بازگشت

من سورة يوسف


77. البرقي عن أبيه عن ابراهيم بن اسحاق النهاوندي، عن علي بن محمد، عن زكريا بن يحيي رفعه الي علي بن الحسين عليهماالسلام. أن هاتفا هتف به، فقال: يا علي بن الحسين أي شي ء كانت العلامة بين يعقوب و يوسف؟ فقال: لما قذف ابراهيم عليه السلام في النار هبط عليه جبرئيل بقميص في قصبة فضة فألبسه اياه، ففرت عنه النار و بنت حوله النرجس فأخذ ابراهيم عليه السلام القميص فجعله في عنق اسحاق في قصبة فضة و علقها اسحاق في عنق يعقوب و علقها يعقوب في عنق يوسف عليهم السلام و قال له: ان نزع هذا القميص من بدنك علمت أنك ميت أو قد قتلت فلما دخل عليه اخوته أعطاهم القصبة و أخرجوا القميص فاحتلمت الريح رائحته فألقتها علي وجه يعقوب بالاردن فقال: «اني لأجد ريح يوسف لو لا أن تفندون» [1] .

78. العياشي عن أبي حمزة الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين صلوات الله عليهما الفجر بالمدينة في يوم المجمعة، فدعا مولاة له يقال لها و شيكة و قال لها لا يفقن علي بابي اليوم سائل الا أعطيتموه فان اليوم الجمعة فقلت: ليس كل من يسئل محق جعلت فداك؟ فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسئلنا محقا، فلا نطعمه و نرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله، أطعموهم أطعموهم.

ثم قال: ان يعقوب كان كل يوم يذبح كبشا يتصدق منه و يأكل هو و عياله، و ان سائلا مؤمنا صواما قواما له عندالله منزلة مجتازا غريبا، أعتر ببات يعقوب



[ صفحه 402]



عشية جمعة، عندأاو ان افطاره فهتف ببابه: أطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع، من فضل طعامكم يهتف بذلك علي بابه مرارا و هم يسمعونه، جهلوا حقه و لم يصدقوا قوله.

فلما أيس منهم أن يطعم و تغشاه الليل استرجع و استعبر و شكي جوعه الي الله وبات طاويا و أصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله و بات يعقوب و آله شباعا بطانا و أصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم، قال فأوحي الله الي يعقوب، في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت عبدي ذلة استجررت بها غضبي و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و علي ولدك.

يا يعقوب أما علمت ان أحب أنبيائي الي و أكرمهم علي من رحم مساكين عبادي و قربهم اليه و أطعمهم، و كان لهم مأوي و ملجئا، يا يعقوب اما رحمت ذميال عبدي المجتهد في عبادتي القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك، عند أو ان افطاره يهتف لكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز، فلم تطعموه شيئا و استرجع واستعبر و شكاما به الي و بابت طاويا حامدا صابرا و أصبح لي صائما وبت يا يعقوب و ولدك ليلكم شباعا و أصبحتم و عندكم فضلة من طعامكم.

ما علمت يا يعقوب اني بالعقوبة و البلوي الي أوليائي أسرع مني بها الي أعدائي و ذلك مني حسن نظر لأوليائي و استدراج مني لا عدائي أما و عزتي لأنزلن بك بلواي و لأجعلنك و ولدك غرضا لمصابي و لاؤدبنك بعقوبتي فاستعدوا لبلائي و ارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب.

قال أبو حمزة: فقلت لعلي بن الحسين عليهماالسلام: متي رأي يوسف الرؤيا؟ فقال: في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و ولده شباعا بات فيها ذميال جايعا رائها، فأصبح فقصها علي يعقوب من الغد فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحي الله اليه أن استعد للبلاء فقال ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه علي اخوتك



[ صفحه 403]



فاني أخاف أني يكيدوك فلم يكتم يوسف رؤياه و قصها علي اخوته.

فقال علي بن الحسين عليهماالسلام، فكان أول بلوي بيعقوب و آله الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا التي رآها، قال: و اشتد رقة يعقوب علي يوسف و خاف أن يكون ما أوحي الله اليه من الاستعداد للبلاء انما ذلك في يوسف فاشتدت رقته عليه و خاف أن ينزل به البلاء في يوسف من بين ولده فلما أن رأوا اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من اكرامه و ايثاره اياه عليهم اشتد ذلك عليهم و ابتدء البلاء فيهم فتآمروا فيما بينهم و قالوا:

ان يوسف و أخاه أحب الي أبينا منا و نحن عصبة، اقتلوا يوسف أو القوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم، و تكونوا من بعده قوما صالحين، أي تتوبون فعند ذلك قالوا:«يا أبانا مالك لا تأمنا علي يوسف أرسله معنا غدا يرتع و يلعب» قال يعقوب:«اني ليحزنني ان تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب و أنتم عنه غافلون» حذرا منه عليه أن يكون البلوي من الله علي يعقوب في يوسف و كان يعقوب مستعدا للبلوي في يوسف خاصة.

قال: فغلبت قدرة الله و و قضاؤه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و اخوته فلم يقدر يعقوب علي دفع البلاء عن نفسه، و لا عن يوسف و اخوته فدفعه اليهم و هو لذلك كان متوقع البلاء من الله في يوسف خاصة لموقعه من قلبه و حبه له، فلما خرجوا به من منزله لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم، فضمه اليه و اعتنقه و بكي ثم دفعه اليهم و هو كاره.

فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذ منهم، ثم لا يدفعه اليهم فلما أمعنوا به مالوا به الي غيضة أشجار فقالوا: نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة، فيأكله الذئاب الليلة فقال كبيرهم: «لا تقتلوا يوسف ولكن ألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين» فانطلقوبه الي الجب فألقوه في غيابت الجب و هم يظنون



[ صفحه 404]



انه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم يا ولد رومين أقرؤا يعقوب مني السلام.

فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تفرقوا من هاهنا حتي تعلمون انه قد مات قال: فلم يزالوا بحضرته حتي أيسوا «فرجعوا الي أبيهم عشاءا يبكون قالوا يا ابانا انا ذهبنا نستبق و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب» فلما سمع مقالتهم استرجع واستعبر، و ذكر ما أوحي الله اليه من الاستعداد للبلاء، فصبر و أذعن للبلوي، و قال لهم:«بل سولت لكم انفسكم أمرا فصبر جميل» و ما كان الله ليطعم لحم يوسف الذئب من قبل أن أري تأويل رؤياه الصادقة، قال أبو حمزة ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عليهماالسلام عند هذا الموضع [2] .

79. عنه باسناده عن أبي حمزة قال: ثم انقطع ما قال علي بن الحسين عند هذا الموضع، فلما كان من غدغدوت اليه، فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني أمس حديث يعقوب و ولده، ثم قطعته، فما كان من قصة يوسف بعد ذلك؟ فقال: انهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتي ننظر ما حال يوسف مات أم هو حي؟ فقال: انهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتي ننظر ما حال يوسف مات أم هو حي؟ فلما انتهوا الي الجب و جدوا بحضرة الجب السيارة، قد أرسلوا واردهم فأدلي دلوه.

فلما جذب دلوه اذا هم بغلام متعلق بدلوه، فقال لاصحابه: يا بشري هذا غلام، فلما أخرجه أقبل اليه أخوة يوسف، فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب و جئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم، و تنحوا به ناحية ثم قالوا له: اما ان تقر لنا باك عبد لنا فنبيعك من بعض أهل هذه السيارة أو نقتلك، فقال لهم يوسف: لا تقتلوني و اصنعوا ماشئتم.

فأقبلوا به الي السيارة فقالوا: هل منكم أحد يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما و كان اخوتهم فيه من الزاهدين، و سار به الذي اشتراه



[ صفحه 405]



حتي أدخل مصر فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر و ذلك قول الله «و قال الذي اشتراه من مصر لامراته أكرمي مثواه عسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا»

قال أبو حمزة: قلت لعلي بن الحسين: ابن كم كان يوسف يوم القي في الجب؟ فقال: ابن سبع سنين قلت فكم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر؟ قال:

مسيرة ثمانية عشر يوما قال: و كان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق يوسف راودته امرأة الملك عن نفسه، فقال لها: معاذ الله انا من أهل بيت لا يزنون، فغلقت الأبواب عليها و عليه و قالت لا تخف و ألقت نفسها عليه فأفلت هاربا الي باب ففتحه و ألحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه، و أفلت يوسف فيها ثيابه [3] .

80. فرات قال: حدثني سعيد بن عمر القرشي، قال حدثني الحسين بن عمر الجعفري، قال: حدثني أبي قال: كنت أدمن الحج فأمر علي علي بن الحسين عليهماالسلام فاسلم عليه، ففي بعض حججي غدا علينا علي بن الحسين و وجهه مشرق فقال جائني رسول الله صلي الله عليه وآله في ليلتي هذه حتي أخذ بيدي فأدخلني الجنة فزوجني حوراء فواقعتها فعلقت فصاح بي رسول الله صلي الله عليه وآله يا علي بن الحسين سم المولود منها زيد.

قال قمنا من مجلس علي بن الحسين ذاك اليوم و علي يقص الرؤيا حتي أرسل المختار بن أبي عبيد بام زيد هدية الي علي بن الحسين عليهماالسلام شراها بثلاثين ألفأ فلما رأينا اشغافه بها تفرقنا من المجلس، فلما كان من قابل حججت فمررت علي علي بن الحسين عليهماالسلام لاسلم عليه، فاخرج بزيد علي كتفه الأيسر و له ثلاثة أشهر و هو يتلو هذه الآية و يومي الي زيد «هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا» [4] .



[ صفحه 406]



81. الصدوق باسناده عن علي بن الحسين عليهماالسلام انه قال: في قول الله عزوجل «لولا ان رأي برهان ربه» قال: قامت امرأة العزيز الي الصنم، فالقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما هذا؟ قالت: أستحيي من الصنم أن يرانا فقال لها يوسف: أتستحيين ممن لا يسمع، و لا يبصر و لا يفقه، و لا يأكل و لا يشرب و لا أستحيي أنا ممن خلق الانسان و علمه فذلك قوله عزوجل «لو لا أن رأي برهان ربه» [5] .


پاورقي

[1] المحاسن: 380.

[2] تفسير العياشي: 167:2.

[3] تفسير العياشي: 172- 171:2.

[4] تفسير فرات: 71.

[5] عيون اخبار الرضا: 45:2.