بازگشت

المقطع 5


و في هذا المقطع من نسختنا من رواية ابن مالك سقط أكملته من رواية ابن الأعلم علي نسخة بخط محمد أمين المنقولة عن نسخة الشهيد الأول (ت / 786 ه)، و التي صورتها من مكتبة المشكاة بطهران رقم - 73 و قد تقدم وصفها.

و السقط فيها من (5 / الف الي 6 / ب) و المقارنة بين الروايتين يقضي بأن يكون هذا المقطع في رواية ابن مالك أقصر. و الله العالم.

ثم قال: أتاذن لي في نسخه فقلت: [هذا اخر ما في الصفحة 2 / ب، و هنا سقط في النسخة، و ما يأتي من المشهورة] .

يابن رسول الله أتستأذن، فيما هو عنكم؟

فقال: أما لأخرجن اليك صحيفة من الدعاء الكامل مما حفظه أبي عن أبيه، و ان أبي أوصاني بصونها و منعها غير أهلها.

قال عمير: قال ابي: فقمت اليه فقبلت رأسه، و قلت له: و الله يابن رسول الله اني لأدين الله بحبكم و طاعتكم، و اني لأرجو أن يسعدني في حياتي و مماتي بولايتكم.

فرمي صحيفتي التي دفعتها اليه الي غلام كان معه، و قال: اكتب هذا الدعاء بخط بين حسن، و أعرضه علي، لعلي أحفظه؛ فاني كنت أطلبه من جعفر حفظه الله فيمنعنيه.

قال متوكل: فندمت علي ما فعلت، و لم أدر ما أصنع، و لم يكن أبوعبدالله عليه السلام تقدم الي ألا أدفعه الي أحد.

ثم دعا بعيبة، فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة، فنظر الي الخاتم و قبله و بكي، ثم فضه و فتح القفل، ثم نشر الصحيفة، و وضعها علي عينه، و أمرها علي وجهه، و قال: و الله يا متوكل لولا ما ذكرت من قول ابن عمي أنني اقتل و اصلب لما دفعتها اليك،



[ صفحه 252]



و لكنت بها ظنينا، و لكني أعلم أن قوله حق أخذه عن آبائه، و أنه سيصح، فخفت أن يقع مثل هذا العلم الي بني أمية فيكتموه و يدخروه في خزائنهم لأنفسهم، فاقبضها، و اكفنيها و تربص بها، فاذا قضي الله من أمري و أمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي عندك حتي توصلها الي ابني عمي: محمد و ابراهيم ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهماالسلام، فانهما القائمان في هذا الأمر بعدي.

و في المقطع دلالة صريحة علي خالص ولاء عمر البلخي (ت / 194 ه) الذي صرح بأنه يدين الله بحب أهل البيت و طاعتهم، و انه يرجو السعادة في الحياة و الممات بولايتهم، و أنه لا يري مذهبا مستقلا عن مدرسة الامام الصادق عليه السلام كما يظهر ان يحيي كان ملتزما حرفيا في سيرته أدب أهل البيت عليهم السلام، حيث يستأذن في نسخ الصحيفة، و يحافظ عليها بأوثق طرق المحافظة في عصره و ذلك بحفظ الاصل في عيبة أي صندوق مقفل مختوم، ثم باستنساخ نسخة الامام الصادق عليه السلام برواية البلخي، ثم عرضها، ثم الوصية بايصال الأصل الي من يحافظ عليها، و أن له نفس الاهتمام و الاتجاه الصادق، كل ذلك حفظا لها من أيدي العبث الأموي الذي بني علي الدجل و معاداة الرسول صلي الله عليه و آله و سلم جاهلية و اسلاما، كما يبني ء علي ذلك تأريخهم و افعالهم التي استمرت حتي مقتل الامام الحسين في كربلاء، و الذي كشف عن نواياهم فلم تقم لهم قائمة، فمن الطبيعي المحافظة من أن يستولوا عليها و يحرفوها أو ينتحلوها كما انتحلوا الخلافة منهم كما هي سيرتهم.