بازگشت

دلائله


1. الصفار حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، قال حدثني مالك بن عطية الأحمسي، عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت علي علي بن الحسين عليهماالسلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت عليه البيت و هو يلتقط شيئا و أدخل يده في وراء الستر فناوله من كان في البيت، فقلت جعلت فداك هذا الذي اراك تلتقط أي شي ء فقال فضلة من زغب الملائكة نجمعه اذا جاؤنا نجعله سخابا لا ولادنا قال قلت له جعلت فداك و انهم ليأتونكم قال يا ابا حمزة انهم ليزاحمونا علي تكأتنا [1] .

2. عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد بن سليمان بن دينار، عن عبدالله بن عطاء التميمي، قال كنت مع علي بن الحسين عليهماالسلام في المسجد فمر عمر بن عبدالعزيز عليه شراكا فضة و كان من أحسن الناس و هو شاب فنظر اليه علي بن الحسين فقال يا عبدالله بن عطاء تري هذا المترف انه لن يموت حتي يلي الناس قال قلت هذا الفاسق قال نعم لا يلبث فيهم الا يسيرا حتي يموت فاذا مات لعنه أهل السماء و استغفر له أهل الأرض [2] .

3. عنه حدثنا أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي عن رجل من بني حنيفة، قال كنت مع عمي فدخل علي علي بن الحسين عليهماالسلام فراي بين يديه صحايف ينظر فيها فقال له: أي شي ء هذه الصحف



[ صفحه 287]



جعلت فداك قال هذا ديوان شيعتنا قال أفتأذن أطلب اسمي فيه قال نعم فقال فاني لست اقرأ و ابن أخي علي الباب فتأذن له فيدخل حتي يقرأ.

قال نعم فادخلني عمي فنظرت في الكتاب فأول شي ء هجمت عليه اسمي فقلت اسمي و رب الكعبة قال ويحك فاين أنا فجزت بخمسة اسماء أو ستة ثم وجدت اسم عمي فقال علي بن الحسين عليهماالسلام أخذ الله ميثاقهم معنا علي ولايتنا لايزيدون و لا ينقصون ان الله خلقنا عن أعلا عليين و خلق شيعتنا من طينتنا أسفل من ذلك و خلق عدونا من سجين و خلق أوليائهم منهم من اسفل النار [3] .

4. عنه حدثنا محمد بن الحسين، عن موسي بن سعدان، عن الحسين بن أبي العلاء عن هارون بن خارجة عن يحيي بن ام الطويل، قال صحبت علي بن الحسين عليهماالسلام من المدينة الي مكة و هو علي بغلته و أنا علي راحلة فجزنا وادي ضجنان فاذا نحن برجل اسود في رقبته سلسلة قال و هو يقول يا علي بن الحسين سقاني سقاك الله قال فقال علي فوضع رأسه علي صدره ثم حرك دابته قال فالتفت فاذا رجل يجذبه و هو يقول لا تسقه لا سقاه الله قال فحركت براحلتي فالحقت بعلي بن الحسين قال فقال لي أي شي ء رأيت فاخبرته قال ذاك معاوية [4] .

5. عنه حدثنا يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن الوشا، عمن رواه عن الميثمي، عن منصور، عن الثمالي، قال كنت مع علي بن الحسين عليهماالسلام في داره و فيها عصافير و هن يصحن فقال لي أتدري ما يقلن هولاء قلت لا أدري قال يسبحن ربهن و يطلبن رزقهن [5] .

6. عنه حدثنا محمد بن اسماعيل، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية،



[ صفحه 288]



عن أبي حمزة الثمالي، قال: كنت مع علي بن الحسين فانتشرت العصافير و صوتت، فقال يا با حمزة أتدري ما تقول قلت: لا قال: تقدس ربها و تسئل قوت يومها قال: ثم قال: يا با حمزة علمنا منطق الطير و أوتينا من كل شي ء [6] .

7. عنه حدثنا محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن صالح عن أبي حمزة قال كنت عند علي بن الحسين و عصافير علي الحايط قبالته يصحن فقال يا با حمزة أتدري ما يقلن قال يتحدثن ان لهن وقت يسألن فيه قوتهن يا أبا حمزة لا تنا من قبل طلوع الشمس فاني اكرهها لك أن الله يقسم في ذلك الوقت ارزاق العباد و علي أيدينا يجريها [7] .

8. عنه حدثنا محمد بن الحسين، عن العباس بن معروف، عن أبي القاسم الكوفي، عن محمد بن الحسن بن محمد بن عمران، عن زرعة عن سماعة، عن أبي بصير، عن رجل قال خرجت مع علي بن الحسين، عليهماالسلام الي مكة فلما رحلنا، عن الأبواء كان علي راحلته و كنت امشي فرأي غنما و اذا نعجة قد تخلفت عن الغنم، و هي تثفوثفاء شديدا و تلتفت و اذا سخلة خلفها تثفو و تشتد في طلبها، و كلما قامت السخلة اثفتلت النعجة فتبعتها السخلة فقال علي عليه السلام يا عبدالعزيز أتدري ما قالت النعجة قال قلت لا و الله ما أدري قال فانها قالت الحقي بالغنم فان اختها عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكله الذئب [8] .

9. عنه حدثنا محمد بن الحسين، عن عبدالرحن بن هاشم البجلي، عن سالم ابن سلمة، عن أبي عبدالله عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام مع أصحابه في طريق مكة فمر ثعلب و هم يتغدون، فقال لهم علي بن الحسين عليهماالسلام هل لكم أن



[ صفحه 289]



تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب و دعوه حتي يجيئني فحلفوا له فقال يا ثعلب تعال فجاء الثعلب حتي اتي بين يديه فطرح اليه عرقا فولي به يأكل قال هل لكم تعطوني موثقا أيضا فدعوه فيجي ء فاطعموه فكلح رجل منهم في وجهه فخرج يعدوا فقال علي بن الحسين ايكم الذي أخفر ذمتي فقال الرجل أنا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله كلحت في وجهه و لم ادر فاستغفر الله فسكت [9] .

10. عنه حدثنا الحسن بن علي، و محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين، عن محمد بن علي و علي بن محمد الحناط، عن محمد بن سكن، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، قال بينا علي بن الحسين، مع أصحابه اذ أقبل ظبية من الصحراء حتي قامت حذاه و صوتت فقال بعض القوم يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما تقول هذه الظبية قال يزعم ان فلانا القرشي اخذ خشفها بالأمس، و انها لم ترضعه من أمس شيئا فبعث اليه علي بن الحسين عليهماالسلام أرسل الي بالخشف فلما رأت صوتت و ضربت بيديها ثم أرضعته قالت فوهبه علي بن الحسين عليهماالسلام لها و كلمها بكلام نحوا من كلامها و انطلقت في الخشف معها فقالوا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما الذي قال قال دعت الله لكم و جزاكم بخير [10] .

11. حدثنا عبدالله بن محمد، عن محمد بن ابراهيم، قال حدثني بشير و ابراهيم بن محمد، عن أبيه عن حمران بن أعين، قال كان أبو محمد علي بن الحسين عليهماالسلام قاعدا في جماعة من أصحابه اذ جائته ظبية فتبصبصت و ضربت بيديها فقال أبو محمد أتدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال تزعم أن فلان بن فلان رجلا من قريش اصطاد خشفا لها في هذا اليوم و انما جائت الي تسألني أن اسأله أن تضع الخشف بين يديها فترضعه فقال علي بن الحسين لاصحابه قوموا اليه فقاموا بأجمعهم



[ صفحه 290]



فأتوه فخرج اليهم قال فداك ابي و امي ما حاجتك.

فقال أسألك بحقي عليك الا أخرجت الي هذه الخشف التي اصطدتها اليوم فاخرجها فوضعها بين يدي امها فارضعتها ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام أسئلك يا فلان لما و هبت لي هذه الخشف قال قد فعلت قال فأرسل الخشف مع الظبية فمضت الظبية فتبصبصت و حركت ذنبها فقال علي بن الحسين عليهماالسلام أتدرون ما تقول الظبية قالوا لا قال انها تقول رد الله عليكم كل غايب و غفر لعلي بن الحسين كما رد علي ولدي [11] .

12. عنه حدثنا، محمد بن عبدالله بن أحمد الرازي، عن اسماعيل بن موسي، عن أبيه عن جده عن عمه عبدالصمد بن علي، قال دخل رجل علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له علي بن الحسين عليه السلام من أنت قال أنا منجم قال فانت عراف قال فنظر اليه ثم قال هل أدلك علي رجل قد مر مذ دخلت علينا في أربع عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلث مرات لم يتحرك من مكانه قال من هو قال انا و ان شئت أنبأتك بما أكلت و ما ادخرت في بيتك [12] .

13. عنه حدثنا العباس بن معروف عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبدالله عليه السلام قال ان علي بن الحسين عليهماالسلام أوتي بعسل فشربه فقال و الله اني لأعلم من أين هذا العسل و أين أرضه و انه ليمتار من قرية كذي و كذي [13] .

14. محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن أحمد بن اسحاق ابن سعد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عمارة، عن رجل، عن أبي عبدالله عليه السلام



[ صفحه 291]



قال: لما كان في الليلة التي وعد فيها علي بن الحسين عليهماالسلام قال لمحمد عليه السلام: يا بني ابغني وضوءا قال: فقمت فجئته بوضوء قال: لا أبغي هذا فان فيه شيئا ميتا قال: فخرجت فجئت بالمصباح فاذا فيه فارة ميتة فجئته بوضوء غيره، فقال: يا بني هذه الليلة التي وعدتها، فأوصي بناقته أن يحظر لها حظار، و أن يقام لها علف فجعلت فيه. قال: فلم تلبث أن خرجت حتي أتت القبر فضربت بجرانها و رغت و هملت عيناها.

فاتي محمد بن علي فقيل له: ان الناقة قد خرجت فأتاها فقال: صه الآن قومي بارك الله فيك، فلم تفعل، فقال: و ان كان ليخرج عليها الي مكة فيعلق السوط علي الرحل فما يقرعها حتي يدخل المدينة، قال: و كان علي بن الحسين عليهماالسلام يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير و الدراهم حتي يأتي بابا بابا فيقرعه ثم ينيل من يخرج اليه فلما مات علي بن الحسين عليهماالسلام فقدوا ذاك، فعلوا أن عليا عليه السلام كان يفعله [14] .

