بازگشت

ضعيف أم ثقة؟


لقد قررنا في دراية الحديث أنه قل أن يسلم راو من رواة الحديث الشريف من الاتهام بالضعف و ما بمعناه، و أن الجرح بأنواعه ان لم يذكر مستنده يجب أن يهمل، فانه دعوي بلا دليل. و ما ذكر فيه العلة يجب أن يحلل و يدرس، فان كان حقا يؤخذ له و الا فيطرح.

و العلل التي ذكروها في ضعف الرجل امور ينبغي التأمل فيها:

1- قال ابن حبان (ت / 345 ه): «كان ممن يروي عن الثقات المعضلات»، انتهي [1] .

فكأن ابن حبان يري هذا ذنبا لا يغفر، مع أنه يدل علي حسن انتقاء و اهتمام بما لا يهتم به عامة أدعياء العلم، الذين يقتصرون علي تسويق بضاعة يرتضيها العامة دون تحقيق معضلات تعجز عنها حتي الخاصة.

2- و زاد محمد بن حبان قوله: «و يدعي شيوخا لم يرهم» [2] .

و هذه دعوي بلا دليل، نعم نقل عن يحيي بن معين. أنه: «دخل المدينة و قد مات جعفر بن محمد فحدث عنه» [3] ، و هذا يستدعي التأمل، حيث لم يذكر تأريخ دخوله المدينة و لكن التأمل في تاريخ وفاة الامام الصادق عليه السلام: 148 ه، و تاريخ وفاة البلخي: 194 ه، عن عمر يناهر الثمانين يفيد خلاف ذلك، فمولد البلخي حدود سنة 114 ه و عمره حين وفاة الصادق عليه السلام حوالي أربع و ثلاثين سنة، و هو عمر يؤهله للرواية و الاكثار منها، و ربما التبس الأمر علي المنتقد من كثرة زيارته للمدينة و الحج و اختلط عليه الأمر، فلا مجال لقبول التضعيف من هذه الجهة.

3- و روي ابن حبان عن محمد بن عمرو السويقي قوله: «شهدت عمر بن هارون ببغداد و هو يحدثهم فيسأل عن حديث لابن جريح، رواه عنه الثوري لم يشارك فيه محدث به، فرأيتهم مزقوا عليه الكتب» [4] .



[ صفحه 185]



و لم يذكر ابن حبان من هم هؤلاء؟ و ما كانت حجتهم؟ فلماذا لم يقابلوا الرجل حجة بحجة؟ و ما هذا الاستغراب من رجل روي عن ابن جريح مالا يعرفه غيره؟ لانه لزمه اثنتي عشرة سنة، كما نقله الذهبي في ميزان الاعتدال فانه أعرف من غيره برواياته [5] .

4- ما ذكره أبوحاتم بقوله: «و كان أهل بلده يبغضونه لتعصبه في السنة و ذبه عنها» [6] و يظهر أن هذا هو أصل البلاء من اتهام الرجل بالضعف و ماشابه.

و زاد الذهبي في الميزان [7] عن بهز بن أسد: «أري يحيي بن سعيد حسده، فقال: «أكثر عن ابن جريح» من لزم رجلا اثنتي عشر سنة أما يكثر عنه؟ بلغني أن امه كانت تعينه علي الكتاب، و قال قتيبة: «كان شديدا علي المرجئة» [8] .

و من هنا نعرف ان المرجئة كحزب اموي حاولوا استخدام كافة الأساليب السياسة الرخيصة للوقيعة بالرجل، بالرغم من صلابته في احياء معضلات الحديث، و اليك كلمات القوم:

روي محمد بن عيسي الترمذي (ت / 279 ه) في جامعة الصحيح رواية لعمرو بن هارون و نقل عن محمد بن اسماعيل البخاري (ت / 256 ه) صاحب الجامع الصحيح، حسن الرأي فيه، و اليك لفظه:

