بازگشت

القابه


كان علي بن الحسين يلقب ب (زين العابدين و السجاد، و ذي الثفنات)، و ان سبب اشتهاره بزين العابدين هو ما رواه الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس أن رسول الله (ص) قال: (اذا كان يوم القيامة ينادي فينا: أين زين العابدين؟ فكأني أنظر الي ولدي علي بن الحسين يخطر بين الصفوف [1] ).

أما لقبه السجاد فذلك لكثرة عبادته و سجوده، و في هذا المعني يقول ولده الامام الباقر: (اننه ما ذكر لله عزوجل نعمة الا و سجد، و لا قرأ آية من كتاب الله فيها سجود الا و سجد، و لا فرغ من صلاة مفروضة الا و سجد، و لا وفق لاصلاح بين اثنين الا و سجد، و كان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك [2] ).

أما سبب تسميته بذي الثفنات فلأن مواضع سجوده كانت كثفنات البعير، و هي المواضع التي تقع من البعير علي الأرض اذا استناخ كركبتيه و غيرهما حيث تكون غليظة.

و غير خاف أن تأثير عامل الوراثة عند البشر الذي ينقل خصائص الآباء و صفاتهم الي الأبناء يلعب دورا بارزا في تكوين شخصية أبنائهم، و قد وضح القرآن الكريم عامل الوراثة هذا و كشف عنه في قوله سبحانه: (و هو الذي جعلكم خلائف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم ان ربك سريع العقاب و انه لغفور رحيم) (الأنعام / 165).

و اذا كنت قد اخترت الجانب الأخلاقي موضوعا للحديث عن شخصية الامام علي بن الحسين عليهماالسلام، فصدقوني أنني ما كدت أخطو في معرفة هذا الامام العظيم حتي وجدتني أعجز عن الخوض في لجته و السباحة في تياره، فرضيت بما تأملته منه و أنا علي الشاطي مكتفيا بغرفة واحدة تبل الغليل.

و أود بادي ذي بدء أن أشير الي أن الرسول القائد عليه الصلاة و السلام و جميع الأئمة الهداة من أهل بيته و منهم موضوع هذه المحاضرة الامام السجاد عليه السلام قد تسنموا قمة التسلسل في درجات الشخصية الاسلامية باعتبار خضوعهم لاعداد رسالي خاص في شتي عناصر الشخصية و مكوناتها، كما في شتي مجالات الحياة مما لم يتوفر لسواهم من البشر بعد الأنبياء، و اليكم نماذج عن ايمانه و صورا عن أخلاقه:


پاورقي

[1] المجالس السنية - المجلد الثاني.

[2] المرجع نفسه.