاصّاً للصحيفة وأحال جميع الأدعية التي أوردها شيخ الطائفة في المصباح من الصحيفة علي ذلك الباب من كتابه وزاد عليه:

1 - «دعاؤه في الشكر».

2 - «دعاؤه في يوم عرفه».

وله أيضاً شرح علي الصحيفة [31] .

فقد بزغ نور الحقّ من أفق البيان، وانكشف ممّا تلونا عليك - سيّما من الوجوه الأربعة التي قدّمناها - أنّ هذه الصحيفة المباركة إمامٌ للكتب الإسلامية، تالٍ للقرآن الكريم. وأنّ كلاًّ من العقل والنقل مستقلّ بشهادة صدوره عن قائله الإمام الرابع عليه السلام.

ولا سبيل بوجهٍ للتردّد في أمره. إذ لو أمكن لأحد التوقّف في مثله؛ لكان له أن يتوقّف في سائر المسائل التاريخية، والضّروريات الدينيّة، التي لا يهتدي العقل إلي أسرارها.

ليس يسطيع أن يقول المعادي

فيه إلّا الذي يقول الموالي

واعلم أنّ كلّ شي ء من الجميل جميل، فكما أنّ منشئ هذا الكتاب الشريف إمامٌ يحتاج الجميع إلي شفاعته والتوسّل بذيل عنايته، والاستضاءة من نور معرفته، والاهتداء بهداه.

وهو عليه السلام مستغن عن غير اللَّه تعالي من المخلوقين [32] .

كذلك كتابه هذا يستغني عمّا عملته أيدي النّاس استغناء منشئه عليه السلام عنهم، ويد الجميع ممدودة إليه، وقد رأيت أنّ جميع كتب الأدعية عيال عليه، يأخذ كلّ نصيبه منه، حسب ما وضع له من الأغراض.

فهو حقّ محض لا يشوبه باطل، مستغن عن الجميع، ليس شي ء من أدعيته مأخوذاً من كتاب آخر سابق عليه، إذ لا يسبقه سابق، بل ولا يلحقه لاحق؛ فكلّه ممّا أجري اللَّه تعالي علي لسان قائله عليه السلام حينما كان يخلو به تعالي وبذكره.

فالكتاب علي صغر حجمه كافل لأنواع ما يحتاج الإنسان إليه، عندما يناجي ربّه، أو عندما يذكر خالقه وبارئه علي اختلاف ما تقتضيه الأزمنة والأحوال.

ففيه الدعاء الذي لا يتكرّر في السنة مرّتين، مثل «دعاؤه عليه السلام لدخول رمضان» و«دعاؤه لوداع رمضان» و«دعاؤه في يوم عرفة».

وفيه ما لا يتكرّر في الشهر مرّتين نحو «دعاؤه عند رؤية الهلال».

وفيه ما لا يتكرّر في الإسبوع مرّتين، إلّا نادراً، نحو: «دعاؤه للعيدين والجمعة» و«دعائه في يوم الأضحي والجمعة».

وفيه الدعاء الذي يقرأ في كلّ ليلة مرّة نحو «دعائه عليه السلام بعد صلوة الليل».

وفيه الدعاء الذي يقرأ كلّ يوم مرّة بل مرّتين، حسب ما يقتضيه حال الداعي نحو «دعائه عند الصباح والمساء».

وكما أنّ الكاب يراعي فراغك من مشاغل الدنيا وأوقات تعطيلك، فهو في تلك الحال ناظر إلي أوقات استجابة الدعاء أيضاً، فإنّ الأزمنة التي سبق ذكرها هي بعينها الأوقات التي ذكرت لاستجابة الدعاء في أخبار كثيرة.

وناظر أيضاً إلي أفعالك التي يستجاب الدعاء عقيبها، أو حين الاشتغال بها، كعقيب الصلوات المفروضة، وعقيب صلاة الجمعة، وعقيب صلاة الليل، وبعد المغرب، وإذ كنت صائماً، وعند ختم القرآن.

