بازگشت

الكتاب الحاضر


ذكرنا فيما سبق أن السلف الصالح من علمائنا رضوان الله عليهم أتبعوا أنفسهم الزكية في ضبط الادعية المأثورة من لدن عصر المعصومين عليهم السلام الي عصرنا، و كتبوا في هذا الموضوع كتبا عديدة.

و هذا الاهتمام بحد أن أئمة الرجال كالشيخ و النجاشي قد صرحوا في ترجمة كثير منهم ثبوت كتاب له معبرا عنه بكتاب الدعاء، لكنه لا يوجد مجموعة كاملة من أدعيتهم عليهم السلام، الا ما كتبوا في أدعية سيدالساجدين عليه السلام.

و اني لما وفقني الله تعالي لتحقيق بعض كتب الادعية، كمصباح المتهجد، و المضمار، و اقبال الاعمال، و مهج الدعوات، و جمال الاسبوع، و الدروع الواقية، و فلاح السائل، و المجتني، و محاسبة النفس، و بعض كتب المزار ككامل الزيارات و المزار الكبير لابن المشهدي، كنت كثيرا ما اطالب فكري و قلمي الي تاليف كتاب جامع لادعية المعصومين عليهم السلام و زياراتهم الواردة من طرقهم في كتب الادعية و غيرها، ليكون جامعا للادعية و الزيارات، و مرجعا لمن يحب لنفسه بلوغ الغايات، و أكون شريكا في ثواب كل من اقتبس من كلماتهم و اهتدي من بحار علومهم.

لان من طالع كتب الاحاديث و اطلع علي ما فيها، رأي فيها من الادعية و المناجاة ما لم يصل العقول الي فهمه، كيف لا، و هي مأخوذة من امراء البيان و ملوك الكلام، المعصومين عن الخطأ، المنزهون عن الخلل،و الجامعين لفنون العلم و الادب.

فشرعت في جمعه لنفسي و لمن أراد الاهتداء بكلامهم من بعدي، و بذلت في هذا الامر جهدي، و أعملت فكري في تصحيحه و تهذيبه و اتقان تبويبه لتسهيل الاخذ منه، جامعا لتلك الادعية من مظانها و غير مظانها، ملتقطا لجواهر تلك الاخبار من معادنها، مفردا لكل موضوع بابا بقدر الامكان، و تركت ذكر ما يرتبط بالادعية كذكر ثوابها، لان بعضها يحتاج الي مزيد بيان.

لم اقتصر في النقل علي الكتب المشهورة، لان المقصود ذكر كل ما نقل عنهم بعنوان الدعاء و الزيارة، و اخبار «من بلغ» تشمل هذا المورد - علي ما مر بعض الكلام فيه -، و لهذا ذكرنا كل ما نسب اليهم في هذا الشأن، و ربما كان في بعض طرقها رجل مطعون مطعون عليه او ضعيف او مجهول او مهمل، و ربما كان الرواية مرسلة، و ايضا ذكرنا ما ورد عنهم عليهم السلام في كتب اهل السنة، و أحلنا التحقيق فيها الي المحققين الباحثين.

نعم اذا احرزنا عدم صحة انتسابها الي احدهم عليهم السلام تركنا ذكره، كما في بعض المنتسبات الي النبي صلي الله عليه و آله المذكورة في بعض الكتب، و ذكرت الطرق و الكتب و ما يتعلق بها في آخر كل صحيفة، ابقاء للاشعار بأخذ الادعية من تلك الكتب.

أما تبويب الكتاب، فالتبويب الأول علي اسم المعصومين عليهم السلام، و ابتدأنا بالصحيفة النبوية و آخرها الصحيفة المهدية.

أما تبويب أدعية كل منهم عليهم السلام، فابتدأنا بما ورد عنهم في ثناء الله و تسبيحه و تمجيده، ثم ما ورد في الصلوات علي رسوله و آله، و ما دعا لاحد او علي احد، ثم ذكرنا فيما يرتبط بالكتب الفقهية علي ترتيبه، ثم ذكرنا سائر الادعية، و اليك تفصيل الابواب:

1- الثناء علي الله تعالي، و التسبيح و التحميد له.

2- المناجاة مع الله تعالي.

3- التضرع الي الله و اللجأ اليه.

4- الاستغفار و طلب الرحمة.

5- طلب مكارم الاخلاق و مرضي الافعال و الاستعاذة من مذامها.

6- فيمن دعا لهم و دعا عليهم.

7- كتاب الطهارة، و ذكرنا فيه الادعية الواردة في الطهارات الثلاث، و ما يرتبط بالميت و حالة احتضاره و الصلاة عليه و زيارة القبور.

8- كتاب الصلاة، و ذكرنا فيه الادعية الواردة في الصلاة و مقدماتها و مقارناتها و تعقيباتها، و ادعية الصباح و المساء، و الصلوات المندوبات.

9- كتاب الحج.

10- كتاب الجهاد.

11- كتاب النكاح.

12- كتاب التجارة.

13- كتاب الاطعمة و الاشربة.

14- في بعض الاداب، و ذكرنا فيه الادعية الواردة في الاداب، كقراءة القرآن و النوم و لبس الثوب و السفر، و سائر ما ورد في الاداب.

15- في الشدائد و المهمات.

16- في قضاء الحوائج.

17- في طلب الرزق و اداءالدين.

18- في تفريج الهموم و الغموم.

19- في الاحتجاب و الاحتراز من الاعداء.

20- في العوذ للامراض و الاوجاع.

21- في العوذ لسائر الامور.

22- في أيام الاسبوع، و ابتدأنا بيوم الجمعة.

23- في شهور السنة، و ابتدأنا بالشهور الثلاثة ثم ذكرنا اعمال سائر الشهور.

24- في امور شتي.

و ذكرنا ما ورد عنهم في باب الزيارات و ما يرتبط بها من أدعية بعض الاماكن و غيرها في كتاب المزار.

جدير بالذكر أن ذكر هذه الابواب علي ما ورد من كل واحد منهم عليهم السلام، و اذا لم ينقل من أحدهم عليهم السلام دعوات في باب لم نذكر الباب او ضممناه الي باب آخر.

و سميناه ب«موسوعة الادعية» او «الصحف النورانية في الادعية المأثورة عن النبي و الائمة عليهم السلام»، و أرجو من الله جزيل الثواب، و أن يجعله ذخيرتي ليوم الحساب.

و في الختام نشكر شكرا جزيلا لسماحة العلامة المحقق حجة الاسلام السيد عبدالعزيز الطباطبائي، الذي رغبني في انجاز هذا الاثر و سائر ما من الله علي بتحقيقها، جزاه الله عني خير الجزاء.

يوم شهادة قرة عين الرسول، الزهراء البتول

رزقنا الله بحقها شفاعتها

13 جمادي الاولي 1416 ه

17 مهر 1374

جواد القيومي الاصفهاني