بازگشت

اسلوب الاستدراج


أن يبدأ الانسان بنفسه في أي عمل يريد تحقيقه، شي ء مثير في نفوس الآخرين و موح للواقعية و الجدية و الاخلاص و الصدق. فمن أساليب الامام أنه يخاطب نفسه و يحاسبها في دعائه، و يحرك الضمير و الوجدان، فيجد الآخرون حديثا خاصا بين الامام و بين ربه، يناجيه و يخاطبه و يستدعيه و يستوهبه، و تارة أخري يكون الحديث بين الامام و بين نفسه، يعاتبها و يلومها و ينصحها و يستحثها، و يعدها و يوعدها، و يتفنن في توجيهها بالوعظ و الارشاد و الترغيب و الترهيب.

و مثل هذا الكلام ليس للآخرين حق الاعتراض عليه، بل ولا الاعراض عنه، فضلا عن التدخل فيه، بل هذا - كما قلنا - باعث علي التأمل و العبرة، لأنه صادر من شخصية هي القمة في المعرفة و الايمان، و علي أعلي المستويات في البلاغة و الفصاحة، و بلغة الحقيقة و الواقع، و الذي ينطبق علي الجميع، و يحسه من نفسه و وجدانه كل أحد فلا يمكن انكاره، و المباهتة فيه، فلا يجد السامع و القاري من نفسه الا الوفاق مع الامام و القبول بشكل تام.