بازگشت

النبوة


1. الصدوق حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق رضي الله عنه، قال: حدثنا ابو أحمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن عيسي قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثنا ابن كاسب قال: حدثنا عبدالله بن ميمون المكي قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهماالسلام في حديث طويل يقول في آخره: لما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله و جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته «كل نفس ذائقة الموت و انما توفون اجوركم يوم القيمة» ان في الله عزاء من كل مصيبة، و خلفا من كل هالك، و دركا من كل فائت فبالله فثقوا، و اياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب و السلام



[ صفحه 200]



عليكم و رحمة الله و بركاته، فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: هل تدرون من هذا؟ قالوا: لا قال: هذا هو الخضر عليه السلام [1] .

2. عنه حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا احمد بن ادريس، و محمد بن يحيي العطار جميعا قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيي، قال: حدثنا محمد بن يوسف التميمي عن جعفر بن محمد، عن ابيه، عن جده عليهم السلام عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: عاش ابو البشر آدم عليه السلام تسعمائة و ثلاثين سنة و عاش نوح عليه السلام ألفي سنة و أربعمائة سنة و خمسين سنة و عاش ابراهيم عليه السلام مائة و خمسا و سبعين سنة، و عاش اسماعيل بن ابراهيم عليه السلام مائة و عشرين سنة.

عاش اسحاق بن ابراهيم عليهماالسلام مائة و ثمانين سنة، و عاش يعقوب بن اسحاق مائة و عشرين سنة، و عاش يوسف بن يعقوب عليهماالسلام مائة و عشرين سنة و عاش موسي عليه السلام مائة و ستا و عشرين سنة، و عاش هارون عليه السلام مائة و ثلاثا و ثلاثين سنة و عاش داوود عليه السلام مائة سنة منها أربعون سنة ملكه، و عاش سليمان بن داوود عليه السلام سبعمائة و اثنتي عشرة سنة [2] .

3. عنه حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن الثمالي قال صليت مع علي بن الحسين عليهماالسلام الفجر بالمدينة يوم جمعة، فلما فرغ من صلوته و سبحته نهض الي منزله و أنا معه فدعا مولاة تسمي سكينة، فقال لها لا يعبر علي بابي سائل الا أطعمتموه، فان اليوم يوم الجمعة، قلت له: ليس كل من يسأل مستحقا، فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسئلنا مقا فلا نطعمه و نرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب و آله أطعموهم أطعموهم.



[ صفحه 201]



ان يعقوب كان يدبح كل يوم كبشا، فيتصدق منه و يأكل هو و عياله منه، و ان سائلا مؤمنا صواما محقاله عندالله منزلة، و كان مجتازا غريبا اعتر علي باب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره يهتف علي بابه، أطعموا السائل المجتاز الغريب الجايع من فضل طعامكم يهتف بذلك علي بابه مرارا و هم يسمعونه و قد جهلوا حقه، و لم يصدقوا قوله فلما يئس ان يطعموه، و غشيه الليل استرجع و استعبر و شكا جوعه الي الله عزوجل، و باب طاويا و أصبح صايما جائعا صابرا حامد لله و بات يعقوب و آل يعقوب شباعا بطانا، و اصبحوا و عندهم فضلة من طعامهم.

قال فأوحي الله عزوجل الي يعقوب: في صبيحة تلك الليلة لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استجررت بها غضبي و استوجبت بها أدبي و نزول عقوبتي و بلواي عليك و علي ولدك يا يعقوب، ان أحب انبيائي الي و أكرمهم علي من رحم مساكين عبادي، و قربهم اليه و أطعمهم و كان لهم مأوي و ملجأ يا يعقوب أما رحمت ذميال عبدي المجتهد في عبادتي القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما أعتر ببابك عندأ و ان افطاره و هتف بكم أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع فلم تطعموه شيئا.

فاسترجع و استعبر و شكاما به الي و بات طا و يا حامد الي، و اصبح لي صايما و انت يا يعقوب و لدك شباع و اصبحت و عندكم فضلة من طعامكم، أو ما علمت يا يعقوب، ان العقوبة و البلوي الي أوليائي أسرع منها الي أعدائي و ذلك حسن النظر مني لأوليائي و استدراج مني لأعدائي أما و عزتي لا نزل عليك بلواي و لأجعلنك ولدك غرضا لمصائبي، و لأوذينك بعقوبتي، فاستعدوا البلواي، و ارضوا بقضائي و اصبروا للمصايب: فقلت لعلي بن الحسين عليهماالسلام: جعلت فداك متي رأي يوسف الرؤيا.

