بازگشت

الايمان و الكفر


1. الحسن بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: من عمل بما فرض الله عليه فهو من خير الناس و من اجتنب ما حرم الله عليه فهو من أعبدالناس و من قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس [1] .

2. عنه، عن فضالة عن سيف بن عميرة، عن محمد بن مروان، عن حكم بن الحسين، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: جاء رجل النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا رسول الله ما من عمل قبيح الا قد عملته فهل لي من توبة، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله: فهل من والديك أحد حي قال: أبي قال: فاذهب فبره قال فلما ولي قال رسول الله صلي الله عليه و آله: لو كانت امه [2] .

3. عنه عن النضر بن سويد عن أبي سيار، عن مروان عن أبي عبدالله عليه السلام



[ صفحه 352]



قال قال لي علي بن الحسين عليهماالسلام: ما عرض لي قط أمران: أحدهما للدنيا و الآخرة للاخرة فآثرت الدنيا الا رأيت ما أكره قبل أن أمسي، ثم قال أبو عبدالله لبني أمية انهم يؤثرون الدنيا علي الاخرة منذ ثمانين سنة و ليس يرون شيئا يكرهونه [3] .

4. عنه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن اليماني قال، سمعت علي ابن الحسين عليهماالسلام يقول: عجبا كل العجب لمن عمل لدار الفناء و ترك دار الآخرة [4] .

5. عنه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن الثمالي عن علي ابن الحسين عليهماالسلام، قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات، قالوا يا رسول الله ما المنجيات؟ قال: خوف الله في السر، كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك و العدل في الرضا و الغضب و القصد في الغنا و الفقر قالوا يا رسول الله: فما المهلكات؟ قال: هوي متبع و شح مطاع و اعجاب المرء بنفسه [5] .

6. البرقي، عن أبيه عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن فرات بن أحنف قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من بات شبعانا و بحضرته مؤمن طاو قال الله تبارك و تعالي: ملائكتي أشهد كم علي هذا العبد اني أمرته فعصاني و أطاع غيري فوكلته الي عمله و عزتي و جلالي لا غفرت له أبدا [6] .

7. عنه عن أبيه، عن حماد بن عيسي الجهني، عن ربعي بن عبدالله الهذلي، عمن ذكره عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان الله خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم و أبدانهم و خلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك [7] .



[ صفحه 353]



8. عنه عن عبدالله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن معمر بن يحيي، عن ابي خالد الكابلي، انه سمع علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: لا يدخل الجنة الا من خلص من آدم [8] .

9. عنه عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله الجعفري، عن جميل بن دراج عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله في الجنة ثلاث درجات و في النار ثلاث دركات فأعلي درجات الجنة لمن أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه و يده و في الدرجة الثانية من أحبنا بقلبه و نصرنا بلسانه و في الدرجة الثالثة من أحبنا بقلبه و في أسفل درك من النار من أبغضنا بقلبه و أعان علينا بلسانه و يده، و في الدرك الثانية من النار من أبغضنا بقلبه و أعان علينا بلسانه و في الدرك الثالثة من النار من أبغضنا بقلبه [9] .

10. عنه عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله، عن جميل بن دراج، عن حكم بن أيمن، عن ميسر بن عبدالعزيز النخفي، عن أبي خالد الكابلي قال: أتي نفر الي علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، فقالوا: ان بني عمنا و فدوا الي معاوية بن أبي سفيان طلب رفده و جائزته و انا قد وفدنا اليك صلة لرسول الله صلي الله عليه و اله فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: قصيرة من طويلة: من أحبنا لا لدنيا يصيبها منا و عادي عدونا لا لشحناء كانت بينه و بينه، أتي الله يوم القيامة مع محمد صلي الله عليه و آله و ابراهيم و علي عليهماالسلام [10]

11. عنه عن ابن فضال عن ابن مسكان عمن حدثه عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ان احق الناس بالورع و الاجتهاد فيما يحب الله و يرضي الأوصياء و أتباعهم أما ترضون أنه لو كانت فزعة من السماء فزع كل



[ صفحه 354]



قوم الي مأمنهم و فزعتم الينا و فزعنا الي نبينا ان نبينا آخذ بحجزة ربه و نحن آخذون بحجزة نبينا و شيعتنا آخذون بحجزتنا [11] .

12. عنه عن أبيه عن النضر، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: اذا جمع الله الاولين و الآخرين قام مناد ينادي بصوت يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم اذهبوا الي الجنة بغير حساب قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون: الي أين؟ فيقولون الي الجنة بغير حساب قال: فيقولون أي حزب أنتم من الناس فيقولون نحن المتحابون في الله قالوا: و أي شي ء كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله و نبغض في الله قال: فيقولون نعم أجر العالمين [12] .

