بازگشت

ماجري بينه و عبدالملك


1. الصفار حدثنا عمران بن موسي حدثني أبو الحسن موسي بن جعفر، عن علي بن معبد، عن علي بن الحسين، عن علي بن عبدالعزيز، عن أبيه قال أبو عبدالله لما ولي عبدالملك بن مروان و استقامت له الأشياء كتب الي الحجاج كتابا و خطه بيده بسم الله الرحمن الرحيم، من عبدالله عبدالملك بن مروان الي الحجاج بن يوسف اما بعد فجنبني دماء بني عبدالمطلب، فاني رأيت آل أبي سفيان لما و لعوافيها لم يلبثوا بعدها الا قليلا و السلام و كتب الكتاب سرا لم يعلم به أحد و بعث به مع البريد الي الحجاج و ورد خبر ذلك عليه من ساعته، عن علي بن الحسين عليهماالسلام و أخبر ان عبدالملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفه، عن بني هاشم و أمر ان يكتب ذلك الي عبدالملك و يخبره بأن رسول الله صلي الله عليه و آله أتاه في منامه و أخبره بذلك فكتب علي بن الحسين بذلك الي عبدالملك بن مروان [1] .

2. قال المفيد: روي هرون بن موسي قال حدثنا عبدالملك بن عبدالعزيز، قال لماولي عبدالملك ابن مروان الخلافة رد الي علي بن الحسين عليهماالسلام صدقات رسول الله صلي الله عليه و آله و صدقات علي بن أبي طالب عليه السلام و كانتا مضمومتين، فخرج عمر بن علي الي عبدالملك يتظلم اليه من نفسه فقال عبدالملك أقول كما قال ابن أبي الحقيق:



[ صفحه 129]



انا اذا مالت دواعي الهوي

و أنصت الماسع للقائل



و اصطرع الناس بالبابهم

نقضي بحكم عادل فاصل



لا نجعل الباطل حقا و لا

نلط دون الحق بالباطل



نخاف أن نسفه أحلامنا

فنحمل الدهر مع الخامل [2] .



3. الراوندي عن الباقر عليه السلام أنه قال كان عبدالملك بن مروان يطوف بالبيت و علي بن الحسين عليهماالسلام يطوف بين يديه فلا يلتفت اليه و لم يكن عبدالملك يعرفه بوجهه فقال من هذا الذي يطوف بين أيدينا و لا يلتفت الينا، فقيل له هذا علي بن الحسين، فجلس مكانه و قال ردوه الي فردوه فقال له يا علي بن الحسين اني لست قاتل أبيك فما يمنعك من المصير الي.

فقال ان قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه و أفسد أبي عليه آخرته، فان أحببت أن تكون كهوفكن فقال كلا و لكن صر الينا لتنال من دنيانا فجلس زين العابدين و بسط رداه و قال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك فاذا رداه مملو دررا يكاد شعاعها يخطف الأبصار فقال له من تكون هذه حرمته عند ربه يحتاج الي دنياك ثم قال اللهم خذها فمالي فيها حاجة [3] .

4. عنه ان الحجاج بن يوسف كتب الي عبدالملك بن مروان ان أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين فكتب عبدالملك اليه أما بعد فجنبني دمآء بني هاشم و احقنها فاني رأيت آل أبي سفيان لما أولعوا فيها لم يلبثوا أن زال الملك عنهم و بعث بالكتاب سرا الي الحجاج، فكتب [4] اليه علمت ما كتبت في حقن دماء بني هاشم و قد شكر الله لك ذلك و ثبت ملكك و زاد في عمرك و بعث به مع غلام له



[ صفحه 130]



بتاريه تلك الساعة التي أنفذ الكتاب عبدالملك الي الحجاج بذلك فلما قدم الغلام و سلمه اليه الكتاب نظر عبدالملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتاريخ فلم يشك في صدق زين العابدين عليه السلام ففرح بذلك و بعث اليه بوقر دنانير و سأله أن يبسط اليه بجميع حوائجه و حوائج أهل بيته و مواليه و كان في كتابه عليه السلام ان رسول الله اتاني في النوم فعرفني ما كتبت به الي الحجاج و ما شكرلك علي ذلك [5] .

5. الحافظ أبو نعيم حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشيد، قال ثنا عبدالله بن محمد بن عمرو البلوي، قال ثنا يحيي بن زيد بن الحسن قال حدثني سالم بن فروخ مولي الجعفريين عن ابن شهاب الزهري، قال: شهدت علي بن الحسين عليهماالسلام يوم حمله عبدالملك بن مروان من المدينة الي الشام فاثقله حديدا و وكل به حفاظا في عدة و جمع فاستأذنتهم في التسليم عليه و التوديع له فأذنوا لي فدخلت عليه و هو في قبة و الاقياد في رجليه و الغل في يديه فبكيت. و قلت: وددت اني مكانك أنت سالم، فقال: يا زهري أتظن أن هذا مما تري علي و في عنقي يكربني، أما لو شئت ما كان. فانه و ان بلغ عنك و بأمثالك ليذكري عذاب الله ثم أخرج يديه من الغل و رجليه من القيد. ثم قال: يا زهري لا جزت معهم علي ذا منزلتين من المدينة قال:

قال فما لبثنا الا أربع ليال حتي قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه. فقال لي بعضهم: انا لنراه متبوعا، انه لنازل و نحن حوله لاننام نرصده، اذا أصبحنا فما وجدنا بين محمله الا حديده. قال الزهري: فقدمت بعد ذلك علي عبدالملك بن مروان فسألني عن علي بن الحسين عليهماالسلام فأخبرته. فقال



[ صفحه 131]



لي: انه قد جاء ني في يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال: ما أنا و أنت فقلت: أقم عندي فقال: لا أحب ثم خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة. قال الزهري فقلت: يا أميرالمؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن! انه مشغول بنفسه. فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به: قال و كان الزهري اذا ذكر علي بن الحسين عليه السلام يبكي و يقول: زين العابدين [6] .

6. قال سبط ابن الجوزي و ذكر ابن حمدون في كتاب التذكرة عن الزهري قال: حمل عبدالملك بن مروان علي بن الحسين عليهماالسلام مقيدا من المدينة فاثقله حديدا و وكل به حفظة قال فأستاذنتهم في وداعه فاذنوا فدخلت عليه و القيود في رجليه و الغل في يديه و هو في قبة فبكيت و قلت و ددت اني مكانك و أنت سالم فقال يا زهري أتظن أن ما تري علي و في عنقي يكرئني أما لوشئت لما كان و انه ليذكرني عذاب الله ثم اخرج رجليه من القيد و يديه من الغل ثم قال: جزت معهم علي ذا ميلين من المدينة قال فما مضت الا أربع ليال و اذا قد الموكلون الذين كانوا معه الي المدينة يطلبونه فما وجدوه فسألت بعضهم، فقالوا انا نراه متبوعا انه لنازل و نحن حوله نرصده اذا طلع الفجر فلم نجده و وجدنا حديده.

قال الزهري: فقدمت بعد ذلك علي عبدالملك فسألني عنه فأخبرته فقال قد جاءني يوم فقده الأعوان فدخل علي فقال ما أنا و أنت فقلت أقم عندي قال: لا أحب ثم خرج فوالله لقد امتلأ قلبي منه خيفة [7] .

7. قال ابن عبد ربه تزوج علي بن الحسين عليهماالسلام جارية له و أعتقها، فبلغ ذلك عبدالملك فكتب اليه يؤنبه. فكتب اليه علي عليه السلام: ان الله رفع بالاسلام



[ صفحه 132]



الخسيسة و أتم به النقيصة و اكرم به من اللؤم، فلا عار علي مسلم و هذا رسول الله صلي الله عليه و آله قد تزوج امته و امرأة عبده، فقال عبدالملك: ان علي بن الحسين عليهماالسلام يشرف من حيث يتضع الناس [8] .

8. روي المجلسي عن فتح الأبواب عن محمد بن الحسين بن داوود الخراجي، عن أبيه و محمد بن علي بن حسن المقري، عن علي بن الحسين بن أبي يعقوب الهمداني، عن جعفر بن محمد الحسيني عن الآمدي، عن عبدالرحمن بن قريب، عن سفيان بن عيينة عن الزهري قال: دخلت مع علي بن الحسين عليهماالسلام علي عبدالملك بن مروان قال: فاستعظم عبدالملك ما رأي من أثر السجود بين عيني علي بن الحسين عليهماالسلام فقال: يا أبا محمد لقد بين عليك الاجتهاد و لقد سبق لك من الله الحسني و أنت بضعة من رسول الله صلي الله عليه و آله قريب النسب و كيد السبب و انك لذوفضل عظيم علي أهل بيتك و ذوي عصرك و لقد أوتيت من الفضل و العلم و الدين و الورع ما لم يؤته احد مثلك و لا قبلك الا من مضي من سلفك و أقبل يثني عليه و يطريه.

قال: فقال علي بن الحسين عليهماالسلام: كلما ذكرته و وصفته من فضل الله سبحانه و تأييده و توفيقه فأين شكره علي ما أنعم يا أميرالمؤمنين؟ كان رسول الله صلي الله عليه و آله يقف في الصلاة حتي ترم قدماه و يظمأ في الصيام حتي يعصب فوه، فقيل له: يا رسول الله صلي الله عليه و آله ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فيقول صلي الله عليه و آله أفلا اكون عبدا شكورا، الحمدلله علي ما أولي و أبلي و له الحمد في الاخرة و الاولي، و الله لو تقطعت أعضائي و سالت مقلتاي علي صدري لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمه التي لا يحصيها العادون و لا يبلغ حد



[ صفحه 133]



نعمة منها علي جميع حمد الحامدين.

لا و الله أو يراني الله لا يشغلني شي ء عن شكره و ذكره في ليل و لا نهار و لا سر و لا علانية، و لو لا أن لأهلي علي حقا و لسائر الناس من خاصهم و عامهم علي حقوقا لا يسعني الا القيام بها حسب الوسع و الطاقة حتي أوديها اليهم لرميت بطرفي الي السماء و بقلبي الي الله ثم لم ارددها حتي يقضي الله علي نفسي و هو خير الحاكمين و بكي عليه السلام و بكي عبدالملك و قال: شتان بين عبدطلب الآخرة و سعي لها سعيها و بين من طلب الدنيا من اين جاءته ماله في الآخرة من خلاق، ثم أقبل يسأله عن حاجاته و عما قصد له فشفعه فيمن شفع و وصله بمال [9] .


پاورقي

[1] بصائر الدرجات: 396.

[2] الارشاد: 242.

[3] الخرائج: 232.

[4] يعني علي بن الحسين عليهماالسلام كتب الي عبدالملك.

[5] الخرائج: 232 و كشف الغمه 112:2.

[6] حلية الاولياء: 135:3.

[7] تذكرة الخواص: 324 و مطالب السؤل: 78.

[8] العقد الفريد: 128:6.

[9] بحار الانوار: 56:46.