فقال: في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب و آل يعقوب شباعا و بات فيها



[ صفحه 202]



ذميال طاويا جايعا فلما رأي يوسف الرؤيا و أصبح يقصها علي أبيه يعقوب، فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف مع ما أوحي الله عزوجل اليه ان استعد للبلاء فقال يعقوب ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه علي اخوتك فاني أخاف ان يكيدوا لك كيدا فلم يكتم يوسف روياه و قصها علي اخوته، قال علي بن الحسين عليه السلام و كانت أول بلوي نزلت بيعقوب و آل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا، قال فاشتدت رقة يعقوب علي يوسف و خاف ان يكون ما اوحي الله عزوجل اليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة.

فأشتدت رقته عليه من بين ولده، فلما رأي اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف: و تكرمته اياه و ايثاره اياه عليهم، اشتد ذلك عليهم و بدأ البلاء فيهم، فتؤامروا فيما بينهم، و قالوا: «ان يوسف و أخاه أحب الي أبينا منا و نحن عصبة ان ابانا لفي ضلال مبين، اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم و تكونوا من بعده قوما صالحين» أي تتوبون فعند ذلك قالوا «يا أبانا مالك لا تأمنا علي يوسف و انا له لناصحون، أرسله معنا غدا يرتع الآية».

فقال يعقوب: «اني ليحزنني ان تذهبوا به و أخاف أن يأكله الذئب» فانتزعه حذرا عليه من ان تكون البلوي من الله عزوجل علي يعقوب في يوسف خاصة لموقعة من قلبه و حبه له، قال فغلبت قدرة الله و قضائه و نافذ أمره في يعقوب و يوسف و اخوته فلم يقدر يعقوب علي دفع البلاء عن نفسه و لا عن يوسف و ولده فدفعه اليهم و لو لذلك كاره متوقع للبلوي من الله في يوسف، فلما خرجوا من منزلهم لحق مسرعا، فانتزعه من أيديهم فضمه اليه و اعتنقه و بكي و دفعه اليهم.

فانطلقوا به مسرعين، مخالفة أن يأخذه منهم و لا يدفعه اليهم فلما أمعنوا به أتوا به غيضة أشجار، فقالوا نذبحه و نلقيه تحت هذه الشجرة فياكله الذئب الليلة فقال



[ صفحه 203]



كبيرهم «لا تقتلوا يوسف و لكن ألقوه في غيابت الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين» فانطلقوا به فالقوه فيه و هم يظنون انه يغرق فيه فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين اقرؤا يعقوب مني السلام فلما سمعوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تزالوا من هيهنا حتي تعلموا انه قد مات فلم يزالوا بحضرته حتي أمسوا «ورجعوا الي أبيهم عشاء يبكون قالوا: يا أبانا ذهبنا نستبق و تركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب».

فلما سمع مقالتهم استرجع و استعبر و ذكر ما اوحي الله عزوجل اليه من الاستعداد للبلاء فصبرو أذعن للبلاء و قال لهم «بل سولت لكم أنفسك أمرا» و ما كان الله ليطعم لحم يوسف للذئب من قبل أن أري تأويل رؤياه الصادقة قال ابو حمزة ثم انقطع حديث علي بن الحسين عليه السلام عند هذا فلما كان من الغد غدوت عليه فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني امس بحديث ليعقوب و ولده ثم قطعته ما كان من قصة اخوة يوسف و قصة يوسف بعد ذلك.

فقال انهم لما أصبحوا قالوا انطلقوا بنا حتي ننظر ما حال يوسف أمات أم هو حي؟ فلما انتهوا الي الجب و جدوا بحضرة الجب سيارة و «قد أرسلوا واردهم فأدلي دلوه» فلما جذب دلوه اذا هو بغلام متعلق بدلوه فقال لا صحابه يا بشري هذا غلام فلما اخرجوه اقبل اليهم أخوة يوسف فقالوا هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب و جئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم و تنحوا به ناحية فقالوا: اما ان تقرلنا انك عبد لنا فنبيعك بعض هذه السيارة او نقتلنك فقال لهم يوسف: لا تقتلوني و اصنعوا ما شئتم.

فأقبلوا به الي السيارة فقالوا أمنكم من يشتري منا هذا العبد؟ فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما و كان اخوته فيه من الزاهدين و سار به الذي اشتراه من البد و حتي أدخله مصر فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر و ذلك قول الله



[ صفحه 204]



عزوجل «و قال الذي اشتريه من مصر لامراته اكرمي مثواه عيسي أن ينفعنا أو نتخذه ولدا» قال ابوحمزة: فقلت لعلي بن الحسين عليه السلام ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب.

فقال كان ابن تسع سنين فقلت كم كان بين منزل يعقوب يومئذ و بين مصر فقال مسير اثني عشر يوما قال و كان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق يوسف راودته امرءة الملك عن نفسه فقال لها: معاذ الله انا من أهل بيت لا يزنون فغلقت الابواب عليها و عليه و قالت لاتخف و ألقت نفسها عليه فافلت منها هاربا الي الباب ففتحه، فلحقته فجذبت قميصه من خلفه فاخرجته منه فافلت يوسف منها في ثيابه «وألفيا سيد هالدي الباب».

قالت ماجزاء من أراد بأهلك سوء الا ان يسجن أو عذاب اليم» قال فهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف و اله يعقوب ما اردت بأهلك سوء بل هي راودتني عن نفسي فسل هذا الصبي اينا راود صاحبه عن نفسه قال: و كان عندها من أهلها صبي زايرلها فانطق الله الصبي لفصل القضاء فقال: أيها الملك انظر الي قميص يوسف فان كان مقدودا من قدامه فهو الذي راودها و ان كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته.

فلما سمع الملك كلام الصبي و ما اقتص أفزعه ذلك فزعا شديدا فجي بالقميص فنظر اليه فما رأوه مقدودا من خلفه قال لها انه من كيد كن، و قال: ليوسف اعرض عن هذا و لا يسمعه منك أحد و اكتمه قال فلم يكتمه يوسف و أذاعه في المدينة حتي قلن نسوة منهن امرءة العزيز تراود فتيها عن نفسه فبلغها ذلك فارسلت اليهن و هيئت لهن طعاما و مجلسا ثم أتتهن باترج و آتت كل واحدة منهن سكينا ثم قالت ليوسف: أخرج عليهن «فلما رأينه أكبرنه و قطعن أيديهن»و قلن ما قلن.



[ صفحه 205]



فقالت لهن: هذا الذي لمتنني فيه يعني في حبه و خرجت النسوة من عندها فارسلت كل واحدة منهن الي يوسف سرا من صاحبتها تسأله الزيارة فابي عليهن و قال «الا تصرف عني كيدهن أصب اليهن و اكن من الجاهلين» فصرف الله عنه كيدهن فما شاع أمر يوسف و امر امرأة العزيز و النسوة في مصر بداللمك بعد ما سمع قول الصبي ليسجن يوسف فسجنه في السجن و دخل السجن مع يوسف فتيان و كان من قصتهما و قصة يوسف ما قصه الله في الكتاب قال ابو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين صلوات الله عليه [3] .

4. عنه حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن محمد بن سليمان بن ابراهيم، عن جعفر بن محمد التميمي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي عليه السلام قال سئلت ابي سيد العابدين عليه السلام فقلت له يا أبه أخبرني عن جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله لما عرج به الي السماء و أمره ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتي قال له موسي بن عمران ارجع الي ربك فاسئل التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك.

فقال يا بني ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان لا يقترح علي ربه عزو جل و لا يراجعه في شي ء يأمره به فلما سأله موسي عليه السلام ذلك فكان شفيعا لأمته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسي فرجع الي ربه فسأله التخفيف الي ان ردها الي خمس صلوات، قال قلت له يا أبه فلم لا يرجع الي ربه عزوجل و يسأله التخفيف عن خمس صلوات و قد سئله موسي عليه السلام ان يرجع الي ربه و يسئله التخفيف فقال له يا بني اراد عليه السلام ان يحصل لامته التخفيف مع أجر خمسين صلوة يقول الله عزوجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.



[ صفحه 206]



ألا تري انه عليه السلام لما هبط الي الأرض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال يا محمدان ربك يقرئك السلام و يقول انها خمس بخمسين ما يبدل القول لدي و ما انا بظلام للعبيد، قال فقلت له يا أبه أليس الله تعالي ذكره لا يوصف بمكان قال تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا قلت فما معني قول موسي عليه السلام لرسول الله الرجع الي ربك، فقال معناه معني قول ابراهيم عليه السلام «اني ذاهب الي ربي سيهدين» و معني قول موسي «و عجلت اليك رب لترضي» و معني قوله عزوجل «ففروا الي الله» يعني حجوا الي بيت الله.

يا بني ان الكعبة بيت الله فمن حج بيت الله فقد قصد الي الله و المساجد بيوت الله فمن سعي اليها فقد سعي الي الله و قصد اليه و المصلي مادام في صلوته فهو واقف بين يدي الله جل جلاله و أهل موقف عرفات هم وقوف بين يدي الله عزوجل و ان لله تعالي بقاعا في سمواته فمن عرج به الي بقعة منها فقد عرج به اليه ألا تسمع الله عزوجل يقول «تعرج الملائكة و الروح اليه» و يقول في قصة عيسي عليه السلام «بل رفعه الله اليه» و يقول عزوجل «و اليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه» [4] .

5. عنه حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، قال حدثنا محمد بن يحيي العطار، قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي، قال حدثنا محمد بن الوليد الصيرفي، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال لما حضرت رسول الله صلي الله عليه و آله الوفاة دعا العباس بن عبدالمطلب و أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال للعباس يا عم محمد تاخذ تراث محمد و تقضي دينه و تنجز عداته فرد عليه و قال يا رسول الله صلي الله عليه و آله أنا شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح.