13. محمد بن يعقوب باسناده عن يحيي بن ابراهيم بن أبي البلاد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: اصبر و الرضا عن الله رأس طاعة الله و من صبر و رضي عن الله فيما قضي عليه فيما أحب أو كره لم يقض الله عزوجل له فيما أحب أوكره الا ما هو خير له [13] .

14. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه قال قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما الزهد عشرة أجزاء، أعلا درجة الزهد أدني درجة الورع، و أعلي درجة الورع أدني درجة اليقين، و أعلي درجة اليقين أدني درجة الرضا [14] .

15. عنه أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن محبوب، عن ابي حفص الأعشي عن عمرو بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين



[ صفحه 355]



صلوات الله عليهما قال: خرجت حتي انتهيت الي هذا الحائط فاتكأت عليه فاذا رجل عليه ثوبان أبيضان، ينظر في تجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا؟ أعلي الدنيا؟ فرزق الله حاضر للبر و الفاجر، قلت: ما علي هذا أحزن و انه لكما تقول.

قال: فعلي الآخرة؟ فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر - أو قال: قادر- قلت: ما علي هذا أحزن و انه لكما تقول، فقال: مم حزنك قلت: نتخوف من فتنة ابن الزبير و ما فيه الناس، قال: فضحك ثم قال: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا توكل علي الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا يسأل الله فلم يعطه، قلت:: لا، ثم غاب عني [15] .

16. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: ان رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم ينج ممن كان في السفينة الا امرأة الرجل فانها نجت علي لوح من ألواح السفينة، حتي ألجأت علي جزيرة من جزائر البحر و كان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق و لم يدع لله حرمة الا انتهكها، فلم يعلم الا و المرأة قائمة علي رأسه، فرفع رأسه اليها فقال: أنسية أم جنية؟ فقالت: انسية فلم يكلمها كلمة حتي جلس منها مجلس الرجل من أهله.

فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: مالك تضطربين؟ فقالت أفرق من هذا و أو مأت بيدها الي السماء قال: فصنعت من هذا شيئا قالت: لا و عزته، قال: فانت تفرقين منه هذا الفرق و لم تصنعي شيئا و انما أستكرهت استكراها فأنا و الله أولي



[ صفحه 356]



بهذا الفرق و الخوف، و أحق منك، قال: فقام و لم يحدث شيئا و رج الي أهله و ليست له همه الا التوبة و المراجعة، فبينا هو يمشي اذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت عليها الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس.

فقال الشاب: ما أعلم ان لي عند ربي حسنة فأتجا سر علي أن أسأله شيئا قال: فادعو أنا و تؤمن أنت؟ قال نعم فأقبل الراهب يدعو و الشاب يؤمن، فما كان بأسرع من أظلتهما غمامة، فمشيا تحتها مليا من النهار ثم تفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب في واحدة و أخذ الراهب في واحدة فاذا السحابة مع الشاب، فقال: الراهب أنت خير مني لك استجيب، و لم يستجب لي، فأخبرني ما قصتك؟ فأخبره بخبر المرأة فقال: غفر لك ما مضي حيث دخلك الخوف، فانظر كيف تكون فيما تستقبل [16] .

17. عنه عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و علي بن ابراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس [17] .

18. عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: من علم بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس [18] .

19. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: لا عمل الا



[ صفحه 357]



بينه [19] .

20. عنه، عن محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن أبي محمد عبدالله السراج رفعه الي علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا ايمان لمن لا صبرله [20] .

21. عنه عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن اسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسي بن بشير، عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر عليه السلام لما حضرت أبي علي بن الحسين عليهماالسلام الوفاة ضمني الي صدره، و قال: يا بني أوصيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه أوصاه به يا نبي اصبر علي الحق و ان كان مرا [21] .

22. عنه، عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله ابن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ما يوضع في ميزان امرئي يوم القيامة أفضل من حسن الخلق [22] .

23. عنه، عن علي عن أبيه، و محمد بن اسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابراهيم بن عبدالحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي ابن الحسين عليهماالسلام قال: سمعته يقول: اذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك و تعالي الأولين و الآخرين في صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقا هم الملائكة فيقولون: و ما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا و نعطي من حرمنا و نعفو عمن ظلمنا قال: فيقال لهم. صدقتم ادخلوا الجنة [23] .



[ صفحه 358]



24. عنه، عن علي بن ابراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ما أحب أن لي بذل نفسي حمر النعم و ما تجرعت جرعة أحب الي من جرعة غيظ لا أكافي ء بها صاحبها [24] .

25. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن حفص بياع السابري، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من أحب السبيل الي الله عزوجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم و جرعة مصيبة تردها بصبر [25] .

26. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: انه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه [26] .

27. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن ابراهيم بن مهزم الأسدي عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان لسان ابن آدم يشرف علي جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير أن تركتنا و يقولون: الله الله فينا و يناشدونه، و يقولون: انما: نثاب و نعاقب بك [27] .

28. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه أن رجلا سأل علي بن الحسين عليهماالسلام عن الزهد، فقال: عشرة أشياء فأعلي درجة الزهد أدني



[ صفحه 359]



درجة الورع و أعلي درجة الورع أدني درجة اليقين، و أعلي درجة اليقين أدني درجة الرضا الا و ان الزهد في آية من كتاب الله عزوجل «لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم [28] .

29. عنه، عن علي عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داوود المنقري، عن عبدالرزاق بن همام، عن معمر بن راشد عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسن عليهماالسلام أي الأعمال أفضل عندالله عزوجل؟ فقال: ما من عمل بهد معرفة الله جل و عز و معرفة رسوله صلي الله عليه و آله أفضل من بغض الدنيا و ان لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصي شعبا فأول ما عصي الله به الكبر و هي معصية ابليس حين أبي و استكبر و كان من الكافرين و الحرص و هي معصية آدم و حوا حين قال الله عزوجل لهما.

كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين» فأخذاما لا حاجة بهما اليه فدخل ذلك علي ذريتهما الي يوم القيامة و ذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به اليه ثم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء و حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الراحة و حب الكلام و حب العلو و الثروة فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء و العلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة و الدنيا دنيا آن: دنيا بلاغ و دنيا ملعونة [29] .

30. عنه، عن محمد بن يحيي، عن علي بن الحكم، عن عمرو بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: ان الدنيا قد ارتحلت مدبرة و ان الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون



[ صفحه 360]



فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا و كونوا من الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، الا ان الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا و التراب فراشا و الماء طيبا و قرضوا من الدنيا تقريضا.

ألا و من اشتاق الي الجنة سلا عن الشهوات و من أشفق من النار رجع عن المحرمات و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ألا ان لله عبادا كمن رأي أهل الجنة في الجنة مخلدين و كمن رأي أهل النار في النار معذبين، شرور هم مأمونة، و قلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة،صبروا أياما قليلة فصاروا بعقبي راحلة طويلة.

أما الليل فصافون أقدامهم تجري دموعهم علي خدودهم، و هم يجأرون الي ربهم يسعون في فكاك رقابهم و أما النهار فحلماء، علماء، بررة أتقياء كأنهم القداح قد برأهم الخوف من العبادة ينظر اليهم الناظر فيقول: مرضي و ما بالقوم من مرض - أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم، من ذكر النار و ما فيها [30] .

31. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابراهيم بن محمد النوفلي، رفعه الي علي بن الحسين عليهماالسلام قال: مر رسول الله براعي ابل فبعث يستسقيه فقال: أما ما في ضروعها فصبوح الحي و أما ما في آنيتنا فغبوقهم فقال: رسول الله صلي الله عليه و آله اللهم أكثر ماله و ولده، ثم مر براعي غنم فبعث اليه يستسقيه، فحلب له ما في ضروعها و أكفأ ما في انائه في اناء رسول الله صلي الله عليه و آله، و بعث اليه بشاة و قال: هذا ما عندنا و ان أحببت أن نزيدك زدناك؟

قال: فقال رسول الله صلي الله عليه و آله اللهم ارزقه الكفاف، فقال له: بعض أصحابه: يا رسول الله دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه و دعوت للذي أسعفك بحاجتك





[ صفحه 361]



بدعاء كلنا نكرهه؟! فقال رسول الله صلي الله عليه و آله ان ما قل و كفي خير مما كثر و ألهي: اللهم ارزق محمدا و آل محمد الكفاف [31] .

32. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن حمزة، عن جده، أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول في آخر خطبته: طوبي لمن طاب خلقه و طهرت سجيته و صلحت سريرته و حسنت علانيته و أنفق الفضل من ماله و امسك الفضل من قوله و أنصف الناس من نفسه [32] .

33. عنه، باسناده، عن المنقري، عن عبدالرزاق، عن الزهري عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس و من لم يرج الناس في شي ء ورد أمره الي الله عزوجل في جميع اموره استجاب الله عزو جل له في كل شي ء [33] .

34. عنه، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن الوصافي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله من سره أن يمد الله في عمره و أن يبسط له في رزقه فليصل رحمه فان الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول: يا رب صل من وصلني واقطع من قطعني فالرجل ليري بسبيل خير اذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به الي أسفل قعر في النار [34] .

35. عنه، عن محمد بن يحيي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن ابراهيم، عن علي بن أبي علي، عن أبي عبدالله، عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: ان أحب الأعمال الي الله عزوجل



[ صفحه 362]



ادخال السرور علي المؤمنين [35] .

