بازگشت

اثر الدعاء وفائدته


جاء في القرآن الكريم:

(و اذا سألك عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) [1] .

حث النبي و آل بيته - صلي الله عليهم و سلم -.. علي الدعاء، و رغبوا فيه؛ و قد روي عن رسول الله - ص -:

(الدعاء سلاح المؤمن)

(ما من مسلم دعا الله تعالي بدعوة - ليست فيها قطيعة رحم و لا استجلاب اثم - الا أعطاه الله تعالي بها احدي خصال ثلاث، اما أن يعجل له الدعوة، و اما أن يدخرها له في الآخرة، و اما أن يرفع عنه مثلها من السوء).

و ورد عن آل البيت - ع -:

(ان الدعاء يرد القضاء و البلاء).

و (انه شفاء من كل داء).

(لا يرد القضاء الا الدعاء).. أي.. لا يصرفه و يدفعه و يهونه الا الدعاء.

(الدعاء مفتاح نجاح).. أي.. ظفر بالمطلوب.

و عن أبي عبدالله - ع -:

(أكثر من الدعاء، فانه مفتاح كل رحمة و نجاح كل حاجة).. (و ليس باب يكثر قرعه الا يوشك أن يفتح لصاحبه).

و عن الامام علي بن أبي طالب - ع -:

(تقدموا بالدعاء قبل نزول البلاء).

(ما المبتلي الذي قد اشتد به البلاء بأحوج الي الدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء).

ان دعاء الله.. يوقظ في الانسان روح الفتاعل مع الحياة، فتتيسر الأسباب لحاجاته المشروعة، و يهتدي فكره لها؛ و تكون لديه القوة النفسية الكافية لمواجهة المشاكل. لأن الدعآء يعني الاعتماد علي القدرة المطلقة التي تحكم الكون.

انها لفرص ثمينة أن يقرب الانسان الي الله، و قد أذن سبحانه بالدعاء في كل الأوقات، من دون أن يتخذ أي حجاب أو وسائط. كما قال الامام علي بن أبي طالب - ع -: [2] .

«و اعلم ان الذي بيده خزائن السموات و الأرض قد أذن لك في الدعاء، و تكفل لك بالاجابة، و أمرك أن تسأله ليعطيك، و تسترحمه ليرحمك، و لم يجعل بينك و بينه من يحجبه عنك، و لم يلجئك الي من يشفع لك اليه، و لم يمنعك ان أسألت من التوبة، و لم يعاجلك بالنقمة (الانتقام)..»

«و لم يناقشك بالجريمة، و لم يؤيسك من الرحمة، بل جعل نزوعك (انقطاعك) عن الذنب حسنة، و حسب سيئتك واحدة، و حسب حسنتك عشرا، و فتح لك باب المتاب (التوبة).

فاذا ناديته سمع نداءك، و اذا ناجيته علم نجواك، فأفضيت اليه بحاجتك» «و شكوت اليه همومك» «و استعنته علي أمورك، و سألته من خزائن رحمته ما لا يقدر علي اعطائه غيره من: زيادة الأعمار. و صحة الابدان. و سعة الأرزاق».

هذا.. و ليس المراد بالدعاء التكالية الأحلام، و ترك العمل الجاد المثمر؛ فقد كان الأنبياء و الأئمة و الصالحون يلتزمون الدعاء، و يجدون في أمور الحياة المشروعة في دفع الضرر، و جلب المنفعة.


پاورقي

[1] آية (186) سورة البقرة.

[2] في وصيته لولده الامام الحسن - ع -.