[ صفحه 207]



قال فأطرق عليه السلام هنيئة ثم قال يا عباس أتاخذ تراث رسول الله صلي الله عليه و آله و تنجز عداته و تؤدي دينه فقال بأبي أنت و امي انا شيخ كبير كثير العيال قليل المال من يطيقك و أنت تباري الريح فقال رسول الله صلي الله عليه و آله أما أني سأعطيها من يأخذ بحقها ثم قال يا علي يا أخا محمدا تنجز عداة محمد و تقضي دينه و تأخذ تراثه قال نعم بأبي أنت و أمي قال فنظرت اليه حتي نزع خاتمه من اصبعه فقال تختم بهذا في حيوتي قال فنظرت الي الخاتم حين وضعه علي عليه السلام في اصبعه اليمني.

فصاح رسول الله صلي الله عليه و آله يا بلال علي بالمغفر و الدرع و الراية و سيفي ذي الفقار و عمامتي السحاب و البرد و الا برقة و القضيب يقال له الممشوق فوالله ما رأيتها قبل ساعتي تيك يعني الا برقة كادت تخطف الابصار فاذا هي من أبرق الجنة فقال: يا علي ان جبرئيل أتاني بها فقال يا محمدا جعلها في حلقة الدرع و استوفربها مكان المنطقة ثم دعا بزوجي نعال عربيتين احدهما مخصوفة و الاخري غير مخصوفة و القميص الذي اسري به فيه و القميص الذي خرج فيه يوم احد و القلانس الثلث قلنسوة السفر و قلنسوة العيدين و قلنسوة كان يلبسها و يقعد مع أصحابه.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا بلال علي بالبغلتين الشهباء و الدلدل و الناقتين العضباء و الصهباء و الفرسين الجناح الذي كان يوقف بباب مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله لحوائج النئاس يبعث رسول الله صلي الله عليه و آله الرجل في حاجة فيركبه و حيزوم و هو الذي يقول اقدم حيزوم و الحمار اليعفور ثم قال يا علي اقبضها في حيوتي حتي لا ينازعك فيها أحد بعد.

ثم قال أبو عبدالله عليه السلام ان أول شي ء مات من الدواب حماره اليعفور توفي ساعة قبض رسول الله صلي الله عليه و آله قطع خطامه ثم مر يركض حتي وافي بئر بني خطمة بقبا فرمي بنفسه فيها فكانت قبره، ثم قال أبو عبدالله عليه السلام ان يعفور كلم رسول الله صلي الله عليه و آله فقال بأبي انت و أمي ان أبي حدثني عن أبيه عن جده انه كان مع نوح في



[ صفحه 208]



السفينة فنظر اليه يوما نوح عليهماالسلام و مسح يده علي وجهه ثم قال يخرج من صلب هذه الحمار حمار يركبه سيد النبيين و خاتمهم و الحمدلله الذي جعلني ذلك الحمار [5] .

6. عنه حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل، قال حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن خالد، عن ابراهيم بن اسحاق الازدي عن أبيه قال اتيت الأعمش سليمان بن مهران أسأله عن وصية رسول الله صلي الله عليه و آله فقال ايت محمد بن عبدالله فسئله قال فاتيته فحدثني عن زيد بن علي عليه السلام، فقال لما حضرت رسول الله الوفاة و رأسه في حجر علي عليهماالسلام و البيت غاص بمن فيه من المهاجرين و الانصار و العباس قاعد قدامه قال رسول الله صلي الله عليه و آله يا عباس أتقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي.

فقال اني امرؤ كبيرا لسن كثير العيال لامال لي فاعادها عليه ثلثا كل ذلك يردها عليه فقال رسول الله صلي الله عليه و آله سأعطيها رجلا يأخذها بحقها لا يقول مثل ما تقول، ثم قال يا علي أتقبل وصيتي و تقضي ديني و تنجز موعدي قال فخنقته العبرة و لم يستطع ان يجيبه و لقد رأي رأس رسول الله صلي الله عليه و آله يذهب و يجي ء في حجره ثم اعاد عليه، فقال له علي عليه السلام نعم بأبي أنت و امي يا رسول الله صلي الله عليه و آله.

فقال يا بلال ايت بدرع رسول الله صلي الله عليه و آله فأتي بها ثم قال يا بلال ايت براية رسول الله صلي الله عليه و آله فاتي بها ثم قال يا بلال ايت ببلغة رسول الله صلي الله عليه و آله بسرجها و لجامها فاتي بها ثم قال يا علي قم فاقبض هذا بشهادة من في البيت من المهاجرين و الانصاركي لاينازعك فيه أحد من بعدي قال فقال علي عليه السلام و حمل ذلك حتي استودع جميع ذلك في منزله ثم رجع [6] .