36. عنه، عن علي، عن حماد، عن ابراهيم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، و من سقي مؤمنا من ظلماء سقاه الله من الرحيق المختوم [36] .

37. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن ابراهيم ابن عمر، عن أبي حزمة الثمالي، عن علي بن السحين عليهماالسلام قال: من كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر، و قال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله مادام عليه سلك [37] .

38. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: وددت و الله أني افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق و قلة الكتمان [38] .

39. عنه، أبو علي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: المؤمن يصمت ليسلم و ينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء و لا يكتم شهادته من البعداء و لا يعمل شيئا من الخير رياء و لا يتركه حياء، ان زكي خاف مما يقولون و يستغفر الله لما يعلمون، لا يغره قول من جهله و يخاف احصاء ما عمله [39] .

40. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: ان المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و



[ صفحه 363]



قلة مرائة و صبره و حسن خلقه [40] .

41. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك ابن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام، قال: من أخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقنار و التوسع علي قدر التوسع و انصاف الناس و ابتداؤه اياهم بالسلام عليهم [41] .

42. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم الصحاف، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهماالسلام يقول اني لاكره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شي ء من المصائب [42] .

43. عنه عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبدالله ابن غالب، عن أبيه عن سعيد بن المسيب، قال: سألت علي بن الحسين عليهماالسلام، عن قول الله عزوجل «و لولا أن يكون الناس أمة واحدة» قال: عني بذلك امة محمد صلي الله عليه و آله أن يكونوا علي دين واحد كفارا كلهم «لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة» و لو فعل الله ذلك بأمة محمد صلي الله عنه لحزن المؤمنون و غمهم ذلك و لم يناكحوهم و لم يواثوهم [43] .

44. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، و علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن عبدالرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن العصبية، فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يري الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين و ليس من العصبية أن يحب



[ صفحه 364]



الرجل قومه ولكن من العصبية أن يعين قومه علي الظلم [44] .

45. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه و علي بن محمد، جميعا، عن القاسم. ابن محمد، عن سليمان المنقري، عن عبدالرزاق بن همام، عن معمر بن راشد عن الزهري محمد بن مسلم بن عبيدالله قال سئل علي بن الحسين عليهماالسلام أي الاعمال أفضل عندالله؟ قال: ما من علم بعد معرفة الله عزوجل و معرفة رسوله صلي الله عليه و آله أفضل من بغض الدنيا، فان لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصي شعب فأول ما عصي الله به الكبر معصية ابليس حين أبي و استكبر و كان من الكافرين.

ثم الحرص و هي معصية آدم و حواء عليهماالسلام حين قال الله عزوجل لهما «كلا من حيث شئتما و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين» فأخذا مالا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك ذريتهما الي يوم القيامة و ذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به اليه ثم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء و حب الدنيا و حب الرئاسة و حب الراحة و حب الكلام و حب العلو و الثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الانبياء و العلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة و الدنيا آن دنيا بلاغ و دنيا ملعونة [45] .

46. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهري، قال: قال علي بن الحسين عليهم السلام: رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس [46] .

47. عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن



[ صفحه 365]



محبوب، عن هشام ابن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام عجبا للمتكبر الفخور، الذي كان بالامس نطفقة ثم هو غدا جيفة [47] .

48. عنه عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن اسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسي بن بشير، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليهماالسلام الوفاة ضمني الي صدره، ثم قال! يا بني اوصيك بما أوصاني به أبي عليه السلام حين حضرته الوفاة و بما ذكر أن أباه أوصاه به، قال: يا بني اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله [48] .

49. عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم، أو أبي حمزة، عن أبي عبدالله عن أبيه عليهم السلام قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقلت: يا أبه من هم؟ قال اياك و مصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يباعدلك القريب، و اياك و مصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك و أياك و مصاحبة البخيل فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون اليه و اياك و مصاحبة الاحمق فانه يريد ان ينفعك فيضرك.

اياك و مصاحبة القاطع لرحمه، فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل و ثلاث مواضع: قال الله عزوجل «فهل عسيتم ان تفسدوا في الارض و تقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي أبصارهم» و قال: «الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في



[ صفحه 366]



الارض اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار» و قال في البقرة:«الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون» [49] .

50. عنه، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن الهيثم بن واقد، عن محمد بن سليمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان المنافق ينهي و لا ينتهي و يأمر بمالا يأتي و اذا قام الي الصلاة اعترض - قلت: يا ابن رسول الله و ما الاعتراض؟ قال: الالتفاف - و اذا ركع ربض يمسي و همه العشاء و هو مفطر، و يصبح و همه النوم و لم يسهر، ان حدثك كذبك و ان ائتمنته خانك، و ان غبت اعتابك و ان وعدك أخلفك [50] .

51. عنه، عن علي بن ابراهيم، رفعه قال: لما حمل علي بن الحسين صلي الله عليهما الي يزيد بن معاوية، فأوقف بين يديه قال يزيد لعنه الله:«و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم» فقال علي بن الحسين عليهما السلام ليست هذه الاية فينا ان فينا قول الله عزوجل:«ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبر أها ان ذلك علي الله يسير» [51] .

52. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن محمد عيسي، عن يونس، عن أبي عبدالرحمن الاعرج، و عمر بن أبان، عن أبي حمزة عن أبي جعفر، و علي بن الحسين صلوات الله عليهم، قالا: ان أسرع الشر عقوبة البغي و كفي بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمي عليه من عيب نفسه، أو يؤذي جليسه بمالا يعنيه، أو ينهي



[ صفحه 367]



الناس عما لا يستطيع تركه [52] .

53. عنه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عيمره عمن ذكره، عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام قاعدا واضعا احدي رجليه علي فخذه فقلت: ان الناس يكرهون هذه الجلسة للملالة و الرب لا يمل و لا تأخذه سنة و لا نوم [53] .

54. الصدوق حدثنا احمد بن هرون، قال حدثنا محمد بن عبدالله الحميري، عن أبيه عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسي، عن أبي نعيم الهذلي، عن رجل، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان الله تبارك و تعالي خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم و أبدانهم و خلق قلوب المؤمنين من دون ذلك و خلق الكفار من طينة سجين قلوبهم و أبدانهم فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المومن الكافر، و يلد الكافر المؤمن، و هيهنا يصيب المؤمن السيئة و من هيهنا يصيب الكافر الحسنة فقلوب المؤمنين تحن الي ما خلقوا منه و قلوب الكافرين تحن الي ما خلقوا منه [54] .

55. عنه، حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبدالله ابن الفضيل، عن أبيه، قال: سمعت أبا خالد الكابلي، يقول سمعت زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام، يقول: الذنوب التي تغير النعم: البغي علي الناس، و الزوال عن العادة في الخير و اصطناع المعروف و كفران النعم و ترك الشكر قال الله عزوجل:«ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم».

و الذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله، قال الله تعالي:«و لا



[ صفحه 368]



تقتلو النفس التي حرم الله» و قال عزوجل في قصة قابيل حين قل أخاه هابيل، فعجز عن دفنه «فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله، فأصبح من النادمين» و ترك صلة القرابة حتي يستغنوا، و ترك الصلاة حتي يخرج وقتها و ترك الوصية ورد المظالم و منع الزكاة حتي يحضر الموت و ينغلق اللسان.

و الذنوب التي تنزل النقم: عصيان العارف بالبغي و التطاول علي الناس، و الاستهزا بهم، و السخرية منهم، و الذنوب التي تدفع القسم: اظهار الافتقار، و النوم عن العتمة و عن صلاة الغداة، و استحقار النعم، و شكوي المعبود عزوجل و الذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر و اللعب بالقمار، و تعاطي ما يضحك الناس من اللغو و المزاح و ذكر عيوب الناس و مجالسة أهل الريب.

الذنوب اللتي تنزل البلاء: ترك اغاثة الملهوف، و ترك معاونة المظلوم، و تضييع الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الذنوب التي تديل الاعداء: المجاهرة بالظلم، و اعلان الفجور و أباحة المحظور، و عصيان الأخيار، و الانطباع للأشرار، و الذنوب التي تعجل الفناء، قطيعة الرحم و اليمين الفاجرة و الأقوال الكاذبة، و الزنا، و سد طرق المسلمين و ادعاء الامامة بغير حق.

و الذنوب التي تقطع الرجاء: اليأس من روح الله و القنوط من رحمة الله، و الثقة بغير الله، و التكذيب بوعد الله عزوجل و الذنوب التي تظلم الهواء السحر، و الكهانة، و الايمان بالنجوم و التكذيب بالقدر و عقوق الوالدين، و الذنوب التي تكشف الغطاء، الاستدانة بغير نية الأداء و الاسراف في النقفة علي الباطل و البخل علي الأهل و الولد و ذوي الأرحام و سوء الخلق و قلة الصبر و استعمال الضجر و الكسل و الاستهانة بأهل الدين.

و الدنوب التي ترد الدعاء: سوء النية و خبث السريرة، و النفاق مع الاخوان و ترك التصديق بالاجابة و تأخير الصلوات المفروضات حتي تذهب أوقاتها و



[ صفحه 369]



ترك التقرب الي الله عزوجل بالبر و الصدقة و استعمال البذاء و الفحش في القول و الذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء و شهادة الزور و كتمان الشهادة و منع الزكاة و القرض و الماعون، و قساوة القلوب علي أهل الفقر و الفاقة، و ظلم اليتيم و الأرملة و انتهار السائل و رده بالليل [55] .

