بازگشت

الدعاء قبل صلوة العيدين


33. قال ابن طاووس رويناه باسنادنا الي الشيخ ابي محمد هرون بن موسي التلعكبري رضي الله عنه، باسناده الي جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبدالله



[ صفحه 455]



الانصاري قال كنت بالمدينة و قدوليها مروان بن الحكم من قبل يزيد بن معوية و كان شهر رمضان فلما كان في اخر ليلة منه امر مناديه ان ينادي بالناس في الخروج الي البقيع لصلوة العيد فغدوت من منزلي اريد الي سيدي علي بن الحسين عليهماالسلام غلسا فما مررت بسكة من سكك المدينة الا لقيت أهلها خارجين الي البقيع فيقولون الي أين تريد يا جابر فأقول الي مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله حتي أتيت المسجد فدخلته فما وجدت فيه الا سيدي علي بن الحسين عليهماالسلام قائم يصلي صلوة الفجر وحده.

فوقفت و صليت بصلوته فلما أن فرغ من صلوته سجد سجدة الشكر ثم انه جلس يدعو و جعلت أومن علي دعائه فما أتي الي آخر دعائه حتي بزغت الشمس فوثب قائما علي قدميه تجاه القبلة و تجاه قبر رسول الله صلي الله عليه وآله ثم انه رفع يديه حتي صارتا بازاء وجهه، و قال:

الهي و سيدي أنت فطرتني و ابتدأت خلقي لا لحاجة منك الي بل تفضلا منك علي و قدرت لي أجلا و رزقا لا أتعداهما و لا ينقضي أحد منهما شيئا و كنفنني منك بأنواع النعم و الكفاية طفلا و ناشئا من غير عمل عملته فعلمته مني فجازيتني عليه بل كان ذلك منك تطولا علي و امتنانا فلما بلغت بي أجل الكتاب من علمك بي و وقفتني لمعرفة وحدانيتك و الاقرار بربوبيتك فوجدتك مخلصا لم أدع لك شريكا في ملكك و لا معينا علي قدرتك و لم أنسب اليك صاحبة و لا ولدا.

فلما بلغت بي تناهي الرحم منك علي مننت بمن هديتني به من الضلالة و استنقذتني به من الهلكة و استخلصتني به من الحيرة و فككتني به من الجهالة و هو حبيبك و نبيك محمد صلي الله عليه وآله أزلف خلقك عندك و أكرمهم منزلة لديك فشهدت معه بالواحدانية و أقررت لك بالربوبية و الرسالة و أوجبت له علي الطاعة فأطعته



[ صفحه 456]



كما أمرت و صدقته فيما حتمت و خصصته بالكتاب المنزل عليه و السبع المثاني الموحات اليه و أسميته القرآن و اكنيته الفرقان العظيم فقلت جل اسمك «و لقد آتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم».

قلت جل قولك له حين اختصصته بما سميته من الأسماء «طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقي» و قلت عز قولك «يس و القرآن الحكيم» و قلت تقدست أسماؤك «و القرآن ذي الذكر» و قلت عظمت الآوك ق و القرآن المجيد، فخصصته أن جلعته قسمك حين أسميته و قرنت القرآن معه فما في كتابك من شاهد قسم و القرآن مردف به الا و هو اسمه و ذلك شرف شرفته به و فضل بعثته اليه تعجز الألسن و الأفهام عن وصف مرادك به و تكل عن علم ثنائك عليه، فقلت عز جلالك في تأكيد الكتاب من شي ء و قبول ما جاء فيه «هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق» و قلت عزيت و جليت: ما فرطنا في الكتاب من شي ء.

قلت تباركت و تعاليت في عامة ابتدائه المر تلك آيات الكتاب المبين الركتاب أنزلناه اليك الركتاب احكمت آياته الر تلك آيات الكتاب المبين الركتاب فصلت آياته و الم ذلك الكتاب لا ريب فيه و في أمثالها من السور و الطواسين و الحواميم في كل ذلك ثنيت بالكتاب مع القسم الذي هو اسم من اختصصته لوجهك و استودعته، سر غيبك فأوضح لنا منه شروط فرائضك و أبان لنا عن واضح سنتك و افصح لنا عن الحلال و الحرام و انار لنا مدلهمات الظلام و جنبنا ركوب الاثام و الزمنا الطاعة و وعدنا من بعدها الشفاعة فكنت ممن أطاع أمره و أجاب دعوته و استمسك بحبله.

فأقمت الصلوة و آتيت الزكوه و التزمت الصيام الذي جعلته حقا فقلت جل اسمك «كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم» ثم انك أبنته فقلت



[ صفحه 457]



عزيت و جليت من قائل «شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن» و قلت «فمن شهد منكم الشهر فليصمه» و رغبت في الحج بعد اذفرضته الي بيتك الذي حرمته فقلت جل اسمك: «و لله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا» و قلت عزيت و جليت «و اذن في الناس بالحج يا توك رجالا و علي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم و يذكر و اسم الله علي ما رزقهم من بهيمة الانعام».

اللهم اني أسئلك ان تجعلني من الذين يستطيعون اليه سبيلا و من الرجال الذين ياتوئه ليشهدوا منافع لهم و ليكبروا الله علي ما هديهم و أعني اللهم علي جهاد عدوك في سبيلك مع وليك كما قلت جل قولك «ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله» و قد قلت جلت اسماؤك «و لنبونكم حتي نعلم المجاهدين منكم و الصابرين و نبلو أخباركم».

اللهم فأرني ذلك السبيل حتي أقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك، فاكون من الفائزين اللهم أين المفر عنك فلا يسعني بعد ذلك الا حكمك فكن بي رؤفا رحيما و قتل مني و اعظم لي فيه بركة المغفرة و مثوبة الآخرة و ارزقني صحة التصديق بما سئلت و ان أنت عمرتني الي عام مثله و يوم مثله و لم تجعله اخر العهد مني فأعني بالتوفيق علي بلوغ رضاك و اشركني في هذا اليوم في جميع دعاء من أجبته من المؤمنين و المؤمنات و اشركهم في دعائي اذا أجبتني في مقامي هذا بين يديك، فاني راغب اليك لي و لهم و عائذبك لي و لهم فاستجب لي يا أرحم الراحمين [1] .



[ صفحه 458]




پاورقي

[1] اقبال الاعمال:285.