[ صفحه 209]



7. روي الفتال باسناده قال: قال علي بن الحسين عليهماالسلام كان ابو طالب يضرب عن رسول الله صلي الله عليه و آله بسيفه و يقيه ينفسه، فلما حضرته الوفاة و قد قويت دعوة رسول الله صلي الله عليه و آله و علت كلمته الا ان قريشا علي عداوتها و حسدها فاجتمعوا الي أبي طالب و رسول الله صلي الله عليه و آله عنده فقالوا نسالك من ابن اخيك النصف قال و ما النصف منه قالوا يكف عنا و نكف عنه فلا يكلمنا و لا نكلمه و لا يقاتلنا و لا نقاتله لأن هذه الدعوة قد باعدت بين القلوب و زرعت الشحناء و أنبتت البغضاء فقال يابن أخي ان بني عمك و عشيرتك يسألونك النصف و ان تكف عنهم و يكفوا عنك.

فقال: يا عم لو انصفني بنو عمي لا جابوا دعوتي و قبلوا نصيحتي و ان الله عزوجل أمرني أن أدعوا لي دينه الحنفية ملة ابراهيم فمن أجابني فله عندالله الرضوان و الخلود في الجنان و من عصاني قاتلته حتي يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين، فقالوا يا أبا طالب سله أرسله الله الينا خاصة أم الي الناس كافة، فقال أبو طالب بابن اخ الي الناس كافة أرسلت ام الي قومك خاصة قال لا بل الي الناس أرسلت كافة الي الأبيض و الاسود و الاحمر و العربي و العجمي.

و الذي نفسي بيده لأدعون الي هذا الأمر الأبيض و الأسود و من علي رؤس الجبال و من في لجج البحار و لأدعون السنة فارس و الروم فتحيرت قريش و استكبرت و قالت اما تسمع الي ابن اخيك و ما يقول و الله لو سمعت فارس و الروم لا ختطفتنا من أرضنا و لقلعت الكعبة حجرا حجرا فانزل الله تعالي «و قالوا ان نتبع الهدي معك نتخطف من أرضنا او لم تمكن لهم حرما آمنا يجبي اليه ثمرات كل شي» الي آخر الاية، و انزلت في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا «الم تركيف فعل ربك باصحاب الفيل» الي آخرها فلما سمعوا ذلك من النبي صلي الله عليه و آله خرجوا من عند أبي طالب.



[ صفحه 210]



فقالوا: لا نري محمدا يزداد الاكبرا و تكبرا و ما هو الا ساحر أو مجنون و توعدوه و تحالفوا و تقاعدوا لئن مات أبوطالب ليجمعن قبايل قريش كلها علي قتله ما امسكت أيديها السياط و بلغ أبا طالب ذلك فجمع بينه و بنو أبيه و احلافهم من قريش فوصاهم برسول الله صلي الله عليه و آله و قال ابن اخي محمد نبي صادق و امين ناطق و ان شانه اعظم شأن و مكانه أعلي مكان من ربه و ان يومي قد حضر و أنتم الخلفاء النحبب فأجيبوا دعوته و اجتمعوا علي نصرته و ارموا عدوه من وراء حوزته فانه الشرف الباقي لكم علي الدهر و انشد.



أوصي بنصر الأمين الخير مشهده

بعدي عليا و عم الخير عباسا



و حمزة الاسد المخشي صولته

و جعفرا ان يذوقوا قبله الباسا



و هاشما كلها اوصي بنصرته

ان يأخذوا دون حرب القوم امراسا



كونوا فدي لكم امي و ما ولدت

من دون أحمد عند الروع أتراسا



بكل أبيض مصقول عوارضه

تخاله في سواد الليل مقياسا



فلما سمع النبي صلي الله عليه و آله من عمه فقال يا عم كلمة واحدة تجب بها لك شفاعتي يوم القيمة فقال يابن أخي صدقت أنت نبي حق و ربك اله حق قال له يا عم ان الله عزوجل وعدني أن قريشا ستؤمن غدا بما تنكره اليوم و ان الله تعالي سيفتح علي الأرض و يظهر دينه علي جميع الاديان و انك راحل الي القيمة فقل معي كلمة تستوجب من الله رضوانه و رحمته، فقال ان أبا طالب حرك بها شفيته و أشار باصبعه فسر النبي صلي الله عليه و آله بذلك و استغفر له [7] .

8. عنه روي ان رجلين دخلا علي علي بن الحسين عليهماالسلام فقال: الا أحدثكما عن رسول الله صلي الله عليه و آله فقالا بلي حدثنا عن أبي القاسم عليه السلام: سمعت ابي يقول لما



[ صفحه 211]



كان قبل وفاة النبي صلي الله عليه و آله بثلثة ايام هبط جبرئيل عليه السلام فقال يا احمد ان الله عزوجل أرسلني اليك اكراما و تفضيلا لك خاصة يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك يا محمد قال النبي صلي الله عليه و آله أجدني مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا، فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل و ملك الموت و معهما ملك يقال له اشمعيل في الهواء علي سبعين الف ملك.

