بازگشت

الدعاء بعد صلاة الليل


29. قال الطبرسي كان يدعو علي بن الحسين عليهماالسلام بعد صلاة الليل: «أناجيك يا موجود في كل مكان لعلك تسمع ندائي فقد عظم جرمي، و قل حيائي، مولاي يا مولاي أي الأهوال أتذكر و أيها أنسي و لو لم يكن الا الموت لكفي، كيف و ما بعد الموت أعظم و أدهي مولاي يا مولاي حتي متي و الي متي أقول لك العتبي مرة بعد أخري ثم لا تجد عندي صدقا و لا وفاء أفياغوثاه ثم و اغوثاه بك يا الله من هوي قد غلبني و من عدو قد استكلب علي و من دنيا قد تزينت لي و من نفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي مولاي يا مولاي ان كنت رحمت مثلي فارحمني و ان كنت قبلت مثلي فاقبلني.

يا قابل التوبة اقبلني يا من لم أزل أتعرف منه الحسني يا من يغنيني بالنعم صباحا و مساءأ ارحمني صباحا و مساءأ ارحمني يوم آتيك فردا شاخصا اليك بصري مقلدا علمي و قد تبرأ جميعه الخلق مني نعم و أبي و أمي و من كان له كدي و سعيي فان لم ترحمني فمنم يرحمني و من يونس في القبر و حشتي و من ينطق لساني اذا خلوت بعملي، و سألتني مما أنت أعلم به مني، فان قلت: نعم فأين المهرب من عدلك و ان قلت: لم أفعل قلت: ألم أكن الشاهد عليك فعفوك عفوك يا مولاي قبل أن تلبس الأبدان سرابيل القطران عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي



[ صفحه 447]



الي الأعناق يا أرحم الراحمين و خير الغافرين [1] .

30. قال أبو جعفر الطوسي: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يصلي أمام صلوة الليل ركعين خفيفتين يقرء فيهما بق هو الله أحد في الأولي و في الثانية بقل يا أيها الكافرون و يرفع يديه بالتكبير، و يقول: أنت الملك الحق ذو العز الشامخ و السلطان الباذخ و المجد الفاضل أنت الملك القاهر الكبير، القادر الغني الفاخر ينام العباد و لا تنام و لا تغفل و لا تسأم الحمدلله المحسن المجمل المنعم المفضل ذي الجلال و الاكرام و ذي الفواضل العظام و النعم الجسام و صاحب كل حسنة و ولي كل نعمة.

لم تخذل عند كل شدة و لم يفضح بسريرة و لم يسلم بجريرة و لم تخز في موطن و من هو لنا أهل البيت عدة و ردء عند كل عسير و يسير حسن البلاء كريم الثناء عظيم العفو عنا أمسينا لا يغنينا أحد ان حرمتنا و لا يمنعنا منك أحد ان أردتنا و لا تحرمنا فضلك لقلة شكرنا و لا تعذبنا لكثرة ذنوبنا و ما قدمت أيدينا سبحان ذي الملك و الموت سبحان ذي العزة و الجبروت سبحان الحي الذي لا يموت.

ثم يقرء و يركع ثم يقول في الركعة الثانية فيقرء بفاتحة الكتاب و سورة فاذا فرغ من القرائة بسط يده و قال اللهم اليك رفعت أيدي السائلين و مدت أعناق المجتهدين و نقلت أقدام الخائفين و شخصت أبصار العابدين، و أفضت قلوب المتقين و طلبت الحوائج يا مجيب المضطرين و معين المغلوبين و منفس كربات المكروبين و اله المرسلين و رب النبيين و الملائكة المقربين و مفزعهم عند الأهوال و الشدائد العظام.

أسئلك اللهم بما استعملت به من قام بأمرك و عاند عدوك و اعتصم بجبلك





[ صفحه 448]



و صبر علي الاخذ بكتابك محبا لأهل طاعتك مبغضا لأهل معصيتك مجاهدا فيك حق جهادك و لم تأخذ فيك لومة لائم ثم نبئته بما مننت عليه فانما الخير بيدك و أنت تجزي به من رضيت عنه و فسحت له في قبره ثم بعثته مبيضا وجهه قد آمنته من الفزع الاكبر و هول يوم القيمة.