15. عنه، عن محمد بن أحمد، عن عمه عبدالله بن الصلت، عن الحسن بن علي بن بنت الياس، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: ان علي بن الحسين عليهماالسلام لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ اذا وقعت الواقعة و انا فتحنا لك و قال: الحمدلله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا [15] .

16. أبو جعفر الطبري الامامي حثدنا عبدالله بن محمد البلوي قال سمعت عمارة بن يزيد، قال حدثني ابراهيم بن سعد قال: لما كانت واقعة الحرة و اغار الجيش علي المدينة و أباحها ثلاثا وجه بردعة الحمار صاحب يزيد بن معاوية في



[ صفحه 292]



طلب علي بن الحسين ليقتله أو يسمه فوجدوه في منزله فلما دخلوا عليه جاءه سحاب فوقف علي رأسه فنزل منه ملك فقام بين يديه و قال له ايما أحب اليك الكف أو آمر الأرض ان تبتلعهم؟ فقال ما كل هذا؟ فقال ما أردت الا اكرامك و الاحسان اليك ثم جلس بين يديه و قرب اليه اقداحا فيها ماء و لبن و عسل فاختار علي بن الحسين اللبن و العسل ثم غاب من بين يديه من حيث لا يعلم [16] .

17. عنه قال أبو جعفر: و حدثنا أبو محمد سفيان بن وكيع عن أبيه عن الاعمش عن قدامة بن عاصم قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام رجلا أسمر ضخما من الرجال و كان ينظر الي صريمة فيها ظباء فيسبق أوائلها فيردها علي أواخرها [17] .

18. قال أبو جعفر حدثنا عبدالله بن محمد بن عبادة بن زيد، عن أبي اسحاق ابراهيم بن غندر قال جاء مال من خراسان الي مكة فقال محمد بن الحنفية هذا المال لي و أنا أحق به فقال له علي بيني و بينك الصخرة فكلم محمد الصخرة فلم تجبه و لم تنطق فكلما علي عليه السلام فنطقت و قالت المال لك فانت الوصي ابن الوصي و الامام ابن الامام، فبكي محمد و قال يابن أخي لقد ظلمتك اذ غصبتك حقك [18] .

19. قال أبو جعفر: حدثنا أبو محمد عبدالله قال حدثنا محمد بن سعيد، عن سالم بن قبيصة، قال شهدت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: أنا أول من خلق الله و آخر من يهلكها فقلت يا بن رسول الله و ما آية ذلك؟ قال آية ذلك أن أرد الشمس من مغربها الي مشرقها، و من مشرقها الي مغربها فقيل له افعل ذلك ففعل [19] .



[ صفحه 293]



20. عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام سألت ربي ثلاثا فأعطاني سالته ان يحل في ماحل في سمي من قبل ففعل تعالي و ان يرزقني العبادة ففعل و ان يلهمني التقوي ففعل تعالي [20] .

21. قال أبو جعفر حدثنا سفيان بن وكيع عن أبيه وكيع عن الأعمش قال: قال ابراهيم بن الأسود التميمي رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام و قد أتي بطفل مكفوف فمسح عينيه فاستوي بصره و بأبكم فكلمه فأجابه و تكلم و بمقعد فمسح عليه فسعي و مشي [21] .

22. قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن سليمان بن أيوب الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن كثير قال: أخبرنا سليمان بن عيسي، قال: لقيت علي بن الحسين عليهماالسلام فقلت له يا بن رسول الله اني معدم فأعطاني درهما و رغيفا فاكلت انا و عيالي من الرغيف و الدرهم أربعين سنة [22] .

23. قال أبو جعفر: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح، عن محمد بن اسحاق قال: شكوت الي علي بن الحسين عليهماالسلام انه انبثق شق من نهر سورا و برية ترينا حتي ذهب بغلتيهما خمسمائة ألف درهم و كان ذلك يكون في كل سنة فأعطاني خاتم رصاص فألقيته في ذلك النهر فوقف الماء بصيفة و شتائه و مده و نقصه فلم يضر الغلة [23] .

24. قال أبو جعفر: حدثني خليفة بن هلال، قال: حدثنا أبو النمير علي بن يزيد، قال كنت مع علي بن الحسين عليهماالسلام عندما انصرف من الشام الي المدينة فكنت أحسن الي نسائه أتواري عنهم اذا نزلوا و ابعد عنم اذا رحلوا فلما نزلوا



[ صفحه 294]



المدينة بعثوا الي بشي ء من الحلي فلم آخذه و قلت فعلت هذ الله و لرسوله فاخذ علي ابن الحسين عليهماالسلام حجرا أسودا صما فطبعه بخاتمه و قال خذه واقض كل حاجة لك منه فو الله الذي بعث محمدا بالحق لقد كنت اجعله في البيت المظلم فيسرج لي و أضعه علي الاقفال فتفتح لي و آخذه بيدي واقف بين أيدي الملوك فلا أري الا ما أحب [24] .

25. قال أبو جعفر: حدثنا عبدالله بن نمير قال: أخبرنا محمد بن اسحاق الصاعدي، و أبو محمد ثابت بن ثابت قالا حدثنا جمهور بن حكيم، قال رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام و قد نبت له أجنحة بريش فطار ثم نزل فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبيطالب في أعلي عليين فقلت و هل تستطيع ان تصعد؟ فقال نحن صنعناها فكيف لا نستطيع ان نصعد الي ما صنعناه نحن حملة العرش و نحن علي العرش و العرش و الكرسي لنا ثم أعطاني طلعا في غير ألوانه [25] .

26. قال أبو جعفر: و حدثنا عبدالله بن محمد، قال حدثنا عمارة بن زيد، قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال لقيت علي بن الحسين عليهماالسلام و هو خارج الي ينبع ماشيا فقلت يابن رسول الله لو ركبت فقال هاهنا ما هو أيسر فانظر فحملته الريح و حفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرأي أحسن من ذلك كانت الطير تناغيه و الريح تكلمه [26] .

27. عنه روي عمر بن سمرة عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال بينا علي ابن الحسين جالس مع أصحابه اذ أقبلت ظبية من الصحراء فوقفت يبن يديه و ضربت بذنبها و بغمت، فقال بعض القوم ما تقول الظبية قال تذكر أن فلان بن فلان



[ صفحه 295]



القرشي أخذ خشفها بالأمس و لم ترضعه منذ أمس فوقع في قلب الرجل من ذلك شك.

قال فارسل علي القرشي و قال له هذه الظبية تشكوك و تزعم انك اخذت خشفها أمس في وقت كذا و لم ترضعه منذ أمس وقد سالتني ان اسالك ان تبعث به اليها فقال و الذي بعث محمد ابا لرسالة لقد صدقت قال فارسل الي بالخشف فما رأته بغمت و ضربت بذنبها فرضع منها، ثم قال له بحقي عليك الا و هبتنيه فوهبه لعلي عليه السلام فوهبه لها فبغمت و ضربت بذنبها و انطلقت مع خشفها فقالوا يابن رسول الله ما قالت؟ قال دعت لكم و جزتكم خيرا [27] .

28. عنه روي الحسين بن أبي العلاء و أبو المغرا و حميد بن المثني جميعا عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام قال جاء محمد بن الحنفية الي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال يا علي ألست تقر بأني امام عليك؟ فقال يا عم لو علمت ذلك ما خالفتك ولكني أعلم أن طاعتي عليك و علي الخلايق مفروضة يا عم أما علمت أني الوصي ابن الوصي فتشاجرا ساعة فقال علي يا عم بما ترضي ان يكون بيننا حكما؟ قال: من شئت قال: أترتضي ان يكون الحجر الأسود؟ فقال: سبحان الله أدعوك الي اناس و تدعوني الي حجر لا يتكلم.

قال علي: يتكلم أما علمت يا عم أنه يأتي يوم القيامة و له عينان و لسانان و شفتان فيشهد لمن وافاه بالموافاة فندنو أنا و أنت منه و ندعوا لله ان ينطقه لنا أينا حجة علي خلقه فانطلقا و صليا عند مقام ابراهيم و دنوا من الحجر الأسود و كان محمد قال لعلي أن نطق و شهد لك، فان لم اجبك الي ما تدعوا اليه فاني اذن لمن الظالمين فقال علي لمحمد تقدم يا عم اليه فانك أسن مني فتقدم محمد الي الحجر و



[ صفحه 296]



قال: اسألك بحرمة الله و بحرمة رسوله و بحرمة كل مؤمن ان كنت تعلم اني حجة الله علي علي بن الحسين عليه السلام الا نطقت بالحق و بينت ذلك لنا فلم يجبه.

فقال محمد لعلي تقدم فاسأله فتقدم علي و تكلم بكلام خفي لا يفهم ثم قال أسألك بحرمة الله و حرمة رسوله و حرمة علي أميرالمؤمنين و حرمة فاطمة الزهراء عليهماالسلام و حرمة الحسن و الحسين عليهماالسلام ان كنت تعلم اني حجة الله علي عمي الا نطقت بذلك و بينت لنا حتي يرجع عن رأيه، فقال الحجر بلسان عربي مبين يا محمد بن علي اسمع و أطع لعلي بن الحسين عليهماالسلام فانه حجة الله علي جميع خلقه فقال محمد عند ذلك سمعت و اطعت و سلمت [28] .

29. عنه روي الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد بن دينار عن عبدالله ابن عطاء التميمي، قال كنت مع علي بن الحسين عليهماالسلام في المسجد فمر عمر بن عبدالعزيز و عليه نعلان شراكهما فضة و كان من أمجن الناس و هو شاب فنظر اليه علي بن الحسين عليهماالسلام و قال يا عبدالله أتري هذا المترف فانه لا يموت حتي يلي الناس قلت انا لله هذا الفاسق قال: نعم و لا يلبث الا يسيرا حتي يموت فيلعنه اهل السماء و يبكيه أهل الأرض [29] .

30. عنه روي الحسين بن سعيد و البرقي عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبي قال سمعت أبا عبدالله يقول أتي بعلي بن الحسين عليهماالسلام الي يزيد بن معاوية و من معه من النساء اسرمي فجعلوهم في بيت و وكلوا بهم قوما من العجم لا يفهمون العربية فقال بعض لبعض انما جعلنا في هذا البيت ليهدم علينا فيقتلنا فيه، فقال علي بن الحسين للحرس بالرطانة: أتدرون ما تقول النساء يقلن كيت و كيت فقال الحرس قد قالوا بأنهم يخرجونكم و تقتلون، فقال علي عليه السلام كلا يأبي الله ذلك



[ صفحه 297]



ثم أخذ يكلمهم بلسانهم [30] .