«حدثنا هناد، أخبرنا عمر بن هارون، عن اسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده: أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يأخذ من لحيته من عرضها و طولها». هذا حديث غريب، و سمعت محمد بن اسماعيل يقول: عمر بن هارون مقارب الحديث، لا أعرف له حديثا ليس له أصل - أو قال: يتفرد به - الا هذا الحديث: «كان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يأخذ من لحيته من عرضها و طولها»، و لا نعرفه الا من حديث عمر بن هارون، و رأيته حسن الرأي في عمر بن هارون، و سمعت قتيبة



[ صفحه 186]



يقول: عمر بن هارون، و كان صاحب حديث، و كان يقول: «الايمان قول و عمل» قال قتيبة، أخبرنا وكيع بن الجراح، عن رجل عن ثور بن يزيد: «أن النبي صلي الله عليه و سلم نصب المنجنيق علي أهل الطائف». قال قتيبة: قلت لوكيع: من هذا؟ قال: صاحبكم عمر بن هارون [9] .

و روي أبوسعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي (ت / 341 ه) له. حدثنا باسناده عنه، عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: «سميت ابني هذين باسماء ولد هارون شبرا و شبيرا». [10] .

و أخرجه المعلق عن أحمد في المسند 98: 1 و 118 و الطبراني في الكبير 100: 3 و الحاكم 165: 1، و الطيالسي: 129، و قال: و زاد غير الحاكم: «فلما ولد الثالث سميته حربا، قال: بل هو مسحن»، و عند البزاز: «جبر و جبير و مجبر». و قال الحاكم: «صحيح الاسناد، و وافقه الذهبي» [11] .

قال الجلالي: ان رواية عمر بن هارون البلخي هذا يدل علي ولايته لال البيت عليهم السلام حيث اهتم بما روي فيهم من الحديث النبوي الشريف، و قد امرنا ان نقدر الرجال حسب رواياتهم و مدي اهتمامهم بها مدلولا و منطوقا، و طبيعي أن يبغض ذلك من لا يوالي أهل البيت عليهم السلام فيرميه بالضعف.

قال محمد بن حبان (ت / 354 ه) في كتابه «المجروحين» تحقيق محمد بن ابراهيم ط / دار الوعي - حلب 1369:

«عمر بن هارون البلخي: أبوحفص الثقفي، يروي عن ابن عروبة و ابن جريح و شعبة. روي عنه العراقيون و أهل بلده، و كان ممن يروي عن الثقات المعضلات، و يدعي شيوخا لم يرهم. و كان ابن مهدي حسن الرأي فيه. قال: محمد ابن عمرو السويقي: شهدت عمر بن هارون ببغداد و هو يحدثهم فيسأل عن حديث لابن



[ صفحه 187]



جريح رواه عنه الثوري لم يشارك فيه، فحدث به، فرأيتهم مزقوا عليه الكتب» [12] .

سمعت سعد بن الحسن بن سفيان الشيباني يقول: سمعت ابن الجنيد يقول: سمعت يحيي بن معين يقول: عمر بن هارون كذاب دخل المدينة و قد مات جعفر بن محمد فحدث عنه. أخبرني الحنبلي، قال: سمعت أحمد زهير يقول عن يحيي بن معين قال: عمر بن هارون البلخي ليس بشي ء.

قال أبوحاتم: كان عمر بن هارون صاحب سنة و فضل و سخاء، و كان أهل بلده يبغضونه لتعصبه في السنة و ذبه عنها، و لكن كان شأنه في الحديث ما وصفت، و في التعديل ما ذكرت، و المناكير في روايته تدل علي صحة ما قال يحيي بن معين فيه، و قد حسن القول فيه جماعة من شيوخنا كان يصلهم في كل سنة بصلات كثيرة من الدراهم و الثياب و غيرها، يبعث اليهم من بلخ الي بغداد.

قد روي عمر بن هارون عن الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يرتاد لبوله كما يرتاد أحدكم لصلاته» أخبرناه ابراهيم بن أبي امية بطرسوس، قال: حدثنا حامد بن يحيي البلخي، قال: حدثنا عمر بن هارون البلخي عن الأوزاعي [13] .

