بازگشت

الدعاء عند دخول شهر رمضان


34. قال ابن طاووس رويناه بعدة طرق الي مولانا زين العابدين عليه السلام من أدعية الصحيفة فقال و كان من دعائه عليه السلام عند دخول شهر رمضان:

الحمد لله الذي هدانا لحمده و جعلنا من أهله لنكون لاحسانه من الشاكرين و ليجزينا علي ذلك جزاء المحسنين، و الحمدلله الذي حبانا بدنيه و اختصنا بملته و سبلنا في سبل احسانه لنسلكها بمنه الي رضوانه حمدا يقبله منا و يرضي به عنا و الحمدلله الذي جعل من تلك السبل شهره شهر الصيام شهر رمضان و شهر الطهور و شهر الاسلام و شهر التمحيص و شهر القيام الذي انزل فيه القرآن هدي للناس و بينات من الهدي و الفرقان.

فأبان فضيلته علي سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة و الفضائل المشهورة فحرم فيه ما أحل في غيره اعظاما له و حجر فيه المطاعم و المشارب اكراما له و جعل له وقتا بينا لا يجوزان يقدم قبله و لا يجوز ان يؤخر عنه، ثم فضل ليلة واحدة من لياليه علي ليالي ألف شهر و سماها ليلة القدر تنزل الملائكة و الروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام دائم البركة الي طلوع الفجر علي من يشاء من عباده بما أحكم من قضائه.

اللهم صل علي محمد و آله ألهمنا فضل معرفته و جلال حرمته و التحفظ مما حظرت فيه و أعنا علي صيامه بكف الجوارح عن معاصيك و استعمالها فيه بمايرضيك حتي لا نصغي باسماعنا الي لغو لا تسرع بأبصارنا الي لهو و لا تبسط



[ صفحه 459]



أيدينا الي محظور و لا نخطو بأقدامنا الي محجو روحتي لا تعي بطوننا الا ما أحللت و حتي لا تنطق السنتنا الا ما قلت و لا نتكلف الا ما يدني من ثوابك و لا نتعاطي الا الذي يقي من عقابك ثم خلص ذلك كله من رياء المرائين و سمعة المستمعين حتي لا نشرك فيه احدا دونك و لا نبتغي به مرادا سواك.

اللهم وفقنا فيه علي مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حددت و فروضها التي فرضت و أوقاتها التي وقت و أنزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها الحافظين لأركانها المؤدين لها في أوقاتها علي ما سنه محمد عبدك و رسولك صلي الله عليه وآله في ركوعها و سجودها و جميع فواضلها علي أتم الطهور و أسبغه و أبين الخشوع و أبلغه و وفقنا فيه لأن نصل أرحامنا بالبر و الصلة و أن نتعاهد جيراننا بالافضال و العطية و أن نخلص أموالنا من التبعات و ان نطهرها باخراج الزكوات و ان تميل بنا الي أن نراجع من هاجرنا و ان ننصف من ظلمنا و ان نسالم من عادانا خلا من عودي فيك و لك.

فانه العدو الذي لا نواليه و الحزب الذي لا نصافيه و ان نتقرب اليك فيه من الأعمال الزاكية بما تطهرنا من الذنوب و تعصمنا فيما نستأنف من العيوب حتي لا يورد عليك أحد من ملائكتك الا دون مانورد من أنواع القربة و أبواب الطاعة لك.

اللهم اني اسئلك بحق هذا الشهر و بحق من تعبد لك فيه من ابتداء الي وقت فنائه من ملك قربته أو نبي ارسلته أو عبد صالح اختصصته أن تجنبنا الالحاد في دينك و التقصير في تمجيدك و الشك في توحيدك، و العمي عن سبيلك و الكسل عن خدمتك و التواني في العمل لمحبتك و المسارعة الي سخطك و الانخداع لعدوك الشيطان الرحيم.

اللهم أهلنا فيه لما وعدت أوليائك من كرامتك و أوجب لنا ما توجب لأهل



[ صفحه 460]



الاستقصاء لطاعتك و اجعلنا في نظم من استحق الدرجة العليا من جنتك و استوجب مرافقة الرفيع الأعلي من أهل كرامتك بفضلك وجودك و رأفتك.