31. عنه روي يعقوب بن يزيد، عن الوشاء عمن روي عن المثني، عن علي ابن منصور، عن أبي حمزة الثمالي قال كنت عند علي بن الحسين عليهماالسلام بداره و فيها عصافيري تصوت فقال أتدري ما يقلن هؤلاء العصافير؟ قلت لا قال يسبحن ربهن و يهللن و يسألنه قوت يومهن ثم، قال يا أبا حمزة علمنا منطق الطير و اوتينا من كل شي ء [31] .

32. عنه روي العباس بن معروف عن أبي الحسن الكوفي عن الحسن بن عمران عن زرعة عن سماعة، عن أبي بصير قال: خرجت مع علي بن الحسين عليهماالسلام الي مكة فبلغنا الأبواء فاذا غنم و نعجة قد تخلفت عن القطيع و هي تثغو ثغاء شديدا و تتقلب الي سخلتها و تثغو و تشتد في طلبها، فكلما لبثت السخلة ثغت النعجة ثم تبعتها فقال يا أبا بصير تدري ما تقول النعجة لسخلتها؟ قلت و الله ما أدري قال تقول الحقي بالغنم فان اختك عام أول تخلفت في هذا الموضع فأكلها الذئب [32] .

33. عنه روي محمد بن ابراهيم، قال حدثني بشر بن محمد، عن حمران بن أعين، قال كنت عند علي بن الحسين عليهماالسلام و معي جماعة من أصحابه فجاءت ظبية فتبصبصت و ضربت بذنبها فقال هل تدرون ماتقول هذه الظبية؟ فقلنا لا فقال تزعم أن رجلا اصطاد خشفالها و تسألني أن اكلمه ليرده عليها ثم قام و قمنا معه حتي جاء الي باب الرجل فخرج اليه و الظبية معنا.

فقال له ان هذه الظبية زعمت كذا و كذا و أنا أسالك أن ترده عليها فدخل الرجل مسرعا و أخرج اليه الخشف و سيبه فمضت الظبية و معها خشفها و هي



[ صفحه 298]



تحرك ذنبها فقال اتدرون ما تقول؟ قلنا لا قال تقول رد الله عليكم كل حق غصبتم عليه و كل غائب و كل سبب ترجونه و غفر لعلي بن الحسين ما رد علي ولدي [33] .

34. عنه أخبرني أبو الحسن علي بن هبة الله قال حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه، قال حدثنا الحسين بن احمد قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة و زرارة عن أبي جعفر عليه السلام، قال لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام أرسل محمد بن الحنفية الي علي بن الحسين عليه السلام فجاءه، فقال له يابن أخي قد علمت أن رسول الله صلي الله عليه و آله جعل الوصية و الامامة من بعده الي علي، ثم الي الحسن ثم الي الحسين و قد قتل أبوك و أنا عمك صنو أبيك و ولادي من علي مثل ولادة ابيك فانا أحق بالوصية منك مع حدائتك فلا تنازعني الوصيه و الامامة و لا تحاربني.

فقال له علي: يا عم لا تدع ما ليس لك به حق اني أعظك ان تكون من الجاهلين ان أبي أوصي الي قبل ان يتوجه الي العراق و عهد الي قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله صلي الله عليه و آله عندي فلا تتعرض هذا الأمر أو تنكره، فاني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الشمل، ان الله تعالي لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع جعل الوصية و الامامة في عقب الحسين عليه السلام فان أردت أن تعلم حقيقة قولي فانطلق معي الي الحجر الأسود حتي نتحاكم اليه، و نسأله عن ذلك قال ابو جعفر عليه السلام و كان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتي أتيا الحجر الأسود.

فقال علي لمحمد ابتهل الي الله تعالي و اسأله أن ينطق لك الحجر فابتهل محمد بالدعاء و سأله الله و كلم الحجر فلم يجبه فقال له علي يا عم أما أنك لو كنت وصيا و اماما لأجابك، قال محمد فكلمه أنت يابن أخي و سله فدعا الله علي بما أراد ثم



[ صفحه 299]



قال أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء و الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصي و الامام بعد الحسين فتحرك الحجر حتي كاد أن يزول عن موضعه و أنطقه الله تعالي بلسان عربي مبين و قال: اللهم ان الوصية و الامامة بعد الحسين الي علي ابن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله، فانصرف محمد و هو يتولي علي بن الحسين [34] .

35. عنه روي فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان الأحمر، عن عبدالله بن سليمان عن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهماالسلام قال لما حضرت علي بن الحسين الوفاة قال لولده يا محمد أي ليلة هذه قال ليلة كذا قال و كم مضي من الشهر؟ قال كذا و كذا قال و كم بقي؟ قال كذا و كذا قال انها الليلة التي و عدتها قال و دعا وضوء قال ان فيه فارة فقال بعض العواد انه ليهجر فقال هاتوالمصباح فنظروا فاذا فيه فأمر بذلك الماء فاهريق و أتوه بماء آخر، ثم توضأ و صلي حتي اذا كان آخر الليل توفي [35] .

36. عنه أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام، قال حدثني عبدالله بن العلا قال حدثني محمد بن الحسن بن شمون، قال: حدثنا عبدالله بن يزيد بن حماد الكاتب، عن أبيه يزيد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جبير بن الطحان، عن يونس بن ظبيان، قال قال أبو عبدالله عليه السلام ان اول ما استدل به أبو خالد الكابلي من علامات علي بن الحسين انه دق عليه الباب فخرج الغلام فقال من أنت؟

قال أبو خالد الكابلي فقام الغلام ادخل يا كنكر قال أبو خالد فارتعدت فرائصي و دخلت فسلمت، فقال يا أبا خالد أريد أريك الجنة و هي مسكني الذي



[ صفحه 300]



اذا شئت دخلت فيه قلت نعم فأرنيه فمسح علي عيني فصرت في الجنة فنظرت الي قصورها و أنهارها و ماشاء الله ان أنظر فمكث ماشاء الله ثم نظرت بعد فاذا أنا بين يديه [36] .

37. عنه حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله قال حدثني أبوالنجم بدر بن الطبرستاني، قال حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال رويا عن أبي خالد الكابلي انه قال كنت أقول بمحمد من الحنفية فلقيني يحيي بن أم الطويل فدعاني الي علي بن الحسين عليهماالسلام فامتنعت عليه، فقال لي ما ضرك لو قضيت حقي بأن تلقاه واحدة فصرت معه اليه فوجدته عليه السلام جالسا في بيت مفروش بالمعصفر قد لبس الحيطان بذلك و عليه ثياب مصبغة فلم أطل عنده فلما نهضت قال لي صر الينا في غدانشاء الله.

فقلت يا يحيي أدخلتني الي رجل يلبس المصبغات و عزمت أن لا أرجع اليه ثم فكرت أن رجوعي غير ضائر فصرت اليه في الوقت فوجدت الباب مفتوحا و لم أر أحدا فهممت بالرجوع فناداني من داخل الدار ادخل ثلاثة أصوات فظننت انه يريد غيري فصاح يا كنكر ادخل و هذا الاسم كانت امي سمتني به و لم يسمعه منها أحد غيري فدخلت اليه فوجدته جالسا في بيت مطين علي حصير بردي و عليه قميص كرابيس، فقال: يا أبا خالد اني قريب عهد بعرس و أن الذي رأيت بالأمس من آلة المرأة و لم احب خلافها فما برحت ذلك اليوم من عنده حتي أراني الأعاجيب فقلت بامامته و هداني الله تعالي علي يديه [37] .

38. عنه باسناده الي أبي خالد الكابلي، قال ان رجلا أتي علي بن الحسين و عنده أصحابه فقال له من أنت؟ قال أنا فلان منجم و عراف فنظر اليه، و قال هل





[ صفحه 301]



ادلك علي رجل قدمر منذ دخلت علينا في أربعة عشر ألف عام قال: من هو قال له ان شئت أنباتك بما أكلت و ما ادخرت في بيتك، قال أنباني قال اكلت في هذا اليوم حيسا و لك في بيتك عشرون دينارا منها ثلاثة دنانير دارية فقال الرجل أشهد انك الحجة العظمي و المثل الأعلي و كلمة التقوي فقال له: و أنت صديق امتحن الله قلبك [38] .

39. عنه اخبرني اخي رضي الله عنه، قال: حدثني أبو الحسن أحمد بن علي المعروف بابن البغدادي، و مولده بسوري في يوم الجمعة لخمس بقين من جمادي الأولي سنة خمس و تسعين و ثلاثمائة قال وجدت في الكتاب الملقب بكتاب المعضلات رواية أبي طالب محمد بن الحسين بن زيد، قال حدث أبوه عن ابن رياح يرفعه عن رجاله، عن محمد بن ثابت قال كنت جالسا في مجلس سيدنا أبي الحسين علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام اذ وقف عليه عبدالله بن عمر بن الخطاب.

فقال له يا علي بلغني انك تدعي ان يونس بن متي عرضت عليه ولاية أبيك فلم يقبل فحبس في بطن الحوت فقال له و ما انكرت من ذلك؟ قال اني لا أقبله قال أتريدان يصح لك قال نعم قال فاجلس ثم دعا غلامه فقال له جئنا بعصابتين و قال لي يا محمد شد عيني عبدالله باحدي العصابتين، و شد عينيك بالخري ففعلنا فتكلم ثم قال حلوا أعينكم فحللنا فوجدنا انفسنا علي بساط علي ساحل البحر ثم تكلم بكلام فجابه حيتان البحر، و ظهرت حوت عظيمة فقال ما أسمك؟ قالت نون قال لم حبس يونس في بطنك؟ قالت عرضت عليه ولاية أبيك فأنكرها فحبس في بطني.

فلما أقربها و أذعن أمرت فقذفته و كذلك من أنكر ولايتكم أهل البيت يخلد



[ صفحه 302]



في نار الجحيم فالتفت الي عبدالله و قال له أسمعت و شهدت؟ قال: نعم فقال شدوا أعينكم، فشددناها فتكلم و قال حلوها فحللناها فاذا نحن علي البساط في محله فودعه عبدالهل و انصرف و قلت يا سيدي لقد رأيت في هذا اليوم عجبا و آمنت به أتري أن عبدالله بن عمر يؤمن به؟ فقال: لا أتحب أن تعرف ذلك؟ فقلت نعم قال فقم و اتبعه و اسمع ما يقول، فتبعته و ماشيته فقال لي انك لو عرفت سحر بني عبدالمطلب لما كان هذا بشي ء في نفسك هؤلاء قوم يتوارثون السحر كابرا عن كابر فرجعت و أنا عالم أن الامام لا يقول الا حقا [39] .

