بازگشت

ماجري بينه و جابر


1. الطوسي: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو عبدالله جعفر ابن محمد بن حسن العلوي الحسيني، قال: حدثنا أبو نصر أحمد بن عبدالمنعم بن نصر الصيداوي قال: حدثنا حسين بن شداد الجعفي عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ان فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت الي ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أتت جابر بن عبدالله ابن عمرو بن حزام الأنصاري، فقالت له: يا صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله لنا عليكم حقوقا من حقنا عليكم أن اذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه الي البقيا علي نفسه.

هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه و ثفنت جبهته و ركبتاه و راحتاه أدأب منه لنفسه في العبادة فأتي جابر بن عبدالله باب علي بن الحسين عليهماالسلام و بالباب أبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام في اغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك



[ صفحه 109]



فنظر جابر اليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله صلي الله عليه و آله و سجيته فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال أنا محمد بن علي بن الحسين، فبكي جابر بن عبدالله رضي الله عنه، ثم قالت: أنت و الله الباقر عن العلم حقا ادن مني بأبي أنت و أمي فدنا منه فحل جابر أزاره و وضع يده علي صدره فقبله و جعل عليه خده و وجهه و قاله له:

أقرئك عن جدك رسول الله صلي الله عليه و آله و قد أمرني أن أفعل بك ما فعلت و قال لي يوشك أن تعيش و تبقي حتي تلقي من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا و قال لي: انك تبقي حتي تعمي ثم يكشف لك عن بصرك ثم قال لي ائذن علي أبيك فدخل أبو جعفر علي أبيه فأخبره الخبر و قال: ان شيخا بالباب و قد فعل بي كيت و كيت فقال: يا بني ذلك جابر بن عبدالله ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال و فعل بك ما فعل؟ قال: نعم انا لله انه لم يقصدك فيه بسوء و لقد أشاط بدمك.

ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي عليه السلام فسأله عن حاله سؤالا خفيا ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول: يابن رسول الله أما علمت ان الله تعالي انما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين عليهماالسلام: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله صلي الله عليه و آله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد له و تعبد بأبي هو أمي حتي انتفخ الساق و ورم القدم و قيل له: اتفعل هذا و قد غفر لك ما تقدم من ذنبك ما تأخر؟ قال فلا أكون عبدا شكورا.

فما نظر جابر الي علي بن الحسين عليهماالسلام و ليس يغني فيه من قول يستميله من الجهد و التعب الي القصد قال له: يابن رسول الله البقيا علي نفسك فانك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء و تستكشف اللأواء و بهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر لا أزال علي منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتي ألقاهما، فأقبل جابر علي من



[ صفحه 110]



حضر فقال لهم و الله في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين عليهماالسلام الا يوسف ابن يعقوب و الله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ان منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا [1] .


پاورقي

[1] امالي الطوسي: 249:2.