بازگشت

ماجري له في كربلا


1. قال المفيد: فجمع الحسين عليه السلام أصحابه عنه قرب المساء قال علي بن الحسين زين العابدين عليهماالسلام فدنوت منه لأسمع ما يقول لهم و انا اذ ذاك مريض فسمعت أبي يقول لأصحابه اثني علي الله أحسن الثناء و أحمده علي السرآء و الضراء اللهم اني أحمدك علي أن أكرمتنا بالنبوة و علمتنا القرآن و فقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة فاجعلنا من الشاكرين [1] .

2. عنه قال علي بن الحسين عليهماالسلام اني جالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها و عندي عمتي زينب تمرضني اذا عتزل أبي في خباء له و عنده جوين مولي أبي ذر الغفاري و هو يعالج سيفه و يصلحه و أبي يقول:



يا دهر أف لك من خليل

كم لك بالاشراق و الاصيل



من صاحب أو طالب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل



و انما الأمر الي الجليل

و كل حي سالك سبيل



فأعادها مرتين أو ثلثا فهمتها و عرفت ما أراد فخنقتني العبرة فرددتها و



[ صفحه 114]



لزمت السكوت و علمت ان البلاء قد نزل [2] .

3. عنه قال حميد بن مسلم: فوالله لقد كنت أري المرأة من نسائه و بناته و أهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فتذهب به منها ثم، انتهينا الي علي بن الحسين عليهماالسلام و هو منبسط علي فراش و هو شديد المرض و مع شمر جماعة من الرجالة فقالوا له الا نقتل هذا العليل فقلت سبحان الله أيقتل الصبيان انما هذا صبي و انه لما به فلم ازل حتي دفعتهم عنه و جاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه و بكين.

فقال: لا صحابه لا يدخل أحد منكم بيوت هؤلاء النسوة و لا تعرضوا لهذا الغلام المريض و سألته النسوة ليسترجع ما أخذ منهن ليستترن به فقال من أخذ من متاعهن شيئا فليرده عليهن فوالله ما رد أحد منهم شيئا فوكل بالفسطاط و بيوت النساء و علي بن الحسين عليهماالسلام جماعة ممن كانوا معه و قال احفظوهم لئلا يخرج منهم أحد و لا تسؤن اليهم ثم عاد الي مضربه فنادي في أصحابه من ينتدب للحسين فيؤطئه فرسه [3] .

4. قال محمد بن سعد و كان علي بن حسين الأصغر مريضا نائما علي فراش فقال شمر بن ذي الجوشن الملعون: اقتلوا هذا فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله أتقتل فتي حدثنا مريض؛ لم يقاتل و جاء عمر بن سعد فقال: لا تعرضوا لهؤلاء النسوة و لا لهذا المريض، قال علي بن حسين: فغيبني رجل منهم و أكرم نزلي واحتضنني و جعل يبكي كلما خرج و دخل حتي كنت أقول: ان يكن عند أحد من الناس وفاء فعند هذا الي أن نادي منادي ابن زياد: ألا من وجد علي بن حسين فليأت به فقد جعلنا فيه ثلاثمائة درهم.



[ صفحه 115]



قال: فدخل و الله علي و هو يبكي و جعل يربط يدي الي عنقي و هو يقول: أخاف فأخرجني و الله اليهم مربوطا حتي دفعني اليهم و أخذ ثلاثمائة درهم و أنا انظر اليها فأخذت فادخلت علي ابن زياد فقال: ما اسمك؟ فقلت: علي بن حسين قال: أو لم يقتل الله عليا؟ قال: قلت: كان لي أخ يقال له علي اكبر مني، قتله الناس قال: بل الله قتله قلت: الله يتوفي الأنفس حين موتها فأمر بقتله فصاحت زينب بنت علي يابن زياد: حسبك من دمائنا أسألك بالله أن قتلته الا قتلتني معه فتركه [4] .


پاورقي

[1] الارشاد: 214.

[2] الارشاد: 215.

[3] الارشاد: 226.

[4] ترجمة الامام الحسين من طبقات ابن سعد.