وأيضاً هو ناظر إلي ما يسنح لك من الأحوال التي تكون عندهامشمئزّاً عن الدنيا، مضطرّاً تتفحّص عن ملجأ تلتجئ إليه، وهو حينئذ ليس بغافل عن حوائج دُنياك أيضاً، بل يضع في كفّك سلاحاً تدفع به كيد الأعداء والنوازل السماويّة، وتكشف الهموم، أو جنّة تقي بها الشّدائد والقحط، وضَنك العيش، أو معيناً تجلب به الرزق، والستر، والوقاية، وعفو اللَّه تعالي ، والاعتذار إليه.

فإن كنت في شدّة فاقرأ: «دعاؤه عليه السلام عند الشدّة».

وإن عجزت عن تدبير أمر فاقرأ: «دعاؤه عليه السلام في الاستكفاء».

وإن كنت مظلوماً فاقرأ: «دعاؤه عليه السلام في الظّلامات».

وإن خفت من عاقبة أمرك أو كيد أعدائك، أو من ديونك أو من مرضك فاقرأ: «دعاءه بخواتم الخير» أو «دعاءه في دفع كيد الأعداء» و«دعاءه في المعونة علي قضاء الدين» و«دعاؤه عند المرض».

وإن كنت في سعة وعافية لما أنعم اللَّه عليك، فاقرأ: «دعاؤه عليه السلام للشكر والعافية».

وإن كنت مهموماً فاقرأ: «دعاءه عليه السلام لدفع الهموم».

وهكذا، وهكذا.

ولو أنّك قرأت كتاب (عدّة الداعي)، لابن فهد، واستقصيت شرائط الدعاء والداعي في بطون الكتب، ثمّ دوّنت كتاباً في الدعاء، لما تيسّر لك رعاية شرائطه علي النحو الذي تراه في هذا الكتاب من التماميّة والكمال.

فإنّ بعض أدعيته من مقدّمات الدعاء، مع أنسه بنفسه أيضاً دعاء، مثل: التحميد، والتمجيد، والتسبيح، والتكبير للَّه تعالي ، ومثل: الصلاة علي محمّد وآله صلي الله عليه وآله وسلم. ومثل الصلاة علي حملة العرض، ومثل الاعتراف بالذنب، والتوبة عن المعصية، ودالدعاء للإخوان، وغير ذلك.

وروعي فيه أيضاً دعاء من يستجاب دعاؤه كالمريض، والوالد لولده، والولد لوالده، وللجيران، وغير ذلك.

ولو تأمّلت الكتاب لانكشف لك أضعاف ما تلوناه عليك.

وأنت تري أنّه عليه السلام أبقاك مختاراً، وفوّض قراءة أكثر الأدعية إليك وإلي إرادتك، إذ علم أن للقلوب إقبالاً وإدباراً، فاقرأها حيثما شئت، ومتي ماشئت، فما أعجبه من كتاب! تضمّن محاسن لا نحيط بإدراكها، ونعجز عن إحصائها:

تجاوز قدرَ المدح حتّي كأنّه

بأكثر ما يُثني عليه يعابُ

وليعلم أنّ قائل: «حدّثنا»، الواقع في أوّل سند الصحيفة اختلف فيه:

فقيل: هو عليّ بن السكون، علي ما روي عن البهائي رحمه الله.

وقيل: هو السيّد عميد الرؤساء، وهو الصّحيح عندنا، لما ذكر في (رياض السّالكين) للسيّد علي خان، ووفاقاً للشيخ علي بن زين الدين العاملي المشهور بالشيخ علي الصغير [33] في شرحه الذي فرغ من تأليفه سنة 1092، وهو موجود عندنا بخطّه، والمولي محمّد سليم الرازي في شرحه المفروغ عن تأليفه سنة 1071، وبديع الزمان القهبائي [34] أيضاً في شرحه الفارسيّ الموسوم برياض العابدين، (ومن هذين عندنا نسختان مصحّحتان).

ونحن نعتذر من الاستدلال علي ذلك لضيق المجال.

