بازگشت

التربية علي الاصلاح بين الناس


فمن أهم المشاكل التي قد تهدد الجماعات البشرية نشوء الفرقة و الاختلافات المؤدية الي التنازع و الذي هو الطريق الحتمي للشفل و الوهم (و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم..) (الأنفال / 46).

و نري في عبارات الدعاء صفات الدور الاجتماعي للصالحين المتقين (و حلني بحلية الصالحين و ألبسني زينة المتقين في بسط العدل، و كظم الغيظ، و اطفاء النائرة، و ضم أهل الفرقة، و اصلاح ذات البين و افشاء العارفة و ستر العائبة) فالصالحون المتقون ليسوا منقطعين الي محراب العبادة و تربية النفس فحسب بل ان دورهم الاجتماعي الرائد يدعوهم لاشاعة العدل و سد نائرة النزاعات و النعرات و الفتن، و جمع الكلمة علي التقوي، و اصلاح ذات البين، و افشاء المعروف و نشره، و ستر العيوب و استئصالها.

و هذه المهمات الاجتماعية التي يتعلمها المسلمون من هذا الدعاء تجعل الدور الاجتماعي للدين حاضرا باستمرار و ضروريا في مسيرة المجتمع و بدونه سيبقي المجتمع يتخبط في أمراض و نزاعات و نعرات تضره ضررا بالغا، و هذا ما نشاهده في المجتمعات التي حصرت الدين في الطقوس الفردية البحتة، فالنزاعات مستفحلة، و القلوب متنافرة، و النعرات قائمة، و المودة الاجتماعية ضعيفة الي أبعد الحدود، و ذلك لتعطيل دور الدين في الاصلاح، بين الناس، و لعدم وجود وسائل بديلة للاصلاح الا المحاكم و السلطة التي تخمد مؤقتا النيران الظاهرة و الصراعات الدموية علي ضغائن النفوس دونما اصلاح...