بازگشت

انها تحتوي علي التجرد و الانقطاع الي الله


و هي تعلم السلم كيف لا يرجو الا الله، و لا يخاف الا من الله، و لا يؤمل في أحد سواه، و لنقرأ ما يقول الامام زين العابدين عليه السلام في هذا الدعاء: (اللهم اني أخلصت بانقطاعي اليك، و أقبلت بكلي عليك، و صرفت وجهي عمن يحتاج الي رفدك، و قلبت مسألتي عمن لم يستغن عن فضلك، و رأيت أن طلب المحتاج الي المحتاج سفه من رأيه و ضلة من عقله. فكم قد رأيت يا الهي من أناس طلبوا العز بغيرك فذلوا، و راموا الثروة من سواك فافتقروا، و حاولوا الارتفاع فاتضعوا، فصح بمعاينة أمثالهم حازم و فقه اعتباره، و أرشده الي طريق صوابه اختياره.

فأنت يا مولاي دون كل مسؤول موضع مسألتي، و دون كل مطلوب اليه ولي حاجتي، أنت المخصوص قبل كل مدعو بدعوتي، لا يشركك أحد في رجائي، و لا يتفق أحد معك في دعائي، و لا ينظمه و اياك ندائي.

لك يا الهي وحدانية العدد، و ملكة القدرة الصمد، و فضيلة الحول و القوة، و درجة العلوم و الرفعة، و من سواك... مرحوم في عمره، مغلوب علي أمره، مقهور علي شأنه، مختلف الحالات، متنقل في الصفات، فتعاليت عن الأشباه و الأضداد، و تكبرت عن الأمثال و الأنداد، فسبحانك لا اله الا أنت...) دعاء / 28 / من الصحيفة.

و في هذا تعليم للمسلم و تربية علي معان نلفت النظر الي بعضها:

أ- ان من السفه الالتجاء الي غير الله أو طلب الخير من سواه.

ب - ان الامام عليه السلام قد شاهد بعين البصر و البصيرة أن أناسا أرادوا أن يعزوا بغير الله فذلوا، و أرادوا الثراء من غير عطاء الله فافتقروا.

ج - أن الحول و القوة لله و بالله، و أما غير الله فمخلوق ضعيف زائل، و مآله الي الاندثار، و لا حول له و لا قوة، و أن الالتجاء الي مثله سفه لا يليق بعاقل.