بازگشت

ان الصحيفة دلت علي كمال معرفة الامام زين العابدين بالله


و اشتملت علي مباحث عظيمة في توحيده و الثناء عليه و تمجيده، فلنقرأ ما يقول الامام زين العابدين في هذا المجال: (الحمدلله الأول بلا أول كان قبله، و الآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، و عجزت عن نعته أوهام الواصفين، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا، و اخترعهم علي مشيئته اختراعا...) دعاء رقم / 1 / من الصحيفة. و قد دل بدعائه هذا علي:

1 - أن الله أول فلا أول قبله.

2 - و أنه تعالي آخر فلا آخر بعده.

3 - و أن الأبصار قاصرة عن رؤيته.

4 - و أن لا قدرة للمخلوق علي أن يصفه كما هو فكل وصف للكمال قاصر عن بلوغ كماله و كل نعت للعظمة يعجز عن تصوير عظمته.

فما أعظم قدرته التي لا يعجزها شي ء التي ابتدع بها الخلق ابتداعا و مشيئته التي لا يردها شي ء التي اخترع بها الخلق اختراعا من دون أن يكون له شريك أو ناصر أو معين.

و لننظر الي لوحة أخري من دعائه في وصف عظمة الخالق جل و علا: (الحمدلله الذي خلق الليل و النهار بقوته، و ميز بينهما بقدرته، و جعل لك واحد منهما حدا محدودا و أمدا ممدودا، يولج كل واحد منهما في صاحبه، و يولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد، فيما يغذوهم به، و ينشئهم عليه، فخلق لهم الليل ليسكنوا فيه من حركات التعب و نهضات النصب، و جعله لباسا ليلبسوا من راحته و منامه، فيكون ذلك لهم جماما و قوة، و لينالوا به لذة و شهوة، و خلق لهم النهار مبصرا ليبتغوا فيه من فضله، و ليتسببوا الي رزقه و يسرحوا في أرضه..) دعاء رقم / 6 / من الصحيفة.

و في هذا الدعاء بين الامام عليه السلام عظمة الخالق في تقسيم الزمان الي ليل و نهار، كيف يدخل جل و علا كل واحد منهما في صاحبه، و الحكمة من خلق الليل و النهار ليستريح الانسان في ليله من نصبه و تعبه، و ليمشي في نهاره لكسب رزقه و لغير ذلك من شؤون حياته.