[1] .

اَللَّهُمَّ [2] حَصِّنْ ثُغُورَ الْمُسْلِمينَ بِعِزَّتِكَ، وَ اَيِّدْ حُماتَها بِقُوَّتِكَ، وَ اَسْبِغْ عَطاياهُمْ مِنْ جِدَتِكَ. اَللَّهُمَّ [3] كَثِّرْ عِدَّتَهُمْ، وَ اشْحَذْ اَسْلِحَتَهُمْ، وَ احْرُسْ حَوْزَتَهُمْ، وَ امْنَعْ حُرْمَتَهُمْ، [4] وَ اَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَ دَبِّرْ اَمْرَهُمْ، وَ واتِرْ بَيْنَ مِيَرِهِمْ، وَ تَوَحَّدْ بِكِفايَةِ قُوَّتِهِمْ، [5] وَ اعْضُدْهُمْ بِالنَّصْرِ، وَ اَعِنْهُمْ بِالصَّبْرِ، وَ الْطُفْ لَهُمْ فِي الْمَكْرِ. اَللَّهُمَّ [6] عَرِّفْهُمْ ما يَجْهَلُونَ، وَ عَلِّمْهُمْ ما لا يَعْلَمُونَ، وَ بَصِّرْهُمْ ما لا يُبْصِرُونَ. اَللَّهُمَّ [7] اَنْسِهِمْ عِنْدَ لِقآئِهِمُ الْعَدُوَّ ذِكْرَ دُنْياهُمُ الْخَدَّاعَةِ الْغَرُورِ، وَ انْفِ [8] عَنْ قُلُوبِهِمْ خَطَراتِ الْمالِ الْفَتُونِ، وَ اجْعَلِ الْجَنَّةَ نَصْبَ اَعْيُنِهِمْ، وَ لَوِّحْ مِنْها لِاَبْصارِهِمْ ما اَعْدَدْتَ فيها مِنْ مَساكِنِ الْخُلْدِ وَ مَنازِلِ الْكِرامَةِ [9] وَ الْحُورِ الْحِسانِ وَ الْاَنْهارِ الْمُطَّرِدَةِ بِاَنْواعِ الْأَشْرِبَةِ وَ الْاَشْجارِ الْمُتَدَلِّيَةِ بِصُنُوفِ الثَّمَرِ حَتّي لا يَهُمَّ اَحَدٌ مِنْهُمْ بِاِدْبارٍ، [10] وَ لا يُحْدِثُ [11] نَفْسَهُ عَنْ قَرْنِه بِفَرارٍ. [12] اَللَّهُمَّ وَ [13] افْلُلْ بِذلِكَ عَدُوَّهُمْ، وَ اقْلِمْ عَنْهُمْ اَظْفارَهُمْ، وَ فَرِّقْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَسْلِحَتِهِمْ، وَ اخْلَعْ وَثآئِقَ اَفْئِدَتِهِمْ، وَ باعِدْ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ اَزْوِدَتِهِمْ، وَ حَيِّرْهُمْ في سُبُلِهِمْ، وَ ضَلِّلْهُمْ عَنْ وِجْهَتِهِمْ، [14] وَ اقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ، وَ انْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ، وَ امْلَأْ اَفْئِدَتَهُمُ الرُّعْبَ، وَ اقْبِضْ اَيْدِيَهُمْ عَنِ الْبَسْطِ، وَ اخْرِسْ [15] اَلْسِنَتَهُمْ عَنِ النُّطْقِ، وَ شَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ وَ نَكِّلْ بِهِمْ مَنْ وَرآئَهُمْ، وَ اقْطَعْ بِخِزْيِهِمْ اَطْماعَ مَنْ بَعْدَهُمْ. اَللَّهُمَّ عَقِّمْ اَرْحامَ نِسآئِهِمْ، وَ يَبِّسْ اَصْلابَ رِجالِهِمْ، وَ اقْطَعْ نَسْلَ دَوآبِّهِمْ وَ اَنْعامِهِمْ، لا تَاْذَنْ لِسَمائِهِمْ في قَطْرٍ، وَ لا لِاَرْضِهِمْ في نَباتٍ. اَللَّهُمَّ وَ وَفِّرْ [16] بِذلِكَ عَدَدَ [17] اَهْلِ الْأِسْلامِ، وَ حَصِّنْ بِه دِيارَهُمْ، وَ ثَمِّرْ بِه اَمْوالَهُمْ، وَ فَرِّغْهُمْ عَنْ مُحارَبَتِهِمْ لِعِبادَتِكَ، وَ عَنْ مُنابَذَتِهِمْ لِلْخَلْوَةِ بِكَ حَتّي لا يُعْبَدَ في بِقاعِ الْأَرْضِ غَيْرُكَ، وَ لا تُعَفَّرَ لِاَحَدٍ [18] جَبْهَةٌ دُونَكَ. اَللَّهُمَّ اَذِلَّ بِاَهْلِ كُلّ [19] ناحِيَةٍ مِنَ الْمُسْلِمينَ [20] مَنْ بِاِزآئِهِمْ مِنَ الْمُشْرِكينَ، وَ اَمْدِدْهُمْ بِمَلائِكَةٍ مِنْ عِنْدِكَ مُرْدِفينَ حَتّي يَكْشِفُوهُمْ اِلي مُنْقَطَعِ التُّرابِ قَتْلًا في رِضاكَ [21] وَ اَسْرًا، [22] يُقِرُّوا بِاَنَّكَ [23] لا اِلهَ اِلَّا اَنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ. [24] وَ اعْمُمْ بِذلِكَ اَعْداكَ [25] في اَقْطارِ الْبِلادِ مِنَ الْهِنْدِ وَ الرُّومِ وَ التُّرْكِ [26] وَ الْحَبَشِ وَ النُّوْبَةِ وَ الزَّنْجِ وَ الصَّقالِبَةِ [27] وَ الدَّيالِمَةِ وَ سآئِرِ اُمَمِ الشِّرْكِ، الَّذينَ تَخْفي اَسْماؤُهُمْ وَ صِفاتُهُمْ، وَ قَدْ اَحْصَيْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَ اَشْرَفْتَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ. اللَّهُمَّ اشْغَلِ الْمُشْرِكينَ بِالْمُشْرِكينَ عَنْ تَناوُلِ اَطْرافِ الْمُسْلِمينَ، [28] خُذْهُمْ بِالنَّقْصِ عَنْ تَنَقُّصِهِمْ، وَ ثَبِّطْهُمْ بِالْفُرْقَةِ عَنِ الاِحْتِشادِ عَلَيْهِمْ. اَللَّهُمَّ اَخْلِ قُلُوبَهُمْ مِنَ الْأَمَنَةِ، وَ اَبْدانَهُمْ مِنَ الْقُوَّةِ، وَ اَذْهِلْ قُلُوبَهُمْ عَنِ الاِحْتِيالِ، وَ اَوْهِنْ اَرْكانَهُمْ عَنْ مُنازِلِ [29] الرِّجالِ، وَ جَبِّنْهُمْ عَنْ مُقارَعَةِ الْأَبْطالِ، وَ ابْعَثْ [30] جُنْدًا مِنْ مَلائِكَتِكَ بِبَاْسٍ مِنْ بَاْسِكَ كَفِعْلِكَ يَوْمَ بَدْرٍ، تَقْطَعُ بِهِمْ [31] دابِرَهُمْ وَ تَحْصُدُ بِه شَوْكَتَهُمْ، وَ تُقِلُّ [32] بِه عَدَدَهُمْ. اَللَّهُمَّ وَ امْزُجْ مِياهَهُمْ بِالْوَبآءِ، وَ اَطْعِمَتَهُمْ بِالْأَدْوآءِ، وَ [33] بِلادَهُمْ بِالْخُسُوفِ، وَ اَلْحِحْ عَلَيْهِمْ [34] بِالْقُذُوفِ، وَ اقْرَعْها [35] بِالْمُحُولِ، وَ اجْعَلْ مِيَرَهُمْ في اَبْعَدِ [36] اَرْضِكَ [37] عَنْهُمْ، وَ امْنَعْ حُصُونَها مِنْهُمْ، اَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقيمِ وَ السُّقْمِ الْأَليمِ. اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما غازٍ غَزاهُمْ مِنْ اَهْلِ مِلَّتِكَ، اَوْ مُجاهِدٍ جاهَدَهُمْ مِنْ اَتْباعِ سُنَنِكَ [38] لِيَكُونَ دينُكَ الْأَعْلي وَ حِزْبُكَ الْأَقْوي وَ حَظُّكَ الْأَوْفي فَلَقِّهِ الْبُشْري، [39] وَ هَيِّئْ لَهُ الْأَمْنَ، [40] وَ تَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وَ تَخَيَّرْ لَهُ الْأَصْحابَ، وَ اسْتَفْرِهْ [41] لَهُ، الظَّهْرَ، وَ اَسْبِغْ عَلَيْهِ مِنَ [42] النَّفَقَةِ، وَ مَتِّعْهُ بِالنَّشاطِ، وَ اَطْفِ عَنْهُ حَرارَةَ الشَّوْقِ، وَ اَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ، وَ اَنْسِه ذِكْرَ الْأَهْلِ وَ الْوَلَدِ. وَ اَدِمْ [43] لَهُ حُسْنَ النِّيَّةِ، وَ تَوَلَّهُ بِالْعافِيَةِ، وَ اَصْحِبْهُ السَّلامَةَ، وَ اَعْفِه مِنَ الْجُبْنِ، وَ اَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ، وَ ارْزُقْهُ الشِّدَّةَ، وَ اَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَ عَلِّمْهُ [44] السُّنَنَ، وَ سَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَ اعْزِلْ عَنْهُ الرِّئآءَ، [45] وَ خَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ، وَ اجْعَلْ فِكْرَهُ وَ ذِكْرَهُ وَ ظَعْنَهُ وَ اِقامَتَهُ، فيكَ وَ لَكَ. فَاِذا صآفَّ عَدُوَّهُ وَ عَدُوَّكَ [46] فَقَلِّلْهُمْ في عَيْنِه، وَ صَغِّرْ شَاْنَهُمْ في قَلْبِه، وَ اَدِلْهُ [47] مِنْهُمْ، وَ لا تُدِلْهُمْ مِنْهُ، فَاِنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعادَةِ، وَ قَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ فَبَعْدَ اَنْ يَجْتاحَ عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ، وَ بَعْدَ اَنْ يُديخُهُمُ [48] الْاَسْرُ، وَ بَعْدَ اَنْ تَاْمَنَ اَطْرافُ الْمُسْلِمينَ، وَ بَعْدَ اَنْ يُوَلِّيَ عَدُوُّكَ مُدْبِرينَ. اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِيًا اَوْ مُرابِطًا في دارِه، اَوْ تَعَهَّدَ خالِفيهِ في غَيْبَتِه، اَوْ اَعانَهُ بِطآئِفَةٍ مِنْ مالِه، اَوْ اَمَدَّهُ بِعِتادٍ، اَوْ شَحَذَهُ عَلي جِهادٍ، اَوْ اَتْبَعَهُ في وَجْهِه دَعْوَةً، اَوْ رَعا لَهُ مِنْ وَرآئِه حُرْمَةً، فَاجِرْ لَهُ مِثْلَ اَجْرِه وَزْنًا بِوَزْنٍ وَ مِثْلًا بِمِثْلٍ، وَ عَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِه عَوْضًا [49] حاضِرًا يَتَعَجَّلُ بِه نَفْعَ ما قَدَّمَ وَ سُرُورَ ما اَتي، [50] اِلي اَنْ يَنْتَهيَ بِهِ الْوَقْتُ اِلي مآ اَجْرَيْتَ لَهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَ اَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرامَتِكَ. اَللَّهُمَّ وَ اَيُّما مُسْلِمٍ اَهَمَّهُ اَمْرُ الْأِسْلامِ وَ اَهْلِه، [51] وَ اَحْزَنَهُ تَحَزُّبُ اَهْلِ الشِّرْكِ عَلَيْهِمْ، فَنَوي غَزْوًا، اَوْ هَمَّ بِجِهادٍ فَقَعَدَ بِه ضَعْفٌ، اَوْ اَبْطَاَتْ بِه فاقَةٌ، اَوْ اَخَّرَهُ عَنْهُ حادِثٌ، اَوْ عَرَضَ مِنْ دُونِ اِرادَتِه عارِضٌ فَلَمْ يَنْفَذْ لَهُ نِيَّتَهُ وَ لَمْ تَمِضْ لَهُ اِرادَتَهُ فَاكْتُبِ [52] اسْمَهُ فِي الْعابِدينَ، وَ اَوْجِبْ لَهُ ثَوابَ الْمُجاهِدينَ، وَ اجْعَلْهُ في نِظامِ الشُّهَدآءِ وَ الصَّالِحينَ. اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ، [53] صَلوةً عالِيَةً عَلي الصَّلَواتِ، مُشْرِفَةً فَوْقَ التَّحِيَّاتِ، صَلوةً لا يَنْتَهي اَمَدُها، وَ لا يَنْقَطِعُ عَدَدُها كَاَتَمِّ ما مَضي مِنْ صَلَواتِكَ عَلي اَحَدٍ مِنْ اَوْلِيآئِكَ، اِنَّكَ الْمَنَّانُ [54] الْمُبْدِئُ الْمُعيدُ الْفَعَّالُ لِما يُريدُ بِرَحْمَتِكَ يا عَزيزُ يا غَفَّارُ. [55] .