[1] .

اَللَّهُمَّ اِنَّهُ يَحْجُبُني عَنْ مَسْئَلَتِكَ خِلالٌ ثَلثٌ، وَ يَحْدُوني [2] عَلَيْها خَلَّةٌ واحِدَةٌ. يَحْجُبُني اَمْرٌ اَمَرْتَني [3] بِه. فَاَبْطَاْتُ عَنْهُ، وَ نَهْيٌ نَهَيْتَني عَنْهُ. فَاَسْرَعْتُ اِلَيْهِ، وَ نِعْمَةٌ اَسْدَيْتَها اِلَيَّ. [4] فَقَصَّرْتُ عَنْ [5] شُكْرِها. وَ يَحْدُوني عَلي مَسْاَلَتِكَ تَفَضُّلُكَ عَلي مَنْ اَقْبَلَ بِوَجْهِه اِلَيْكَ، وَ وَفَدَ بِحُسْنِ ظَنِّه عَلَيْكَ، [6] اِذْ جَميعُ اِحْسانِكَ تَفَضُّلٌ، وَ اِذْ كُلُّ نِعَمِكَ ابْتِدآءٌ. فَهآ ءَنَذا [7] يا اِلهي. واقِفٌ بِبابِ عِزِّكَ وُقُوفَ الْمُسْتَسْلِمِ الذَّليلِ، وَ سآئِلُكَ عَلَي الْحَيآءِ مِنّي سُؤالَ الْبآئِسِ الْمُعيلِ. مُقِرٌّ لَكَ بِاَنّي لَمْ اَسْتَسْلِمْ وَقْتَ اِحْسانِكَ اِلَّا بِالْأِقْلاعِ عَنْ عِصْيانِكَ، وَ لَمْ اَخْلُ في تِلْكَ [8] الْحالاتِ كُلِّها مِنْ اِحْسانِكَ وَ اِنّي لَمْ اَسْلِمْ في اَوْقاتِ اِحْسانِكَ مِنْ عِصْيانِكَ. فَهَلْ، [9] يا اِلهي، عِنْدَكَ اِقْرارُهُ بِسُوءِ مَا اكْتَسَبَ؟ [10] وَ هَلْ يُنْجيهِ [11] مِنْكَ اعْتِرافُهُ [12] بِقَبيحِ مَا ارْتَكَبَ؟ [13] اَمْ وَجَبَ لَهُ في مَقامِه هذا سُخْطَُكَ؟ [14] اَمْ لَزِمَهُ في وَقْتِ دُعآئِه [15] مَقْتُكَ؟ سُبْحانَكَ، لا اَيْئَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ [16] وَ قَدْ فَتَحْتَ لي بابَ التَّوْبَةِ اِلَيْهِ، [17] بَلْ اَقُولُ مَقالَةَ [18] الْعَبْدِ [19] الظَّالِمِ لِنَفْسِه الْمُسْتَخِفِّ بِحُرْمَةِ رَبِّه. اَلَّذي عَظُمَتْ ذُنُوبُهُ فَجَلَّتْ، وَ اَدْبَرَتْ اَيَّامُهُ فَوَلَّتْ. حَتّي اِذا رَأي مُدَّةَ الْعَمَلِ قَدِ انْقَضَتْ وَ غايَةَ الْعُمُرِ قَدِ انْتَهَتْ، وَ اَيْقَنَ اَنَّهُ لا مَحيصَ لَهُ مِنْكَ، وَ لا مَهْرَبَ لَهُ عَنْكَ، تَلَقَّاكَ بِالْأِنابَةِ، وَ اَخْلَصَ لَكَ التَّوْبَةَ، فَقامَ اِلَيْكَ بِقَلْبٍ طاهِرٍ، [20] ثُمَّ دَعاكَ بِصَوْتٍ خامِلٍ [21] خَفِيٍّ. قَدْ تَطَاْطَأَ لَكَ فَانْحَني، وَ نَكَسَ [22] رَاْسَهُ فَانْثَني، قَدْ اَرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ، وَ غَرَّقَتْ دُمُوعُهُ خَدَّيْهِ، يَدْعُوكَ [23] يا اَرْحَمَ مَنِ انْتابَهُ الْمُسْتَرْحِمُونَ، وَ يا اَعْطَفَ مَنْ اَطافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، وَ يا مَنْ عَفْوُهُ اَكْثَرُ مِنْ نَقِمَتِه، وَ يا مَنْ رِضاهُ اَوْفَرُ مِنْ سَخَطِه. وَ يا مَنْ تَحَمَّدَ اِلي خَلْقِه بِحُسْنِ التَّجاوُزِ، وَ يا مَنْ عَوَّدَ عِبادَهُ قَبُولَ الْأِنابَةِ، وَ يا مَنِ اسْتَصْلَحَ فاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ وَ يا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسيرِ، وَ يا مَنْ كافي قَليلَهُمْ بِالْكَثيرِ، وَ يا مَنْ ضَمِنَ لَهُ [24] اِجابَةَ الدُّعآءِ، وَ يا مَنْ وَعَدَهُمْ [25] بِتَفَضُّلِه حُسْنَ الْجَزآءِ. ما اَنَا بِاَعْصي مَنْ عَصاكَ فَغَفَرْتَ لَهُمْ، وَ لا [26] اَنَا بِاَلْوَمِ مَنِ اعْتَذَرَ اِلَيْكَ فَقَبِلْتَ مِنْهُمْ، وَ لا [27] اَنَا بِاَظْلَمِ مَنْ تابَ اِلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِمْ. [28] اَتُوبُ اِلَيْكَ في مَقامي هذا تَوْبَةَ نادِمٍ عَلي ما فَرَّطَ، مُشْفِقٌ [29] مِمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ، خالِصِ الْحَيآءِ مِمَّا وَقَعَ بِه. [30] عالِمٍ بِاَنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ الْعَظيمِ لا يَتَعاظَمُكَ، وَ اَنَّ التَّجاوُزَ عَنِ الْأِثْمِ الْجَليلِ لا يَكْبُرُ عَلَيْكَ، [31] وَ اَنَّ احْتِمالَ الْجِناياتِ الْفاحِشَةِ لا يَتَكَاَّدُكَ، وَ اَنَّ اَحَبَّ عِبادِكَ [32] مَنْ تَرَكَ الاِسْتِكْبارَ عَلَيْكَ، فَجانَبَ [33] الْأِصْرارَ، وَ لَزِمَ الاِسْتِغْفارَ. فَاَنَا [34] اَبْرَءُ اِلَيْكَ مِنْ اَنْ اَسْتَكْبِرَ، وَ اَعُوذُ بِكَ مِنْ اَنْ اُصِرَّ، وَ اَسْتَغْفِرُكَ لِما قَصَّرْتُ فيهِ، وَ اَسْتَعينُ بِكَ عَلي ما عَجَزْتُ عَنْهُ. اَللَّهُمَّ فَهَبْ [35] لي ما يَجِبُ لَكَ عَلَيَّ، [36] وَ عافِني مِمَّا اَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، وَ اَجِرْني مِمَّا يَخافُهُ اَهْلُ الْأِسآءَةِ، فَاِنَّكَ مَلِيٌّ، [37] مَرْجُوٌّ بِالْمَغْفِرَةِ، [38] مَعْرُوفٌ بِالتَّجاوُزِ، لَيْسَ لِحاجَتي مَطْلَبٌ سِواكَ، وَ لا لِذَنْبي غافِرٌ غَيْرُكَ، حاشاكَ. وَ لا اَخافُ عَلي نَفْسي اِلَّا اِيَّاكَ، اِنَّكَ اَهْلُ التَّقْوي وَ اَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، صَلِّ عَلي مُحَمَّدٍ وَ الِ مُحَمَّدٍ، وَ اقْضِ حاجَتي، وَ اَنْجِحْ طَلِبَتي، وَ اغْفِرْ ذَنْبي، وَ امِنْ خَوْفَ نَفْسي، اِنَّكَ عَلي كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، وَ ذلِكَ عَلَيْكَ يَسيرٌ، امينَ يا [39] رَبَّ الْعالَمينَ.