بازگشت

مقدمة


يجدر بنا الاعتراف أن الامام زين العابدين عليه السلام تولي الامامة في فترة من أدق فترات التاريخ الاسلامي برمته، انها فترة التحولات الكبري في مسار الأحداث الكبر، ذلك أن الامام حمل و بحق مسؤولية تأسيس مدرسة أهل بيت النبي كمؤسسة امتلكت أكبر التأثير سياسا و اجتماعيا و دينيا علي مجمل الأوضاع في الدولة الاسلامية المترامية الأطراف.

فترة حياته / 95 - 36 ه / حوالي تسعة و خمسين عاما علي أبعد التقديرات. حفلت بالأحداث الجسام، و تميزت بعمله الاجتماعي، و ترسيخه نهج العمل الهادي بين الجماهير، و ابتعاده عن السياسة، و قد صفها المؤرخون بالحيادية، اذا جاز هذا التعبير، و الاكتفاء بخلق تيار الموالاة للنهج الاسلامي، الذي اتسم بمجرد القيادة الدينية للمجتمع، و الاستقطاب الديني، و امتلاك ناصية الاجماع علي الاحترام المطلق.

و كان الامام عليه السلام قد شهد مأساة كربلاء، حيث ذبح أمام ناظريه صفوة أهل بيت النبوة عليه السلام، و تم ذلك بقرار مركزي من قبل الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، و كان الامام يعلم ذلك.

و ابتعد الامام كليا عن الحياة السياسية، بل انه فرض ذلك علي نهج المدرسة برمته علي امتداد ما يقارب القرنين من الزمن حتي اختفاء الامام المهدي (عج) عام 265 ه، أما الثوار الكثيرون في عهده فلم يكن له علاقة عضوية بهم، و لعل ما أثر عنه من قول قاطع من رفضه للمشاركة و ميله نحو المسالمة و اللا عنف ما أورده السيد محسن الأمين رحمه الله من قوله: لو أن قاتل الحسين استودعني السيف الذي قتل به الحسين لرددته له. (من رحاب أئمة أهل البيت ج 3).