بازگشت

الدعاء و عصمة النبي و الائمة


عصمة النبي و الائمة عليهم السلام مما ثبت بدليل العقل، أما يوجد في الاخبار و الادعية ما يوهم خلاف ذلك، و ذكر المحققين في تأويلها امورا، نذكر هنا ما قال المحقق العلامة المجلسي قدس الله نفسه الزكية في بحاره، فقال:

«اعلم أن الامامية رضي الله عنهم اتفقوا علي عصمة الائمة عليهم السلام من الذنوب، صغيرها و كبيرها، فلا يقع منهم ذنب اصلا، لا عمدا و لا نسيانا، و لا لخطأ في التأويل، و لا للاسهاء من الله سبحانه، و لم يخالف فيه الا الصدوق محمد بن بابويه و شيخه ابن الوليد رحمة الله عليهما، فانهما جوزا الاسهاء من الله تعالي لمصلحة في غير ما يتعلق بالتبليغ و بيان الاحكام، لا السهو الذي يكون من الشيطان، فأما ما يوهم خلاف ذلك من الاخبار و الادعية فهي مأولة بوجوه:1- ان ترك المستحب و فعل المكروه قد يسمي ذنبا و عصيانا، بل ارتكاب بعض المباحات ايضا بالنسبة الي رفعة شأنهم و جلالتهم ربما عبروا عنه بالذنب، لانحطاط ذلك عن سائر احوالهم.

2- انهم عليهم السلام بعد انصرافهم عن بعض الطاعات التي امروا بها، من معاشرة الخلق و تكميلهم و هدايتهم و رجوعهم عنها الي مقام القرب و الوصال و مناجاة ذي الجلال، ربما وجدوا انفسهم لانحطاط تلك الاحوال عن هذه المرتبة العظمي مقصرين، فيتضرعون لذلك و ان كان بامره تعالي، كما أن احدا من ملوك الدنيا اذا بعث واحدا من مقربي حضرته الي خدمة من خدماته التي يحرم بها من مجلس الحضور و الوصال، فهو بعد رجوعه يبكي و يتضرع و ينسب نفسه الي الجرم و التقصير، لحرمانه عن هذا المقام الخطير.

3- ان كمالاتهم و علومهم و فضائلهم لما كانت من فضله تعالي، و لو لا ذلك لامكن أن يصدر منهم انواع المعاصي، فاذا نظروا الي انفسهم و الي تلك الاحوال أقروا بفضل ربهم و عجز نفسهم بهذه العبارات الموهمة لصدور السيئات، فمفادها اني اذنبت لولا توفيقك و اخطأت لولا هدايتك.

4- انهم لما كانوا في مقام الترقي في الكمالات و الصعود علي مدارج الترقيات في كل آن من الآنات في معرفة الرب تعالي و ما يتبعها من السعادات، فاذا نظروا الي معرفتهم السابقة و عملهم معها اعترفوا بالتقصير و تابوا منه، و يمكن أن ينزل عليه قول النبي صلي الله عليه و آله: «و اني لاستغفر الله في كل يوم سبعين مرة».

5- انهم عليهم السلام لما كانوا في غاية المعرفة لمعبودهم، فكل ما اتوا به من الاعمال بغاية جهدهم ثم نظروا الي قصورها عن ان يليق بجناب ربهم عدوا طاعاتهم من المعاصي و استغفروا منها كما يستغفر المذنب العاصي، و من ذاق من كأس المحبة جرعة شائقة لا يأبي عن قبول تلك الوجوه الرائقة، و العارف المحب الكامل اذا نظر الي غير محبوبه او توجه الي غير مطلوبه يري نفسه من اعظم الخاطئين، رزقنا الله الوصول الي درجات المحبين» [1] .


پاورقي

[1] البحار 211-209 :25.