بازگشت

ان الصحيفة السجادية


و ما فيها من أدعية الامام زين العابدين عليه السلام تعتبر أثرا من آثار الفصاحة الكلامية التي قل أن يبلغ غليها فصيح أو متكلم و قد قال عنها الدكتور حسين علي محفوظ و عن سائر أدعية الأئمة من أهل البيت عليه السلام قال: (و علي الرغم من أنه أي الدعاء المأثور عن الأئمة - نثر فني رائع، و أسلوب ناصع، من أجناس المنثور و نمط بديع من أفانين التعبير، و طرق بارعة من أنواع البيان، و مسلك معجب من فنون الكلام، و الحق أن ذلك النهج المعجز من بلاغات النبي محمد (ص) و أهل البيت عليهم اسلام التي لم يرق اليها غير طيرهم و لم تسم اليها سوي أقلامهم.

فالدعاء أدب جميل، و حديث مبارك، و لغة غنية، و دين قيم، و بلاغة عبقرية الهية المنحة، نبوية العبقة، و ناهيك باطناب الامام عليه السلام بوصف الجنة و النار علي غرار ما جاء في كتاب الله العزيز، مما يرشد الضالين، و يهدي الحائرين و يدل علي طريق عفو الله و ثوابه، و جزيل عطائه و احسانه و رضوانه، و يخوف من عقابه).

هذا وقد اهتم بهذه الصحيفة السجادية علماء كثر من المسلمين فشرحوها بعدة شروح يطول ذكر أسمائها. و قد ترجمت الصحيفة الي الانكليزية و الفرنسية و الألمانية و الأردية.

كما أن علماء كبارا ترجموها الي اللغة الفارسية فصار لهاه عدة ترجمات، فقد ترجمها الحاج ميرز أبوالحسن الشعراني و السيد صدرالدين البلاغي و الحاج عمادالدين حسين الأصفهاني و الشيخ جواد فاضل و السيد علي نقي فيض الاسلام، فكان لها عدة ترجمات جعلت الناس ينتهلون من هذا الفيض الغزير من فيوض الفكر و العلم و الحكمة و تمجيد الله سبحانه و تعالي و التذلل له و التضرع اليه.

و حتي أن الخطاطين اهتموا بها فنقلوا منها قطعا كتبت بخط جميل بكل أنواع الخطوط العربية المعروفة، كما أنها نسخت منها نسخ بخطوط مختلفة جميلة بديعة و بعضها مذهبة مزركشة، لها جمال في المنظر كما لها جمال لقدمها و روع سبكتها و جمال معانيها.

نسأل الله أن ينفعنا بما فيها من كنوز و بدعاء نبيه و رسوله المصطفي (ص)، و أهل بيته الطاهرين الميامين، و أن يرزقنا الاقبال عليه و التذلل بين يديه و التضرع اليه و أن يستجيب دعاءنا و أن يغفرلنا و أن يمنحنا رضاه و أن ينصر الاسلام و ينصر المسلمين.