بازگشت

مقدمة


الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام علي محمد و آله الطاهرين و بعد:

فان الحديث عن هذا الامام الجليل يطيب القلوب و يسر النفوس و يبهج الأرواح، ذلك لأن الناس جميعا اتفقوا علي الاشادة بما لهذا الامام من أهل بيت النبوة عليهم السلام من المزايا و الشمائل و المعارف و الكرامات و المناقب و الزهد و كثرة العبادة و طول الصبر و عظم الخلق مما جعل المؤالف و المخالف يذعن و يخبت و يعترف بجلالة قدره، و سمو عرفانه، و عظم شأنه، و خطر شخصه، فقد كان له من المهابة في النفوس، ما ذكرته الكتب، و سطرته المعاجم، و سارت به الركبان، من أسفار الكشف و المعارف، و أعمال البر للفقراء و المحتاجين، و الاحسان حتي لمن أساء اليه، و لا غرو فهو من تلك الشجرة المباركة، و الهامة العليا من سماء النبوة و الامامة، فمن هو الامام زين العابدين عليه السلام.

جاء في مناقب ابن شهر آشوب ج 2 ص 310.

(مولد علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة يوم الخميس في النصف من جمادي الآخرة و يقال يوم الخميس لتسع خلون من شعبان سنة ثمان و ثلاثين من الهجرة، قبل وفاة أميرالمؤمنين عليه السلام بسنتين و قيل: سنة سبع، و قيل سنت ست، فبقي مع جده أميرالمؤمنين الامام علي عليه السلام و مع عمه الحسن عليه السلام عشر سنين، و مع أبيه الحسين عليه السلام عشر سنين، و يقال بقي مع جده سنتين، و مع عمه اثنتي عشرة سنة، و مع أبيه ثلاث عشرة سنة، و أقام بعد أبيه خمسا و ثلاثين، و توفي في المدينة يوم السبت لاحدي عشرة ليلة بقيت من المحرم أو لاثنتي عشرة ليلة سنة خمس و تسعين من الهجرة، و له يومئذ سبع و خمسون سنة، و يقال تسع و خمسون سنة، و كانت امامته أربعا و ثلاثين سنة، و كان في سني امامته بقية ملك يزيد، و ملك معاوية بن يزيد، و ملك مروان و عبدالملك، و توفي في ملك الوليد، و دفن في البقيع مع عمه الحسن عليهماالسلام.

وفي علل الشرائع قال: (كان الزهري اذا حدث عن علي بن الحسين عليه السلام قال حدثني زين العابدين علي بن الحسين فقال له سفيان بن عينية: و لم تقول له زين العابدين قال لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: «اذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين فكأني أنظر الي ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب يخطر بين الصفوف»).

و في ربيع الأبرار عن الزمخشري قال: روي عن النبي (ص) أنه قال: «لله من عباده خيرتان، فخيرته من العرب قريش و من العجم فارس». و كان علي بن الحسين يقول: «أنا ابن الخيرتين» لأن جده رسول الله (ص) و أمه بنت يزدجر ملك فارس و أنشأ أبو الأسود:



و ان غلاما بين كسري و هاشم

لأكرم من نيطت عليه التمائم



و في علل الشرائع عن الامام الباقر عليه السلام: «ان أبي محمد علي بن الحسين عليه السلام ما ذكر لله عزوجل نعمة عليه الا سجد، و لا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود الا سجد، و لا دفع الله عزوجل عنه سوءا يخشاه أو كيد كائد الا سجد، و لا فرغ من صلاة مفروضة الا و سجد، و لا وفق للاصلاح بين اثنين الا سجد، و كان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك».

و في الكامل للمبرد قال: كان اسم أم علي بن الحسين عليه السلام سلافة من ولد يزدجرد، معروفة النسب من خيرات النساء، و قيل خولة، و لقبه عليه السلام ذو الثفنات و الخالص و الزاهد و الخاشع و البكاء و المتهجد و الرهباني و زين العابدين و سيد العابدين و السجاد، و كنيته أبومحمد و أبوالحسن.