بازگشت

حلم الامام و تواضعه و عفوه


- روي الطبري: أن هشام بن اسماعيل كان أميرا علي المدينة المنورة، فأظهر القسوة و أشاع الارهاب، و تحمل منه علي بن الحسين عليه السلام و أهل بيته الشي ء الكثير، و قد عزله الوليد بن عبد الملك، و أمر بايقافه أمام الناس ليجلد، فمر به علي بن الحسين عليه السلام و هو واقف عند دار مروان. فسلم عليه، و أمر أتباعه بعدم التصدي له بمكروه، و قد أرسل اليه: انظر الي ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منا و من كل من يطيعنا، فنادي هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالته [1] .

- علي اثر قيام «ثورة الحرة» ولي بنو أمية الأدبار، هاربين من بطش الثورة، و كان في طليعة الهاربين مروان بن الحكم فاستغاث بعبدالله بن عمر بن الخطاب أن يؤوي له عياله و في طليعتهم زوجته عائشة بنت عثمان، فأبي عليه ابن عمر، فاستغاث بالامام السجاد عليه السلام فما كان من الامام الا أن أغاثه، و أضاف أهله الي أهله، و قابل اساءة بني أمية التاريخية لأهل البيت عليهم السلام بمنتهي الاحسان [2] .

- كانت للامام عليه السلام جارية تسكب عليه الماء فسقط الابريق من يدها، فرفع رأسه اليها فقالت: (و الكاظمين الغيظ) قال عليه السلام قد كظمت غيظي: قالت: (و العافين عن الناس)، قال عليه السلام: عفي الله عنك، قالت: (و الله يحب المحسنين) قال: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله.. [3] .

- و انتهي الامام الي قوم يغتابونه، فوقف عليم و قال: (ان كنتم صادقين غفرالله لي، و ان كنتم كاذبين غفرالله لكم) و وقف علي علي بن الحسين عليه السلام رجل فشتمه، فلم يكلمه فلما انصرف، قال لجلسائه، قد سمعتم ما قال هذا الرجل. و أنا أحب أن تبلغوا معي اليه حتي تسمعوا ردي عليه. فقالوا له نفعل، فمشي عليه السلام و هو يقول: (و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين) (آل عمران / 134)

فلما بلغ منزله، و ناده، خرج اليه متوثبا للشر و هو لا يشك أنه انما جاءه مكافيا علي بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين عليه السلام: (يا أخي انك قد وقفت علي آنفا قلت و قلت، فان كنت قد قلت ما في، فانا استغفر الله منه، و ان كنت قلت ما ليس في غفرالله لك) فقبل الرجل ما بين عينيه و قال: بل قلت فيك ما ليس فيك و أنا أحق به. [4] .


پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب / مجلد 2) في كرمه و صبره) و الارشاد / للمفيد (فضائله و مناقبه) نقلا عن الطبري تاريخه و تذكرة الخواص لابن الجوزي (أحوال علي بن الحسين عليه السلام.

[2] الامام زين العابدين / المقرم / فصل (مع الأمويين) نقلا عن الطبري ج 7 ص 7.

[3] الارشاد، الشيخ المفيد / ص 241.

[4] تذكرة الخواص، سبط بن الجوزي: (ذكر علي بن الحسين).