[1] .

اَللَّهُمَّ يا مَنْ لا يَرْغَبُ فِي الْجَزآءِ. وَ يا مَنْ لا يَنْدَمُ عَلَي الْعَطآءِ. وَ يا مَنْ لا يُكافِئُ عَبْدَهُ عَلَي السَّوآءِ. هِبَتُكَ [2] ابْتِدآءٌ، وَ عَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وَ عُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وَ قَضآؤُكَ خِيَرَةٌ. اِنْ اَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطآءَكَ بِمَنٍّ، وَ اِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّيًا. تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ. [3] وَ تُكافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وَ اَنْتَ عَلَّمْتَهُ حَمْدَكَ. تَسْتُرُ عَلي مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَهُ، وَ تَجُودُ عَلي مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَهُ، وَ كِلاهُما مِنْكَ اَهْلُ الْفَضيحَةِ وَ الْمَنْعِ اِلاَّ [4] اَنَّكَ بَنَيْتَ اَفْعالَكَ عَلَي التَّفَضُّلِ، وَ اَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَي التَّجاوُزِ. وَ تَلَقَّيْتَ مَنْ عَصاكَ بِالْحِلْمِ، وَ اَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ نَفْسَهُ [5] بِالظُّلْمِ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِاَناتِكَ اِلَي الْأِنابَةِ، وَ تَتْرُكُ مُعالَجَتَهُمْ [6] اِلَي التَّوْبَةِ لِكَيْ لا يَهْلِكَ عَلَيْكَ هالِكُهُمْ، وَ لِئَلاَّ [7] يَشْقي بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ اِلَّا عَنْ طُولِ الْأِعْذارِ اِلَيْهِ، وَ بَعْدَ تَرادُفِ الْحُجَجِ [8] عَلَيْهِ، كَرَمًا مِنْ فِعْلِكَ، [9] وَ عآئِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يا حَليمُ. اَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ بابًا اِلي عَفْوِكَ، [10] سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، وَ جَعَلْتَ عَلَي ذلِكَ الْبابِ دَليلًا مِنْ وَحْيِكَ لِئَلَّا يَضِلُّوا عَنْهُ، فَقُلْتَ [11] : تُوبُوا اِلَي اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسي رَبُّكُمْ اَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهارُ. [12] فَما عُذْرُ مَنْ اَغْفَلَ دُخُولَ [13] الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبابِ وَ اِقامَةِ الدَّليلِ. وَ اَنْتَ الَّذي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلي نَفْسِكَ لِعِبادِكَ، تُريدُ رِبْحَهُمْ في مُتاجَرَتِكَ، وَ فَوْزَهُمْ بِالزِّيادَةِ عَلَيْكَ، فَقُلْتَ [14] مَنْجآءَبِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ اَمْثالِها، وَ مَنْ جآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزي اِلَّا مِثْلَها. وَ قُلْتَ: مَثَلُ الَّذينَ يُنْفِقُونَ اَمْوالَهُمْ في سَبيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ في كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ. [15] وَ ما اَنْزَلْتَ مِنْ نَظآئِرِهِنَّ فِي الْقُرْءانِ [16] وَ اَنْتَ الَّذي دَلَلْتَهُمْ [17] مِنْ غَيْبِكَ [18] الَّذي فيهِ حَظُّهُمْ عَلي ما لَوْ سَتَرْتَهُ [19] لَمْ تُدْرِكْهُ اَبْصارُهُمْ، وَ لَمْ تَصُمْهُ [20] اَسْماعُهُمْ، وَ لَمْ تُفْضِ عَلَيْهِ [21] اَوْهامُهُمْ، فَقُلْتَ: اُذْكُرُوني اَذْكُرْكُمْ، [22] وَ قُلْتَ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَاَزيدَنَّكُمْ، [23] وَ قُلْتَ: اُدْعُوني اَسْتَجِبْ لَكُمْ، وَ قُلْتَ: مَنْ ذَا الَّذي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَ ذَكَرُوكَ [24] وَ شَكَرُوكَ [25] وَ دَعَوْكَ [26] وَ تَصَدَّوْا [27] لَكَ [28] وَ فيها كانَتْ نَجاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وَ فَوْزُهُمْ بِرِضاكَ. وَ لَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقًا مِنْ نَفْسِه عَلي مِثْلِ الَّذي دَلَلْتَ عَلَيْهِ عِبادَكَ مِنْكَ كانَ [29] مَحْمُودًا، [30] فَلَكَ الْحَمْدُ ما وُجِدَ في حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَ ما بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِه، وَ مَعْنًي يُصْرَفُ [31] اِلَيْهِ. يا مَنْ تَحَمَّدَ اِلي عِبادِه بِالْأِحْسانِ وَ الْفَضْلِ، وَ عامَلَهُمْ [32] بِالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ، ما اَفْشي فينا نِعَمَكَ، [33] وَ اَسْبَغَ عَلَيْنا مِنَّتَكَ، وَ اَخَصَّنا بِبِرِّكَ! هَدَيْتَنا لِدينِكَ الَّذي اصْطَفَيْتَ، وَ مِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وَ سَبيلِكَ الَّذي سَهَّلْتَ، وَ بَصيرَتِنا ما يُوجِبُ الزُّلْفَةَ اِلَيْكَ، [34] وَ الْوُصُولَ اِلي كَرامَتِكَ. اَللَّهُمَّ وَ اَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفايا تِلْكَ الْوَظآئِفِ، وَ خَصايِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَهُ مِنْ سآئِرِ الشُّهُورِ، وَ تَخَيَّرْتَهُ مِنْ جَميعِ الْأَزْمِنَةِ، [35] وَ اثَرْتَهُ عَلي كُلِّ الْأَوْقاتِ لِما [36] اَنْزَلْتَ فيهِ مِنَ الْقُرْانِ، [37] وَ فَرَضْتَ فيهِ مِنَ الصِّيامِ، وَ جَعَلْتَ [38] فيهِ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي هِيَ خَيْرٌ مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ. ثُمَّ اثَرْتَنا بِه عَلي سآئِرِ الْاُمَمِ، وَ اصْطَفَيْتَنا بِفَضْلِه دُونَ اَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنا بِاَمْرِكَ نَهارَهُ، وَ قُمْنا بِقَوْلِكَ [39] لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضينَ بِصِيامِه وَ قِيامِه لِما عَرَّضْتَنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَ سَبَّبْتَنا لَهُ [40] مِنْ مَثُوبَتِكَ، وَ اَنْتَ الْمَليءُ بِما رُغِبَ اِلَيْكَ فيهِ، [41] الْجَوادُ بِما سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَريبُ اِلي مَنْ حاوَلَ قُرْبَكَ. وَ قَدْ اَقامَ فينا هذَا الشَّهْرُ مُقامَ جِدٍّ، [42] وَ صَحِبَنا صُحْبَةَ سُرُورٍ، [43] وَ اَرْبَحَنا اَفْضَلَ اَرْباحِ الْعالَمينَ، ثُمَّ قَدْ فارَقَنا عِنْدَ تَمامِ وَقْتِه، وَ انْقِطاعِ مُدَّتِه، وَ وَفآءِ عَدَدِه. فَنَحْنُ مُوَدِّعُوهُ وَداعَ [44] مَنْ عَزَّ فِراقُهُ عَلَيْنا، [45] وَ اَوْحَشَنا اِنْصِرافُهُ عَنَّا، وَ لَزِمَنا لَهُ الذِّمامُ الْمَحْفُوظُ، وَ الْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، وَ الْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ الْقآئِلُونَ: [46] السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهْرَ اللَّهِ الْأَكْرَمَ، [47] وَ يا عيدَ اَوْلِيآئِهِ الْاَعْظَمَ. [48] اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الْأَوْقاتِ، وَ يا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الْأَيَّامِ وَ السَّاعاتِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ فُرِّقَتْ [49] فيهِ الْأمالُ، وَ يُسِّرَتْ [50] فيهِ الْأَعْمالُ. السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ قَرينٍ جَلَّ قَدْرُهُ مَوْجُودًا، وَ فَجَعَ [51] فَقْدُهُ مَفْقُودًا. [52] اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ اَليفٍ انَسَ مُقْبِلًا فَسَرَّ، وَ اَوْحَشَ مُدْبِرًا فَمَضي. [53] اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ ناصِرٍ اَعانَ عَلَي