بازگشت

تمهيد


الحمد لله رب العالمين و السلام علي خير خلقه محمد و آله الطيبين الطاهرين.

و بعد، فهذه دراسة متواضعة حول رواية فريدة و نسخة وحيدة للصحيفة الكاملة من انشاء الامام زين العابدين عليه السلام (المستشهد / 95 ه) رواها أبوعلي محمد بن همام الاسكافي البغدادي (ت / 332 ه) عن علي بن مالك باسناده.

و كانت هذه الرواية متداولة في عصر الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (ت / 460 ه) حيث أشار اليها في كتابه الأبواب المعروف بالرجال [1] ، و شاءت الاقدار ان تحتجب عن الأنظار، و أن تحفظ نسخة منها في خزانة من انتهت اليه مشيخة الحديث السيد شهاب الدين المرعشي (ت / 1411 ه) بقم، و صورتها أيام اقامتي بها عام 1394 ه.

و لما وجدتها جوهرة فريدة لا يعرف قدرها، و قد اهمل أمرها، مع أنها أولي بالاعتبار من رواية ابن الأعلم التي فاقت بالاشتهار، مع أنه ليس للشيخ الطوسي اليها سند، و لا ذكرها من طبقته أحد، عزمت علي شرحها و احياء أمرها.

و رتبته علي مقدمة حول الصحيفة، و ثلاثة أبواب: في شرح الاسناد، و شرح



[ صفحه 12]



الخطبة، ثم متن الأدعية.

واكتفيت في الأخير ببعض التعليقات في اختلاف النسخ عن الشرح؛ لكثرة الشروح و التي أغناها مادة، و أوفاها بيانا شرح «رياض السالكين» للسيد علي خان المدني (ت / 1120 ه) و هو متداول. [2] .

و حيث ان هذه الرواية، تلتقي في كثير من المقاطع و الفقرات مع النسخة المشهورة اكتفيت بتقويم النص و ترميم السقط و الخرم بالمقابلة مع المشهورة و رمزت اليها ب «م»، و اعتمدت في طبعاتها علي طبعة السيد المشكاة المطبوعة بطهران سنة 1361 ه، لاعتماده علي نسخة المجلسي المؤرخة سنة 1085، و الذي بجهوده اشتهرت المشهورة.

و عسي أن تكون هذه الدراسة المتواضعة خطوة في سبيل تحقيق الكتاب.

(و ما توفيقي الا بالله عليه توكلت و اليه انيب)

محمد حسين الحسيني الجلالي



[ صفحه 13]




پاورقي

[1] راجع رجال الطوسي: 485.

[2] لا يخفي أننا قد أقدمنا علي شرح الغريب و بعض الفقرات اتماما للفائدة. (المحقق).