بازگشت

منشي ء الصحيفة: الامام زين العابدين


ان الصحيفة السجادية (كما يظهر من عنوانها) هي من انشاء الامام الرابع من أئمة الشيعة: الامام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب



[ صفحه 46]



عليهم السلام و كان يكني: أبامحمد [1] ، و أبالحسن. و يلقب السجاد، و زين العابدين، و سيدالساجدين، والده العظيم: هو سيد الشهداء، الحسين بن علي عليهماالسلام، و والدته - كما هو مشهور - شهربانو بنت يزدجرد، آخر ملوك الساسانيين في ايران [2] .

كان للامام الحسين عليه السلام ثلاثة أبناء يعرفون باسم علي، ولكن لهم ثلاثة.لقاب تميزهم، و هي: الأكبر، و الأوسط، و الأصغر. فلقب الامام السجاد عليه السلام هو الأكبر حسب رأي الشيخ المفيد في «الارشاد»، و الطبرسي في «اعلام الوري»، وابن فتال في «روضة الواعظين» و أما الذي استشهد مع أبيه العظيم في كربلاء فهو علي الأوسط. ولكن هناك جمع من المؤرخين، مثل ابن سعد في الطبقات الكبري، و أبي الفرج الاصفهاني، و صاحب كتاب «نسب قريش»، وابن كثير في «البداية و النهاية»، و الشهيد في «الدروس»، يعتقدون بأن الذي استشهد في كربلاء هو علي الأكبر، و لقب الامام السجاد: علي الأصغر. و ما يؤيد الرأي الثاني هو الشعر المنسوب الي أبي الأسود الدؤلي في وصف الامام زين العابدين، و يقول فيه:



و ان وليدا بين كسري و هاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم





[ صفحه 47]



و كانت ولادة الامام عليه السلام في المدينة سنة 38 ه.

و بالنظر الي أن ولادة أبيه الحسين عليه السلام كانت في سنة 4 ه، و ولادته في سنة 38 ه، فهذا يعني أن عمر أبيه عند ولادته كان أربع و ثلاثين سنة، و هذا بعيد عن تقاليد العرب و السنن الاسلامية. لاسيما و أن ولادة بقية أولاد الامام الحسين عليه السلام كانت بعد ولادة السجاد و علي الأكبر عليهماالسلام. فمن المقطوع به أن سكينة و عبدالله (و امهما رباب بنت امري ء القيس) بما أنهما كانا صغيرين في واقعة كربلاء كما ينص عليه المؤرخون، لذلك فهما أصغر من السجاد. و علي الأكبر عليه السلام. أما فاطمة (و امها ام اسحاق بنت طلحة بن عبدالله) فقد ولدت - في أغلب الظن - بعد وقعة الجمل (التي قتل فيها طلحة) أي بعد سنة 36 ه، و من المستبعد أن تكون ولادتها قبل سنة 38 ه، و هي سنة ولادة السجاد عليه السلام.

و بالنسبة الي زواج الامام الحسين عليه السلام من ام جعفر بن الحسين، و هي امرأة من قضاعة، ماتت في حياة الامام عليه السلام، فانه الزواج الوحيد الذي يمكن أن يكون قبل زواج والدتي علي الأكبر، و علي الأصغر [3] .

و في ضوء ما تقدم، فمن المحتمل أن يكون زواج الامام الحسين عليه السلام من ليلي بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود قبل زواجه من شاه زنان (والدة الامام السجاد)، و في هذه الحالة، فان ولادة علي الأكبر (شهيد كربلاء) قبل ولادة الامام السجاد.

و أما كلام الشيخ المفيد (و تبعا له: ابن فتال و الطبرسي) من أن السجاد



[ صفحه 48]



هو علي الأكبر، فغير مستبعد، و ذلك لأن وصي الامام، ابنه الأكبر عادة.

علي أي حال، فمع تعارض الأقوال، يقدم كلام ابن سعد - المتوفي سنة 230 ه - و كان مختصا في الرجال و الطبقات، علي كلام الشيخ المفيد الذي كان مختصا في الفقه و الكلام، و كانت وفاته سنة 413 ه، أي ما يقارب القرنين بعد وفاة ابن سعد.


پاورقي

[1] يستعمل العرب الكنية عادة لمخاطبة الأشخاص المحترمين في المجتمع. و تصدر بكلمة «أب» أو «ام»، فمثلا كنية رسول الله صلي الله عليه و آله: أبوالقاسم، و كنية الامام الصادق عليه السلام: أبوعبدالله، و كنية والده الباقر عليه السلام: أبوجعفر.

[2] ولكن ابن سعد يقول في طبقاته: كانت والدته أمة يقال لها: غزالة و نقل صاحب «جنات الخلود» هذا القول دون الانتساب الي شخص. و يذكر اليعقوبي أن والدته: حرار بنت خسرو. و يقول الشيخ الطوسي في «التهذيب» و تبعا له الشهيد في «الذكري» بأن والدته: شاه زنان بنت شيرويه بن خسرو برويز. و وفقا لرواية الكليني فان اسمها في البداية: شاه زنان، ثم بدله الامام علي عليه السلام الي شهربانو. و من الواضح ان تعدد الأسماء لايدل علي تعدد المسميات، لأنه يمكن أن يطلق علي شخص ما أسماء و ألقاب متعددة لاعتبارات معينة.

[3] و هذا بعيد أيضا، لأنه من المستبعد أن يكون أول زواج الامام الحسين عليه السلام، الذي جمع بين شرف الانتساب الي الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله، و كرامة البيت الهاشمي، من امرأة مجهولة مغمورة من قضاعة، و لايكون من حفيدة عروة بن مسعود الذي كان من أشراف قريش.