بازگشت

المقطع 7


ثم استأذنت أباعبدالله عليه السلام في دفع الصحيفة الي ابني عبدالله بن الحسن.

فقال: (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها) نعم، فادفعها اليهما.

فلما نهضت للقائهما قال لي: مكانك، ثم وجه الي محمد و ابراهيم فجاءا، فقال: هذا ميراث ابن عمكما يحيي من أبيه، قد خصكما به دون اخوته.

[هنا ينتهي النقص المكمل من المشهورة]

[3 / أ] و نحن مشترطون عليكما فيه شرطا. قالا: قولك حكم.

قال: لا تخرجا هذه الصحيفة من المدينة: فان ابن عمكما خاف عليها أمرا أخافه عليها.

قالا: انما خاف عليها حين علم انه يقتل.

فقال أبوعبدالله عليه السلام: و أنتما لا تأمنا، فوالله اني لأعلم أنكما ستخرجان كما اخرج يحيي، و ستقتلان كما قتل يحيي، فقاما و هما يقولان: «لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم».



[ صفحه 265]



و دعاء المتوكل في الدفتر و الصحيفة [1] ، و الصحيفة هي بتمامها.

و في استئذان البلخي مرة اخري الامام الصادق عليه السلام بأن يدفع الصحيفة الي بني عبدالله بن الحسن دلالة واضحة علي حسن اعتقاد الرجل و الامام عليه السلام يؤكد عليه ان هذا أدب اسلامي أكد عليه القرآن و في استقدام الامام بني عبدالله دلالة اخري علي تقدير الامام للبلخي و علي اهتمام الامام بأمر الصحيفة.

ثم ان الامام بحكم امامته يشترط علي ابني عبدالله شرطا لم يكن في الوصية؛ فان وصية يحيي لم تتعد أكثر من ايصال الأمانة الي ابني عبدالله بن الحسن، فمن الناحية الفقهية كان بامكان البلخي أن يوصل الأمانة، و قد أدي ما عليه، لكن الامام الصادق عليه السلام أراد التأكيد علي أهمية الصحيفة من جانب و أن لهما نفس المصير.

و الأحداث التأريخية اثبتت ان الموقف العباسي كان معاديا للموقف العلوي، و بعد أن اندحر الموقف الأموي اتخذ الموقف العباسي نفس الموقف ضد أهل البيت الداعي الي تطبيق حكم الله.

و الامام عليه السلام يشير الي ان المبادرة في هذه الثورة لم يكن من أهل البيت عليهم السلام، و ان المبادرة في ذلك لابد و أن يبوء بالفشل و قد نبأهم الامام عن المصير المجهول، فقال: «ستخرجان كما خرج يحيي».

و تختلف عن الرواية المشهورة المروية بصيغة المعلوم و ان كل من يحيي و ابراهيم قد استخدموا كواجهة، حيث كانت المبادرة و التخطيط من بني العباس.

و يحتفظ تأريخ أهل البيت عليه السلام عن مسيرة الاخوين محمد و ابراهيم ابني عبدالله بن يحيي المحض بن الحسن المثني بن الحسن السبط ابن الامام علي عليه السلام بصورة واضحة المعالم، فقد كان الهدف منهما تطبيق حكم الله و شريعة القرآن و سنة جدهم رسول الله.

كان محمد بن عبدالله بن الحسن المثني بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام



[ صفحه 266]



يعرف بالنفس الزكية و قام بالدعوة عقيب قتل الوليد بن يزيد الأموي بالمدينة في جمادي الاخرة سنة 126، و خانه العباسيون فقتل في سنة 145 ه، و ثار اخوه ابراهيم بالبصرة و قتل بعد حرب طويلة في باخمري في الكوفة نفس العام، و قد تقدمت ترجمتهما في أعلام الخطبة.


پاورقي

[1] تقدم المراد من الدفتر و الصحيفة في المقدمة، فراجع.