وكيف كان، فالمراد هو السيّد عميد الرؤساء، هبة اللَّه بن حامد بن أحمد بن أيّوب، اللّغوي صاحب كتاب في معني الكعب، وتلميذ السيّد فخّار بن معدّ الموسوي (المتوفّي سنة 630).

ولقد حان الآن أن نذكر لك بعض مزايا هذه [الطبعة من ] الجوهرة الثمينة والدرّة اليتيمة التي قدّمنا [ذكرها] ولا يكاد يوجد لها نظير في عالم المطبوعات، ولعمري طابقت صورته المعني وبلغت في الجودة والحسن الغاية القصوي .

أتمّ اللَّه نعمته علينا

فإنّ تمامه نعمٌ علينا

إذا تعاطيت مدحها فكالمخبر عن ضوء النهار الباهر، والقمر الزاهر، والنور الظاهر، وهل يخفي ذلك علي الناظر؟!

كيف لا، وقد قوبلت علي ثلاث نسخ مصحّحة مرّاتٍ، حتّي سلمت من الأغلاط.

ثمّ عرضت علي نسخة قرأها المولي عبداللَّه بن المولي محمّد تقي المجلسي الأوّل علي أبيه.

وفي الحواشي خطّ المولي المجلسي المذكور.

وفي آخره كتب بخطّه إجازة رواية الكتاب لولده المولي عبداللَّه السابق ذكره.

وفي متن الإجازة أشار إلي طرقه وإسناده، وإلي أنّه يرويها أيضاً عن صاحب الزمان عن قائله عليهما السلام.


پاورقي

[1] الصّحيفة: الكتاب، والجمع صُحف وصحائف (صحاح اللغة) ووصفها بالكاملة، لكمالها في ما ألّفت له. أو لكمال مؤلّفها علي حدّ: كلّ شي ء من الجميل جَميلُ (رياض السالكين للسيّد علي خان المدني رحمه اللَّه).

[2] راجع الفهرست لابن النديم طبع مصر، ص 307 - 308، وص 275 ومابعدها طبع طهران، ومعالم العلماء(المؤلّف بين سنّة573 وسنة581، طبع طهران لسنة1353، ص 101، وطبع النجف (ص 2).

[3] الإرشاد للمفيد.

[4] طبع طهران لسنة 1305، ص 322، وص 302 - 303 من الطبعة القميّة عام 1401ه.

[5] عندنا منه نسختان خطّيتان مصحّحتان. لاحظ المطبوعة ص 199 رقم 768.

[6] رجال الطوسي ص 434 رقم 6210 طبعة المدرسين - قم.

[7] كذا راجع بحار الأنوار طبع أمين الضرب، الجزء الثاني من ج 26، ص 145 - 150.

[8] المتوكّل بن عمير بن المتوكّل روي عن يحيي بن زيد بن علي دعاء الصحيفة وتلقّب بزبور آل محمّدصلي الله عليه وآله وسلم (معالم العلماء طبع طهران، ص 112) وفي النسخة المطبوعة «يلقّب ابن نورال محمّد» وهو خطأ مطبعي.

[9] يحيي بن علي بن محمّد الحسين (ظ: الحسيني كما في النسخ المخطوطة) الرقي (البرقي كمافي نسخة) يروي عن الصادق عليه السلام الدعاء المعروف بإنجيل أهل البيت (معالم العلماء، ص 118) وفي النسخة المطبوعة قبل كلمة «الدعاء» زيد بين المعقّفين كلمة [له] هكذا وهو زايد خطأ، ولاحظ طبعة النجف ص 131 رقم 886.

[10] طبع كلكته لسنة 1330، وقد أعادت مكتبة السيّد المرعشي، طبعه بالتصوير: ص 116 - 117، رقم 549 - 550، ص 183، رقم 930، ص 341 - 342، رقم 1889 - 1899.

[11] راجع روضات الجنّات طبع ايران، ص 198، ذيل ترجمة «حسين بن حسن الديلماني الجيلاني».