40. عنه حدثني ابو طاهر عبدالله بن أحمد الخازن، قال حدثنا أبوبكر محمد بن عمر بن سالم التميمي، قال حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال حدثنا ابراهيم بن أحمد بن جبرويه قال: حدثنا محمد بن أبي البهلول قال حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهماالسلام قال خرج أبو محمد علي بن الحسين عليهماالسلام الي مكة في جماعة من مواليه و ناس من سواهم فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها.

فلما دنا علي منه قال لمواليه كيف ضربتم في هذا الموضع انه موضع فيه أوليائنا من الجن و لنا شيعة و قد ضيقتم مضربهم عليهم، فقالوا ما علمنا ذلك و عزموا علي قلع الفسطاط و اذا بهاتف يسمع صوته و لا يري شخصه يقول: لا تحول فسطاطك يابن رسول الله فانا نحتمل ذلك و هذا الطبق قد أهديناه اليك و نحب أن تنال منه لنتشرف فنظرنا فاذا بجانب الفسطاط طبق عظيم و اطباق معه فيها عنب و رمان و موز و فاكهة كثيرة فدعا أبومحمد عليه السلام من كان معه و أكلوا من تلك الفاكهة [40] .

41. عنه أخبرني أبوالحسين محمد بن هارون، قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو



[ صفحه 303]



علي محمد بن همام، عن محمد بن مثني عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال دخلت حبابة الوالبية، ذات يوم علي علي بن الحسين عليهماالسلام و هي تبكي فقال لها ما ببكيك؟ فقالت جعلني الله فداك يابن رسول الله ان أهل الكوفة يقولون لو كان علي بن الحسين امام حق كما تقولين لدعا الله أن يذهب هذا الذي بوجهك فقال لها ادني مني يا حبابة فدنت منه فمسح يده علي وجهها ثلاث مرات و تكلم بكلام خفي ثم قال: قومي يا حبابة و ادخلي الي النساء و سليهن او انظري في المرآة هل ترين بوجهك شيئا قالت فدخلت و نظرت في المرآة فكان لم يكن بوجهي شي ء مما كان و كان بوجهها برص [41] .

42. روي الصدوق في حديث عن حبابة الوالبية قالت: ثم أتيت علي بن الحسين عليهماالسلام و قد بلغ بي الكبر الي أن أعييت و انا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة، فرأيته راكعا و ساجدا مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأوما الي بالسبابة فعاد الي شبابي قالت: فقلت: يا سيدي كم مضي من الدنيا و كم بقي قال: أماما مضي فنعم و أماما بقي فلا قالت: ثم قال لي: هاتي ما معك فاعطيته الحصاة فطبع لي فيها [42] .

43. الكشي حدثني محمد بن مسعود، قال: حدثني ابو عبدالله الحسين بن أشكيب قال: حدثني محمد بن أورمة عن الحسين بن سعيد، قال: حدثني علي بن النعمان، عن ابن مسكان عن ضريس قال: قال لي ابو خالد الكابلي أما أني سأحدثك بحديث ان رأيتموه و أنا حي فقلت صدقني و ان مت قبل ان تراه ترحمت علي و دعوت لي، سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول: ان اليهود أحبوا عزيرا حتي قالوا فيه ما قالوا فلا عزير منهم و لاهم من عزير، و ان النصاري أحبوا عيسي حتي



[ صفحه 304]



قالوا فيه ما قالوا، فلا عيسي منهم و لا هم من عيسي و أنا علي سنة من ذلك ان قوما من شيعتنا سيحبونا حتي يقولوا فينا ما قالت اليهود في عزير و ما قالت النصاري في عيسي فلاهم منا و لا نحن منهم [43] .

44. روي الشيخ المفيد باسناده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن علي، عن علي بن محمد الحناط، عن محمد بن مسكين، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا علي بن الحسين عليهماالسلام مع أصحابه اذا قبل ظبي من الصحراء حتي قام حذاه و حمحم، فقال بعض القوم: يا ابن رسول الله ما تقول هذه الظبية؟ قال: تقول ان فلانا القرشي اخذ خشفها بالأمس و انها لم ترضعه، من أمس شيئا، فبعث اليه علي بن الحسين عليهماالسلام أرسل الي بالخشف فبعث به فلما رأته حمحت و ضربت بيديها ثم رضع عنها فوهبه علي بن الحسين عليهماالسلام لها و كلمها بكلام نحو كلامها فتحمحمت و ضربت بيديها و انطلقت و الخشف معها فقالوا له: يا ابن رسول الله ما الذي قالت فقال: دعت الله لكم و جزتكم خيرا [44] .

45. عنه عن أحمد بن محمد بن عيسي و أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عبدالله بن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كانت لعلي بن الحسين عليهماالسلام ناقة قد حج عليها اثنتين و عشرين حجة ما قرعها قرعة قط قال: فما جاءتني بعد موته الا و قد جاءني بعض الموالي فقالوا: ان الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين عليهماالسلام فانبركت عليه فلاكته بجرانها و هي ترغو فقلت: ادركوها أدركوها فجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها ثم قال أبو جعفر عليه السلام: و ما كانت رأت القبر قط [45] .



[ صفحه 305]



46. عنه عن محمد بن عبدالله الرازي الجاموراني، عن اسماعيل بن موسي، عن أبيه، عن جده عن عبدالصمد بن علي قال: دخل رجل علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام: من أنت؟ قال: أنا رجل منجم قائف عراف قال: فنظر اليه ثم قال: هل أدلك علي رجل قدمر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه؟ قال: من هو؟ قال: أنا و ان شئت أبناتك بما أكلت و ما ادخرت في بيتك [46] .

47. الراوندي باسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال كان علي بن الحسين عليهماالسلام جالسا مع جماعة اذ أقبلت ظبية من الصحراء حتي وقفت قدامه فحمحمت و ضربت بيديها فقال بعضهم يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما شأن هذه الظبية قدأتتك مستأنسة قال انه كان ابنا ليزيد طلب من أبيه خشفا فأمر بعض الصيادين ان يصيد له خشفا فصاد بالأمس خشف هذه الظبية و لم تكن ارضعته فانها تسأل أن يحمله اليها لترضعه و ترده فارسل زين العابدين عليه السلام الي الصياد فأحضره و قال له.

ان هذه الظبية تزعم انك اخذت خشفا لها و انك لم تسقه لبنا منذ أخذته و قد سألني ان اسئلك ان تتصدق به عليها، فقال يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله لست استجري علي هذا قال أسألك ان تأتي به اليها لترضعه و ترده ففعل الصياد، فلما رأته حمحمت و دموعها تجري فقال زين العابدين بحقي عليك الا وهبته لها فوهبه لها فانطلقت مع الخشف و هي تقول أشهد أنك من أهل بيت الرحمة و أن بني امية من أهل بيت اللعنة [47] .

48. عنه باسناده عن بكر بن محمد، عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال



[ صفحه 306]



خرج أبي في نفر من أهل بيته و أصحابه الي بعض حيطانه و امر باصلاح سفرة فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يتبغم فدنا من أبي فقالوا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما يقول هذه الظبي قال يشكو انه لم يأكل منذ ثلاث شيئا فلا تمسوه حتي أدعوه يأكل معنا قالوا نعم فدعاه فجاء يأكل معهم فوضع رجل منهم يده علي ظهره فنفر فقال أبي ألم تضمنوا لي انكم لا تمسوه فحلف الرجل انه لم يرد به سوء فقال أبي للظبي ء ارجع، فلا بأس عليك فرجع يأكل حتي شبع ثم بغم و انطلق فقالوا يابن رسول الله صلي الله عليه و آله ما قال الظبي قال دعاكم بالخير و انصرف [48] .

49. عنه باسناده عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت الباقر عليه السلام يقول ان أبا خالد الكابلي خدم علي بن الحسين عليهماالسلام برهة من الزمان ثم شكا شدة شوقه الي والديه و سأله الأذن في الخروج اليهما، فقال له عليه السلام يا كنكر انه يقدم علينا غدا رجلا من أهل الشام له قدر و جاه و مال و ابنته قد أصابها عارض من الجن و هو يطلب من يعالجها و يبذل في ذلك ماله فاذا قدم فصر اليه اول الناس و قل له أنا اعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم فانه يطمئن الي قولك و يبذل لك ذلك.

فلما كان من الغد قدم الشامي و معه ابنته و طلب معالجا فقال له أبوخالد أنا أعالجها علي ان تعطيني عشرة آلاف درهم، علي أن لن يعود اليها أبدا فضمن أبوها له ذلك فقال زين العابدين عليه السلام لابي خالد انه سيغد ربك ثم قال فانطلق فخذ باذن اليسري الجارية و قل يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من بدن هذه الجارية و لا تعد اليها ففعل كما أمره فخرج عنها و افاقت الجارية من جنونها فطالب لأبيها بالمال مدافعة مرافعة فخرج الي زين العابدين فعرفه.

فقال له يا أبا خالد ألم أقل لك انه يغدرك ولكن سيعودها اليها اليها غدا فاذا اتاك



[ صفحه 307]



فقل انما عاد اليك لأنك لم تف لي بما ضمنت لي فان وضعت عشرة ألف درهم علي يد علي بن الحسين عليهماالسلام فاني أبرئها و لا يعود اليها أبدا ففعل ذلك و ذهب أبو خالد الي الجارية و قال في اذنها كما قال أولا ثم قال: ان عدت اليها أحرقتك بنار الله فخرج و أفاقت الجارية و لم يعد اليها فاخذ أبو خالد المال و اذن له في الخروج الي والدته و مضي بالمال حتي قدم عليها [49] .

50. عنه قال: ان أبا خالد الكابلي كان يخدم محمد بن الحنفية دهرا و ما كان يشك انه امام حتي أتاه يوما فقال ان لي حرمة فأسئلك برسول الله صلي الله عليه و آله و بأميرالمؤمنين الا أخبرتني انت الأمام الذي فرض الله طاعته، فقال علي و عليك و علي كل مسلم الامام علي بن الحسين عليهماالسلام فجاء ابو خالد الي علي بن الحسين عليهماالسلام فلما سلم عليه قال مرحبا بك يا كنكر ما كنت لنا بزوار ما بدالك فينا فخر أبو خالد ساجدا لله تعالي لما سمعه منه و قال الحمدلله الذي لم يمتني حتي عرفت امامي قال: كيف عرفت.

