بازگشت

دعاي 29- اذا اَصْبَحَ


[1] .

اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي خَلَقَ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ بِقُوَّتِه. وَ مَيَّزَ بَيْنَهُما بِقُدْرَتِه. وَ جَعَلَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُما حَدًّا مَحْدُودًا، وَ اَمَدًا مَوْقُوتًا. [2] يُولِجُ كُلاًّ [3] مِنْهُما في صاحِبِه، وَ يُولِجُ صاحِبَهُ فيهِ بِتَقْديرٍ مِنْهُ لِلْعِبادِ، فيما يَغْذُوهُمْ بِه، وَ يَمْتَحِنُهُمْ [4] عَلَيْهِ. فَخَلَقَ لَهُمُ اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فيهِ عَنْ [5] حَرَكاتِ التَّعَبِ وَ نَهَضاتِ النَّصَبِ، وَ جَعَلَهُ لِباسًا لِيَلْبَسُوا مِنْ راحَتِه وَ مَنامِه، فَيَكُونَ ذلِكَ اَتَمَّ تَمامًا [6] وَ قُوَّةً، وَ لِيَنالُوا بِه لَذَّةً وَ شَهْوَةً. وَ خَلَقَ لَهُمُ النَّهارَ مُبْصِرًا لِيَبْتَغُوا [7] مِنْ فَضْلِه، وَ يَتَسَبَّبُوا [8] اِلي رِزْقِه، وَ يَسْرَحُوا في اَرْضِه، طَلَبًا لِما فيهِ نَيْلُ الْعاجِلِ مِنْ دُنْياهُمْ، وَ دَرَكُ الْأجِلِ في اخِرَتِهِمْ. [9] بِكُلِّ ذلِكَ يُصْلِحُ شَاْنَهُمْ، وَ يَبْلُو اَخْبارَهُمْ، فَيَنْظُرُ [10] كَيْفَ هُمْ في اَوْقاتِ طاعَتِه، وَ مَنازِلِ فُرُوضِه، وَ مَواقِعِ اَحْكامِه، لِيَجْزِيَ الَّذينَ اَسآؤُا بِما عَمِلُوا، وَ يَجْزِيَ الَّذينَ اَحْسَنُوا بِالْحُسْني. اَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلي ما فَلَقْتَ لَنا مِنَ الْأِصْباحِ، وَ مَتَّعْتَنا بِه مِنْ ضَوْءِ النَّهارِ، وَ بَصَّرْتَنا مِنْ مَطالِبِ الْاَقْواتِ، وَ وَقَيْتَنا فيهِ مِنْ طَوارِقِ الْأفاتِ. اَصْبَحْنا وَ اَصْبَحَتِ الْأَشْيآءُ كُلُّها بِجُمْلَتِها لَكَ: سَماؤُها وَ اَرْضُها، وَ ما بَثَثْتَ في كُلٍّ مِنْها، ساكِنِه وَ مُتَحَرِّكِه، وَ مُقيمِه وَ شاخِصِه، [11] وَ ما عَلَنَ [12] فِي الْهَوآءِ، وَ ما بَطَنَ فِي [13] الثَّري. اَصْبَحْنا في قَبْضَتِكَ، وَ مُلْكُِكَ يَحْوينا [14] سُلْطانُكَ، وَ تَضُمُّنا مَشِيَّتُكَ، وَ نَتَصَرَّفُ في [15] اَمْرِكَ، وَ نَتَقَلَّبُ في تَدْبيرِكَ. لَيْسَ لَنا مِنَ الْاَمْرِ اِلَّا ما قَضَيْتَ، وَ لا مِنَ الْخَيْرِ اِلَّا ما اَعْطَيْتَ. وَ هذا يَوْمٌ حادِثٌ جَديدٌ، وَ هُوَ عَلَيْنا شاهِدٌ عَتيدٌ، اِنْ اَحْسَنَّا وَدَّعَنا بِحَمْدٍ، وَ اِنْ اَسَاْنا فارَقَنا بِذَمٍّ. اَللَّهُمَّ فَارْزُقْنا [16] حُسْنَ مُصاحَبَتِه، وَ اعْصِمْنا مِنْ سُوءِ مُفارَقَتِه بِارْتِكابِ جَريرَةٍ، اَوِ اقْتِرافِ صَغيرَةٍ اَوْ كَبيرَةٍ. وَ اَجْزِلْ لَنا فيهِ مِنَ الْحَسَناتِ، وَ اَخْلِنا فيهِ مِنَ السَّيِّاتِ، وَ امْلَأْ لَنا ما بَيْنَ طَرَفَيْهِ حَمْدًا وَ اَجْرًا وَ شُكْرًا [17] وَ ذُخْرًا وَ فَضْلًا وَ اِحْسانًا. اَللَّهُمَّ يَسِّرْ عَلَي الْكِرامِ الْكاتِبينَ مَؤُنَتَنا، وَ امْلَاْ لَنا مِنْ حَسَناتِنا صَحآئِفَنا، وَ لا تُخْزِنا عِنْدَهُمْ بِسُوءِ اَعْمالِنا. اَللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنا في كُلِّ ساعَةٍ مِنْ ساعاتِه حَظًّا مِنْ عِبادَتِكَ، [18] وَ نَصيبًا في [19] شُكْرِكَ وَ شاهِدَ صِدْقٍ مِنْ مَلائِكَتِكَ. اَللَّهُمَّ [20] احْفَظْنا فيهِ [21] مِنْ بَيْنِ اَيْدينا، وَ مِنْ خَلْفِنا وَ عَنْ اَيْمانِنا وَ عَنْ شَمائِلِنا وَ مِنْ جَميعِ نَواحينا حِفْظًا عاصِمًا مِنْ مَعْصِيَتِكَ، هادِيًا اِلي طاعَتِكَ، مُسْتَعْمَِلًا بِمَحَبَّتِكَ. [22] اَللَّهُمَّ [23] وَفِّقْنا في يَوْمِنا هذا وَ لَيْلَتِنا هذِه وَ في جَميعِ اَيَّامِنا، لِاِسْتِعْمال الْخَيْرِ، وَ هِجْرانِ الشَّرِّ، وَ شُكْرِ النِّعْمَةِ، [24] وَ اتِّباعِ السُّنَنِ، وَ مُجانَبَةِ الْبِدَعِ، وَ الْاَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَ النَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَ حِياطَةِ الْأِسْلامِ، وَ انْتِقاصِ الْباطِلِ وَ اِذْلالِه، وَ نُصْرَةِ الْحَقِّ وَ اِعْزازِه، وَ اِرْشادِ الضَّآلِّ، وَ مُعاوَنَةِ الضَّعيفِ. [25] اَللَّهُمَّ [26] وَ اجْعَلْهُ مِنْ اَفْضَلِ [27] يَوْمٍ عَهِدْناهُ، وَ اَيْمَنِ [28] صاحِبٍ صَحِبْناهُ، وَ خَيْرِ [29] وَقْتٍ ظَلِلْنا فيهِ. وَ اجْعَلْنا [30] اَرْضي مَنْ مَرَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَ النَّهارُ مِنْ خَلْقِكَ، اَشْكَرَهُ لِما اَبْلَيْتَ [31] مِنْ نِعَمِكَ، وَ اَقْوَمَهُ [32] بِما شَرَعْتَ مِنْ شَرآئِعِكَ، وَ اَوْقَفَهُ عَمَّا حَدَّدْتَ [33] مِنْ نَهْيِكَ. اَللَّهُمَّ اِنّي اُشْهِدُكَ وَ كَفي بِكَ شَهيدًا، وَ اُشْهِدُ سَماءَكَ وَ اَرْضَكَ وَ مَنْ اَسْكَنْتَها [34] مِنْ مَلائِكَتِكَ وَ سآئِرِ خَلْقِكَ في يَوْمي هذا وَ ساعَتي هذِه وَ لَيْلَتي هذِه وَ مُسْتَقَرّي هذا، اَنّي اَشْهَدُ اَنَّكَ [35] لا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ، قآئِمًا [36] بِالْقِسْطِ، عادِلاً [37] فِي الْحُكْمِ، وَفِيًّا بِالْحَقِّ، مالِكًا لِلْمُلْكِ. [38] وَ اَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلي الِه [39] عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ و خِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، حَمَّلْتَهُ رِسالَتَكَ فَاَدَّاها، وَ اَمَرْتَهُ بِالنُّصْحِ لِأُمَّتِه فَنَصَحَ لَها. اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ كَاَتَمِّ [40] ما صَلَّيْتَ عَلَي اَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَ اتِه [41] اَفْضَلَ ما اتَيْتَ اَحَدًا مِنْ عِبادِكَ، وَ اَجْزِه عَنَّا [42] اَكْرَمَ ما جَزَيْتَ اَحَدًا مِنَ الْأَنْبِيآءِ [43] عَنْ اُمَّتِه. اِنَّكَ [44] الْمَنَّانُ بِالْجَسيمِ، الْغافِرُ لِلْعَظيمِ، وَ اَنْتَ الْأَرْحَمُ [45] مِنْ كُلِّ رَحيمٍ. [46] .