ثم يركع فاذا سلم كبر ثلثا يقول: اللهم اهدني فيمن هديت و عافني في من عافيت و تولني فيمن توليت و بارك لي فيما أعطيت و قني شرما قضيت انك تقضي و لا يقضي عليك، انه لا يذل من واليت و لا يعز من عاديت تباركت و تعاليت سبحانك يا رب البيت اللهم انك تري و لا تري و أنت بالمنظر الأعلي و ان بيدك الممات و المحيي و ان اليك المنتهي و الرجعي و انا نعوذبك أن نذل و نخري الحمدلله ذي الملك و الملكوت الحمدلله ذي العزة الجبروت الحمدلله الحي الذي لا يموت الحمدلله العزيز الجبار الحليم الغفار الواحد القهار الكبير المتعال.

سبحان الله العظيم سبحان الله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لا مثل و لا شبيه و لا عدل يا رحمن يا الله ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطانا ربنا و لا تحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا و اغفرلنا و ارحمنا انت مولينا فانصرنا علي القوم الكافرين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما ربا هب لنا من أزواجنا و ذرياتنا قرة أعين و اجعلنا للمتقين اماما.

اللهم صل علي محمد و آل محمد و صل علي ملائكتك المقربين و أنبيائك و الصديقين و اولي العزم من المرسلين الذين أو ذو في جنبك و جاهدوا فيك حق جهادك و قاموا بأمرك و وحدوك و عبدوك حتي أتاهم اليقين، اللهم عذب



[ صفحه 449]



الكفرة الذين يصدون عن كتابك و يكذبون رسلك و اجعل عليهم رجزك و عذابك و اغفرلنا و للمؤمنين و المؤمنات و أوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم اله الحق آمين، اللهم ارحم عبادك الصالحين من أهل السموات و الارضين يا رب العالمين سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اكبر عشر مرات و يسجد [2] .

31. عنه قال: من دعاء علي بن الحسين عليه السلام بعد صلوة الليل لنفسه في الاعتراف بذنبه من أدعية الصحيفة.

اللهم يا ذا لملك المتابد بالخلود، و السلطان الممتنع بغير جنود و لا أعوان و العز الباقي علي مر الدهور و خوالي الأعوام و مواضي الأزمان عز سلطانك عزا لاحد لأوله و لا منتهي لاخره و استعلي ملكك علو اسقطت الاشياء دون بلوغ أمده، و لا يبلغ ادني ما استأثرت به من ذك أقصي نعت الناعتين ضلت فيك الصفات و تفسخت دونك النعوت و حارت في كبريائك لطائف الأوهام كذلك أنت الله في أزليتك و علي ذلك أنت دائم لا تزول.

أنا العبد الضعيف عملا الخيبة أملا خرجت من يدي أسباب الوصلات الا و صلة رحمتك و تقطعت الآمال الا ما أنا معتصم به من عفوك قل عندي ما أعتد به من طاعتك... ما أبوء به من معصيتك، و لن يضيق عليك عفو عن عبدك، و ان أساء فاعف عني اللهم و قد اشرف علي خفايا الأعمال علمك و انكشف كل مستوردون خبرك، و لا ينطوي عنك دقايق الأمور و لا يعزب عنك غيبات السرائر و قد استحوذ علي عدوك الذي استنظرك لغوايتي فانظرته و استمهلك الي



[ صفحه 450]



يوم الدين لا ضلالي فأمهلته و أوقعني وقد هربت اليك من صغائر ذنوب موبقة و كبائر اعمال مردية حتي اذا فارقت طاعتك و فارقت معصيتك و استوجبت بسوء فعلي سخطك.

فتل عني عذر غدره، و تلقاني بكلمة كفره و تولي البرائة مني و أدبر موليا عني فأصحرني لغضبك فريدا و أخرجني الي فناء نعمتك طريدا لا شفيع يشفع لي اليك و لا خفير يؤمنني عليك و لا حسن يحجبني عنك و لا ملاذ ألجا اليه فهذا مقام العائذ بك و محل المعترف لك فلا يضيقن عني فضلك و لا يقصرن دوني عفوك و لا أكونن أخيب عبادك التائبين و لا أقنط و فودك الآملين و اغفر لي انك خير الغافرين.

اللهم انك أمرتني فتركت و نهيتني فركبت و سول لي الخطايا خاطر السوء ففرضت و لا أستشهد علي صيامي نهارا و لا استجير بتهجدي ليلا و لا تثني علي باحيائها سنة حاشا فروضك التي من ضيعها هلك و لست أتوسل اليك بفضل نافلة مع كثير ما أغفلت من وظائف فروضك و تعديت عن مقامات حدودك الي حرمات انتهكتها و كبائر ذنوب اجترحتها كانت عافيتك لي من فضائحها سترا.