الشَّيْطانِ، وَ صاحِبٍ سَهَّلَ سَبيلَ [54] الْأِحْسانِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مُجاوِرٍ رَقَّتْ فيهِ الْقُلُوبُ، وَ قَلَّتْ فيهِ الذُّنُوبُ. [55] اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما اَكْثَرَ عُتَقآءَ اللَّهِ فيكَ! وَ ما اَسْعَدَ مَنْ رَعي حُرْمَتَكَ! [56] اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَمْحاكَ لِلذُّنُوبِ، وَ اَسْتَرَكَ لِأَنْواعِ الْعُيُوبِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَطْوَلَكَ عَلَي الْمُجْرِمينَ، وَ اَهْيَبَكَ في صُدُورِ الْمُؤْمِنينَ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لا تُنافِسُهُ الْأَيَّامُ. [57] مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ اَمْرٍ سَلامٌ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَريهِ الْمُصاحَبَةِ، وَ لا ذَميمِ الْمُلابَسَةِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَما وَفَدْتَ عَلَيْنا بِالْبَرَكاتِ، وَ غَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطيئاتِ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَمًا وَ لا مَتْرُوكٍ صِيامُهُ سَأَمًا. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِه، وَ مَحْزُونٍ عَلَيْهِ بَعْدَ [58] فَوْتِه. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وَ كَمْ مِنْ خَيْرٍ اُفيضَ بِكَ عَلَيْنا. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتي جَعَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا [59] مِنْ اَلْفِ شَهْرٍ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلي فَضْلِكَ الَّذي حُرِمْناهُ، وَ عَلي ما مِنْ بَرَكَتِكَ سُلِبْناهُ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ما كانَ اَحْرَصَنا بِالْأَمْسِ عَلَيْكَ! وَ اَشَدَّ شَوْقَنَا الْيَوْمَ اِلَيْكَ. [60] اَللَّهُمَّ اِنَّا اَهْلُ هذَا الشَّهْرِ الَّذي شَرَّفْتَنا بِه، وَ وَفَّقْتَنا بِمَنِّكَ. [61] اَنْتَ وَلِيُّ ما اثَرْتَنا بِه مِنْ مَعْرِفَتِه، وَ هَدَيْتَنا لَهُ مِنْ سُنَّتِه، وَ قَدْ تَوَلَّيْنا [62] صِيامَهُ وَ قِيامَهُ عَلي تَقْصيرٍ، وَ اَدَّيْنا مِنْ حَقِّكَ فيهِ قَليلاً. [63] اَللَّهُمَّ فَلَكَ اِقْرارُنا [64] بِالْأِسآءَةِ، وَ اِعْتِرافُنا [65] بِالْأِضاعَةِ، وَ لَكَ مِنْ قُلُوبِنا عُقْدَةُ [66] النَّدَمِ، وَ مِنْ اَلْسِنَتِنا صِدْقُ الأِعْتِدادِ، [67] فَاْجُرْنا عَلي ما اَصَبْنا بِه [68] فيهِ مِنَ التَّفْريطِ اَجْرًا نَسْتَبْدِلُ [69] بِهِ الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ، [70] وَ نَعْتاضُ بِه مِنْ اَنْواعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْهِ. وَ اَوْجِبْ لَنا عُذْرَكَ عَلي ما قَصَّرْنا فيهِ مِنْ حَقِّكَ، وَ ابْلُغْ مِنْ اَعْمارِنا [71] ما بَيْنَ اَيْدينا مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ الْمُقْبِلِ، فَاِذا بَلَّغْتَناهُ فَاَعِنَّا عَلي تَناوُلِ ما اَنْتَ اَهْلُهُ مِنَ الْعِبادَةِ، وَ اَدِّنا اِلَي الْقِيامِ بِما يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وَ اَجْرِ لَنا مِنْ صالِحِ الْعَمَلِ ما يَكُونُ دَرَكًا لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ وَ في [72] شُهُورِ الدَّهْرِ. اَللَّهُمَّ وَ ما هَمَمْنا [73] بِه في شَهْرِنا هذا مِنْ لَمَمٍ، [74] اَوْ واقَعْنا فيهِ مِنْ ذَنْبٍ، اَوِ [75] اكْتَسَبْنا فيهِ مِنْ خَطيئَةٍ عَنْ [76] تَعَمُّدٍ مِنَّا، اَوْ عَنْ [77] نِسْيانٍ ظَلَمْنا بِه [78] اَنْفُسَنا، اَوِ انْتَهَكْنا بِه حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنا، فَاسْتُرْهُ [79] بِسِتْرِكَ، وَ اعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، وَ لا تَنْصِبْنا فيهِ لِاَعْيُنِ الشَّامِتينَ، وَ لا تَبْسُطْ عَلَيْنا [80] اَلْسُنَ الطَّاعِنينَ، وَ اسْتَعْمِلْنا بِما يَكُونُ حِطَّةً وَ كَفَّارَةً لِما اَنْكَرْتَ مِنْهُ [81] بِرَاْفَتِكَ الَّتي لا تَنْفَدُ، وَ فَضْلِكَ الَّذي لا يَنْقَضي. [82] اَللَّهُمَّ [83] اجْبُرْ مُصيبَتَنا بِشَهْرِنا، وَ بارِكْ لَنا في يَوْمِ عيدِنا، [84] وَ اجْعَلْهُ مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ [85] عَلَيْنا اَجْلَبِه لِعَفْوٍ، وَ اَمْحاهُ لِذَنْبٍ، وَ اغْفِرْ لَنا ما خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنا وَ ما عَلَنَ. اَللَّهُمَّ اسْلَخْنا بِانْسِلاخِ هذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطايانا، وَ اَخْرِجْنا بِخُرُوجِه عَنْ [86] سَيِّئاتِنا، وَ اجْعَلْنا مِنْ اَسْعَدِ اَهْلِه، [87] وَ اَوْفَرِهِمْ قِسْمًا فيهِ. [88] اَللَّهُمَّ وَ مَنْ رَعي حُرْمَتَهُ [89] حَقَّ رِعايَتِه، وَ حَفِظَ حُدُودَهُ [90] حَقَّ حِفْظِه، [91] اَوْ تَقَرَّبَ اِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ اَوْجَبَتْ رِضاكَ لَهُ، وَ عَطَفْتَ بِرَحْمَتِكَ [92] عَلَيْهِ، فَهَبْ لَنا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وَ اَعْطِنا اَضْعافَهُ، [93] فَاِنَّ فَضْلَكَ لا يَغيضُ، وَ اِنَّ خَزآئِنَكَ لا تَنْقُصُ، [94] وَ اِنَّ مَعادِنَ اِحْسانِكَ لا تَفْني. [95] اَللَّهُمَّ [96] وَ اكْتُبْ لَنا مِثْلَ اُجُورِ مَنْ صامَهُ، اَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فيهِ اِلي يَوْمِ الْقِيمَةِ. اَللَّهُمَّ وَ [97] اِنَّا نَتُوبُ [98] في يَوْمِ فِطْرِنَا -الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِ [99] عيدًا وَ سُرُورًا، وَ لِاَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعًا وَ مُحْتَشَدًا- مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ اَذْنَبْناهُ، اَوْ سُوءٍ اَسْلَفْناهُ، اَوْ خَطْرَةِ [100] شَرٍّ اَضْمَرْناها، [101] تَوْبَةَ مَنْ لا يَنْطَوي عَلي رُجُوعٍ اِلي ذَنْبٍ، وَ لا عَوْدٍ [102] في خَطيئَةٍ، تَوْبَةً نَصُوحًا خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ وَ الأِرْتِيابِ، فَتُقِلَّها [103] مِنَّا، وَ ارْضَ بِها [104] عَنَّا، وَ ثَبِّتْنا عَلَيْها. اَللَّهُمَّ وَ [105] ارْزُقْنا خَوْفَ غَمِّ [106] الْوَعيدِ، وَ شَوْقَ ثَوابِ الْمَوْعُودِ، حَتّي نَجِدَ لَذَّةَ ما نَدْعُوكَ بِه، وَ كَاْابَةَ [107] ما نَسْتَجيرُكَ مِنْهُ. وَ اجْعَلْنا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابينَ الَّذينَ اَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وَ قَبِلْتَ مِنْهُمْ مُراجَعَةَ طاعَتِكَ، يا اَعْدَلَ الْعادِلينَ. اَللَّهُمَّ تَجاوَزْ عَنْ ابآئِنا وَ اُمَّهاتِنا وَ اَهْلِ دينِنا جَميعًا مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ وَ مَنْ غَبَرَ اِلي يَوْمِ الْقِيمَةِ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ نَبِيِّنا وَ عَلي [108] الِه كَما صَلَّيْتَ عَلي مَلائِكَتِكَ الْمُطَهَّرينَ وَ اَنْبِيآءِكَ الْمَرْضِيّينَ وَ [109] عِبادِكَ الصَّالِحينَ، [110] صَلوةً تَبْلُغُنا بَرَكَتُها، وَ يَنالُنا نَفْعُها، وَ يَغْمُرُنا بُشْرُها [111] وَ يُسْتَجابُ لَنا [112] دُعآؤُنا، اِنَّكَ اَكْرَمُ مَنْ رَغِبْنا [113] اِلَيْهِ، [114] وَ اَعْطي مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِه، وَ اَنْتَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.