پاورقي

[1] ورد هذا الدعاء في المشهورة بالرقم «6» و عنوانه فيها «وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الصَّبَاحِ وَ الْمَسَاءِ».

[2] مَمْدُودًا .

[3] كُلَّ وَاحِدٍ .

[4] يُنْشِئُهُمْ .

[5] مِنْ .

[6] لَهُمْ جَمَامًا .

[7] فِيهِ .

[8] لِيَتَسَبَّبُوا .

[9] أُخْرَاهُمْ .

[10] وَ يَنْظُرُ .

[11] كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، سَاكِنُهُ وَ مُتَحَرِّكُهُ، وَ مُقِيمُهُ وَ شَاخِصُهُ .

[12] عَلَا .

[13] كَنَّ تَحْتَ .

[14] يَحوِينَا مُلْكُكَ وَ .

[15] عَنْ .

[16] صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ ارْزُقْنَا .

[17] شُكْرًا وَ أَجْرًا .

[18] عِبَادِكَ .

[19] مِنْ .

[20] صَلّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ .

[21] - فِيهِ .

[22] مُسْتَعْمِلًا لِمحَبَّتِكَ .

[23] صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ .

[24] النِّعَمِ .

[25] وَ إِدْرَاكِ اللَّهِيفِ .

[26] صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ .

[27] أَيْمَنَ .

[28] أَفْضَلَ .

[29] خَيْرَ .

[30] مِنْ .

[31] جُمْلَةِ خَلْقِكَ، أَشْكَرَهُمْ لِمَا أَوْلَيْتَ .

[32] أَقْوَمَهُمْ .

[33] أَوْقَفَهُمْ عَمَّا حَذَّرْتَ .

[34] أَسْكَنْتَهُمَا .

[35] أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي .

[36] قَائِمٌ .

[37] عَدْلٌ .

[38] رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ، مَالِكُ الْمُلْكِ، رَحِيمٌ بِالْخَلْقِ .

[39] - صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَي آلِهِ .

[40] عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، أَكْثَرَ .

[41] عَنَّا .

[42] أَفْضَلَ وَ .

[43] مِنْ أَنْبِيَائِكَ .

[44] أَنْتَ .

[45] أَرْحَمُ .

[46] فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ الْأَنْجَبِينَ.