بازگشت

ماجري له في يوم الحرة


1. قال المفيد أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد، عن جده قال حدثنا داوود ابن القاسم، قال حدثنا الحسين بن زيد، عن عمه عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهماالسلام انه كان يقول لم أر مثل التقدم في الدعاء فان العبد ليس تحضره الاجابة في كل وقت و كان مما حفظ عنه عليه السلام من الدعا حين بلغه توجه مسرف بن عقبة الي المدينة.

رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري و كم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري فيامن قل عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني ياذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا و يا ذا النعماء التي لا تحصي عددا صل علي محمد و آل محمد و ادفع عني شره فاني أدرأبك في نحره و استعيذ بك



[ صفحه 155]



من شره.

فقدم مسرف بن عقبة المدينة و كان يقال انه لا يريد غير علي بن الحسين عليهماالسلام فسلم منه و اكرمه و حباه و وصله و جاء الحديث من غير وجه أن مسرف بن عقبة لما قدم المدينة أرسل الي علي بن الحسين عليهماالسلام فاتاه فلما صار اليه قربه و أكرم و قال له وصاني أميرالمؤمنين ببرك و صلتك و تمييزك من غيرك فجزاه خير اثم قال لمن حوله اسرجوا له بغلتي و قال له انصرف الي اهلك فاني أري ان قد أفزعنا هم و اتعبناك بمشيك الينا و لو كان بأيدينا ما نقوي به علي صلتك بقدر حقك لوصلناك

فقال له علي بن الحسين عليهماالسلام ما أعذرني للأمير و ركب فقال مسرف لجلسائه هذا الخير الذي لا شر فيه مع موضعه من رسول الله صلي الله عليه و آله و مكانه فيه [1] .

2. الاربلي: قال ابن الاعرابي: لما وجه يزيد بن معاوية عسكره لا ستباحة أهل المدينة ضم علي بن الحسين عليهماالسلام الي نفسه أربع مائة منا فية يعولهن الي ان تفرق جيش مسرف بن عقبة و قد حكي عنه مثل ذلك عند اخراج ابن الزبير لبني امية من الحجاز [2] .

3. الطبري قال عبدالملك بن نوفل: و فصل ذلك الجيش من عند يزيد و عليهم مسل بن عقبة و قال له: ان حدث بك حدث فاستخلف عن الجيش حصين بن نمير السكوني، و قال له: ادع القوم ثلاثا فان هم أجابوك و الا فقاتلهم فاذا أظهرت عليهم فأبحها ثلاثا فما فيها من مال اورقة أو سلاح أو طعام فهو للجند فاذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس و انظر علي بن الحسين عليهماالسلام فاكفف عنه و استوص به خيرا و ادن مجلسه فانه لم يدخل في شي ء مما دخلوا فيه و قد أتاني كتابه و



[ صفحه 156]



علي لا يعلم بشي ء مما اوصي به يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة و قد كان علي بن الحسين عليهماالسلام لما خرج بنو أمية نحو الشام أوي اليه ثقل مروان بن الحكم و امرأته عائشة بنت عثمان بن عفان و هي ام ابان بن مروان. [3] .

4. عنه و قد حدثت عن محمد بن سعد عن محمد بن عمر، قال لما اخرج اهل المدينة عثمان بن محمد من المدينة كلم مروان بن الحكم ابن عمر أن يغيب أهله عنده فأبي ابن عمر أن يفعل و كلم علي بن الحسين عليهماالسلام و قال: يا أبا الحسن ان لي رحما و حرمي تكون مع حرمك فقال: افعل فبعث بحرمه الي علي بن الحسين عليهماالسلام فخرج بحرمه و حرم مروان حتي وضعهم بينبع و كان مروان شاكرا لعلي بن الحسين عليهماالسلام [4] .

5. عنه قال هشام: قال عوانة عن أبي مخنف قال: قال عبدالملك بن نوفل ابن مساحق، ثم ان مروان أتي بعلي بن الحسين عليهماالسلام و قد كان علي بن الحسين حين اخرجت بنوامية منع ثقل مروان و امرأته و آواها ثم خرجت الي الطائف فهي ام أبان ابنة عثمان بن عفان فبعث ابنه عبدالله معها فشكر ذلك له مروان و أقبل علي بن الحسين يمشي بين مروان و عبدالملك يلتمس بهما عند مسلم الأمان فجاء حتي جلس عنده بينهما. فقال: انك انما جئت تمشي بين هؤلاء لتأمن عندي و الله لو كان هذا الأمر اليهما لقتلتك ولكن أميرالمؤمنين أوصاني بك و اخبرني انك كاتبته فذلك نافعك عندي.

قال عوانة بن الحكم: لما أتي بعلي بن الحسين عليه السلام الي مسلم قال: من هذا؟ قالوا: هذا علي بن الحسين عليهماالسلام قال: مرحبا و اهلا ثم اجلسه معه علي السرير و الطنفسة ثم قال: ان اميرالمؤمنين أوصاني بك قبلا و هو يقول: ان هؤلاء الخبثاء



[ صفحه 157]



شغلوني عنك و عن وصلتك ثم قال لعلي: لعل اهلك فزعوا! قال: اي و الله فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله فرده عليها [5] .

6. قال ابن الاثير قيل: ان معاوية قال ليزيد: ان لك من اهل المدينة يوما فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فانه رجل قد عرفت نصيحته. فلما خلع أهل المدينة أمر مسلما بالمسير اليهم فنادي في الناس بالتجهز الي الحجاز و ان يأخذوا عطاؤهم و معونة مائة دينار فانتدب لذلك اثنا عشر ألفا، و خرج يزيد يعرضهم و هو متقلد سيفا متنكب قوسا عربية و هو يقول:



أبلغ أبا بكر اذا الليل سري

و هبط القوم علي وادي القري



اجمع سركان من القوم تري

أم جع يقظان نفي عنه الكري



يا عجبا من ملحد يا عجبا

مخادع بالدين يعفو بالعري



سار الجيش و عليهم مسلم، فقال له يزيد: ان حدث بك حدث فاستخلف الحصين بن نمير السكوني، و قال له: ادع القوم ثلاثا فان أجابوك و الا فقاتلهم فاذا ظهرت عليهم فانهبها ثلاثا فكل ما فيها من مال أو دابة او سلاح او طعام فهو للجند، فاذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس و انظر علي بن الحسين عليهماالسلام فاكفف عنه و استوص به خيرا فانه لم يدخل مع الناس و انه قد أتاني كتابه.

قد كان مروان بن الحكم كلم ابن عمر لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد و بني امية في ان يغيب أهله عنده فلم يفعل فكلم علي بن الحسين عليهماالسلام فقال: ان لي حرما و حرمي تكون مع حرمك، فقال: افعل فبعث بامرأته و هي عائشة ابنة عثمان بن عفان و حرمه الي علي بن الحسين عليهماالسلام فخرج علي بحرمه و حرم مروان الي ينبع و قيل: بل أرسل حرم مروان و ارسل معهم ابنه عبدالله بن علي الي الطائف [6] .



[ صفحه 158]




پاورقي

[1] الارشاد: 243 و كشف الغمة: 88:2.

[2] كشف الغمة: 107:2.

[3] تاريخ الطبري: 484:5.

[4] تاريخ الطبري: 485:5.

[5] تاريخ الطبري: 493:5.

[6] كامل التواريخ: 112:4.