بازگشت

نسخة الشهيد الاول


و الشهيد الأول محمد بن مكي (ت / 786 ه) استنسخ الصحيفة مرتين، ربما لأن الاولي خلقت، معتمدا علي نسخة السديد قال شيخنا العلامة (ت / 1389 ه) في ترجمة السديد ما نصه: «ثم حصلت نسخة صاحب الترجمة [أي السديد] هذه عند الشهيد الأول فكتب عنها نخستين احداهما في 772 ه، و الاخري في 776» [1] .

و قد جاء في النسخة المعتمدة نا نصه: «نقلت هذه الصحيفة من خط علي بن أحمد السديد رحمه الله و فرغت في حادي عشر شعبان سنة 72 ه» [2] .

و أيضا ما نصه: «عارضتها بأصلها المذكور، و منها مواضع مهملة التقييد، فنقلتها علي ما هي عليه، و الحمد لله وحده و صلاته علي سيدنا محمد و آله و سلامه، و كتب: محمد بن مكي» [3] .

و قد أشار محمد أمين في النسخة المعتمدة الي موارد من هذه المواضع المهملة التقييد، و صرح بذلك، و هذا الاهمال هو الذي أوجب التصحيف في النسخة.



[ صفحه 72]



و نسخة الشهيد الأول كانت محورا لعدة نسخ اخري:

احداها: نسخة الجباعي محمد بن علي بن الحسن (ت / 886 ه)، و الجباعي هذا جد الشيخ البهائي (ت / 1073) محمد بن الحسين بن عبدالصمد الحارثي.

و قد وقف المجلسي علي هذه النسخة كما صرح بذلك في بحارالأنوار [4] و وصفها وصفا دقيقا، و قد جاء في آخرها ما نصه: «تمت الصحيفة، بقلم العبد الفقير محمد بن علي بن حسن الجباعي غفر الله له و لجميع المؤمنين في يوم السبت أول شهر رمضان سنة 851 ه» [5] .

كما علي النسخة دعاء لوده أبي تراب عبدالصمد و أيضا كتابه لحفيده الحسين ابن عبدالصمد بتأريخ 932 ه.

و يظهر أن هذه النسخة هي الوحيدة التي اعتمد عليها المجلسي الأول - الأب - (ت / 1070 ه) ثم المجلسي الثاني - الابن - (ت / 1111 ه) و لا يعلم مصير هذه النسخة.

ثانيتها: نسخة الشهيد الثاني (ت / 965 ه) و هو زين الدين بن علي بن أحمد الشامي. كتب رحمته الله نسخة من الصحيفة ثم كتب علي النسخة طرق روايته.

و كتب المجلسي (ت / 1111 ه) صورة ما كتبه الشهيد الثاني علي نسخته، و مما ذكره قوله عن خط الشهيد الثاني: «قوبلت هذه النسخة، و ضبطت من نسخة شيخنا و مولانا السعيد أبي عبدالله الشهيد محمد بن مكي و تتبع ما فيها و عليها من الضبط و النسخ، و الاعراب، الا مواضع يسيرة تحقق و قوعها سهوا علي الخطأ فضبطناها علي الصواب... الي أن قال: و ذلك مرات متعددة أولها سنة تأريخ الكتاب، و الثانية سنة أربع و أربعين، و الثالثة سنة 954 ه، و كتبه الفقير الي الله تعالي زين الدين بن علي بن أحمد الشامي...» [6] .

و لم يذكر رحمته الله المواضع التي تحقق وقوعها سهوا، و لا كيف ضبطها هو رحمته الله،



[ صفحه 73]



و لا تأريخ النسخة، و لا المصدر الذي استنسخ عنه، و لكن المهم أنه رحمته الله قابلها علي نسخة الشهيد، و لا يعلم مصير هذه النسخة، و لعلها نسخة أبوالنجم الموجودة في مكتبة النواب فليراجع.

ثالثتها: النسخة الوحيدة التي اعتمدت علي نسخة الشهيد الأول و نقلها بكل أمانة مع اختلاف النسخ، هي النسخة المعتمدة بخط محمد أمين، المؤرخة 1079 ه و هي تعد أهم النسخ اليوم، و لا محيص من الرجوع اليها في اختلاف النسخ.


پاورقي

[1] الأنوار الساطعة: 100.

[2] م / المشكاة: 122 - ألف، و راجع الدعاء: 35.

[3] م / المشكاة: 122 - ب:.

[4] بحارالأنوار 164: 110.

[5] المصدر السابق 214: 107:

[6] بحارالانوار 135: 108.