[12] طبع من هذه الشروح بإيران علي الحجر شرح السيّد علخان المدني الكبير مرّتين. وشرح السيّد نعمةاللَّه الجزائري في سنة 1317 ومعه حاشية السيد الداماد، وشرح مختصر للمولي محسن الفيض والحديقة الهلاليّة للبهائي رحمه الله.

وفات هذان الكتابان والصحيفة علي اليان سركيس في معجم المطبوعات العربيّة مع أنّ الصحيفة طبعت مرّات عديدة.

[13] ذكره المولي محمّد تقي المجلسي في بعض إجازاته، وفي ذيله علي شرح مشيخة الفقيه باب الميم عند ترجمة «المتوكّل». راجع روضة المتقين (14/421).

[14] نقول: يرحم اللَّه المشكاة، كيف لو أدرك زماننا هذا؟ الذي أصبح فيه «دُعاةُ» العلم «جناةً» عليه، بسيف الحداثة، والتجديد، والتصنّع العقلي، والتضعيف الرجالي، حاكمين علي النصّ بالإعدام، وهو أشدّ من الاجتهاد في مقابله.

[15] النسخة الموجودة عندنا مصحّحة بقلم عزّ الدين الحسين بن عبدالصمد الجارثي والد البهائي رحمه الله. لاحظ طبعة طهران (عمود 283 رقم 1234) طبعة النجف ص 157 رقم 1256.

[16] تنقيح المقال للعلّامة المامقاني، ج 2، ص 52، باب الميم، رقم: 10140.

[17] الجزء الثاني من المجلّد السادس والعشرين من بحارالأنوار صورة إجازة، ص 97، ص 157، وفي الطبعة الحديثة (ج 110، ص 95) والصحيفة مؤيّدة بحديث مروي عن الصادق عليه السلام بإسناد معافا إلي نصر بن كثير يدلّ علي صحّة أدعيتها، والحديث مذكور في الجزء الأوّل من إجازات بحار الأنوار. أنظر الفائدة 38، ص 44، وفي الطبعة الحديثة (ج 107، ص 210 - 211) الفائدة (20).

[18] في الجزء الثاني من إجازات البحار، ص 145، وفي الطبعة الحديثة (110، ص 43) الصورة (38).

[19] راجع الكتاب المذكور، ص 148، وفي الحديثة (ج 110، ص 59)، آخر الصورة (41).

[20] ولشدّة وثوقهم بالكتاب، تراهم يحذفون السند، ويرسلون الخبر إلي المعصوم كما قال ابن عبدالباقي عند ما يذكر (دعاؤه عليه السلام لوداع شهر رمضان): «حدّثنا أبوعبداللَّه جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام قال: هذا من إملاء جدّي علي بن الحسين سيّد العابدين علي أبي محمّد بن علي الباقر بمشهد منّي، من أدعية الصحيفة».

[21] راجع حاشيته علي منهج المقال طبع طهران لسنة 1306 ذيل الفائدة الثالثة من ص 12، وراجع رجال الخاقاني ص 60 فقد طبعت فوائد التعليقة هناك.

[22] طبع طهران لسنة 1317، ج 2، ص 241، عند ترجمته عليه السلام وقال أيضاً في ص 253: وَكفاك في زهده الصحيفة الكاملة، والنّدب المرويّة عنه. انتهي . مناقب آل أبي طالب (ج 4، ص 137).

وسمعت أنا أيضاً: أنّ الحكماء لمّا قرأ الصحيفة قال علي سبيل التعجّب: صاحب هذه الصحيفة لابدّ أن يكون قد تلمّذ عند أفلاطون مدّة عشرين سنة.

[23] راجع مصباح المتهجّد المطبوع علي الحجر بإيران لسنة 1338 علي الترتيب: رقم 1 في ص 172 - 174، رقم 2: ص 132 - 135، رقم 3: ص 361 - 364، رقم 4: ص 374 - 375، رقم 5: ص 419 - 422، رقم 6: ص 445 - 449، رقم 7: ص 258 - 260، رقم 8: ص 260 - 263.

