بازگشت

الدعاء بعد صلاة العيدين


32. أبو جعفر الطوسي كان علي بن الحسين عليه السلام اذا فرغ من صلوة العيدين و صلوة الجمعة استقبل القبلة و قال: يا من يرحم من لا يرحمه العباد و يا من يقبل من لا تقبله البلاد و يا من لا يحتقر أهل الحاجة اليه و يا من لا يخيب الملحين عليه يا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه و يا من يجتبي صغير ما يتحف به و يشكر



[ صفحه 453]



يسر ما يعمل له و يا من يشكر علي القليل و يجازي بالجزيل و يا من يدعوا الي من دني منه و يا من يدعوا لي نفسي من أدبر عنه و يا من لا يغير النعمة و لا يبادر بالنعمة و يا من لا يثمر الحسنة حتي ينميها و يا من تجاوز عن السئية حتي يعفها.

انصرفت الآمال دون مدي كرمك بالحاجات و امتلأت بفيض جودك أدعية الطلبات و تفتحت دون بلوغ نعتك الصفات فلك العلو الأعلي فوق كل عال و الجلال الأمجد فوق كل جلال كل جليل عندك صغير و كل شريف في كنف شرفك حقير خاب الوافدون علي غيرك و خسر المتعرضون الا لك، و ضاع الملمون الا بك و أجدب المنتجعون الا من انتجع فضلك بابك مفتوح للراغبين وجودك مباح للسائلين و اغاثتك قريبة من المستغيثين لا يخيب منك الآملون و لا ييأس من عطائك المتعرضون لا يشقي بنقمتك المستغفرون.

رزقك مبسوط لمن عصاك و حلمك معرض لمن ناواك عادتك الاحسان الي المسيئين و سنتك الابقاء علي المعتدين حتي لقد غرتهم أناتك عن الرجوع و صدهم امهالك عن النزوع و انما تانيت بهم ليفيئوا الي أمرك و أمهلتهم ثقة بدوام ملكك فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها و من كان من أهل الشقاوة خذلته لها كلهم صائرون الي حكمك و أمورهم آئله الي أمرك لم يهن علي طول مدتهم سلطانك و لم يدحض لترك معاجلتهم برهانك، حجتك قائمة و سلطانك ثابت لا يزول.

فالويل الدائم لمن جنح عنك و الخيبته الخاذلة لمن خاب منك و الشقاء الأشقي لمن اغتر بك ما اكثر تصرفه في عذابك و ما أطول تردده في عقابك و ما أبعد غايته من الفرج و ما أقنطه من سهولة المخرج عدلا من قضائك لا تجوز فيه و انصافا من حكمك لا تحيف عليه، فقد ظاهرت الحجج و أبليت الأعذار قد



[ صفحه 454]



تقدمت بالوعيد و تلطفت في الترغيب و ضربت الأمثال و أطلت الامهال و أخرت و أنت مستطيع للمعاجلة و تأنيت و أنت مليئي بالمبادرة لم تكن انانك عجز اولا أمهالك و هنا و لا امساكك غفلة و لا انظارك مداراة بل لتكون حجتك الأبلغ و كرمك الأكمل و احسانك الا و في و نعمتك الاتم وكل ذلك كان و لم تزل و هو كائن لا تزول.

نعمتك اجل من أن توصف بكلها و مجدك أرفع من أن يحد بكنهه و نعمتك أكثر من أن تحصي بأسرها و احسانك اكثر من أن يشكر علي أقله و قد قصربي السكوت عن تحميدك و فههني الامساك عن تمجيدك و قصاري السكوت عن تحميدك بما تستحقه و نهايتي الامساك عن تمجيدك بما أنت أهله لا رغبة يا الهي عنك بل عجزا فها أناذا يا الهي أؤمك بالوفادة و اسئلك حسن الرفادة فصل علي محمد و اله و اسمع نجواي و استجب دعائي و لا تختم يومي بخيبتي و لا تجبهني بالرد في مسئلتي و أكرم من عندك منصرفي و اليك منقلبي انك غير ضائق عما تريد و لا عاجز عما تسئل و أنت علي كل شي ء قدير و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم [1] .


پاورقي

[1] مصباح المتهجدين: 258.