56. عنه، حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه، قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبو الحسن عبدالله بن محمد بن عمر الحراني، عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني، عن عبدالله بن معن الأزدي، عن عمران بن سليمان، عن طاوس بن اليمان، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: علامات المؤمن خمس: قلت و ما هن يا ابن رسول الله قال: الورع في الخلوة و الصدقة في القلة، و الصبر عند المصيبة، و الحلم عند الغضب و الصدق عند الخوف [56] .

57. عنه، أبي رحمه الله، قال: حدثني سعبد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن حماد، عن ابراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي ابن الحسين عليهماالسلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة و من سقي مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم و من كساه الله من الثياب الخضر [57] .

58. عنه، أبي رحمه الله، قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من باب شبعانا و بحضرته مؤمن جائع طاو، قال



[ صفحه 370]



الله عزوجل: ملائكتي أشهدكم علي هذا العبد أنني أمرته فعصاني، و أطاع غيري، و وكلته الي عمله و عزتي و جلالي لا غفرت له أبدا [58] .

59. عنه، أبي رحمه الله قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف، قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم أن بحضرته مؤمنا محتاجا اليه فلم يدفعه اليه أكبه الله عزوجل في النار علي منخريه [59] .

60. عنه، حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر، عن عمه عبدالله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: المؤمن خلط علمه بالحلم يجلس ليعلم و ينصب ليسلم و ينطق ليفهم، لا يحدث امانته الاصدقاء و لا يكتم شهادته الاعداء و لا يفعل شيئا من الحق رياء و لا يتركه حياءا ان زكي خاف ما يقولون و يستغفر الله مما لا يعلمون لا يغره قول من جهله و يخشي احصاء من قد علمه، و المنافق ينهي و لا ينتهي و يأمر بما لا يأتي، اذا قام في الصلوة اعترض، و اذا ركع ربض و اذا سجد نقر و اذا جلس شغر يمسي و همه الطعام و هو مفطر و يصبح و همه النوم و لم يسهر ان حدثك كذبك و ان وعدك اخلفك و ان ائتمنته خانك و ان خالفته اغتابك [60] .

61. عنه حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، قال حدثنا أبي، عن جده احمد بن أبي عبدالله البرقي، عن ابيه محمد بن خالد، قال حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي، قال حدثنا محمد بن منصور، عن عبدالله بن



[ صفحه 371]



جعفر، عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: خرج رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم و هو راكب و خرج علي عليه السلام و هو يمشي فقال له يا أبا الحسن اما أن تركب و اما أن تنصرف.

فان الله عزوجل أمرني أن تركب اذا ركبت و تمشي اذا مشيت و تجلس اذا جلست الا أن يكون حد من حدود الله لا بدلك من القيام و القعود فيه و ما اكرمني الله بكرامة الا و قد أكرمك بمثلها و خصني بالنبوة و الرسالة و جعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده و في صعب اموره الذي بعث محمدا بالحق نبيا من آمن بي من أنكرك و لا أقربي من جحدك و لا آمن بالله من كفربك، و ان فضلك لمن فضلي و ان فضلي لك لفضل الله و هو قول ربي عزوجل.

قل بفضل الله و برحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون» ففضل الله نبوة نبيكم و رحمته ولاية علي بن أبي طالب فبذلك قال بالنبوة و الولاية، فليفرحوا يعني الشيعة هو خير مما يجمعون يعني مخالفيهم من الاهل و المال و الولد في دار الدنيا و الله يا علي ما خلقت الا لتعبد ربك و لتعرف بك معالم الدين و يصلح بك دارس السبيل، و لقد ضل من ضل عنك و لن يهتدي الي الله عزوجل من لم يهتد اليك و الي ولايتك و هو قول ربي عزوجل.

و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي» يعني الي ولايتك و لقد أمرني ربي تبارك و تعالي ان أفترض من حقك ما افترضه من حقي، و ان حقك لمفروض علي من آمن بي، و لو لاك لم يعرف حزب الله و بك يعرف عدو الله و من لم يلقه بولايتك لم يلقه بشي ء و لقد أنزل الله عزوجل الي «يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك يعني في ولايتك يا علي و ان لم تفعل فما بلغت رسالته و لو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك، لحبط عملي و من لقي الله عزوجل بغير ولايتك فقد حبط عمله، و عدا ينجز لي و ما أقول الا قول ربي تبارك و تعالي و أن الذي اقول



[ صفحه 372]



لمن الله عزوجل انزله فيك [61] .

62. ابو عبدالله المفيد قال اخبرني الشريف الزاهد، أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الحسني الطبري، رحمه الله قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن ابراهيم، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله أربعة من كنوز البر كتمان الحاجة و كتمان الصدقة، و كتمان المرض و كتمان المصيبة [62] .