اللهم و ان لك في كل ليلة من ليالي شهرنا هذا رقاب يعتقها عفوك و يهبها صفحك، فاجعل رقابنا من تلك الرقاب و اجعلنا لشهرنا من خير أهل و أصحاب وامحق ذنوبنا مع امحاق هلاله و اسلخ عنا تبعا مع انسلاخ ايامه، حتي ينقضي عنا و قد صفيتنا من الخطيئات و خلصتنا من السيئات.

اللهم و ان لك في كل ليلة من ليالي شهرنا هذا رقاب يعتقها عفوك و يهبها صفحك، فاجعل رقابنا منم تكل الرقاب و اجعلنا لشهرنا من خير أهل و أصحاب وامحق ذنوبنا مع امحاق هلاله و اسلخ عنا تبعا مع انسلاخ ايامه، حتي ينقضي عنا نو قد صفيتنا من الخطيئات و خلصتنا من السيئات.

اللهم و ان ملنا فيه، فعدلنا و ان زغنا عنه فقومنا و ان اشتمل علينا عدوك الشيطان الرجيم فاستنقذنا منه اللهم صل علي محمد و آله و اشحنه بعبادتنا و زين أوقاته بطاعتنا و أعنا في نهاره علي صيامه و في ليلة علي قيامه بالصلوة لك و التضرع اليك و الخشوع و الذلة بين يديك، حتي لا يشهد نهاره علينا بغفلة و لا ليله بتفريط.

اللهم واجعلنا في ساير الشهور و الايام و ما يتألف من السنين و الأعوام كذلك ما عمرتنا واجعلنا من عبادك المخلصين «الذين يؤتون ما أتوا و قلوبهم و جلة انهم الي ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون» اللهم فصل علي محمد و آله الطيبين و سلم كثيرا» [1] .

35. قال الصدوق: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يدعو بهذا الدعاء في شهر رمضان.

اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن و هذا شهر الصيام و هذا



[ صفحه 461]



شهر الانابة و هذا شهر التوبة، و هذا شهر المغفرة و الرحمة و هذا شهر العتق من النار و الفوز بالجنة.

اللهم فسلمه لي و تسلمه مني و أعني عليه بأفضل عونك و وفقني عليه بأفضل عونك و وفقني فيه لطاعتك و فرغني فيه لعبادتك و دعائك و تلاوة كتابك و أعظم لي فيه البركة و أحسن لي فيه العافية و صحح لي فيه بدني و أوسع فيه رزقي و اكفنني فيه ما أهمني و استجب فيه دعائي و بلغني فيه رجائي.

اللهم أذهب عني فيه النعاس و الكسل و السامة و الفترة و القسوة و الغفلة و الغرة اللهم جنبني فيه العلل و الاسقام و الهموم و الأحزان و الأعراض و الأمراض و الخطايا و الذنوب و اصرف عني فيه السوء و الفحشاء و الجهد و البلاء و التعب و العناء انك سميع الدعا، اللهم أعني فيه من الشيطان الرجيم و همزه و لمزه و نقثه و نفخه و وسواسه و كيده و مكره و ختله و أمانيه و خدعه و غروره و فتنته و خيله و رجله و شركائه و أحزابه و أعوانه و أتباعه و أخدانه و أشياعه و اوليائه و جميع كيدهم.

اللهم ارزقني فيه تمام صيامه، و بلوغ الأمل في قيامه و استكمال ما يرضيك عني صبرا و ايمانا و يقينا و احتسابا، ثم تقبل ذلك مني بالأضعاف الكثيرة و الاجر العظيم.

اللهم ارزقني فيه الجد و الاجتهاد القوة و النشاط و الانابة و التوبة و الرغبة و الرهبة و الجزع و الخشوع و الرقة و صدق اللسان و الوجل منك و الرجاء لك و التوكل عليك و الثقه بك و الورع من محارمك مع صالح القول و مقبول السعي و استكمال ما يرضيك فيه عني صبرا و يقينا و ايمانا و احتسابا ثم تقبل ذلك مني بالاضعاف الكثيرة و الأجر العظيم.



[ صفحه 462]



اللهم ارزقني فيه الجد و الاجتهاد و القوة و النشاط و الانابة و التوبة و الرغبة و الرهبة و الجزع و الرقة و مرفوع العمل و مستجاب الدعاء و لا تحل بيني و بين شي ء من ذلك بعرض و لا مرض و لا هم برحمتك يا أرحم الراحمين [2] .


پاورقي

[1] اقبال الاعمال:42.

[2] الفقيه: 104:2.