فسبقهم جبرئيل فقال يا أحمد ان الله تعالي أرسلني اليك اكراما لك و تفضيلا لك خاصة يسالك عما هو به أعلم منك فقال كيف تجدك يا محمد قال أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا، فاستاذن ملك الموت فقال جبرئيل يا محمد صلي الله عليه و آله هذا ملك الموت يستأذن عليك لم يستأذن علي أحد قبلك و لا يستأذن علي أحد بعدك قال ائذن له فاذن له جبرئيل عليه السلام فأقبل حتي وقف بين يديه، فقال يا أحمد ان الله تعالي أرسلني اليك و أمرني ان اطيعك فيما تأمرني ان امرتني بقبض نفسك قبضتها و ان كرهت تركتها

فقال النبي صلي الله عليه و آله اتفعل ذلك يا ملك الموت قال نعم بذلك أمرت أن اطيعك فيما تأمرني فقال له جبرئيل يا احمد صلي الله عليه و آله ان الله عزوجل قد اشتاق الي لقائك - قال الشيخ الامام السيد يعني قد أراد كونك في الجنة- فقال رسول الله صلي الله عليه و آله امض لما أمرت فقال جبرئيل هذا آخر وطئي للأرض انما كنت حاجتي من الدنيا، فلما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله و علا روحه الطيب جائت التعزية جائهم أت يسمون حسه و لا يرون شخصه.

فقال السلام عليكم و رحمة الله كل نفس ذائقة الموت و انما توفون أجوركم يوم القيامة ان في الله عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل مافات فبالله ثواب و اياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و



[ صفحه 212]



رحمة الله و بركاته قال اميرالمؤمنين عليه السلام هل تدرون من هذا هذا الخضر عليه السلام [8] .

9. قال المجلسي قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: قال: يا عبادالله: ان آدم لما رأي النور ساطعا من صلبه اذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش الي ظهره رأي النور و لم يتبين الأشباح، فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟ قال الله عزوجل:أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي الي ظهرك، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك اذ كنت وعاء لتلك الأشباح.

فقال آدم: يا رب لو بينتها لي، فقال الله تعالي، انظر يا آدم الي ذروة العرش، فنظر آدم و وقع نور أشباحنا من ظهر آدم علي ذروة العرش فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية، فرأي اشباحنا فقال: ما هذه الاشباح يا رب؟ فقال الله: يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي و برياتي، هذا محمد و أنا الحميد و المحمود من أفعالي شققت له اسما من اسمي و هذا علي و أنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي.

هذه فاطمة و انا فاطر السماوات و الأرض فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي و فاطم اوليائي عما يعتريهم و يشينهم فشققت لها اسما من اسمي، و هذا الحسن و هذا الحسين و انا المحسن المجمل شققت لهما اسما من اسمي هؤلاء خيار خليقتي و كرام بريتي بهم آخذ و بهم أعطي و بهم أعاقب و بهم اثيب فتوسل الي بهم يا آدم و اذا دهتك داهية فاجعلهم الي شفعائك فاني آليت علي نفسي قسما حقا لا اخيب بهم آملا و لا أرد بهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة دعا الله عزوجل بهم فتاب عليه و غفرله [9] .



[ صفحه 213]



10. عنه عن الراوندي عن الصدوق عن ماجيلويه عن ممد العطار عن ابن أبان عن ابن أورمة عن عمر بن عثمان، عن العبقري عن أسباط عن رجل حدثه عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما ان طاوسا قال في مسجد الحرام: اول دم وقع علي الارض دم هابيل حين قتله قابيل و هو يومئذ قتل ربع الناس، فقال له زين العابدين عليه السلام: ليس كما قال ان اول دم وقع علي الارض دم حواء حين حاضت يومئذ قتل سدس الناس كان يومئذ، آدم و حواء و قابيل و هابيل و اختاهما بنتين كانتا، ثم قال عليه السلام: هل تدري ما صنع بقابيل؟ فقال القوم: لا ندري، فقال: و كل الله به ملكين يطلعان به مع الشمس اذا طلعت و يغربان به مع الشمس اذا غربت ينضجانه بالماء الحار مع حر الشمس حتي تقوم الساعة [10] .

