الامام جعفر الصادق (83 ه - 148 ه)
هو الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، عاصر من الخلفاء الأمويين الوليد بن عبدالملك المستخلف سنة 86 ه، و سليمان بن عبدالملك سنة 97 ه، و عمر بن عبدالعزيز سنة 99 ه، و يزيد بن عبدالملك سنة 102 ه، و هشام بن عبدالملك 106 ه، و الوليد بن يزيد الثاني سنة 126 ه، و يزيد بن الوليد سنة 127 ه، و ابراهيم بن الوليد سنة 127 ه، و مروان بن محمد الملقب بالحمار سنة 127 ه و لم تغب عنه كافة الوسائل السياسية التي استخدموها للقضاء علي معارضيهم من العلويين أو غيرهم، و كانت مواقفة عليه السلام ثابتة تجاههم، و اتخذ نفس الموقف تجاه العباسيين الذين خططوا لتسل الحكم ابتداء من أبي العباس المنصور الذي لقب نفسه بالسفاح في أول خطبة له بالكوفة عام 132 ه الي أبي جعفر المنصور الدوانيقي عام 137 ه.
و كان عليه السلام علي وعي كامل لخطط العباسيين من القضاء علي تراث أهل البيت عليهم السلام، فركز عليه السلام علي نشرها. قال الشيخ المفيد (ت / 413 ه): «و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، و انتشر ذكره في البلدان، و لم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه، و لا لقي أحد منهم من أهل الاثار ونقلة الأخبار، و لا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبدالله عليه السلام، فان أصحاب الحديث قد جمعوا اسماء الرواة عنه من الثقات، علي اختلافهم في الاراء و المقالات فكانوا أربعة الاف رجل» [1] .
و قال الحافظ أبونعيم أحمد بن عبدالله الأصفهاني (ت / 430 ه): «الامام الناطق ذو العلم السابق أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، أقبل علي العبادة و الخضوع و آثر العزلة و الخشوع، و نهي عن الرئاسة و الجموع» ثم أسند اليه عليه السلام روايات [2] .
و نقل الحافظ جمال الدين يوسف المزي (ت / 742 ه) عن الزبير بن بكار: أنه عليه السلام
[ صفحه 195]
مات سنة 148 ه و هو ابن ثمان و خمسين و ان مالك بن يحيي الجهني رثاه بقوله:
فياليتني ثم ياليتني
شهدت و ان كنت لم أشهد
فآسيت في بثه جعفرا
و ساهمت في لطف العود
و ان قيل نفسك قلت: الفداء
و كف المنية بالمرصد
عشية يدفن قبل الندي
و غرة ز هو بني أحمد [3] .
پاورقي
[1] الارشاد 179: 2.
[2] حلية الأولياء 198: 3.
[3] تهذيب الكمال 97: 5 و راجع و فيات الأعيان 327: 1 و العبر 208: 1 و تذكرة الحفاظ 166: 1 و مناقب آل أبي طالب.