بازگشت

ان الصحيفة تعلم المسلم التسامح و مقابلة الاساءة بالاحسان و السمو الي أرفع مكان...


يقول الامام السجاد عليه السلام:

(اللهم صل علي محمد و آل محمد، و سددني لأن أعارض من غشني بالنصح، و أجزي من هجرني بالبر، و أثيب من حرمني بالبذل، و أكافي من قطعني بالصلة، و أخالف من اغتابني الي حسن الذكر، و أن أشكر الحسنة، و أغضي عن السيئة) دعاء رقم / 20 /.

و أسمع اليه و هو يطلب مكارم الأخلاق و يعلمها للناس و يعرفهم انها هي الهدف الأكبر لكل مسلم صالح، يقول الامام السجاد عليه السلام في دعائه:

(اللهم صل علي محمد و آل محمد، و حلني بحلية الصالحين، و ألبسني زينة المتقين في بسط العدل، و كظم الغيظ، و اطفاء النائرة، و ضم أهل الفرقة، و اصلاح ذات البين، و افشاء العارفة، و ستر العائبة، و لين العريكة، و خفض الجناح، و حسن السيرة، و سكون الريح، و طيب المخالقة، و السبق الي الفضيلة و ايثار التفضل، و ترك التعيير، و الافضال علي غير المستحق، و القول بالحق و ان عز، و استقلال الخير و ان كثر من قولي و فعلي، و استكثار الشر و ان قل من قولي و فعلي، و أكمل ذلك لي بدوام الطاعة، و لزوم الجماعة، و رفض أهل البدع، و مستعمل الرأي المخترع) دعاء / 20 /.

و من عجائب الصحيفة أنها تشير الي بعض الحقائق العلمية التي اكتشفت أخيرا في العصر الحديث مثل قوله عليه السلام:

(اللهم و امزج مياههم بالوباء و أطمعهم بالأدواء).. و قد اكتشف في العصور الحديثة أن المياه من أعظم أسباب انتقال الأوبئة مثل الكوليرا و الأميبيا و الدسنتاريا و البلهارسيا و غيرها و أن الأطعمة كثيرا ما تكون سببا للأدواء الضارة للقلب و المعدة و غيرها من أجهزة جسم الانسان مما يطول شرحه هاهنا.

و مما يلفت النظر من دعاء الصحيفة الي عظمة و دقة خلق الله جل و علا و لا سيما ما يتعلق بجسم الانسان يقول عليه السلام: (الحمدلله الذي ركب فينا آلات البسط و جعل لنا أدوات القبض) دعاء / 1 / فاليدان و الرجلان هما و غيرهما في جسم الانسان من أدوات البسط والقبض و لا يوجد للبسط و القبض مثلهما أكثر بساطة و أعظم نفعا و أشد استجابة و أقدر علي التكيف للعمل و تكييف ما أمامها و تذليله للاستجابة لمطالب الانسان.

ثم ان الصحيفة السجادية دواء الأرواح و بلسم الجراح و مناجاة الله سبحانه و تعالي و الوقوف ببابه و التمسح بأعتابه و التذلل بين يديه و عرض الحال عليه، هذه السبيل المستقيم الي السعادة و الطمأنينة و الرضا، فما وقف بباب الله متذلل سائل داع كما في مثل هذه الصحيفة أو أمثالها مثل أدعية المصطفي خاتم الأنبياء و سيد المرسلين محمد بن عبدالله (ص) أو يمثل أدعية أهل البيت عليهم السلام و الصالحين من عبادالله المؤمنين ما وقف انسان بباب الله بمثل هذا الدعاء يتضرع و يتذلل الا شعر بالراحة و السعادة و الطمأنينة مهما كان وضعه في هذه الدنيا و حاله.