63. عنه قال أخبرني أبو القاسم جعفر بن قولويه رحمه الله، عن أبيه عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن حماد، عن ابراهيم بن عمر اليماني، عن أبي حمزة الثمالي رحمه الله عن زين العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام قال: من اطعم مؤمنا من جوعة أطعمه الله من ثمار الجنة، و من سقي مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، و من كسا مؤمنا ثوبا كساه الله من الثياب الخضر، و لا يزال في ضمان الله عزوجل مادام عليه منه سلك [63] .

64. عنه قال أخبرني ابو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، محمد ابن الحسن، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن صفوان بن يحيي، عن منصور بن حازم، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما من خطوة أحب الي من خطوتين: خطوة يسدبها مؤمن صفا في سبيل الله و خطوة يخطوها مؤمن الي ذي رحم قاطع يصلها، و ما من جرعة أحب الي الله من جرعتين جرعة غيظ يردها مؤمن بحلم و جرعة جزع يردها مؤمن بصبر و ما من



[ صفحه 373]



قطرة أحب الي الله من قطرتين قطرة دم في سبيل الله و قطرة دمع في سواد الليل من خشية الله [64] .

65. عنه قال أخبرني أبوالحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله، قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد ابن عبدالجبار عن الحسن بن محبوب، عن أبي ايوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام قال كان أبي علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: أربع من كن فيه كمل ايمانه، و محصت عنه ذنوبه و لقي ربه و هو عنه راض من و في لله بما جعل علي نفسه للناس، و صدق لسانه مع الناس، و امتحي من كل قبيح عند الله، و عند الناس و حسن خلقه من أهله [65] .

66. الفقال قال علي بن الحسين عليهماالسلام حق امك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا و أعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا، و وفتك بجميع جوارحها و لم تبال أن تجوع و تطعمك و تعطش و تسقيك و تعري و تكسوك و تضحي و تظلك و تهجر النوم لأجلك و وقتك الحر و البرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله و توفيقه.

أما حق أبيك فان تعلم انه أصلك و انك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك و اعلم أن أباك اصل النعمة عليك فيه فاحمد الله و اشكره علي قدر ذلك و لا قوة الا بالله [66] .

67. عنه روي ان لعلي بن الحسين عليهماالسلام جارية تسكب الماء عليه، و هو يتوضأ للصلوة فسقط الأبريق من يد الجارية علي وجهه فشجه فرفع علي بن



[ صفحه 374]



الحسين رأسه اليها فقالت الجارية ان الله يقول «و الكاظمين الغيظ» قال لها قد كظمت غيظي، قالت «و العافين عن الناس» قال لها قد عفا الله عنك قالت:«و الله يحب المحسنين» قال اذهبي فانك حرة [67] .

68. الطوسي قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر العلوي الحسني، رضي الله عنه، قال: حدثنا الفضل بن القاسم العقيلي سنة خمس و ثلاثين و مائتين قال: حدثني أبي عن جدي عبدالله ابن محمد بن عقيل، قال: سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ما اختلج عرق و لا صدع مؤمن قط الا بذنب و ما يعفو الله تعالي عنه أكثر، و كان اذا رأي المريض قد بري ء قال: ليهنك الطهر - أي من الذنوب - فأستأنف العمل [68] .

69. روي الاربلي أنه قال رجل لرجل من آل الزبير كلاما أفذع فيه فاعرض الزبيري عنه، ثم دار الكلام فسب الزبيري علي بن الحسين عليهماالسلام فأعرض عنه و لم يجبه، فقال له الزبيري ما يمنعك من جوابي؟ قال عليه السلام ما يمنعك من جواب الرجل [69] .

70. عنه مات له ابن فلم يرمنه جزع فسئل عن ذلك فقال: أمر كنا نتوقعه فلما وقع لم ننكره [70] .

71. عنه قال طاووس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب يدعو و يبكي في دعائه فجئته حين فرغ من الصلوة فاذا هو علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت له يابن رسول الله رأيتك علي حالة كذا و لك ثلاثة أرجو أن تؤمنك الخوف أحدها أنك ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و «الثاني» شفاعة جدك «و الثالث» رحمة



[ صفحه 375]



الله فقال: يا طاووس اما أني ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و لا يؤمنني و قد سمعت الله تعالي يقول: «فلا أنساب بينهم يومئذ» و اما شفاعة جدي فلا تؤمنني لان الله تعالي يقول: «و لا يشفعون الا لمن ارتضي» و أما رحمة الله فان الله تعالي يقول:«انها «قريبة من المحسنين» و لا أعلم أني محسن [71] .

72. عنه سمع عليه السلام رجلا كان يغشاه يذكر رجلا بسوء فقال: اياك و الغيبة فانها ادام كلاب الناس [72] .

73. قال ابن فهد: قال سيد العابدين علي بن الحسين عليهماالسلام: و ليس الخوف من بكي و جرت دموعه ما لم يكنه له ورع يحجزه عن معاصي الله، و انما ذلك خوف كاذب [73] .

