بازگشت

مقدمة


الجمالية وصف لاضمامة من القيم الأسلوبية تتحقق في الفنون و لا سيما الأدب بماهو فن جميل، و قد قصرها بعضهم علي المفردة و التركيب و الصورة الأدبية و لكنها تتعدي ذلك الي خصائص في الموضوعات و المعاني فتشمل الأسلوب بمعناه الأوسع اذ يعبر عن صاحبه و بتعبير أحدهم (الأسلوب هو الرجل).

و لا يتطاول هذا المقال الي أكثر من أن يكون مدخلا الي دراسة هذه النظرة في أجمع كتاب للدعاء أبدعه نجم متألق من آل محمد الطيبين و عترته الطاهرين عليه و عليهم أفضل الصلاة و التسليم فكان مدرسة للاسلام المحمدي في أفقه النبوي و امتداده الامامي و بما يستلهمه و يستجيب له من الجمال القرآني.

و سيقتصر بالتالي علي رسم خطوط عريضة لهذه الجمالية في الصحيفة السجادية تتناول أسسها الانسانية و مصادرها المرجعية و معالمها الفنية مؤيدة بالشواهد بما عهد لأبحاث أكثر تفصيلا و تحليلا و عمقا و احاطة تلم بهذه الظاهرة من سائر وجوهها و جوانبها.

و عسي أن تكون هذه المساهمة المتواضعة علي قصر باعها و ضيق اتساعها تعبيرا عن حب لجمال معنوي و حس تعبيري امتاز بهما الامام زين العابدين عليه السلام في صحيفته السجادية.

و لأن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه فهي دعوة الي النهل من هذا السحر الحلال و الماء الزلال الفياض بحب الجميل المطلق و التوجه اليه و التعلق به و التعويل عليه من خلال الدعاء و الابتهال استجابة لقوله جل جلاله: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) (الفرقان / 77).