و قد اطنب الخطيب البغدادي (ت / 413 ه) في ترجمته، و مما قال:

«قرأت علي الحسن بن أبي القاسم عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، قال: سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام يقول: سمعت أحمد بن سيار يقول: عمر بن هارون البلخي أبوحفص الثقفي كان كثير السماع. روي عنه عفان بن مسلم، و قتيبة بن سعيد، و غير واحد من أهل الحديث و يقال: ان مرجئة بلخ كانوا يقعون فيه. و كان أبورجاء يعني قتيبة يطريه و يوثقه، و ذكر عن وكيع أنه قال: عمر بن هارون مر بنا، و بات عندنا، و كان يزين بالحفظ. سمعت أبارجاء يقول: كان عمر بن هارون شديدا علي المرجئة، و كان يذكر مساويهم و بلاياهم قال:



[ صفحه 188]



و انما كانت العداوة فيما بينه و بينهم من هذا السبب.

قال: و كان من أعلم الناس بالقراءات، و كان يقرءون عليه، و يختلفون اليه في حروف القرآن. و سمعت أبا رجاء يقول: سألت عبدالرحمن بن مهدي فقلت: ان عمر بن هارون قد أكثرنا عنه، و بلغنا أنك تذكره؟ فقال: أعوذ بالله، ما قلت فيه الا خيرا.

قال: و سمعت أبارجاء يقول: قلت لعبدالرحمن: بلغنا أنك قلت: انه روي عن فلان و لم يسمع منه؟ فقال: يا سبحان الله، ما قلت أنا ذا قط، و لو روي ما كان عندنا بمتهم. أنبأنا أحمد بن محمد بن عبدالله الكاتب، أخبرنا محمد بن حميد المخرمي، حدثنا ابن حبان، قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده. قال أبوزكريا: عمر بن هارون البخلي كذاب خبيث، ليس حديثه بشي ء، قد كتبت عنه، و بت علي بابه بباب الكوفة. و ذهبنا معه الي النهروان، ثم تبين لنا أمره بعد ذلك فخرقت حديثه كله. ما عندي عنه كلمة الا أحاديث علي ظهر دفتر، خرقتها كلها. قلت لأبي زكريا: ما تبين لكم من أمره؟ قال: قال عبدالرحمن بن مهدي - و لم أسمعه منه و لكن هذا مشهور عن عبدالرحمن - قال: قدم علينا، فحدثنا عن جعفر بن محمد فنظرنا الي مولده و الي خروجه الي مكة، فاذا جعفر قد مات قبل خروجه» [14] .

و قال عن وفاته: «قرأت في كتاب أحمد بن تاج الوراق بخطه أخبرنا علي بن الفضل بن طاهر البلخي قال: مات عمر بن هارون البلخي ببلخ يوم الجمعة أول يوم من رمضان سنة أربع و تسعين يعني و مائة و هو ابن ست و ستين سنة، و كان يخضب. هكذا أخبرني محمد بن محمد بن عبدالعزيز عن مسلم بن عبدالرحمن السلمي، و رأيت في كتابه أنه توفي و هو ابن ثمانين سنة [15] .

قال الجلالي: و من هنا نعرف ان التحامل علي الرجل و رميه بالضعف جاء من شدة تحامله علي المرجئة، و انهم وضعوا علي لسان عبدالرحمن ما أنكره، و استعاذ



[ صفحه 189]



بالله من أن يقول فيه الا خيرا، و كذلك أبورجاء و كيف أنكر ما نسب اليه. و قد عرفت مسألة الحديث عن الصادق عليه السلام و ان خروجه الي الحج لم يكن مرة واحدة، بل اعتاد الصالحون أن يكثروا الحج ما أمكنهم، و هذه عادة الصالحين حتي يومنا هذا، و قد وفقني الله للحج عام 1383 ه، و لقيت فيه شيوخا رويت عنهم، و حججت مرة اخري عام 1394 ه، و وجدت أن بعض شيوخي قد انتقلوا الي رحمة الله تعالي فما الاستغراب من رواية رواية سمعه جماعة كعمر بن هارون، الذي به قضي شبابه في تلقي الحديث من بلده بلخ و بغداد و الكوفة و البصرة و دمشق و المدينة و مكة؟ فان عوامل الحسد و السياسة تكاتفت للايقاع بهذا الرواية، و التأريخ لهم بالمرصاد.

