بازگشت

احتجاجه مع رجل


5- قال الطبرسي: جاء رجل من أهل البصرة الي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال: يا علي بن الحسين ان جدك علي بن أبي طالب قتل المؤمنين، فهملت عينا علي بن الحسين دموعا حتي امتلأت كفه منها، ثم ضرب بهما علي الحصي، ثم قال: يا أخا أهل البصرة لا والله ما قتل علي مؤمنا، و لا قتل مسلما، و ما أسلم القوم ولكن استسلموا و كتموا الكفر و اظهروا الاسلام، فلما وجدوا علي الكفر أعوانا أظهروه.

قد عملت صاحبة الجدب و المستحفظون من آل محمد صلي الله عليه و آله ان أصحاب

[ صفحه 173]



الجمل و أصحاب صفين و أصحاب النهروان لعنوا علي لسان النبي الامي و قد خاب من افتري، فقال شيخ من أهل الكوفة: يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول: «اخواننا بغوا علينا» فقال علي بن الحسين عليهماالسلام أما تقرأ كتاب الله «والي عاد أخاهم هودا» فهم مثلهم أنجي الله عز و جل هودا و الذين معه، و اهلك عادا بالريح العقيم. [1] .

6- عنه باسناده، ان علي بن الحسين عليه السلام كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بني اسرائيل و يحكي قصتهم، فلما بلغ آخرها قال: ان الله تعالي مسخ اولئك القوم لاصطيادهم السمك، فكيف تري عند الله عز و جل يكون حال من قتل أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله، و هتك حريمه؟! ان الله تعالي و ان لم يمسخهم في الدنيا فان المعدلهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ، فقيل له: يابن رسول الله فانا قد سمعنا منك هذا الحديث.

فقال لنا بعض النصاب: فان كان قتل الحسين باطلا فهو أعظم عند الله من صيد السمك في السبت أفما كان الله غضب علي قاتليه كما غضب علي صيادي السمك؟ قال علي بن الحسين عليه السلام: قل لهؤلاء النصاب فان كان ابليس معاصيه أعظم من معاصي من كفر باغوائه فاهلك الله من شاء منهم، كقوم: نوح، و فرعون، و لم يهلك ابليس، و هو أولي بالهلاك، فما باله أهلك هؤلاء الذين قصروا عن ابليس في عمل الموبقات، و أمهل ابليس مع ايثاره لكشف المحرمات.

أما كان ربنا عز و جل حكيما تدبره حلمه فيمن أهلك و فيمن استبقي فكذلك هؤلاء الصائدون في السبت، و هؤلاء القاتلون للحسين، يفعل في الفريقين ما يعلم انه أولي بالصواب و الحكمة، لا يسأل عما يفعل و عباده يسألون.



[ صفحه 174]



قال الباقر عليه السلام: فلما حدث علي بن الحسين عليه السلام بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه: يابن رسول الله كيف يعاتب الله و يوبخ هؤلاء الاخلاف علي قبائح اتاها اسلافهم، و هو يقول: «و لا تزر وازرة وزر اخري»؟ فقال زين العابدين عليه السلام: ان القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل التميمي - قد اغار قومه علي بلد و قتلوا من فيه - اغرتم علي بلد كذا، و فعلتم كذا، و يقول العربي: نحن فعلنا ببني فلان، و نحن سبينا آل فلان، و نحن خربنا بلد كذا.

لا يريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل و اولئك بالافتخار: أن قومهم فعلوا كذا، و قول الله عز و جل في هذه الآيات انما هو توبيخ لاسلافهم، و توبيخ العذل علي هؤلاء الموجودين، لأن ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن، و الآن هؤلاء الاخلاف أيضا راضون بما فعل اسلافهم مصوبون لهم فجاز أن يقال: انتم فعلتم أي: اذ رضيتهم قبيح فعلهم. [2] .

7- عنه، باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال: دخل قاض من قضاة أهل الكوفة علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له: جعلني الله فداك! أخبرني عن قول الله عز و جل: «و جعلنا بينهم و بين القري التي باركنا فيها قري ظاهرة و قدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي و اياما آمنين» قال له: ما يقول الناس فيها قبلكم؟ قال: يقولون: انها مكة. فقال: و هل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة.

