بازگشت

زهد الامام


كان الامام عليه السلام علي زهد عظيم، و يتجلي ذلك في لقبيه: السجاد (كثيرالسجود)، و زين العابدين، و هذا قول يتفق عليه الجميع.

و نقل عن الامام مالك قوله: سمي زين العابدين لكثرة عبادة. و كان الزهري كلما ذكره بكي، و قال: زين العابدين [1] . و يقول يحيي بن سعيد: علي بن الحسين أفضل هاشمي أدركته [2] . و جاء في «طبقات ابن سعد»: كان اذا قام الي الصلاة، أخذته رعدة. فقيل: مالك؟ فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم، و من اناجي. و يقول هشام بن عروة - و هو من الفقهاء -: كان علي بن الحسين يخرج علي راحلته الي مكة و يرجع لايقرعها [3] . و يقول اليعقوبي: كان الامام يصلي في اليوم و الليلة ألف ركعة، و عند غسله، رأوا علي كتفيه آثارا مثل ركبتي البعير. و قال أهله: هذا من أثر الجراب الذي كان يحمله علي كتفه في الليل ليقسم ما فيه علي بيوتات الفقراء و المساكين. و نقل عن ابن اسحاق قوله بأن جمعا من أهل المدينة لم يعرفوا من يأتي لهم بحاجاتهم و طعامهم وقت الليل الي أن مات علي بن الحسين، و لم تصل اليهم أقواتهم، عرفوا أن ذلك الشخص هو الامام السجاد ]صلوات الله



[ صفحه 50]



عليه[ [4] . و يقول أبونعيم: و لما مات الامام عرف الناس أنه كان يتكفل مائة من عوائل أهل المدينة [5] .

في الختام أري أنه مما يبعث علي الأسف أن لا أتطرق الي ما ذكره المرحوم آيةالله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي رحمه الله في مقدمة الصحيفة (طبعة الآخوندي) حول ارسال هذه النسخة القيمة الي العلامة المعاصر الاستاذ الطنطاوي، صاحب التفسير المشهور: «الجواهر في تفسير القرآن الكريم»، و الجوانب الذي خطه يراعه.

يكتب آيةالله المرعشي قائلا:

«أرسلت نسخة من الصحيفة السجادية المباركة الي العلامة المعاصر الشيخ الجوهري صاحب تفسير الطنطاوي المعروف سنة 1353 ه، ليطلع عليها. فشكرني علي تلك الهدية الثمينة الرفيعة، و أثني ثناء بالغا، الي أن قال: «من سوء حظنا أننا الي الآن لم نظفر بهذا الأثر القيم الخالد من تراث النبي و أهل بيته. و أنا كلما أنظر فيها، أري أنها فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق...» بعد ذلك، سأل الاستاذ الطنطاوي فيما اذا كان هناك شرح لعلماء الاسلام عليها. فأجبته ذاكرا الشراح الذين أعرفهم... فأجابني بأنه عازم و مستعد أن يكتب شرحا علي هذه الصحفة الكريمة.


پاورقي

[1] حلية الأولياء 135:3.

[2] طبقات ابن سعد 5: 216،214.

[3] طبقات ابن سعد 5: 216،214.

[4] حلية الأولياء 136:3؛ الأعلام للزركلي 277:4.

[5] حلية الأولياء 136:3.