قال انك دعوتني بأسمي الذي سمتني به امي و لقد كنت في عماء من أمري و قد خدمت محمد بن الحنفية عمرافنا شدته اليوم أنت امام فارشدني اليك فقال هو الامام علي و عليك و علي الخلق كلهم فلما دنوت منك سميتني باسم الذي سمتني به أمي فعلمت انك الأمام الذي فرض الله علي و علي كل مسلم طاعته و قال ولدتني امي فسمتني و ردان فدخل عليها و الدي و قال سميته كنكر و والله ما سماني احد من الناس الي يومي هذا غيرك فأشهد انك امام من في الارض و امام من في السماء [50] .

51. عنه باسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال كان فيما أوصي به



[ صفحه 308]



الي أبي انه قال يا بني اذا أنا مت فلايلي غسلي غيرك، فان الامام لايغسله الا مثله بعده اعلم يا بني ان عبدالله أخاك سيدعوا الناس الي نفسه فامنعه فان أبي فدعه فان عمره قصير قال الباقر عليه السلام: فلما مضي أبي ادعي عبدالله الامامة فلم انازعه فلم يلبث الا شهور ايسيرة حتي قضي نحبه، و قال سيخرج ابني زيد بعد موتي و يدعوا الرجال الي نفسه و يخلع ابني جعفر اولا يلبث الا ثلثا حتي يقتل و يصلب و يحرق بالنار و يذري بالريح و يمثل به مثله ما مثل بها أحد قبله [51] .

52. عنه قال: ان حماد بن حبيبت الكوفي القطان قال خرجنا سنة حجاجا فرحلنا من زبالة فاستقبلنا ريح سوداة مظلمه فتفرقت القافلة فتهت في تلك البراري فاتيت الي واد قفر فجنني الليل فآويت الي شجرة فلما اختلط الظلام اذا أنا بشاب عليه أطمار بيض، قلت هذا ولي من أولياء الله متي ما أحس بحركتي خشيت نفاذه فاخفيت نفسي فدنا الي موضع فتهيأ للصلوة و قد نبع له ماء فوثب قائما يقول.

يا من حاز كل شي ء ملكوتا و قهر كل شي ء جبروتا صل علي محمد و آل محمد و اولج قلبي فرح الاقبال عليك و الحقني بميدان المطيعين لك، و دخل في الصلوة فتهيأت أيضا للصلوة ثم قمت خلفه و اذا بمحراب مثل في ذلك الوقت قدامه و كلما مربابا فيها الوعد و الوعيد يرددها بانتحاب و حنين فلما تقشع الظلام قام فقال يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا و أمه الخائفون فوجدوه معقلا و لجاء اليه العائذون فوجدوه مؤملا متي راحة من نصب لغيرك بدنه و متي فرح من قصد سواك لغيرك همته.

الهي قد انقشع الظلام و لم أقض من خدمتك و طرا و لا من حياض مناجاتك صدرا صل علي محمد و آل محمد و آل محمد و افعل بي أولي الأمرين بك و نهض



[ صفحه 309]



فتعلقت به فقال لو صدق توكلك ما كنت ضالا ولكن ابتعني واقف اثري و خذ بيدي فخيل لي أن الأرض تمتده من تحت قدمي فلما انفجر عمود الصبح قال هده مكة قلت: من أنت بالذي ترجوه قال اما اذا أقسمت علي فانا علي بن الحسين عليهماالسلام [52] .

53. عنه باسناده عن أبي خالد الكابلي انه قال قلت لعلي بن الحسين عليهماالسلام من الامام بعدك قال: محمد ابني يبقر العلم بقرأ و من بعد محمد جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق قلت كيف اسمه الصادق و كلكم الصادقون قال: حدثني أبي عن أبيه، عن رسول الله، قال: اذا ولد أبي جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طاب فسموه الصادق فان الخامس من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة اجتراءا علي الله تعالي كذبا عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري علي الله ثم بكي زين العابدين فقال كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي الله و المغيث في حفظ الله فكان كما ذكر [53] .

54. عنه باسناده عن أبي حمزة الثمالي قال خرجت مع علي بن الحسين عليهماالسلام الي ظاهر المدينة فلما وصل الي حائط قال اني انتهيت يوما الي هذا الحايط فانكبت عليه فاذا رجل عليه ثوبان أبيضان، فنظر في وجهي ثم قال لي مالي أراك حزينا، علي الدنيا فهو رزق من الله يأكل منه البر و الفاجر قلت ما علي الدنيا حزني و ان القول كما تقول، فقال فعلي الآخرة فهي وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر قلت: لا قال فعلام حزنك قلت للخوف من فتنة ابن الزبير فتبسم ثم قال: هل رأيت أحدا توكل علي الله فلم يكفه، فقلت لا فقال هل رأيت أحدا يسئل الله تعالي فلم يعطه قلت: لا قال: فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه قلت: لا قال: فاذا



[ صفحه 310]



ليس قدامي أحدا [54] .

55. روي ابن شهر آشوب عن المنهال بن عمرو، في خبر قال حججت فلقيت علي بن الحسين عليهماالسلام فقال ما فعل حرملة بن كاهل قلت تركته حيا بالكوفة فرفع يديه ثم قال اللهم اذقه حر الحديد، اللهم اذقه حر النار فتوجهت نحو المختار فاذا بقوم يركضون و يقولون البشارة أيها الأمير قد أخذ حرملة و قد كان تواري عنه فامر يقطع يديه و رجليه و حرقه بالنار.

قالوا و كان المختار كاتب علي بن الحسين عليهماالسلام يريد أن يبايع له و بعث اليه بمال فأبي أن يقبله و أن يحبيبه [55] .

56. عنه، عن جابر عن أبي عبدالله في قوله تعالي: «هل تحس منهم أحد أو تسمع لهم ركزا» فقال جابرهم بنو أمية و يوشك أن لا تحس منهم أحد يرجي و لا يخشي فقلت رحمك الله و ان ذلك لكائن فقال ما أسرعه سمعت علي بن الحسين عليهماالسلام يقول انه قد رأي أسبابه [56] .

57. عنه قال: أبو عبدالله بن عباس في المقتضب، عن سعيد بن المسيب في خبر طويل عن أم سليم صاحبة الحصي قال يا ام سليم ايتيني بحصاة فدفعت اليه الحصاة من الأرض فاخذها فجعلها كهيئة الدقيق السحيق ثم عجنها فجلعها يا قوتة حمراء ثم قال بعد كلام ثم ناداني يا ام سليم قلت لبيك قال ارجعي فرجعت فاذا هو واقف في صرحة داره وسطا فمديده اليمني فانخرقت الدور و الحيطان و سكك المدينة و غابت يده عني ثم قال خذي يا أم سليم فناولني و الله كيسا فيه دنانير و قرط من ذهب و فصوص كانت لي من جزع في حق لي في منزلي فاذا الحق حقي [57] .



[ صفحه 311]



58. عنه، عن كتاب الانوار ان ابليس تصور لعلي بن الحسين عليهماالسلام و هو قائم يصلي في صورة أفعي له عشرة رؤس محددة الأنياب منقلبة الأعين بحمرة فطالع عليه من جوف الأرض من موضع سجوده، ثم تطاول محرابه فلم يفزعه ذلك و لم يكسر طرفه اليه فانقض علي رؤس أصابعه يكدمها بأنيابه و ينفخ عليها من نار جوفه و هو لا يكسر طرفه اليه لا يحول قدميه عن مقامه، و لا يختلجه شك و لا وهم في صلوته و لا قراءته فلم يلبث ابليس حتي انقض اليه شهاب محرق من السماء فلما أحس به صرخ و قام الي جانب علي بن الحسين عليهماالسلام في صورته الأولي ثم قال يا علي أنت سيد العابدين كما سميت و أنا أبليس و الله لقد رأيت عبادة النبيين، من عهد أبيك آدم و اليك فما رأيت مثلك و لا مثل عبادتك ثم تركه و ولي و هو في صلوته لا يشغله كلامه حتي قضي صلوته علي تمامها. [58] .

59. عنه، عن كتاب الانوار انه كان قائما يصلي حتي وقف ابنه محمد و هو طفل الي بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت اليه أمه فصرخت و اقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر و تستغيث و تقول: يابن رسول الله غرق ولدك محمد و هو لا ينثني عن صلوته و هو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر فلما طال عليها ذلك قالت حزنا علي ولدها ما أقسي قلوبكم يا أهل بيت رسول الله فأقبل علي صلوته و لم يخرج عنها الا عن كمالها و اتمامها.

ثم أقبل عليها و جلس علي أرجاء البئر و مد يده الي قعرها و كانت لا تنال الا برشاء طويل فاخرج ابنه محمد علي يديه يناغي و يضحك لم يبتل له ثوب و لا جسد بالماء فقال هاك يا ضعيفة اليقين بالله فضحك لسلامة ولدها وبكت لقوله يا ضعيفة اليقين بالله فقال لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار



[ صفحه 312]



لوملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني أفمن يري راحما بعده [59] .

60. عنه، عن عبدالله بن سليمان الحضرمي في خبر طويل ان غانم بن ام غانم دخل المدينة و معه امه و سأل هل تحسون رجلا من بني هاشم اسمه علي قالوا نعم هو ذاك فدلوني علي علي بن عبدالله بن عباس فقلت له معي حصاة ختم عليها علي و الحسن و الحسين عليهم السلام و سمعت أنه يختم عليه رجل اسمه علي فقال علي بن عبدالله بن العباس يا عدو الله كذبت علي علي بن أبي طالب و علي الحسن و الحسين و صار بنو هاشم يضربونني حتي أرجع عن مقالتي.

ثم سلبوا مني الحصاة فرأيت في ليلتي في منامي الحسين عليه السلام و هو يقول لي هاك الحصاة يا غانم و امض علي ابني فهو صاحبك فانتبهت والحصاة في يدي فاتيت الي علي بن الحسين عليهم السلام فختمها و قال لي ان في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا فقال في ذلك غانم ابن ام غانم:



أتيت عليا أبتغي الحق عنده

و عند علي عبرة لا احاول



فشد و ثاقي ثم قال لي اصطبر

كأني مخبول عراني خابل



فقلت لحاك الله و الله لم اكن

لأكذب في قولي الذي انا قائل



و خلي سبيلي بعد ضنك فأصبحت

محلاته نفسي و سربي سائل



و قلت و خير القول ما كان صادقا

و لا يستوي في الدين حق و باطل



و لا يستوي من كان بالحق عالما

كأخر يمسي و هو للحق جاهل



و أنت الامام الحق يعرف فضله

و ان قصرت عنه النهي و الفضائل



و أنت وصي الأولياء محمد

أبوك و من نيطت اليه الوسائل [60] .