[24] أرّخ وفاته كذا في كشف الظنون طبع اسطنبول، ج 2، ص 622، سنة 655، وهو غلط، وأورده في تنقيح المقال في باب «سعد» ج: 2، رقم 4721، ص 21 - 22، وهو أيضاً اشتباه يعرف بالرجوع إلي ترجمة حياته في أمل الآمل باب «سعيد» طبع طهران لسنة 1307، ص 476 - 477، ومعالم العلماء، ص 48، رقم: 359، وجامع الرّواة النسخة الموجودة عندنا وهي بخطّ مصنّفه باب «سعيد» وروضات الجنّات باب «سعيد»، ص 301 - 302.

[وقد ترجمنا للراوندي في مقدّمة كتابه (مختصر رسالة في أقوال الأخبار، الذي نشر في العدد الأوّل (ص 305 - 334) من مجلّتنا هذه: «علوم الحديث» السنة الأولي 1417ه.].

وزعم المحدّث النوري رحمه الله في النجم الثاقب ودار السلام (ج 1 ص 214): أن كتاب الدعوات من تصنيف السيد فضل اللَّه الراوندي، وهو أيضاً خطأ اعترف به في الجزء الثالث عن مستدرك الوسائل في الفائدة الثانية من الخاتمة ص 325 - 321.

[25] أورد الأوّل منها في الباب الثاني في الفصل الثالث الذي عقده «في فنون شتّي من حالات العافية والشكر» والأخيرين في الباب الثالث في الفصل الأوّل الذي عقده «في صلاة المريض وصلاحه وأدبه ودعاؤه عند المرض».

[26] راجع ترجمته في روضات الجنّات باب العين، ص 47/396.

[27] راجع كتاب الإقبال طبع طهران لسنة 1317 - 320: «دعاؤه في يوم عرفه» في ص 150، «دعاؤه عند ختم القرآن» في ص 267 - 270، «دعاؤه إذا نظر إلي الهلال». في ص 17 - 18، «دعاؤه لدخول شهر رمضان»، ص: 42 - 44، «دعاؤه لوداع شهر رمضان»، ص: 248 - 252، وفي «دعائه للعيدين والجمعة» و«دعائه في يوم الأضحي والجمعة»، في ص: 449، أحال إلي موضع آخر يريد به كتاب جمال الأسبوع طبع طهران لسنة 1330، ص: 423 - 433، حيث ذكرهما هناك.

[28] فتح الأبواب.

[29] ترجمته في روضات الجنّات باب 45/394.

[30] مزار الشهيد.

[31] راجع كشف الحجب والأستار رقم: 396، ص 87 - 88، روضات الجنّات: ص 6 - 7، تنقيح المقال رقم: 147، ج: 1، ص 27، أمل الآمل، ص 426 - 427، «باب إبراهيم». وقد ترجم له بتفصيل وافٍ في مقدّمة بعض أعماله المنشورة في نشرة تراثنا الفصلية، العدد (28)، الصفحات (193).

[32] لاحظ اعتراف أعلام المسلمين بمقام الإمام السجّاد عليه السلام وأنّه «أفضل أهل زمانه و«أفقههم» في كتاب: جهاد الإمام السجّاد عليه السلام، (ص 113 - 114).

[33] اشتبه علي صاحب روضات الجنّات، (باب العين، ص 63، 412) أمره فليراجع.

[34] لا يخفي أنّ بديع الزمان القهبائي (الذي يعبّر عنه صاحب الروضات ببديع الهرندي) توهّم اتّحاده مع السيد عميدالدين (681 - 754) تلميذ العلّامة وشارح تهذيبه في الأصول، (أنظر ترجمته في روضات الجنّات باب «عبدالمطلب» ص 27/376).

وللبديع اشتباه آخر في أوايل شرحه، حيث خلط عليه كلام ابن شهر آشوب في (معالم العلماء) في مدح الصحيفة، بكلام الغزالي الذي يعدّ فيه أقدم المصنّفين في الإسلام. (راجع معالم العلماء، وناسخ التواريخ الجزء الثاني من كتاب أحوال الإمام زين العابدين عليه السلام، طبع طهران لسنة 1315، ص 757 - 764).