بازگشت

المقطع 4


ثم قال: هل كتبت من ابن عمي شيئا؟ قلت: نعم.

قال: أرنيه، فأخرجت اليه دعاء أملاه علي أبوعبدالله عليه السلام، و حدثني أن اباه محمدا عليه السلام أملاه عليه و كان يدعو به و يسميه «الكامل»، فنظر فيه حتي أتي علي آخره.

و في هذا المقطع حوار بين البلخي (ت / 194 ه) و يحيي بن زيد بن علي (ت / 125 ه).

فيسأل يحيي عما لو كتب البلخي شيئا عن ابن عمه الامام أبي عبدالله جعفر بن محمد الصادق (ت / 148 ه)، و في هذا السؤال دلالة واضحة علي أن البلخي كان من أصحاب العلم المعروفين بالرواية، و لذلك سأله عما لو كتب عن الامام شيئا، و ان البلخي كان معروفا بالرواية عن الامام عليه السلام بالذات.

فأخرج البلخي الدعاء الذي أملاه عليه الامام الصادق عليه السلام وحدثه ان الامام محمد الباقر عليه السلام كان قد أملاه عليه، و ان الامام الباقر عليه السلام كان يسميه «الكامل»، و كانت سيرة أهل البيت عليهم السلام كتابة الحديث حفظا للتراث.

قال السيوطي (ت / 911 ه): «اختلف السلف من الصحابة و التابعين في كتابة الحديث فكرهها طائفة... و أباحها طائفة و فعلوها منهم... علي و ابنه الحسن...» [1] .

و عليه، لا غرو أن يملي الامام الباقر عليه السلام سلسلة دروس من الأدعية علي ولديه الامام الصادق عليه السلام و زيد الثائر، كما انه من الطبيعي ان يحافظ عليها أولادهما جيلا بعد جيل، ثم مواليهم طبقة بعد طبقة حتي العصر الحاضر. و من هذا المقطع نقف علي حقيقة اخري، و هي أن صفة الكمال للصحيفة باعتبار مضامينها، و انها عرفت بالصحيفة الكاملة من تسمية الامام الباقر عليه السلام للدعاء بالكامل؛ و ليست الصفة لوجود نسخة اخري ناقصة كما توهم، و قد تقدم التعريف بالكتاب في المقدمة.



[ صفحه 251]




پاورقي

[1] تدريب الراوي 69: 1، ط / القاهرة 1383.