هذا مقام من استحيا لنفسه منك و سخط عليها و رضي عنك فتلقاك بنفس خاشعة و رقبة خاضعة و ظهر مثقل من الخطايا واقفا بين الرغبة اليك و الرهبة منك و أنت أولي من وثق به من رجاه و أمن به خشيته و اتقاه فأعطني يا رب مارجوت آمني مما حدرت و عد علي بعائدة رحمتك انك اكرم المسئولين.

اللهم و اذ سترتني بعفوك و تغمدتني بفضلك في دار الفناء بحضرة الأكفاء، فأجرني من فضيحات دار البقاء عند مواقف الاشهاد من الملائكة المقربين و الرسل المكرمين و الشهداء و الصالحين من جار كنت أكاتمه سيئاتي و من ذي رحم كنت



[ صفحه 451]



احتشم منه في سريراتي لم أثق بهم في الستر علي و ثقت بك في المغفرة لي و أنت الي من وثق به واعطي من رغب اليه، و أرؤف من استرحم فارحمني اللهم و أنت أحد رتني من صلب متطابق العظام حرج المسلك الي رحم ضيقة سترتها بالحجب تصرفني حالا عن حال حتي انتهيت بي الي تمام الصورة و اثبت في الجوارح كما نعت في كتابك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظما ثم كسوت العظم لحما ثم انشأتني خلقا اخر كما شئت.

حتي اذا احتجت الي رزقك و لم استعن عن غياث فضلك جعلت لي قوتا من فضل طعام و شراب أجريته لا متك التي أسكنتني جوفها و أودعتني قرار رحمها و لم تكلني في تلك الحالات الي حولي أو تضطرني الي قوتي لكان الحول عني معتزلا و لكانت القوة مني بعيدة فغذوتني بفضلك غذاء البر اللطيف تفعل بي ذلك تطولا علي الي غايتي هذه لا أعدم برك و لا يبطي عني حسن صنيعك و لا تتأكد مع ذلك ثقتي بك فاتفرغ لما هو أحظي لي عندك قدملك الشيطان عناني في سوء الظن و ضعف اليقين.

أنا أشكو سوء مجاورته لي و طاعة نفسي له و استعصمك من ملكته و اتضرع اليك في صرف كيده عني و أسئلك أن تسهل الي رزقي سبيلا فلك الحمد علي ابتدائك بالنعم الجسام و الهامك الشكر علي الاحسان و الانعام فصل علي محمد و آله و سهل علي رزقي و قنعني بتقديرك لي و رضني بحصتي و ما قسمت لي و اجعل ما بقي من جسمي و عمري في سبيل طاعتك انك خير الرازقين.

اللهم اني أعوذبك من نار تغلظت بها علي من عصاك و توعدت بها من ضادك و صدف عن رضاك و من نار نورها ظلمة و هينها أليم و بعيدها قريب و من نار يأكل بعضها بعضا و يصول بعضها علي بعض و من نار تذر العظام رميما و



[ صفحه 452]



تسقي أهلها حميما و من نار لا تبقي علي من تضرع اليها و لا ترحم من استعطفها و استبسل اليها و لا نقدر علي التخفيف عمن خشع لها و استسلم اليها تلقي سكانها بأحر مالديها من اليم النكال و شديد الوبال و أعوذبك من عقاربها الفاغرة أفواهها و حياتها الصالقة بأنيابها و شرابها الذي يقطع الأمعاء و افئدة سكانها و ينزع قلوبهم و استهديك لما باعد منها و أخر عنها.

اللهم فصل علي محمد و اله و أجرني منها بفضل رحمتك و اقلني عثراتي بحسن اقالتك و لا تخذلني يا خير المجيرين فانك تقي الكريهة و تعطي الحسنة و تفعل ما تشاء و انت علي كل شي ء قدير، اللهم صل علي محمد و آل محمد الأبرار اذا ذكر الابرار، و صل علي محمد و آل محمد ما اختلف الليل و النهار صلوة لا ينقطع مددها و لا يحصي عددها صلوة تشحن الهواء و تملأ الارض صلواتك عليه و اله حتي ترضي و صل عليه و اله بعد الرضا صلوة لا حد لها و لا منتهي يا أرحم الراحمين [3] .


پاورقي

[1] مكارم الاخلاق:343.

[2] مصباح المتهجدين:93.

[3] مصباح المتهجدين:132.