و عقد له ابن عساكر (ت / 571 ه) ترجمة خاصة احتوت علي الكثير مما قاله الخطيب، و مما انفرد به:

«عمر بن هارون بن يزيد بن جابر بن سلمة أبوحفص الثقفي البخلي مولاهم حدث عن جعفر بن محمد، و ابن جريح و الأوزاعي، ثم ذكر خلقا كثيرا، و مما انفرد به قوله: «قرأت علي ابي القاسم الخضر بن حسين بن عيدان عن عبدالعزيز بن أحمد، أنا عبدالوهاب الميداني، حدثني أبوسليمان محمد بن عبدالله الربعي، حدثني أبي، نا أبواسماعيل الترمذي محمد بن معاوية النيسابوري، نا محمد بن هارون البلخي، قال: لما قدمت الشام و ذلك في أول أيام بني هاشم، أتيت الأوزاعي فأسلني عن أحوال الناس بخراسان، فأخبرته حتي انتهيت الي ذكر وال عندنا من أصحاب أبي مسلم قد ساءنا بجوره و ظلمه و انتهاكه المحارم و أخذه أموال الناس بالباطل، فقال الأوزاعي: و لم تصبروا عليه؟ قلت: فما عسينا أن نصنع به؟ قال: ترفعون أمره الي السلطان. فقلت: ان السلطان في هذا الوقت شديد البأس و السطوة، و نخشي ان رفعنا أمره اليه أن يهلكه فنكون نحن السبب في ذلك، فقال الأوزاعي: أبعده الله، و ما عليكم مما يكون منه؟ قلت: فما تصنع بالخبر؟ فقال: و أي خبر تعني؟ قلت: قوله: «فاصبروا حتي يستريح بر أو يستراح من فاجر» فقال: انما هذا في الاصول لا في الفروع. فقلت: يا أبامحمد فان رفعنا أمره الي السلطان فرد



[ صفحه 190]



الأمر فيه الينا، و قال لنا: تسألون فيه، ما تري أن نقول؟ قال: تسألون أن يزيله عنكم و يعاقبه و ينكل به و يستخرج الحقوق من يده لأهلها، قلت: فان لم يحضر أهلها فيطالبوه بها؟ قال: لا يترك في يده يقوي بها علي الباطل اذا علم أنه اخذها بغير حق، و لكن ينتزعها الامام. قلت: ما يعمل فيها؟ قال: ان قدر علي أصحابها ردها عليهم و الا صرفها في مصالح المسلمين» [16] .

قال الجلالي: و هذه الرواية تكشف عن الدور الفعال المسؤول الذي كان يقوم به عمر بن هارون البلخي و أنه بالرغم من مسائته، لجور صاحب أبي مسلم الخراساني و ظلمه و أخذهم اموال الناس بالباطل لم يسمح لنفسه أن يرفع أمره الي السلطان، حيث أنه لم يجد العدالة في الحكم؛ لأن السلطان في نظره كان شديد البأس و السطوة و لم يكن يحكم بالعدل، و لم يكن في اعتقاده المرافعة الي السلطان الغير العادل اولي من الصبر؛ حيث لا يمكن اطفاء النار بالنار.

و كرر أو لخص كلمات القوم عبدالرحمن بن الجوزي (ت / 507 ه) في كتابه الضعفاء و المتروكين ط / بيروت 218: 2، و جمال الدين يوسف المزي (ت / 742 ه) في تهذيب الكمال [17] ، و أحمد بن علي المقريزي (ت / 845 ه) في مختصر الكامل [18] و أحمد بن حجر العسقلاني (ت / 852 ه) في تقريب التهذيب [19] و محمد بن احمد الزهبي (ت / 748 ه) في سير أعلام النبلاء [20] و مما زاد فيه قوله:

«الامام أبوحفص مولاهم البلخي، المحدث، ولد سنة بضع و عشرين و مئة و ارتحل و صنف و جمع» و قوله: «و ما أعتقد أنه أقام بمكة هذا الا أن يكون نحو سنة» [21] .

