بازگشت

المقطع 6


قال المتوكل: فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيي بن زيد صرت الي المدينة، فلقيت أباعبدالله عليه السلام فحدثته الحديث عن يحيي. فبكي و اشتد وجده به، و قال: رحم الله ابن عمي و ألحقه بآبائه و أجداده، و الله يا متوكل ما منعني من دفع الدعاء اليه الا الذي خافه علي صحيفة أبيه؛ و أين الصحيفة؟

فقلت: هاهي، ففتحها و قال: هذا و الله خط عمي زيد و دعاء جدي علي بن الحسين عليهماالسلام، ثم قال لابنه: قم يا اسماعيل فأتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه و صونه، فقام اسماعيل فأخرج صحيفة كأنها الصحيفة التي دفعها الي يحيي بن زيد، فقبلها أبوعبدالله و وضعها علي عينه و قال: هذا خط أبي و املاء جدي عليهماالسلام بمشهد مني.

فقلت: يابن رسول اله ان رأيت أن أعرضها مع صحيفة زيد و يحيي؟ فأذن لي في ذلك، و قال: قد رأيتك لذلك أهلا.

فنظرت و اذا هما أمر واحد، و لم أجد حرفا يخالف ما في الصحيفة الاخري.

و يهظر من هذا المقطع أن البلخي نقل الصحيفة من بلخ خراسان الي المدينة بين عامي 125 الي 133 ه، و هذه الفترة الزمنية كافية لذلك و خاصة اذا أخذنا بالاعتبار ان عادة المسلمين الاكثار من الحج ما أمكنهم، كما يظهر من مبادرة البلخي لزيارة الامام الصادق عليه السلام ولائه الخالص اذ كان بامكانه ان يؤدي الأمانة من دون هذه المبادرة. و في وجد الامام علي يحيي و بكائه و دعائه يعرف مكانة يحيي و مسيرته التي كانت في سبيل الله تعالي، و شهادة الامام بخط عمه زيد الثائر، و ان الدعاء من جده زين العابدين عليه السلام، و من أمر الامام لاصادق عليه السلام ولده اسماعيل بحفظ الدعاء و صونه بيان



[ صفحه 264]



لاهتمامه عليه السلام بالدعاء.

و هكذا نجد ان الامام الصادق عليه السلام يشهد بأن صحيفة يحيي هي بخط عمه زيد الثائر، و أن نسخته بخط أبيه الباقر عليه السلام و أنهما من املاء جده بمشهد منه.

و لا أعرف منهم عليهم السلام رواية بهذه المثابة من الاهتمام املاء و استنساخا و رواية و حفظا، ثم في استئذان البلخي عرض نسخته، و اذن الامام له فضيلة اخري له، و هذه الدقة في العرض تقتضي وحدة الروايات الثلاث للصحيفة.