قال: فما هو؟ قال: انما عني الرجال. قال: و اين ذلك في كتاب الله؟ فقال: أو ما تسمع الي قوله عز و جل: «و كأين من قرية عتت عن أمر ربها و رسله» و قال: «و تلك القري أهلكناهم» و قال: «واسأل القرية التي كنا فيها و العير التي



[ صفحه 175]



أقبلنا فيهم» أفيسأل القرية أو الرجال أو العير؟ قال: وتلا عليه آيات في هذا المعني قال: جعلت فداك! فمن هم؟.

قال: نحن هم. فقال: أو ما تسمع الي قوله: «سيروا فيها ليالي و أياما آمنين» قال: آمنين من الزيغ. [3] .

8- عنه، و روي: ان زين العابدين عليه السلام مر بالحسن البصري، و هو يعظ الناس بمني فوقف عليه السلام عليه ثم قال: امسك أسألك عن الحال التي أنت عليها مقيم، اترضاها لنفسك فيما بينك و بين الله اذا نزل بك غدا؟ قال: لا. قال: افتحدث نفسك بالتحول والانتقال عن الحال التي لا ترضاها لنفسك الي الحال التي ترضاها؟ قال: فاطرق مليا ثم قال: اني أقول ذلك بلا حقيقة. قال: افترجو نبيا بعد محمد صلي الله عليه و آله يكون لك معه سابقة؟ قال: لا.

قال: افترجوا دارا غير الدار التي أنت فيها ترد اليها فتعمل فيها؟ قال: لا. قال: أفرأيت أحدا به مسكة عقل رضي لنفسه من نفسه بهذا؟ انك علي حال لا ترضاها و لا تحدث نفسك بالانتقال الي حال ترضاها علي حقيقة، و لا ترجوا نبيا بعد محمد، و لا دارا غير الدار التي أنت فيها فترد اليها فتعمل فيها، و أنت تعظ الناس، قال: فلما ولي عليه السلام، قال الحسن البصري: من هذا؟ قالوا: علي بن الحسين، قال: أهل بيت علم فما رئي الحسن البصري بعد ذلك يعظ الناس. [4] .

9- عنه، باسناده، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يحدث رجلا من قريش قال: لما تاب الله علي آدم واقع حواء و لم يكن غشيها منذ خلق و خلقت الا في الأرض و ذلك بعد ما تاب الله عليه، قال: و كان آدم يعظم البيت و ما حوله من حرمة البيت، فكان اذا أراد أن يغشي حواء خرج من الحرم و



[ صفحه 176]



أخرجها معه، فاذا جاز الحرم غشيها في الحل، ثم يغتسلان اعظاما منه للحرم ثم يرجع الي فناء البيت.

قال: فولد لآدم من حواء عشرون ذكرا و عشرون انثي، فولد له في كل بطن ذكر و انثي، فاول بطن ولدت حواء: هابيل و معه جارية يقال لها: اقليما، قال: و ولدت في البطن الثاني: قابيل و معه جارية يقال لها لوزا و كانت لوزا أجمل بنات آدم قال: فلما أدركوا خاف عليهم آدم الفتنة فدعاهم اليه فقال: اريدان انكحك يا هابيل لوزا، و انكحك يا قابيل اقليما قال قابيل: ما أرضي بهذا اتنكحني اخت هابيل القبيحة، و تنكح هابيل اختي الجميلة.

قال فالنا أقرع بينكما، فان خرج سهمك يا قابيل علي لوزا، و خرج سهمك يا هابيل علي اقليما، زوجت كل واحد منكما التي خرج سهمه عليهما. قال: فرضيا بذلك، فاقترعا، قال: فخرج سهم هابيل علي لوزا اخت قابيل، و خرج سهم قابيل علي اقليما اخت هابيل قال: فزوجهما علي ما خرج لهما من عندالله قال: ثم حرم الله نكاح الاخوات بعد ذلك.

قال: فقال له القرشي: فأولداهما؟ قال: نعم، قال: فقال القرشي: فهذا فعل المجوس اليوم! قال: فقال علي بن الحسين: ان المجوس انما فعلوا بعد ذلك بعد التحريم من الله، ثم قال له علي بن الحسين: لا تنكر هذا، انما هي الشرايع جرت أليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم احلها له، فكان ذلك شريعة من شرايعهم، ثم أنزل الله التحريم بعد ذلك. [5] .



[ صفحه 177]




پاورقي

[1] الاحتجاج: 40:2.

[2] الاحتجاج: 40:2.

[3] الاحتجاج: 41:2.

[4] الاحتجاج: 43:2.

[5] الاحتجاج: 43:2.