61. عنه، عن كتاب الارشاد، عن الزهري قال سعيد بن المسيب: كان



[ صفحه 313]



الناس لا يخرجون من مكة حتي يخرج علي بن الحسين، فخرج و خرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلي ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر و لا مدر الا سبحوا معه ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد افزعت قلت نعم يابن رسول الله قال هذا التسبيح الاعظم و في رواية سعيد بن المسيب، كان القراء لا يحجون حتي يحج زين العابدين عليه السلام و كان يتخذ لهم السويق الحلو و الحامض و يمنع نفسه فسبق يوما الي الرحل فألفتيه و هو ساجد، فو الذي نفس سعيد بيده لقد رأيت الشجر و المدر و الرحل و الراحلة يردون عليه مثل كلامه [61] .

62. عنه، عن ابراهيم بن أدهم و فتح الموصلي قال: كل واحد منهما كنت أسيح في البادية مع القافلة فعرضت لي حاجة فتنحيت عن القافلة فاذا أنا بصبي يمشي فقلت سبحان الله بادية بيداوصبي يمشي فدنونت منه و سلمت عليه فرد علي السلام فقلت له الي أين قال أريد بيت ربي فقلت: حبيبي انك صغير ليس عليك فرض و لا سنة: فقال يا شيخ ما رأيت من هو أصغر سنا مني مات فقلت أين الزاد و الراحلة فقال زادي تقواي و راحلتي رجلاي و قصدي مولاي.

فقلت ما أري شيئا من الطعام معك فقال يا شيخ هل يستحسن أن يدعوك انسان الي دعوة فتحمل من بيتك الطعام، قلت: لا قال الذي دعاني الي بيته هو يطعمني و يسقيني فقلت أرفع رجلك حتي تدرك، فقال علي الجهاد و عليه الابلاغ أما سمعت قوله تعالي:«و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و ان الله مع المحسنين» قال فبينا نحن كذلك اذ أقبل شاب حسن الوجه عليه ثياب بيض حسنة فعانق الصبي و سلم عليه.

فاقبلت علي الشاب و قلت له: أسألك بالذي حسن خلقك من هذا الصبي



[ صفحه 314]



فقال أما تعرفه هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فتركت الشاب و أقبلت علي الصبي فقلت أسألك بآبائك من هذا الشاب فقال ما تعرفه هذا أخي الخضر يأتينا كل يوم يسلم علينا فقلت أسألك بحق آبائك لما أخبرتني بما تجوز المفاوز بلازاد.

قال بلي أجوز بزاد و زادي فيها أربعة أشياء قلت و ما هي قلت أري الدنيا كلها بحذافيرها مملكة الله و أري الخلق كلهم عبيدالله و امائه و عياله و أري الاسباب والأرزاق بيد الله و أري قضاء الله نافذا في كل أرض الله فقلت نعم الزاد زادك يا زين العابدين و أنت تجوز بها مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا [62] .

63. عنه، و في حديث أبي حمزة الثمالي انه دخل عبدالله بن عمر علي زين العابدين و قال يا بن الحسين أنت الذي تقول ان يونس بن متي انما ألقي من الحوت ما لقي لأنه عرضت عليه و لاية جدي فتوقف عندها قال بلي ثكلتك أمك قال فارني آية ذلك ان كنت من الصادقين، فأمر بشد عينيه بعصابة و عيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فاذا نحن علي شاطي ء البحر تضرب أمواجه فقال ابن عمر يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي فقال هيه و أريه ان كنت من الصادقين.

ثم قال يا أيتها الحوت قال فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم و هو يقول لبيك لبيك يا ولي الله فقال من أنت قال أنا حوت يونس يا سيدي، قال أنبأنا بالخبر، قال يا سيدي ان الله تعالي لم يبعث نبيا من آدم الي ان صار جدك محمدا الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلم و تخلص و من توقف عنها و تتعتع في حملها لقي ما لقي آدم من المعصية و ما لقي نوح من الغرق و ما لقي ابراهيم من النار و ما لقي يوسف من الجب و ما لقي أيوب من البلاء و ما لقي



[ صفحه 315]



داود من الخطيئة الي ان بعث الله يونس.

فأوحي الله اليه أن يا يونس تول أميرالمؤمنين عليا و الأئمة الراشدين من صلبه في كلام له قال فكيف أتولي لم أره و لم أعرفه و ذهب مغتاظا فأوحي الله تعالي الي ان التقمي يونس و لا توهني له عظما فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف مع البحار في ظلمات ثلاث ينادي انه لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب، و الأئمة الراشدين من ولده، فلما أن آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته علي ساحل البحر فقال زين العابدين ارجع ايها الحوت الي و كرك و استوي الماء [63] .

64. أبو جعفر المشهدي باسناده، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه قال: جاء محمد بن الحنفية رضي الله عنه الي علي بن الحسين زين العابدين صلوات الله عليهما و قال: يا علي ألست تقر باني امام عليك؟ قال: يا عم لو علمت ذلك لما خالفتك و ان طاعتي عليك و علي الخلق مفترضة و قال: يا عم أما تعلم أني وصي أبي، و أبي وصي أبيه؟! فتشاجرا ساعة، فقال: علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام من ترضي أن يكون بيننا؟ قال: من شئت.

قال: أترضي أن يكون بيننا الحجر الأسود؟ قال: سبحان الله أدعوك الي الناس و تدعوني الي حجر أسود لا يتكلم؟ فقال علي عليه السلام: يتكلم أما علمت أنه يأتي يوم القيامة و له عينان و لسان و شفتان يشهد لمن وافاه بالموافاة؟! فندنوا أنا و أنت فندعوا الله عزوجل أن ينطقه لنا، أينا حجة الله علي خلقه فانطلقا و صليا عند مقام ابراهيم صلوات الله عليه و دنوا من الحجر و قد كان محمد بن الحنفية قال له: لئن لم أجبك الي ما دعوتني اليه اني اذا لمن الظالمين.



[ صفحه 316]



فقال علي بن الحسين عليهماالسلام لمحمد تقدم يا عمي فانك أسن مني فقال محمد للحجر: أسألك بحرمة الله و حرمة رسول الله و بحرمة كل مؤمن ان كنت تعلم اني حجة الله علي علي بن الحسين الا نطقت بالحق و بينت ذلك لنا فلم يجبه ثم قال: محمد لعلي عليه السلام تقدم فسأله فتقدم علي بن الحسين عليهماالسلام فتكلم بكلام لا يفهم.

ثم قال: أسألك بحرمة الله تعالي و حرمة رسوله، و حرمة أميرالمؤمنين و حرمة الحسن و حرمة الحسين و حرمة فاطمة بنت محمد عليهم السلام أجمعين ان كنت تعلم أني حجة الله علي عمي الا نطقت بذلك و بينته لنا حتي يرجع عن رأيه فقال الحجر بلسان عربي: يا محمد بن علي اسمع و أطع علي بن الحسين، فانه حجة الله علي خلقه فقال ابن الحنفية عند ذلك: سمعت و أطعت و سلمت [64] .

65. عنه عن ثابت بن دينار، عن ثوير بن سعيد بن علاقة، قال: دخل محمد ابن الحنفية رضي الله عنه علي سيد العابدين علي بن الحسين صلوات الله عليهما فرفع يده فلطمه، و هو في عينه صغير، ثم قال: أنت الذي تدعي الامامة فقال له: علي بن الحسين صلوات الله عليه: اتق الله، و لا تدع ما ليس لك، فقال: هي و الله لي فقال له علي بن الحسين: قم بنا نأتي المقابر حتي يتبين لي ولك فذهبا حتي انتهيا الي قبر طري.

فقال له: هذا ميت قريب العهد بالموت فادعه و اسأله عن خبرك، فان كنت اماما أجابك والا دعوته فأخبرني، فقال له: أو تفعل ذلك؟! قال: نعم فقال له محمد بن الحنفية فلا أستطيع أن أفعل ذلك، قال: فدعا الله تعالي علي بن الحسين عليهم السلام بما أراد ثم دعا صاحب القبر فخرج ينفض التراب عن رأسه و هو يقول: الحق لعلي بن الحسين دونك، قال: فأقبل محمد بن الحنفية وانكب علي رجل علي بن



[ صفحه 317]



الحسين يقبلهما و يلوذبه و يقول: استغفر لي [65] .

67. عنه، عن ابن شهاب الزهري، قال: شهدت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يوم جهز الي عبدالملك بن مروان من المدينة الي الشام فأثقله حديدا و كل به حفاظا في عدة و جمع فاستأذنتهم في التسليم عليه و التوديع له فأذنوا لي، فد خلت عليه و هو في قبة والاقياد في رجليه، و الغل في يديه، فبكيت و قلت: وددت انني مكانك و أنت سالم. فقال: يا زهري، أو تظن هذا مما تري علي و في عنقي يحزنني؟! أما لو شئت ما كان فانه ان بلغ منك و من أمثالك ليذكر القبر.

ثم أخرج يده من الغل و رجليه من القيد و قال يا زهري لا جزت معهم علي ذا منزلين من المدينة، فما لبثنا الا أربع ليال حتي قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه و كنت فيمن يسألهم عنه، فقال لي بعضهم انا لنراه متبوعا انه لنازل و نحن حوله نحرسه اذا أصبحنا فما وجدنا في محلة الا حديدة فقال الزهري: فقدمت بعد ذلك علي عبد الملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين عليه السلام.

فأخبرته فقال لي: قد جائني في يوم فقده الأعوان، فدخل علي فقال: ما أنا و أنت؟ قلت: أقم عندي، فقام «لا أحب» ثم خرج فو الله لقد امتلأت في ثوبي خيفة، قال الزهري: فقلت: يا أميرالمؤمنين، ليس علي بن الحسين حيث تظن، انه مشغول بنفسه، فقال: حبذا شغل مثله، فنعم ما شغل به، قال: كان الزهري اذا ذكر علي بن الحسين صلوات الله عليه بكي و قال: زين العابدين [66] .

