بازگشت

مقدمة


الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، و أفضل الصلوات علي سيد الكائنات محمد الذي ختم برسالته النبوات، و علي الأئمة السادات الأطهار و علي أصحابهم المؤمنين الأخيار، و أتباعهم المتقين الأبرار، مدي الدهور و الأعوام و الشهور و الأيام و الساعات و الآنات و بعد:

فان من عبر التاريخ أن نجتمع هنا، في هذه المدينة العريقة دمشق الشام، محتفلين بأثر من الآثار الخالدة للامام الهمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين عليه و علي آبائه السلام، لنتحدث عن هديه و معارفه. من خلال هذا الكتاب العظيم: الصحيفة السجادية.

و العبرة التي ذكرناها، هي أن الامام زين العابدين عليه السلام وقف عام 61 للهجرة، و علي منبر المسجد الجامع في نفس هذه المدينة و في احتفال أقامه الحاكم، بحضوره و المحتفلين الذي غمرتهم نشوة الانتصار و السرور بجلب أسري معركة كربلاء الدامية، و الامام هو الرجل الفرد بينهم، ففي مثل ذلك الحفل المهيب، انطلق الامام، يهدر علي المسامع بخطبته العصماء، التي لم يزل فيها معرفا بنفسه قائلا:

«أيها الناس، أعطينا ستا، و فضلنا بسبع، أعطينا العلم، و الحلم، و السماحة، و الفصاحة، و الشجاعة، و المحبة في قلوب المؤمنين. و فضلنا بأن منا النبي المختار محمد (ص)، و منا الصديق، و منا الطيار، و منا أسدالله و أسد الرسول، و منا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، و منا سبطا هذه الأمة و سيدا شباب أهل الجنة. فمن عرفني فقد عرفني. و من لم يعرفني أنبأته بحبي و نسبي: أنا ابن مكة و مني، أنا ابن زمزم و الصفا، أنا ابن من حمل الركن [1] بأطراف الردا (قال الحافظ، الخوارزمي، و لم يزل يقول: أنا، أنا حتي ضج الناس بالبكاء و النحيب)» [2] .

فتعرف الناس علي شخص الامام و شخصيته، و كانت أولي ثمرات تلك المعرفة أن تحولت الأفكار، و تبدلت سياسة الحاكم تجاه الأسري، فسرحهم الي موطنهم مدينة جدهم الرسول (ص).


پاورقي

[1] كذا نقله البهائي في الكامل، و في مقتل الخوارزمي: الزكاة بدل الركن.

[2] مقتل الحسين (ع) للخوارزمي (17 - 2 / 69) و (جهاد الامام السجاد ص 54)