11. عنه عن الراوندي باسناده عن الصدوق عن أبيه عن سعد عن أبن أبي عمير، عن علي بن ابي حمزة عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان ابن آدم حين قتل أخاه قتل شرهما خيرهما فوهب الله لآدم ولدا فسماه هبة الله و كان وصيه فلما حضر آدم عليه السلام وفاته قال: يا هبة الله قال: لبيك قال: انطلق الي جبرئيل فقل: ان ابي آدم يقرؤك السلام و يستطعمك من طعام الجنة و قد اشتاق الي ذلك فخرج هبة الله فاستقبله جبرئيل فأبلغه ما أرسله به أبوه اليه فقال له جبرئيل: رحم الله أباك، فرجع هبة الله و قد قبض الله تعالي آدم عليه السلام فخرج به هبة الله و صلي عليه و كبر عليه خمسا و سبعين تكبيرة سبعين لآدم و خمسة لأولاده من بعده [11] .

12. عنه، عن الراوندي باسناده الي الصدوق عن ابن المتوكل عن السعد آبادي عن البرقي، عن ابن محبوب عن هشام عن سعد الاسكاف عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: ان اول من عمل المكيال و الميزان شعيب النبي عليه السلام: عمله بيده،



[ صفحه 214]



فكانوا يكيلون و يوفون ثم انهم بعد طففوا في المكيال و بخسوا في الميزان فأخذتهم الرجفة فعذبوا بها فأصبحوا في دارهم جائمين [12] .

13. عنه باسناده عن الراوندي عن سليمان بن داوود المنقري عن ابن عيينة عن الزهري عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: قال لقمان: يا بني ان اشد العدم عدم القلب، و ان أعظم المصائب مصيبة الدين و أسني المرزئة مرزئته و أنفع الغني غني القلب فتلبث في كل ذلك و الزم القناعة و الرضي بما قسم الله و ان السارق اذا سرق حبسه الله من رزقه، و كان عليه اثمه و لو صبر لنال ذلك و جاءه من وجهه يا بني اخلص طاعة الله حتي لا تخالطها بشي ء من المعاصي، ثم زين الطاعة باتباع أهل الحق فان طاعتهم متصلة بطاعة الله تعالي و زين ذلك بالعلم و حصن علمك بحلم لايخالطه حمق و اخزنه بلين لا يخالطه جهل و شدده بحزم لا يخالطه الضياع و امزج حزمك برفق لا يخالطه العنف [13] .

14. عنه عن نوادر علي بن أسباط: عن سعيد بن عمرو بن أبي نصر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان عابد من بني اسرائيل فقال ابليس لجنده من له فانه قد غمني فقال واحد منهم: أنا له فقال: في أي شي ء؟ قال: ازين له الدنيا، قال: لست بصاحبه، قال الآخر: فأنا له، قال: في أي شي ء؟ قال: في النساء قال: لست بصاحبه قال الثالث: أنا له، قال: في أي شي ء؟ قال: في عبادته قال: أنت له، فلما جنه الليل طرقه فقال: ضيف، فأدخله، فمكث ليلته يصلي حتي أصبح فمكث ثلاثا يصلي و لا يأكل و لا يشرب.

فقال له العابد: يا عبدالله ما رأيت مثلك فقاله له: انك لم تصب شيئا من الذنوب و أنت ضعيف العبادة قال: و ما الذنوب التي أصيبها؟ قال: خذ أربعة



[ صفحه 215]



دراهم فتأتي فلانة البغية فتعطيها درهما للحم و درهما للشراب و درهما لطيبها و درهما لها فتقضي حاجتك منها؟ قال: فنزل و اخذ اربعة دراهم فأتي بابها فقال: يا فلانة يا فلانة فخرجت فلما رأته قالت: مفتون و الله مفتون و الله قالت له: ما تريد؟ قال: خذي اربعة دراهم فهيئي لي طعاما و شرابا و طيبا و تعالي حتي آتيك.

فذهبت فدارت فاذا هي بقطعة من حمار ميت فأخذته ثم عمدت الي بول عتيق فجعلته في كوز ثم جاءت به اليه فقال: هذا طعامك؟ قالت: نعم قال: لا حاجة لي فيه و هذا شرابك؟ فلا حاجة لي فيه اذ هبي فتهيئي فتقذرت جهدها ثم جائته فلما شمها قال: لا حاجة لي فيك: فلما أصبحت كتب علي بابها و ان الله قد غفر لفلانة البغية بفلان العابد [14] .

15. عنه، عن كتاب الغايات: عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: كان أحد ما أوصي به الخضر موسي بن عمران أنه قال: لا تعيرن أحدا بذنب فان أحب الامور الي الله ثلاثة: القصد في الجدة و العفو في المقدرة و الرفق لعبادالله و ما رفق أحد بأحد في الدنيا الا رفق الله له يوم القيامة و رأس الحكمة مخافة الله [15] .

16. عنه، عن الراوندي عن الصدوق عن أبيه عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان بعن أبي عبدالله صلوات الله عليه، قال: أخبرني أبي عن جدي عن النبي صلي الله عليه و آله عن جبرئيل عليه السلام قال: لما أخذ نمرود ابراهيم عليه السلام ليلقيه في النار قلت: يا رب عبدك و خليلك ليس في أرضك احد يعبدك غيره قال الله تعالي: هو عبدي آخذه اذا شئت.