68. عنه، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، و عبد الرزاق، عن معمر، عن علي بن زيد، قال: قلت لسعيد بن المسيب: انك أخبرتني ان علي بن الحسين صلوات الله عليهما النفس الزكية و انك لا تعرف له نظيرا قال: كذلك و ما هو



[ صفحه 318]



مجهول ما أقول فيه، و الله ما رؤي مثله، قال علي بن زيد، فقلت له: و الله ان هذه الحجة لوكيدة يا سعيد، فلم لم تصل علي جنازته.

قال: سمعته يقول: أخبرني أبي أبو عبدالله الحسين، عن أبيه، عن النبي عليهم السلام، عن جبرئيل، عن الله تعالي انه، قال: ما من عبد من عبادي آمن بي، و صدق بك و صلي في مسجدك ركعتين علي خلاء من الناس، الا غفرت له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، فلم أر شاهدا أفضل من علي بن الحسين، حيث حدثني بهذا الحديث فلما أن مات شهد جنازته البر و الفاجر و أثني عليه الصالح والطالح و انهال الناس يتبعونه حتي وضعت الجنازة.

فقلت: ان أدركت الركعتين يوما من الدهر فاليوم فلم يبق رجل و لا امرأة ثم خرجتا الي الجنازة، فوثبت لأصلي فجاء تكبير من السماء فاجابه تكبير من الأرض ففزعت و سقطت علي وجهي، فكبر من في السماء سبعا و كبر من في الأرض سبعا و صلوا علي علي بن الحسين صلوات الله عليهما و دخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين و لا الصلاة عليه، ان هذا لهو الخسران المبين قال: فبكي سعيد، و قال: ما أردت الا خيرا، ليتني كنت صليت عليه، فانه ما روي مثله [67] .

69. عنه، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله عليه السلام، قال: و كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما مع أصحابه، في طريق مكة، فمر به ثعلب و هم يتغدون فقال لهم علي بن الحسين: هل لكم أن تعطوني موثقا من الله لا تهيجون هذا الثعلب فأدعوه فيجيئني فحلفوا له فقال: يا ثعلب أنت آمن فجاء حتي أقعي بين يديه، فطرح اليه فولي به فأكله.

ثم قال: هل لكم أن تعطوني أيضا موثقا من الله فأدعوه أيضا فيجيبني؟



[ صفحه 319]



فحلفوا له فقال: يا ثعلب. أنت آمن فجاء حتي أقعي بين يديه، فكلح له رجل في وجهه، فخرج يعدو، فقال: صلوات الله عليه و أيكم الذي خفر ذمتي فأخبره الرجل ثم استغفر الله و سكت [68] .

70. عنه، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، عن أبي جعفر عليه السلام، قال بينما علي بن الحسين صلوات الله عليهما مع أصحابه اذا أقبلت ظبية من الصحراء حتي قامت حذاءه و حمحمت فقال بعض القوم: يابن رسول الله ما تقول هذه الظيبة قال: تزعم أن فلانا القرشي أخذ خشفها بالأمس و أنها لم ترضعه من الأمس شيئا فبعث اليه علي بن الحسين أن أرسل الي بالخشف، فبعث به اليه، فلما أن رأته حمحمت و ضربت بيده ثم رجع فوهبه علي بن الحسين عليهماالسلام لها و كلمها بكلام نحو كلامها فحمحمت و ضربت بيدها، و انطلقت و الخشف معها فقالوا يابن رسول الله ماالذي قالت؟ قال: دعت الله لكم و جزتكم خيرا [69]

71. الفتال النيشابوري، قال الزهري، كنت عند علي بن الحسين فجاء رجل من أصحابه، فقال له علي بن الحسين ما خبرك أيها الرجل فقال الرجل خبري يا بن رسول الله اني أصبحت و علي خمسمائة دينار دين لا قضاء عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما اعود عليهم به قال فبكي علي بن الحسين بكاء شديدا فقيل له ما يبكيك يابن رسول الله، فقال و هل يعد البكاء الا المصائب و المحن الكبار قالوا كذلك يابن رسول الله قال فاية محنة و مصيبة أعظم علي حر مؤمن من أن يري بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها و يشاهده علي فاقة فلا يطيق رفعها.

قال و تفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المخالفين، و هو يطعن، علي علي بن الحسين عليهماالسلام عجبا لهؤلاء يدعون أن السماء و الأرض و كل شي ء يطيعهم



[ صفحه 320]



و أن الله لا يردهم عن شي ء طلبا لهم، ثم يعترفون أخري بالعجز عن اصلاح خواص اخوانهم فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة، فجاء الي علي بن الحسين عليهماالسلام، فقال يابن رسول الله بلغني عن فلان كذا و كذا و كان ذلك أغلظ علي من محنتي.

فقال علي بن الحسين عليهماالسلام فقد أذن الله في فرجك يا فلانة احملي سحوري و فطوري، فحملت قرصين، فقال علي بن الحسين عليهماالسلام للرجل خذهما فليس عندنا غيرهما، فان الله يكشف عنك بهما و ينيلك خيرا واسعا منهما فاخذهما الرجل و دخل السوق ما يدري ما يصنع بهما يتفكر في ثقل دينه و سوء حال عياله، و يوسوس اليه الشيطان أين موقع هاتين حاجتك.

فمر بسماك قدبات عليه سمكته قد أراحت فقال له سمكتك هذه بائرة عليك واحدي قرصتي هاتين بائرة علي فهل لك أن تعطيني سمكتك بائرة و تأخذ قرصتي هذه البائرة، فقال: نعم فأعطاه السمكة، و أخذ القرصة ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه فقال هل لك أن تعطيني ملحك هذه المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها قال: نعم ففعل فجاء الرجل باسمكة و الملح.

فقال هذه بهذه فلما شق بطن السمكة وجد فيها لؤلؤتين فاخرتين فحمدالله عليهما فبينا هو في سروره ذلك اذ قرع بابه فنظر من الباب فاذا صاحب السمكة و صاحب الملح قد جاءا يقول كل واحد منهما يا عبدالله جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص فلم نعمل فيه أسناننا و ما نظنك الا و قد تناهيت في سوء الحال و مرنت علي الشقا قد رددنا فأخذ القرصين منهما فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه فاذا رسول علي بن الحسين عليهماالسلام.

فدخل فقال انه يقول لك ان الله قد أتاك الفرج فاردد طعامنا فانه لا يأكله



[ صفحه 321]



غيرنا و باع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضا دينه منه، و حسنت بعد ذلك حاله فقال بعض المخالين ما أشد هذه التفاوت بينا علي بن الحسين لا يقدر أن يسد منه فاقة اذا اغناه هذه الغناء العظيم كيف يكون هذا و كيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر علي الغناء العظيم، فقال: علي بن الحسين عليهم السلام هكذا قالت قريش للنبي عليه السلام كيف يمضي الي بيت المقدس و يشاهد ما فيه من آثار الانبياء من مكة و يرجع اليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مكة الي المدينة الا في اثني عشر يوما و ذلك حين هاجر معها.

ثم قال علي بن الحسين عليهماالسلام جهلوا و الله أمر الله و أمر أوليائه معه ان المراتب الرفيعة لاتنال الا بالتسليم لله جل ثناؤه و ترك الاقتراح عليه و الرضا بما يريدهم به أن أولياء الله صبروا علي المحن و المكاره صبرا لم يساويهم فيه غيرهم فجازاهم لله عزوجل عن ذلك بازاء ما وجب لهم نجح جميع طلباتهم لكنهم مع ذلك لا يريدون منه الا ما يريده لهم [70] .

72. عنه، قال الزهري حدثنا علي بن الحسين عليهماالسلام و كان أفضل هاشمي أدركناه قال احبونا حب الاسلام فما زال حبكم لنا حتي صار شيئا علينا [71] .

73. الاربلي، قال أبو حمزة الثمالي: أتيت باب علي بن الحسين عليهماالسلام فكرهت أن أصوت فقعدت حتي خرج فسلمت عليه و دعوت له فرد علي ثم انتهي الي حايط فقال: يا با حمزة ألا تري هذا الحائط؟ فقلت: بلي يابن رسول الله قال: فاني اتكأت عليه يوما و أنا حزين، و اذا رجل حسن الوجه، حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا أعلي الدنيا؟ فهو



[ صفحه 322]



رزق حاضر يأكل فيها البر و الفاجر.

فقلت: ما عليها أحزن انه لكما تقول، فقال: اعلي الاخرة فانه وعد صادق يحكم فيه مالك قاهر قال: قلت: ما علي هذا احزن و انه لكما تقول فقال: و ما حزنك يا علي؟ فقلت: ما أتخوف من فتنة ابن الزبير فقال لي: يا علي هل رأيت أحد اسئل الله فلم يعطه قلت لا، قال: فخاف الله فلم يكفه قلت لا فغاب عني فقيل لي يا علي بن الحسين هذا الخضر عليه السلام ناجاك [72] .

74. عنه قال: و وقع الي كتاب دلايل رسول الله صلي الله عليه و آله تأليف أبي العباس عبدالله بن جعفر الحميري، فنقلت منه قال: دلايل أبي محمد علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، كان علي بن الحسين في سفر و كان يتغدي و عنده رجل: فأقبل غزال في ناحية يتقمم و كانوا يأكلون علي سفرة في ذلك الموضع، فقال له علي بن الحسين ادن فكل، فانت آمن، فدني الغزال فأقبل يتقمم من السفرة: فقام الرجل الذي كان يأكل معه بحصا فقذف بها ظهره فنفر الغزال و مضي، فقال له علي ابن الحسين: أخفرت ذمتي لا كلمتك كلمة أبدا [73] .

75. عنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان أبي خرج الي ماله و معنا ناس من مواليه و غيرهم، فوضعت المائدة لنتغدي و جاء ظبي و كان منه قريبا، فقال له: يا ظبي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أمي فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله هلم الي هذا الغداء فجاء الظبي حتي أكل معهم ماشاء الله أن يأكل ثم تنحي الظبي، فقال له: بعض غلمانه رد علينا فقال: لهم لا تخفروا ذمتي؟ قالوا: لا.

فقال له: يا ظبي أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أمي فاطمة بنت



[ صفحه 323]



رسول الله صلي الله عليه و آله هلم الي هذا الغداء و أنت آمن في ذمتي فجاء الظبي في الحال حتي قام علي المائدة يأكل معهم، فوضع رجل من جلسائه يده علي ظهره فنفر الظبي، فقال علي بن الحسين: أخفرت ذمتي لا كلمتك كلمة أبدا [74] .