74. عنه قال سيد العابدين عليه السلام الدعا بعد ما ينزل البلاء لا ينتفع به [74] .

75. محمد بن سعد أخبرنا عارم بن الفضل، قال ثنا حماد بن زيد، عن يحيي ابن سعيد، قال سمعت علي بن حسين عليهماالسلام، و كان أفضل هاشمي أدركته يقول يا أيها الناس أحبونا حب الاسلام فما برح بنا حبكم حتي صار علينا عارا [75] .

76. عنه أخبرنا عفان ابن مسلم قال ثنا حماد بن زيد، قال نآ يحيي بن سعيد، قال: قال علي بن حسين عليهماالسلام أحبونا حب الاسلام فوالله مازال بنا ما تقولون حتي بغضتمونا الي الناس [76] .

77. عنه أخبرنا قبيصة بن عقبة قال نآ سفيان، عن عبيدالله بن عبدالرحمن ابن موهب قال جاء نفر الي علي بن الحسين عليهماالسلام فاثنوا عليه فقال ما أكذبكم و ما



[ صفحه 376]



أجرأكم علي الله نحن من صالحي قومنا و بحسبنا أن نكون من صالحي قومنا [77] .

78. الحافظ أبو نعيم حدثنا أبو حامد بن جبلة قال ثنا محمد بن اسحاق، قال ثنا أبو يحيي صاعقة قال ثنا سعيد بن سليمان، قال ثنا هشيم، عن محمد بن عبدالرحمن المديني، قال: كان علي بن الحسين يتخطي حلق قومه يأتي زيد بن أسلم فيجلس عنده، فقال انما يجلس الرجل الي من ينفعه في دينه [78] .

79. قال ابن أبي الحديد: سمع علي بن الحسين عليه السلام رجلا يغتاب آخر، فقال ان لكل لشي ء اداماا و ادام كلاب الناس الغيبة [79] .


پاورقي

[1] الزهد:19.

[2] الزهد: 35.

[3] الزهد: 50.

[4] الزهد: 52.

[5] الزهد: 68.

[6] المحاسن:97.

[7] المحاسن: 132.

[8] المحاسن: 139.

[9] المحاسن: 153.

[10] المحاسن 165.

[11] المحاسن: 182.

[12] المحاسن 264.

[13] الكافي: 60:2.

[14] الكافي: 63:2.

[15] الكافي:63:2.

[16] الكافي: 69:2.

[17] الكافي:81:2.

[18] الكافي: 84:2.

[19] الكافي: 84:2.

[20] الكافي: 89:2.

[21] الكافي: 91:2.

[22] الكافي: 99:2.

[23] الكافي: 107:2.

[24] الكافي: 109:2.

[25] الكافي 110:2.

[26] الكافي: 112:2.

[27] الكافي: 115:2.

[28] الكافي: 128:2.

[29] الكافي: 130:2.

[30] الكافي: 131:3.

[31] الكافي: 140:2.

[32] الكافي: 144:2.

[33] الكافي: 148:2.

[34] الكافي: 156:2.

[35] الكافي: 189:2.

[36] الكافي: 201:2.

[37] الكافي: 205:2.

[38] الكافي: 221:2.

[39] الكافي: 231:2.

[40] الكافي: 240:2.

[41] الكافي: 241:2.

[42] الكافي: 256:2.

[43] الكافي: 265:2.

[44] الكافي: 308:2.

[45] الكافي: 316:2.

[46] الكافي: 316:2.

[47] الكافي: 328:2.

[48] الكافي: 331:2.

[49] الكافي: 376:2.

[50] الكافي: 396:2.

[51] الكافي: 450:2.

[52] الكافي: 460:2.

[53] الكافي: 661:2.

[54] علل الشرايع: 111:1.

[55] معاني الاخبار:270.

[56] الخصال:269.

[57] ثواب الاعمال:164.

[58] عقاب الاعمال:298.

[59] عقاب الاعمال:298.

[60] امالي الصدوق:298.

[61] امالي الصدوق:296.

[62] امالي المفيد:12.

[63] امالي المفيد:12.

[64] امالي المفيد: 13.

[65] امالي المفيد: 184.

[66] روضة الواعظين:307.

[67] روضة الواعظين:316.

[68] امالي الطوسي: 244:2.

[69] كشف الغمة: 108:2.

[70] كشف الغمة: 108:2.

[71] كشف الغمة: 108:2.

[72] كشف الغمة:108:2.

[73] عدة الداعي:163.

[74] عدة الداعي: 169.

[75] طبقات ابن سعد:158:5.

[76] طبقات ابن سعد: 158:5.

[77] طبقات ابن سعد: 158:5.

[78] حلية الولياء: 138:3.

[79] شرح النهج:62:9.