و لخص ما قاله في السير في ميزان الاعتدال، و قال: «عمر بن هارون [ت، ق]



[ صفحه 191]



البلخي، و أبوحفص، مولي ثقيف، عن جعفر بن محمد و ابن جريح، و عنه قتيبة و أحمد و نصر بن علي و خلق. و قد تزوج ابن جريح باخته و جاور عنده، و كان من أوعية العلم علي ضعفه.

و قال أبوغسان زنيج: قال بهز بن أسد: أري يحيي بن سعيد حسده، فقال: «أكثر عن ابن جريح»، من لزم رجلا اثنتي عشرة سنة أما يكثر عنه؟ بلغني أن امه كانت تعينه علي الكتاب. و قال قتيبة: كان شديدا علي المرجئة من أعلم الناس بالقراآت. و قال ابن مهدي و أحمد و النسائي: متروك الحديث. و قال يحيي: كذاب خبيث. و قال أبوداود: غير ثقة. و قال علي والدارقطني: ضعيف [جدا] . و قال ابن المديني: ضعيف جدا. و قال صالح جزرة: كذا. و قال زكريا الساجي: فيه ضعف. و قال أبوعلي النيسابوري: متروك.

و قال أبوغسان زنيج: قال عمر: هو ابن هارون، رميت من حديثي سبعين ألف حديث. و قال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات. و روي عباس، عن ابن معين: ليس بشي ء، انتهي [22] .

و من ذلك يظهر واضحا: أن الاتهامات ضد البلخي تنبع من عدائه السافر للجهمية، و الجهمية قاومته بالأساليب السياسية الرخيصة التي يتبعها الأحزاب للمعارضين، و منها ما يقال: قيل عنه «متروك»، «متروك الحديث»، «كذاب»، «لا شي ء»، «فيه ضعف»، و امثال هذه اتهامات و دعاوي لم يذكروا لها سببا، فهي ساقطة عن الاعتبار.

نو يظهر أنه أغاظهم همة هذا الشاب البلخي المتعطش للمعرفة، و الذي يروي عن الامام جعفر الصادق عليه السلام، و لم يمكنهم الطعن في الامام عليه السلام فشككوا في وفاته، مع أن الامام عليه السلام توفي سنة 148 ه و هذا توفي سنة 194 ه، و انه عاش 80 سنة، و قد ولد سنة 114 ه، و ان عمره كان حين وفاة الامام عليه السلام حوالي ثلاثين سنة، و هذا عمر يؤهله



[ صفحه 192]



للرواية و الاكثار.

و قد اعترف الذهبي بانه (من أوعية العلم) و أنه (روي عن الثقات المعضلات)، و كفاه بذلك فضلا أوجب أن يحسده الحساد و يترصدوا له بهذه الأقوال.

و من هذه الروايات نستكشف ما كان للأحزاب السياسية كالمرجئة من دور في التعمية و تطويق شخصيات من الرواة من جانب، و الدعاية و التصفيق لرواة آخرين من جانب آخر، حسب ما تطلبته سياساتهم الوقتية و ان كان التأريخ الصحيح و القلم النزيه لها بالمرصاد.


پاورقي

[1] المجروحين 90: 2.

[2] المجروحين 90: 2.

[3] المجروحين 91: 2.

[4] المجروحين 90: 2.

[5] ميزان الاعتدال 228: 3.

[6] المجروحين 91: 2.

[7] ميزان الاعتدال 228: 3.

[8] ميزان الاعتدال 228: 3.

[9] سنن الترمذي 186: 4.

[10] كتاب المعجم 386: 2.

[11] المصدر السابق: 386. الهامش.

[12] المجروحين 9: 2.

[13] المجروحين 39: 3.

[14] تاريخ بغداد 190: 11.

[15] المصدر السابق: 191.

[16] تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر 371: 13.

[17] تهذيب الكمال 523: 21.

[18] مختصر الكامل لابن عدي: 515.

[19] تقريب التهذيب 501: 7.

[20] سير اعلام النبلاء 267: 9.

[21] سير أعلام النبلاء 269: 9.

[22] راجع ميزان الاعتدال 228: 3.