لما القي ابراهيم عليه السلام في النار تلقاه جبرئيل في الهواء و هو يهوي الي النار، فقال: يا ابراهيم لك حاجة؟ فقال: أما اليك فلا و قال: يا الله يا أحد يا



[ صفحه 216]



صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا احد، نجني من النار برحمتك فأوحي الله تعالي الي النار «كوني بردا و سلاما علي ابراهيم» [16] .

17. الطبري حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن اسحاق، عن جعفر ابن محمد بن علي بن حسين عليهم السلام عن أبيه عن جده علي بن الحسين عليه السلام، قال ابن اسحاق: و حدثني الزهري عن علي بن حسين عليه السلام قال: فلما فرغ من غسل رسول الله صلي الله عليه و آله كفن في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين و برد حبرة أدرج فيها ادراجا [17] .

18. قال المسعودي: روي جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: ان الله عزوجل أدب محمدا صلي الله عليه و آله فأحسن تأديبه فقال: «خذ العفو و أمر بالعرف و اعرض عن الجاهلين» فلما كان كذلك قال الله تعالي: «و انك لعلي خلق عظيم» فلما قبل من الله فوض اليه فقال «و ما آتاكم الرسول فخذوه و مانهاكم عه فانتهوا» و كان يضمن علي الله الجنة فأجيز له ذلك [18] .

19. روي الهيتمي عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال سمعت أبي يقول لما كان قبل وفاة رسول الله صلي الله عليه و آله أتاه جبرئيل عليه السلام، فقال يا محمد ان الله عزوجل أرسلني اليك اكراما لك و تفضيلا لك و خاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك فقال النبي صلي الله عليه و آله أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا فلما كان اليوم الثالث هبط جبرئيل عليه السلام و هبط ملك الموت عليه السلام و هبط معهما ملك في الهواء يقال له اسماعيل علي سبعين ألف ملك ليس فيهم ملك الاعلي سبعين ألف ملك يشيعهم جبرئيل عليه السلام.



[ صفحه 217]



فقال يا محمد ان الله عزوجل أرسلني اليك اكراما لك و تفضيلا لك، و خاصة لك أسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك فقال رسول الله صلي الله عليه و آله أجدني يا جبرئيل مغموما و أجدني يا جبرئيل مكروبا قال فاستأذن ملك الموت علي الباب فقال جبرئيل يا محمد هذا ملك الموت يستأذن عليك و ما استأذن علي آدمي قبلك و لا يستأذن علي آدمي بعدك فقال ائذن له فأذن له جبرئيل فأقبل حتي وقف بين يديه، فقال يا محمدان الله عزوجل أرسلني اليك و أمرني ان أطيعك فيما أمرتني به ان تأمرني ان أقبض نفسك قبضتها و ان كرهت تركتها.

قال و تفعل يا ملك الموت قال نعم و بدلك أمرت أن أطيعك فيما أمرتني به فقال له جبرئيل عليه السلام ان الله عزوجل قد اشتاق الي لقائك فقال رسول الله صلي الله عليه و آله امض لما أمرت به فقال له جبرئيل هذا آخر و طأتي في الأرض انما كنت حاجتي في الدنيا فلما توفي رسول الله صلي الله عليه و آله و جاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كل نفس ذائقة الموت ان في الله عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل فائت فبالله فثقوا و اياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله [19] .

20. قال شهاب الدين النويري: روي عن علي بن حسين عليهماالسلام قال: أول خبر قدم المدينة أن امرأة من أهل يثرب تدعي فاطمة كان لها تابع من الجن فجاءها يوما فوقع علي جدارها فقالت: مالك لا تدخل؟ فقال: انه قد بعث نبي يحرم الزني، فحدثت بدلك المرأة عن تابعها من الجن و كان اول خبر يحدث به بالمدينة عن رسول الله صلي الله عليه و آله [20] .



[ صفحه 218]




پاورقي

[1] كمال الدين:392.

[2] كمال الدين: 523.

[3] علل الشرايع:43:1.

[4] علل الشرايع: 126:1.

[5] علل الشرايع: 159:1.

[6] علل الشرايع: 161:1.

[7] روضة الواعظين: 47.

[8] روضة الواعظين: 63.

[9] بحارالانوار 150:11.

[10] بحار الانوار: 238:11.

[11] بحار الانوار: 264:11.

[12] بحار الانوار:382:12.

[13] بحار الانوار: 382:12.

[14] بحار الانوار: 270:63.

[15] بحار الانوار: 453:78.

[16] بحار الانوار: 188:95.

[17] تاريخ الطبري: 212:3.

[18] مروج الذهب: 290:2.

[19] مجمع الزوائد: 34:9.

[20] نهاية الارب: 147:18.