بازگشت

تسمية الصحيفة


عرفت طائفة من أدعية الامام السجاد عليه السلام ب «الصحيفة الكاملة» و أصبح هذا العنوان اسما علما بعد ما كان وصفا لها، و ربما حصل ذلك حوالي سنة 588 للهجرة، و قبل هذا التاريخ نجد التعبير عنها ب «الكامل» و «دعاء الكامل» و «دعاء الصحيفة» و «الصحيفة السجادية».

الكامل:

في رواية ابن مالك: «ان الامام الباقر عليه السلام كان يدعو به و يسميه: الكامل» [1] .

دعاء الكامل:

عبر عنه الشيخ الطوسي (ت / 460 ه) في كتابه الأبواب المعروف بالرجال [2] ، و في رواية ابن الأعلم نقل البلخي عن يحيي قوله: «... و لأخرجن صحيفة من الدعاء الكامل» [3] ، هذا علي النعت لا الاضافة.

دعاء الصحيفة:

ذكر النجاشي (ت / 450 ه) اسناده لرواية ابن المطهر الي دعاء الصحيفة في رجاله [4] ، و لذلك نقل الشيخ الطوسي (ت / 460 ه) لرواية ابن المطهر في الفهرست [5] ، و لرواية ابن مالك في الرجال [6] ، و أورده ابن شهر آشوب (ت / 588 ه) بعنوان «دعاء الصحيفة» في معالم العلماء [7] .



[ صفحه 15]



الصحيفة الكاملة:

جاء هذا التعبير في روايد ابن الأعلم التي نقلها البلخي (ت / 194) بقوله: «أخرجت... دعاء أملاه علي أبوعبدالله [الصادق] و حدثني أن أباه محمد بن علي [الباقر] أملاه عليه و أخبره أنه من دعاء أبيه علي بن الحسين [السجاد] عليه السلام من دعاء الصحيفة الكاملة...» [8] ، و كذلك عن ابن شهر آشوب (ت / 588 ه) في معالم العلماء.

و تكررت لفظة «الصحيفة» في رواية البلخي أكثر من مرة، مما يظهر انها استعملت وصفا لما احتوي الدعاء؛ فان الصحيفة بمعناها اللغوي كل ما يكتب فيه شي ء، و يجمع علي صحف. و بهذا المعني جاء في القرآن الكريم في أكثر من موضع. أو بمعني السجل المدون فيه أعمال البشر، كما في قوله تعالي: (و اذا الصحف نشرت) [9] أو الكتب كقوله تعالي: (يتلو صحفا مطهرة) [10] و من هذه النصوص يظهر أن عنوان الصحيفة لتمييز طائفة خاصة من أدعية الامام عليه السلام الكثيرة و المروية بمناسبات مختلفة و أساليب متعددة ستقف علي بعضها.

منها: المسماة ب «انجيل أهل البيت»، كما في معالم العلماء [11] برواية يحيي بن علي البرقي، و قد ذكرها السيد الأمين (ت / 1371 ه) في الصحيفة الخامسة. [12] .

و منها: «صحيفة في الزهد»، رواها الكليني (ت / 329 ه) في الكافي باسناده [13] ، و المفيد (ت / 413 ه) في الأمالي [14] .

و منها: «الندبة» رواها ابن عساكر (ت / 571 ه) باسناده في الاكتفاء [15] و غيرها.

و من النصوص المتقدمة يظهر بوضوح أن وصف الكمال للصحيفة ليس لوجود صحيفة أخري ناقة، و قد نقل السيد المرعشي (ت / 1411 ه) عن السيد جمال الدين الكوكباني (ت / 1340 ه) انه توجد عند الزيدية صحيفة ليست بتامة تنقص عن



[ صفحه 16]



المشهورة، و تقرب من نصفها و اشتهرت هذه بالكاملة قبال تلك [16] ، و لم اوفق - بالرغم من السعي الحثيث - للوقوف علي نسخة زيدية و لا اسماعيلية لدراستها، و عسي أن يسهل الله ذلك.

و عن ابن شهر آشوب (ت / 588 ه) ان صحيفة الكاملة هي سادس كتاب صنف في الاسلام حيث قال: «أول من صنف فيه [أي في الاسلام] أميرالمؤمنين علي عليه السلام جمع كتاب الله جل جلاله، ثم سلمان الفارسي رضي الله عنه، ثم أبوذر الغفاري، ثم الأصبغ ابن نباتة، ثم عبدالله بن أبي رافع، ثم الصحيفة الكاملة عن زين العابدين عليه السلام» [17] ، و منذ عصر ابن شهر آشوب حتي عصرنا الحاضر أصبح عنوان «الصحيفة الكاملة» اسما علما للطائفة الخاصة من أدعية الامام السجاد عليه السلام التي رواها البلخي (المتوفي 194 ه) باسناده، دون غيرها.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 2.

[2] رجال الطوسي: 1.

[3] انظر: ص 1.

[4] رجال النجاشي: 301.

[5] الفهرست: 199.

[6] رجال الطوسي: 485.

[7] معالم العلماء: 112.

[8] راجع الصحيفة السجادية: 8 (طبعة المشكاة).

[9] التكوير: 10.

[10] البينة: 22.

[11] معالم العلماء: 118.

[12] الصحيفة الخامسة: 215 - 167.

[13] الكافي 16 - 15: 8.

[14] أمالي الشيخ المفيد: 114.

[15] الاكتفاء بما روي في أصحاب الكساء: 372.

[16] مقدمة الصحيفة طبعة المشكاة.

[17] معالم العلماء: 1.