بازگشت

ظاهرة العدل و الظلم


العدل فرح العالم... و الظلم كآبته و أحزانه، و مصائبه.. أتت أدعية زين العابدين تعالج الظلم، ترفضه، تعرضه بصيغة الداء، و في رجائه الانتصاف للمظلومين، اتصل الامام بقول النبي انصر أخاك ظالما و مظلوما قالوا: كيف ننصره ظالما؟ قال: بأخذ الحق منه..

قال زين العابدين: «اللهم... خذ ظالمي و عدوي عن ظلمي بقوتك» [1] الحركة الانسانية تكمن في الحركة الدعائية، ما قال الامام: أهلك ظالمي، ما أمطره بوابل من الدعوات الانتقامية. ان زين العابدين كان حليما أواها منيبا... كل ما يريده أن يرتقع الظلم من المجتمعات، يطلب زحزحته عن المظلوم، دون أذي الظالم، فهو لا يبغي الانتقام؛ لأن في الانتقام ظلما جديدا، و عنفا جديدا، هو يريد العدالة المطلقة، و السلام المطلق؛ لذلك قرن جملته بقوله: «و اعصمني من مثل أفعاله، و لا تجعلني في مثل حاله» [2] .

الدعاء، تمن و أمنيات و رجاء، فزين العابدين عليه السلام في التمني يطلب العصمة من الظلم له أو عليه، و في الرجاء يأمل انتفاء الممارسة، لقد حمله الدعاء الي أجواء ملائكية لا تعرف الغلط، «اللهم فكما كرهت الي أن أظلم، فقني من أن أظلم» [3] ما أروعها من عبارة لو نقشت بماء الذهب نطقت روحا، و ظل الذهب لها جسدا، ما أعظم مضمونها من مبدأ تتصدر به دساتير الدول، فتوفي مجتمعاتها من ظالم و مظلوم، و تسود العدالة، و يعم السلام...

ثم يلتفت الامام الي مناهضة الظلم وردعه: «اللهم اني أعتذر اليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره» [4] هذا الاعتذار يشرح اهتمام الامام بقضايا الرعية، و تحمل المسؤولية، و مشاركتهم الألم... و تنتهي أمنيات العدالة المطلقة عند قوله: «اللهم... حتي أكون... مؤثرا لرضاك علي ما سواهما في الأولياء و الأعداء حتي يأمن عدوي من ظلمي و جوري، و ييئس وليي من ميلي و انحطاط، هواي» [5] . عدالة، انصاف، مساواة محبة، انسانية... كلمات كلها تخشع امام هذه العبارات المنتمية الي مفردات زين العابدين الدعائية.


پاورقي

[1] نفسه: دعاء رقم / 14.

[2] نفسه: دعاء / 14.

[3] نفسه: دعاء /14

[4] نفسه: دعاء رقم / 38.

[5] نفسه: دعاء رقم / 22