76. عنه قال: و تلكات عليه ناقته بين جبال رضوي، فأناخها ثم أراها السوط والقضيب ثم قال: لتنطلقن أو لأفعلن، فانطلقت و ما تلكأت بعدها [75] .

77. قال المجلسي: ذكر محمد بن علي مؤلف كتاب الانبياء و الأوصياء من آدم عليه السلام الي المهدي عليه السلام في حديث علي بن الحسين عليهماالسلام ما هذا لفظه أو معناه: و روي أن رجلا أتي علي بن الحسين و عنده أصحابه قال له: ممن الرجل قال: أنا منجم قائف عراف فنظر اليه ثم قال: هل ادلك علي رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة آلاف عالم قال: من هو؟ قال: أما الرجل فلا أذكره ولكن ان شئت أخبرتك بما أكلت و ادخرت في بيتك، قال: نبئني، قال: أكلت في هذا اليوم جبنا فأما في بيتك عشرون دينارا منها ثلاثة دنانير وازنة، فقال له الرجل: و أنت صديق امتحن الله قلبك بالايمان و أثبت [76] .

78. عنه، باسناده الي محمد بن جرير الطبري، في كتاب الامامة قال: حضر علي بن الحسين عليهماالسلام الموت فقال: يا محمد أي ليلة هذه؟ قال ليلة كذا و كذا قال: و كم مضي من الشهر؟ قال: كذا و كذا، قال: انها الليلة التي و عدتها و دعا بوضوء فقال: ان فيه فارة، فقال بعض القوم: انه ليهجر فقال: هاتوا المصباح فجي ء به فاذا فيه فارة فأمر بذلك الماء فأهريق و أتوه بماء آخر فتوضأ و صلي حتي اذا كان آخر





[ صفحه 324]



اليل توفي [77] .

79. عنه، رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا روي ان رجلا مؤمنا من أكابر بلاد بلخ كان يحج البيت و يزور النبي في أكثر الأعوام و كان يأتي علي بن الحسين و يزوره و يحمل اليه الهدايا و التحف، و يأخذ مصالح دينه منه ثم يرجع الي بلاده فقالت له زوجته، أراك تهدي تحفا كثيرة و لا أراه يجازيك عنها بشي ء، فقال: ان الرجل الذي نهدي اليه هدايانا هو ملك الدنيا و الآخرة، و جميع ما في أيدي الناس تحت ملكه، لانه خليفة الله في أرضه و حجته علي عباده و هو ابن رسول الله صلي الله عليه وآله و امامنا.

فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته ثم ان الرجل تهيأ للحج مرة اخري في السنة القابلة و قصد دار علي بن الحسين عليهماالسلام فاستأذن عليه فأذن له فدخل فسلم عليه و قبل يديه و وجد بين يديه طعاما فقربه اليه و أكره بالأكل معه فأكل الرجل ثم دعا بطست و ابريق فيه ماء فقام الرجل، و أخذ الابريق و صب الماء علي يدي الامام فقال: يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب علي يدي الماء؟ اني أحب ذلك.

فقال الامام عليه السلام لما أحببت ذلك فو الله لا رينك ما تحب و ترضي و تقربه عيناك، فصب الرجل علي يديه الماء حتي امتلأ ثلث الطست فقال الامام عليه السلام للرجل ما هذا؟ فقال: ماء، قال الامام: بل هو ياقوت أحمر فنظر الرجل، فاذا هو قد صار ياقوتا أحمر باذن الله تعالي، ثم قال يا رجل صب الماء فصب حتي امتلأ ثلثا الطست فقال عليه السلام: ما هذا؟ قال هذا ماء: قال بل هذا زمرد أخضر فنظر



[ صفحه 325]



الرجل فاذا هو زمرد أخضر.

ثم قال: صب الماء فصبه علي يديه حتي امتلأ الطست فقال ما هذا؟ فقال: هذا ماء قال: بل هذا در أبيض، فنظر الرجل اليه، فاذا هو در أبيض، فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان، در و ياقوت و زمرد، فتعجب الرجل و انكب علي يديه يقبلهما فقال: يا شيخ لم يكن عندنا شي ء نكافيك علي هداياك الينا، فخذ هذه الجواهر عوضا عن هديتك و اعتذر لنا عند زوجتك لانها عتبت علينا فأطرق الرجل رأسه و قال: يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي؟ فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة.

ثم ان الرجل و دع الامام و أخذ الجواهر و ساربها الي زوجته، و حدثها بالقصة فسجدت لله شكرا و أقسمت علي بعلها بالله العظيم أن يحملها معه اليه فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة أخذها معه فمرضت في الطريق و مات قريبا من المدينة، فأتي الرجل الامام باكيأ و أخبره بموتها، فقام الامام و صلي ركعتين و دعا الله سبحانه بدعوات ثم التفت الي الرجل، و قال له: ارجع الي زوجتك فان الله عزوجل قد أحياها بقدرته و حكمته و هو يحيي العظام وهي رميم.

فقام الرجل مسرعا فلما دخل خيمته و جد زوجته جالسة علي حال صحتها، فقال لها: كيف أحياك الله؟ قالت: و الله لقد جاءني ملك الموت و قبض روحي و هم أن يصعد بها، فاذا أنا برجل صفة كذا و كذا و جعلت تعد أوصافه و بعلها يقول: نعم صدقت هذه صفة سيدي و مولاي علي بن الحسين عليهماالسلام قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلا انكب علي قدميه يقبلهما و يقول: السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا زين العابدين، فرد عليه السلام و قال له:

يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة الي جسدها، فانها كانت قاصدة الينا و اني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة أخري و يحييها حياة طيبة، لقدومها الينا



[ صفحه 326]



زائرة لنا فقال الملك سمعا و طاعة لك يا ولي الله، ثم أعاد روحي الي جسدي و أنا أنظر الي ملك الموت قد قبل يده عليه السلام و خرج علي فأخذ الرجل بيد زوجته و أدخلها اليه و هو ما بين أصحابه فانكبت علي ركبتيه تقبلهما و هي تقول: هذا و الله سيدي و مولاي، و هذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه، قال فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الامام عليه السلام بقية أعمارهما الي ماتا رحمة الله عليهما [78] .

80. عنه قال: روي البرسي في مشارق الأنوار أن رجلا قال: لعلي بن الحسين عليهماالسلام بماذا فضلنا علي أعدائنا و فيهم من هو أجمل منا؟ فقال له الامام عليه السلام أتحب أن تري فضلك عليهم؟ فقال: نعم، فمسح يده علي وجهه و قال: أنظر فنظر فاضطرب و قال: جعلت فداك ردني الي ما كنت فاني لم أر في المسجد الا دبا وقردا و كلبا فمسح يده علي وجهه فعاد الي حاله [79] .

81. الحافظ أبو نعيم حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن أحمد بن اسحاق بن خزيمة ثنا سعيد بن عبدالله بن عبدالحكم،قال ثنا عبدالرحمن بن واقد ثنا يحيي بن ثعلبة الأنصاري ثنا أبو حمزة الثمالي، قال: كنت عند علي بن الحسين عليهماالسلام فاذا عصا فيريطرن حوله يصرخن، فقال: يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير؟ فقلت لا: قال: فانها تقدس ربها عزوجل و تسأله قوت يومها [80] .



[ صفحه 327]




پاورقي

[1] بصائر الدرجات: 91 و الكافي: 393:1.

[2] بصائر الدرجات: 170.

[3] بصائر الدرجات: 171.

[4] بصائر الدرجات: 286.

[5] بصائر الدرجات: 341.

[6] بصائر الدرجات: 341.

[7] بصائر الدرجات: 343.

[8] بصائر الدرجات: 347.

[9] بصائر الدرجات: 349.

[10] بصائر الدرجات: 350.

[11] بصائر الدرجات: 352.

[12] بصائر الدرجات: 400.

[13] بصائر الدرجات: 505.

[14] الكافي: 468:1.

[15] الكافي: 468:1.

[16] دلائل الامامة: 84.

[17] دلائل الامامة 84.

[18] دلائل الامامة: ص 84.

[19] دلائل الامامة: ص 85.

[20] دلائل الامامة: ص 85.

[21] دلائل الامامة: ص 85.

[22] دلائل الامامة: ص 85.

[23] دلائل الامامة: ص 85.

[24] دلائل الامامة: ص 85.

[25] دلائل الامامة: ص 86.

[26] دلائل الامامة: ص 86.

[27] دلائل الامامة: ص 84.

[28] دلائل الامامة: ص 87.

[29] دلائل الامامة: ص 88.

[30] دلائل الامامة: ص 88.

[31] دلائل الامامة: 88.

[32] دلائل الامامة: ص 88.

[33] دلائل الامامة: ص 89.

[34] دلائل الامامة: ص 89.

[35] دلائل الامامة: ص 90.

[36] دلائل الامامة: ص 90.

[37] دلائل الامامة: ص 91.

[38] دلائل الامامة: ص 91.

[39] دلائل الامامة: ص 93.

[40] دلائل الامامة: ص 93.

[41] دلائل الامامة: ص 93.

[42] كمال الدين: 537.

[43] رجال الكشي: 111.

[44] الاختصاص: 299.

[45] الاختصاص: 300.

[46] الاختصاص: 319.

[47] الخرائج: 234.

[48] الخرائج: 235.

[49] الخرائج: 236.

[50] الخرائج: 237.

[51] الخرائج: 238.

[52] الخرائج: 239.

[53] الخرائج: 242.

[54] الخرائج: 242.

[55] مناقب ابن شهر آشوب: 238:2.

[56] مناقب ابن شهر آشوب: 238:2.

[57] المناقب: 238:2.

[58] المناقب: 238:2.

[59] المناقب: 239:2.

[60] المناقب ز 240:2.

[61] المناقب: 241 : 2.

[62] المناقب: 241.

[63] المناقب: 242:2.

[64] الثاقب في المناقب: 349.

[65] الثاقب في المناقب:351.

[66] الثاقب في المناقب: 353.

[67] الثاقب في المناقب.

[68] الثاقب في المناقب: 358.

[69] الثاقب في المناقب: 358.

[70] روضة الواعظين: 168.

[71] روضة الواعظين: 169.

[72] كشف الغمة: 76:2.

[73] كشف الغمة: 109:2.

[74] كشف الغمة: 109:2.

[75] كشف الغمة: 109:2.

[76] بحار الانوار:42:46.

[77] بحار الانوار: 43:46.

[78] بحارالانوار: 49:46.

[79] بحار الانوار: 49:46.

[80] حلية الولياء: 140:3.