[1] .

اَللَّهُمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ النَّاعِتينَ. [2] وَ يا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجآءُ الرَّاجينَ. وَ يا مَنْ لا يَضيعُ لَدَيْهِ اَجْرُ الْمُحْسِنينَ. وَ يا مَنْ هُوَ مُنْتَهي رَغْبَةِ الْمُتَّقينَ. [3] هذامَقامُ مَنْ تَداوَلَتْهُ اَيْدِي الذُّنُوبِ، وَ قادَتْهُ اَزِمَّةُ الْخَطايا، اِسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ [4] الشَّيْطانُ، فَقَصَّرَ عَمَّا اَمَرْتَ بِه تَفْريطًا، وَ تَعاطي ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْريرًا. كَالْجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ، اَوْ كَالْمُنْكِرِ فَضْلَ اِحْسانِكَ اِلَيْهِ حَتّي اِذَا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الْهُدي، وَ تَقَشَّعَتْ عَنْهُ سَحآئِبُ الْعَمي، اَحْصي ما ظَلَمَ بِه نَفْسَهُ، وَ فَكَّرَ فيما خالَفَ فيهِ [5] رَبَّهُ، فَرَأي كَبيرًا عُصِيَ بِه كَبيرٌ وَ جَليلاً خُولِفَ بِه جَليلٌ. [6] فَاَقْبَلَ نَحْوَكَ [7] مُسْتَحْيِيًا مِنْكَ، وَ وَجَّهَ رَغْبَتَهُ اِلَيْكَ ثِقَةً بِكَ، فَاَمَّكَ بِطَمَعِه يَقينًا، وَ لَقِيَكَ [8] بِخَوْفِه اِخْلاصًا، قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فيهِ غَيْرِكَ، وَ اَفْرَجَ [9] رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ. فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعًا، وَ غَمَّضَ بَصَرَهُ اِلَي الْأَرْضِ مُتَخَشِّعًا، وَ طَاْطَأَ رَاْسَهُ لِعِزِّكَ [10] مُتَذَلِّلًا، وَ اَبَثَّكَ مِنْ سِرِّه ما اَنْتَ اَعْلَمُ بِه خُنُوعًا، [11] وَ عَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِه كَما [12] اَنْتَ اَحْصي لَهُ [13] خُشُوعًا، وَ اسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظيمِ ما وَقَعَ بِه في عِلْمِكَ وَ قَبيحِ ما فَضَحَهُ في حُكْمِكَ: مِنْ ذُنُوبٍ اَدْبَرَتْ عَنْهُ [14] لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ، وَ اَقامَتْ تَبِعاتُها فَلَزِمَتْ. لا يُنْكِرُ يا اِلهي عَدْلَكَ اِنْ عاقَبْتَهُ، وَ لا يَسْتَعْظِمُ يا اِلهي [15] عَفْوَكَ اِنْ عَفَوْتَ عَنْهُ، [16] لِأَنَّكَ الرَّبُّ الْكَريمُ الَّذي لا يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ الْعَظيمِ. اِلهي فَها اَنَذا [17] قَدْ جِئْتُكَ مُطيعًا لِأَمْرِكَ فيما اَمَرْتَ ل-ل-ْرا [18] [19] الدُّعا، مُنْتَجِزًا لِما وَعَدْتَ [20] مِنَ الْأِجابَةِ، اِذْ تَقُولُ: اُدْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ. اَللَّهُمَّ فَاَلْفِني [21] بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقيتُكَ بِاِقْراري، وَ ارْفَعَني [22] عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسي، وَ اسْتُرْني بِسِتْرِكَ كَما تَاَنَّيْتَني بِالأِنْتِقامِ [23] مِنّي. اَللَّهُمَّ وَ ثَبِّتْ في طاعَتِكَ نِيَّتي، وَ احْكُمْ [24] في عِبادَتِكَ بَصيرَتي، وَ وَفِّقْني مِنَ الْأَعْمالِ لِما تَغْسِلُ بِه دَنَسَ الْخَطايا عَنّي، وَ تَوَفَّني عَلي [25] مِلَّةِ نَبِيِّكَ [26] اِذا تَوَفَّيْتَني. اَللَّهُمَّ اِنّي اَتُوبُ اِلَيْكَ في مَقامي هذا مِنْ كَبآئِرِ ذُنُوبي وَ صَغآئِرِها، وَ بَواطِنِ سَيِّاتي وَ ظَواهِرِها، وَ سَوالِفِ زَلَّاتي وَ حَوادِثِها، تَوْبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ، وَ لا يُضْمِرُ اَنْ يَعُودَ في خَطيئَةٍ. وَ قَدْ قُلْتَ [27] في مُحْكَمِ كِتابِكَ وَ هُوَ الَّذي يَقْبَلُ [28] التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِه، وَ يَعْفُوا [29] عَنِ السَّيِّاتِ، وَ تُحِبُّ التَّوَّابين، فَاقْبَلَ [30] تَوْبَتي كَما وَعَدْتَ، وَ اعْفُ عَنْ سَيِّاتي كَما ضَمِنْتَ، وَ اَوْجِبْ لي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ. وَ لَكَ يا رَبّي [31] شَرْطي اَلَّا اَعُودَ في مَكْرُوهِكَ، وَ ضَماني اَلاَّ [32] اَرْجِعَ اِلي [33] مَذْمُومِكَ، وَ عَهْدي اَنْ اَهْجُرَ جَميعَ مَعاصيكَ. اَللَّهُمَّ اِنَّكَ اَعْلَمُ بِما عَلِمْتُ [34] فَاغْفِرْ لي، [35] وَ اصْرِفْني بِقُدْرَتِكَ اِلي ما اَحْبَبْتَ. اَللَّهُمَّ وَ عَلَيَّ [36] تَبِعاتٌ قَدْ نَسيتُها، [37] وَ كُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ، وَ عِلْمِكَ الَّذي لا يَنْسي، فَعَوِّضْ مِنْها اَهْلَها، [38] وَ خَفِّفْ عَنّي ثِقْلَها، وَ اعْصِمْني مِنْ اَنْ اُقارِفَ مِثْلَها. اَللَّهُمَّ [39] اِنَّهُ لا وَفآءَ لي بِالتَّوْبَةِ اِلَّا عَنْ عِصْمَتِكَ، [40] وَ لاَ اسْتِمْساكَ بي عَنِ الْخَطايا اِلَّا عَنْ قُوَّتِكَ، فَقَوِّني بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ، وَ تَوَلَّني بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ. اَللَّهُمَّ وَ [41] اَيُّما عَبْدٍ مِنْ عِبادِكَ [42] تابَ اِلَيْكَ وَ هُوَ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِه، وَ عآئِدٌ في ذَنْبِه، [43] فَاَنَا [44] اَعُوذُ بِكَ اَنْ اَكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتي هذِه تَوْبَةً لا اَحْتاجُ بَعْدَها اِلي تَوْبَةٍ تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمَحْوِ ما سَلَفَ، وَ السَّلامَةِ فيما بَقِيَ. اَللَّهُمَّ وَ [45] اِنّي اَعْتَذِرُ اِلَيْكَ مِنْ جَهْلي، وَ اَسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلي، فَاضْمُمْني اِلي كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلًا، وَ اسْتُرْني بِسِتْرِ عافِيَتِكَ تَفَضُّلًا. اَللَّهُمَّ وَ اِنّي اَتُوبُ اِلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ عَنْ اِرادَتِكَ، اَوْ اَزالَ [46] عَنْ مَحَبَّتِكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبي، وَ لَحَظاتِ عَيْني، وَ حِكاياتِ لِساني، تَوْبَةً يَسْلَمُ [47] بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلَي حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ، وَ تَاْمَنُ ما [48] يَخافُ الْمُعْتَدُونَ مِنْ اَليمِ سَطَواتِكَ. اَللَّهُمَّ فَارْحَمْ وَحْدَتي بَيْنَ يَدَيْكَ، وَ وَجيبَ قَلْبي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَ اضْطِرابَ اَرْكاني مِنْ هَيْبَتِكَ، فَقَدْ اَقامَتْني يا رَبِّ ذُنُوبي مُقامَ [49] الْخِزْيِ بِفِنآئِكَ، فَاِنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنّي اَحَدٌ، وَ اِنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِاَهْلِ الشَّفاعَةِ. اَللَّهُمَّ فَشَفِّعْ [50] في خَطايايَ كَرَمَكَ، وَ عُدْ عَلَي سَيِّاتي بِعَفْوِكَ، وَ لا تَجْزِني جَزآئي مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَ ابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ، وَ جَلِّلْني بِسِتْرِكَ، وَ افْعَلْ بي فِعْلَ عَزيزٍ تَضَرَّعَ اِلَيْهِ [51] ذَليلٌ فَرَحِمَهُ، اَوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ [52] فَقيرٌ فَنَعَشَهُ. اَللَّهُمَّ لا خَفيرَ لي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْني عِزُّكَ، وَ لا شَفيعَ لي اِلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لي فَضْلُكَ، وَ قَدْ اَوْجَلَتْني خَطيئاتي [53] فَلْيُؤْمِنّي عَفْوُكَ. فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِه عَنْ جَهْلٍ مِنّي بِسَرآيِري، [54] وَ لا نِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَميمِ فِعْلي، وَ [55] لكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَ مَنْ فيها وَ اَرْضُكَ وَ مَنْ عَلَيْها ما اَظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ، وَ لَجَاْتُ اِلَيْهِ [56] فيهِ مِنَ التَّوْبَةِ. فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُ [57] لِسُوءِ مَوْقِفي، اَوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ [58] لِسُوءِ حالي فَيَنالَني مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ اَسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعآئي، وَ [59] شَفاعَةٍ اَوْكَدُ عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتي يَكُونُ [60] بِها نَجاتي مِنْ غَضَبِكَ وَ فَوْزي [61] بِرِضاكَ. اَللَّهُمَّ اِنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً اِلَيْكَ فَاَنَا اَنْدَمُ النَّادِمينَ، وَ اِنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ اِنابَةً فَاَنَا اَوَّلُ الْمُنيبينَ، وَ اِنْ يَكُنِ الأِسْتِغْفارُ حِطَّةً لِلذُّنُوبِ فَاَنَا اَوَّلُ [62] الْمُسْتَغْفِرينَ. اَللَّهُمَّ فَكَما اَمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ، وَ ضَمِنْتَ الْقَبُولَ، [63] فَاقْبَلْ [64] تَوْبَتي، وَ لا تَرْجِعْني مَرْجِعَ الْخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ، اِنَّكَ اَنْتَ التَّوَّابُ [65] الرَّحيمُ. [66] اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ عَلي [67] الِه، كَما اَسْعَدْتَنا بِاَتْباعِه، [68] وَ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ عَلي [69] الِه، صَلوةً تَشْفَعُ لَنا [70] يَوْمَ الْفاقَةِ اِلَيْكَ، اِنَّكَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، وَ اَنْتَ اَرْحَمُ الرَّاحِمينَ. [71] .