دعاي 03- اذَا اعْتَرَفَ بِالتَّقْصير عَنْ تادِيَةِ الشُّكْرِ
[1] .
اَللَّهُمَّ اِنَّ اَحَدًا لا يَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غايَةً وَ اِنْ اَبْعَدَ [2] اِلَّا حَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ اِحْسانِكَ ما يَلْزِمُهُ شُكْرُكَ. [3] وَ لا يَبْلُغُ مَبْلَغًا مِنْ طاعَتِكَ وَ اِنِ اجْتَهَدَ اِلَّا كانَ مُقَصِّرًا دُونَ اسْتِحْقاقِكَ بِفَضْلِكَ. فَاَشْكَرُ عِبادِكَ عاجِزٌ عَنْ شُكْرِكَ، وَ اَعْبَدُهُمْ مُقَصِّرٌ عَنْ طاعَتِكَ. لا يَجِبُ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ [4] اَنْ تَغْفِرَ لَهُ بِاسْتِحْقاقِه، وَ لا اَنْ تَرْضي عَنْهُ بِاسْتيجابِه. فَمَنْ غَفَرْتَ لَهُ فَبِطَوْلِكَ، وَ مَنْ رَضيتَ عَنْهُ فَبِفَضْلِكَ. تَشْكُرُ يَسيرَ ما تُشْكَرُ بِه، [5] وَ تُثيبُ عَلي قَليلِ ما تُطاعُ بِه حَتّي اِذا [6] [7] كَاَنَّ شُكْرَ عِبادِكَ الَّذي اَوْجَبْتَ عَلَيْهِ ثَوابَهُمْ وَ اَعْظَمْتَ عَنْهُ جَزآءَهُمْ اَمْرٌ مَلَكُوا اسْتَطاعَةَ [8] الاِمْتِناعِ مِنْهُ دُونَكَ فَكافَاْتَهُمْ، [9] اَوْ لَمْ يَكُنْ سَبَبُهُ بِيَدِكَ فَجازَيْتَهُمْ. [10] مَلَكْتَ -يا اِلهي- اَمْرَهُمْ قَبْلَ اَنْ يَمْلِكُوا عِبادَتَكَ، وَ اَعْدَدْتَ ثَوابَهُمْ قَبْلَ اَنْ يُفيضُوا في طاعَتِكَ، وَ ذلِكَ اَنَّ سُنَّتَكَ الْأِفْضالُ، وَ عادَتَكَ الْأِحْسانُ، وَ سَبيلَكَ الْعَفْوُ. كُلُّ الْبَرِيَّةِ مُعْتَرِفٌ اَنَّكَ [11] غَيْرُ ظالِمٍ لِمَنْ عاقَبْتَ، وَ شاهِدٌ [12] بِاَنَّكَ مُتَفَضِّلٌ [13] عَلي مَنْ عافَيْتَ، وَ كُلُّهُمْ [14] مُقِرٌّ عَلي نَفْسِه بِالتَّقْصير عَمَّا اسْتَوْجَبْتَ. فَلَوْ لا اَنَّ الشَّيْطانَ يَخْدِعُهُمْ [15] عَنْ طاعَتِكَ ما عَصاكَ اَحَدٌ، [16] وَ لَوْ لا اَنَّهُ يُصَوِّرُ [17] لَهُمُ الْباطِلَ في صُورَةِ [18] الْحَقِّ ما ضَلَّ عَنْ طَريقِكَ ضآلٌّ. فَسُبْحانَكَ ما اَبْيَنَ كَرَمَكَ في مُعامَلَةِ مَنْ عَصاكَ اَوْ اَطاعَكَ [19] تَشْكُرُ لِلْمُطيعِ ما اَنْتَ تَوَلَّيْتَهُ لَهُ، وَ تُمْلِي لِلْعاصي فيما تَمْلِكُ مُعاجَلَتَهُ فيهِ. اَعْطَيْتَ كُلًّا مِنْهُما ما لا يَجِبُ [20] لَهُ، وَ تَفَضَّلْتَ عَلي كُلٍّ مِنْهُما بِما يُقَصِّرُ عَنْهُ عَمَلُهُ. [21] وَ لَوْ كَافَاْتَ الْمُطيعَ عَلي مآ اَنْتَ تَوَلَّيْتَهُ لَاَوْشَكَ اَنْ يَفْقِدَ ثَوابَكَ، وَ اَنْ تَزُولَ عَنْهُ نِعَمُكَ، وَ لكِنَّكَ [22] جازَيْتَهُ عَلَي الْمُدَّةِ الْقَصيرَةِ الْفَنا [23] [24] بِالْمُدَّةِ الطَّويلَةِ الْخالِدَةِ، وَ عَلَي الْغايَةِ الْقَريبَةِ الزَّآئِلَةِ بِالْغايَةِ الْمَديدَةِ الْباقِيَةِ. ثُمَّ لَمْ تَسُمْهُ الْقِصاصَ فيما اَكَلَ مِنْ رِزْقِكَ الَّذي تَقَوّي [25] بِه عَلي طاعَتِكَ، وَ لَمْ تَحْمِلْهُ عَلَي الْمُناقَشَةِ [26] فِي الْألاتِ الَّتي تَسَبَّبَ بِاسْتِعْمالِها اِلي مَغْفِرَتِكَ، وَ لَوْ فَعَلْتَ ذلِكَ بِه لَذَهَبَ جَميعُ [27] ما كَدَحَ لَهُ وَ جُمْلَةُ [28] ما سَعي فيهِ جَزآءً لِلصُّغْري مِنْ [29] مِنَنِكَ، وَ لَبَقِيَ رَهْنًا [30] بَيْنَ يَدَيْكَ بِسآئِرِ نِعَمِكَ، فَمَتي كانَ يَسْتَحِقُّ شَيًْا مِنْ ثَوابِكَ؟ لا! مَتي؟! هذِه [31] يا اِلهي حالُ مَنْ اَطاعَكَ، وَ سَبيلُ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ، فَاَمَّا الْعاصي اَمْرَكَ وَ الْمُواقِعُ نَهْيَكَ فَلَمْ تُعاجِلْهُ بِنِقْمَتِكَ [32] لِكَيْ يَسْتَبْدِلَ بِحالِه في مَعْصِيَتِكَ حالَ الْأِنابَةِ اِلي طاعَتِكَ، وَ لَقَدْ كانَ يَسْتَحِقُّ يا اِلهي [33] في اَوَّلِ ما هَمَّ بِعِصْيانِكَ كُلَّما اَعْدَدْتَ لِجَميعِ خَلْقِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ. فَجَميعُ ما اَخَّرْتَ عَنْهُ مِنْ وَقْتِ الْعَذابِ [34] وَ اَبْطَاْتَ بِه عَلَيْهِ مِنْ سَطَواتِ النِّقْمَةِ فَتَرْكٌ [35] مِنْ حَقِّكَ، وَ رِضًا بِدُونِ واجِبِكَ. فَمَنْ اَكْرَمُ يا اِلهي مِنْكَ، وَ مَنْ اَشْقي مِمَّنْ هَلَكَ عَلَيْكَ؟ لا! مَنْ؟ فَتَبارَكْتَ اَنْ تُوصَفَ اِلَّا بِالْأِحْسانِ، وَ كَرُمْتَ عَنْ [36] اَنْ يُخافَ مِنْكَ اِلاَّ الْعَدْلُ، لا يُخْشي جَوْرُكَ عَلَي مَنْ عَصاكَ، وَ لا يُخافُ اِغْفالُكَ ثَوابَ مَنْ اَرْضاكَ. [37] .
پاورقي
[1] ورد هذا الدعاء في المشهورة بالرقم «37» .
[2] - وَ اِنْ اَبْعَدَ.
[3] يُلْزِمُهُ شُكْرًا.
[4] - مِنْهُمْ.
[5] شَكَرْتَهُ.
[6] كذا.
[7] فِيهِ حَتَّي.
[8] اسْتِطَاعَةَ.
[9] فَكَافَيْتَهُمْ.
[10] بَلْ.
[11] فَكُلُّ الْبَرِيَّةِ مُعْتَرِفَةٌ بِأَنَّكَ.
[12] شَاهِدَةٌ.
[13] مُتَفَضَّلٌ.
[14] كُلٌّ.
[15] يَخْتَدِعُهُمْ.
[16] عَاصٍ.
[17] صَوَّرَ.
[18] مِثَالِ.
[19] أَطَاعَكَ أَوْ عَصَاكَ.
[20] لَمْ يَجِبْ.
[21] يَقْصُرُ عَمَلُهُ عَنْهُ.
[22] نِعْمَتُكَ وَ لَكِنَّكَ بِكَرَمِكَ.
[23] كذا.
[24] الْفَانِيَةِ.
[25] يَقْوَي.
[26] الْمُنَاقَشَاتِ.
[27] بِجَمِيعِ.
[28] جُمْلَةِ.
[29] اَيَادِيكَ وَ.
[30] رَهِينًا.
[31] هَذَا.
[32] بِنَقِمَتِكَ.
[33] - يَا اِلَهِي.
[34] مِنَ الْعَذَابِ.
[35] النَّقِمَةِ وَ الْعِقَابِ تَرْكٌ.
[36] - عَنْ.
[37] فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ هَبْ لِي أَمَلِي،وَ زِدْنِي مِنْ هُدَاكَ مَا أَصِلُ بِهِ إِلَي التَّوْفِيقِ فِيعَمَلِي، إِنَّكَ مَنَّانٌ كَرِيمٌ .