بازگشت

الجماليات المعنوية


و من نماذجها في دعائه عند المرض أنه يحمد الله علي الحالين من المرض و الصحة بتخريجات لطيفة و تحليلات شفيفة و من ذلك قوله: (اللهم لك الحمد علي ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني و لك الحمد علي ما أحدثت بي من علة في جسدي فما أدري يا الهي أي الحالين أحق بالشكر لك و أي الوقتين أولي بالحمد لك أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات رزقك و نشطتني بها لابتغاء مرضاتك و فضلك و قويتني معها علي ما و فقتني له من طاعتك؟ أم وقت العلة التي محصتني بها و النعم التي اتحفتني بها تخفيفا لما ثقل به علي ظهري من الخطيئات و تطهيرا لما انغمست فيه من السيئات).

و في دعائه في الاستقالة رقم / 16 / اذ يبين جهل الانسان في رشده و غفلته عن حظه عصيانا و اتباعا للشيطان: (فمن أجهل مني يا الهي برشده، و من أغفل مني عن حظه و من أبعد مني من استصلاح نفسه حين أنفق ما أجريت علي من رزقك فيما نهيتني عنه من معصيتك؟ و من أبعد غورا في الباطل و أشد اقداما علي السوء مني حين أقف بين دعوتك و دعوة الشيطان فأتبع دعوته علي غير عمي مني في معرفة به و لا نسيان من حفظي له و أنا حينئذ موقن بأن منتهي دعوتك الي الجنة و منتهي دعوته الي النار) و منها في دعاء مكارم الأخلاق الذي يقدم منظومة رائعة لها اعتبره رسول الله عليه و آله غاية بعثته اذ قال: (انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) و من الجماليات المعنوية لهذا الدعاء الرائع عليه السلام قوله: (اللهم صل علي محمد و آله و سددني بأن أعارض من غشني بالنصح و أجزي من هجرني بالبر و أثيب من حرمني بالبذل و أكافي من قطعني بالصلة و أخالف من اغتابني الي حسن الذكر و أن أشكر الحسنة و أغضني عن السيئة).