الدعاء و الذكر
ذكر الله تعالي مع الطلب دعاء، لانه سؤال لطيف يدق مسلكه، قال في المجمع: «و في الحديث: أفضل الدعاء الحمد لله، قيل: لانه سؤال لطيف يدق مسلكه، و منه قول الشاعر:
اذا اثني عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناء
و قيل ان التهليل و التحميد و التمجيد دعاء لانه بمنزلته في استيجابة الله و جزائه» [1] .
و قال العلامة الطباطبائي بحرالعلوم - قدس سره - في المصابيح: «و قد يطلق علي التقديس و التحميد و نحوهما، لكونه سؤالا بلطف و معروضا للطلب بطريق خفي».
ان مقصود الرب تعالي من الاذكار تذكر العباد له، و هو مقصوده من تشريع الدعاء ايضا و من العبادات جميعا، و هو مقصود الاولياء من دعائهم و عباداتهم أيضا، فمقصود اهل الله من الجميع هو الله تعالي و ذكره و نداؤه و محادثته و مناجاته و اقباله و اجابته، و الحوائج وسائل، علي عكس سائر الناس.
فمطلق الاذكار دعاء ملحوظ للرب و لاهل الله تعالي، و يتحد مرادهم مع مراده، و غرضهم مع غرضه، لا مراد لهم سواه و لا يعنون الا الله، فهو مسؤولهم و مناهم.
پاورقي
[1] المجمع 141:1.