بازگشت

سند الصحيفة


لقد أشرت سلفا الي أن الصحيفة السجادية نقلت بأسانيد مختلفة، اضافة الي شهرة انتسابها الي الامام السجاد، عليه السلام. و من هذه الأسانيد: 1 - أسانيد الشيخ المفيد في كتا «الارشاد» حيث نقلها عن عميربن المتوكل. 2 - و سند علي بن محمد الخزاز من قدماء الشيعة في كتاب «كفاية الأثر» حيث روي عن عمير نفسه. 3 - و كذلك الشيخ النجاشي في رجاله. 4 - و الشيخ الطوسي في كتاب «الفهرست» حيث يوصلا سندهما الي عمير أيضا.

أما السند الموجود في بداية الصحيفة المشهورة المتداولة، فهو منقول برواية اخري تعود الي أواخر القرن الخامس أو بداية القرن السادس، فهو متأخر عن الأشخاص الذين ذكرناهم، اذ يبدأ (ظاهرا) من بهاءالشرف الذي ينقل عن شيخه محمد بن أحمد - خازن خزانة الغري (النجف)، و صهر الشيخ الطوسي، المتوفي سنة 516 ه - و نورد فيما يلي أفراد سلسلة السند؛ تبركا:

1 - بهاءالشرف، أبوالحسن: محمد بن الحسين بن أحمد العلوي الحسيني.

2 - الشيخ السعيد أبوعبدالله: محمد بن أحمد بن شهريار - خازن خزانة أميرالمؤمنين في النجف [1] .



[ صفحه 17]



3 - الشيخ أبومنصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبدالعزيز العكبري المعدل.

4 - أبوالمفضل: محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الشيباني.

5 - الشريف أبوعبدالله: جعفربن محمد بن جعفر الحسيني [2] .

6 - عبدالله بن عمر بن الخطاب الزيات.

7 - علي بن نعمان الأعلم - خال عبدالله المذكور - و هو من ثقاة الرواة و وجهاء الشيعة. يروي عن الامام الرضا عليه السلام.

8 - عميربن المتوكل الثقفي البلخي.

9 - المتوكل بن هارون - و الدعمير المتقدم - يصل النجاشي في سنده أيضا الي المتوكل، علما أن في مقدمة الصحيفة المتداولة يروي أبوالمفضل الشيباني الصحيفة بسند آخر عن عميربن المتوكل عن أبيه المتوكل بن هارون (يسمي التحول من سند الي سند آخر: الحيلولة) و السند الأخير كما يلي:

محمد بن الحسن بن روزبه، أبوبكر المدائني الكاتب، عن محمد بن أحمد بن مسلم المطهري، عن عميربن المتوكل البلخي، عن المتوكل بن هارون [3] .

كما يلاحظ؛ فان بهاءالشرف يروي بسلسلة مكونة من ثمانية رواة (و سبعة رواة حسب السند الثاني) عن الامام الصادق عليه السلام (الذي كانت عنده نسخة بخط والده العظيم و املاء جده السجاد (ع)).

و بما أن استشهاد يحيي بن زيد كان في سنة 125 ه، أي ثلاث و عشرين سنة قبل وفاة الامام الصادق عليه السلام سنة 148 ه، و كانت رواية



[ صفحه 18]



المتوكل بن هارون عنه بعد استشهاد يحيي بمدة قصيرة، فاننا نستنتج بأن الفترة بين بهاءالشرف حتي الامام الصادق عليه السلام كانت زهاء أربعة قرون، و بتقسيم هذه المدة علي عدد الرواة، يتضح بأن فترة كل راو عن المروي عنه خمسون سنة تقريبا. و يسمي هذا السند اصطلاحا «سندا عاليا» و في مثل هذا السند عادة يقل احتمال السقط و الخطأ و التصحيف (الذي جرت العادة علي حصوله عند تناقل الرواة الكثيرين).


پاورقي

[1] حيث أن منتجب الدين عدة فقيها صالحا، (تنقيح المقال: رقم 10320).

[2] كما عرفه النجاشي هو والدأبي قيراط.

[3] توجد نسخة من الصحيفة برواية أبي المفضل حتي المتوكل بن هارون في مكتبة المرحوم آيةالله المرعشي، رقمها 3685. كتبت سنة 695 ه - و سنذكر هذه النسخة لاحقا.